ما سر التحشيد العسكري الأمريكي في سقطرى؟!
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
الثورة /
تبحث الولايات المتحدة الأمريكية عن أي وسيلة لحفظ ماء وجهها وردع عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
وتوصلت القيادة العسكرية الأمريكية إلى قناعة بعدم جدوائية الحل العسكري، فالغارات الأمريكية البريطانية على اليمن لم تحقق شيئاً يذكر، ولم تؤثر على القدرات العسكرية اليمنية التي تتصاعد من يوم إلى آخر.
وذكرت وسائل إعلام متعددة أن العدو الأمريكي لجأ مؤخراً إلى تعزيز تواجده العسكري في جزيرة سقطرى، المطلة على المحيط الهندي، عبر سلسلة من الإجراءات تهدف للتصدي للصواريخ اليمنية بعيدة المدى، ولا سيما بعد قرار اليمن بتوسيع المعركة لتشمل المحيط الهندي.
ويرى نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عبد الله بن عامر أن التواجد الأمريكي في سقطرى واحتلاله للجزيرة ونشر نظام دفاعي فيها هو اعتراف وإقرار واضح بالتواجد غير الشرعي لقواته في جزيرة سقطرى اليمنية.
وأضاف بن عامر في تصريحات إعلامية سابقة أن حديث الأمريكي عن تعزيز دفاعاته في جزيرة سقطرى هو تأكيد على فاعلية الهجمات اليمنية باتجاه المحيط الهندي؛ لأنه لو لم تكن هناك عمليات ناجحة باتجاه المحيط الهندي لما احتاج الأمريكي إلى تعزيز دفاعاته.
وفي السياق يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان إن الإجراءات التي ينفذها العدو الأمريكي في أرخبيل سقطرى، بنشره عدداً من بطاريات الدفاع الصاروخي في هذه الجزيرة، هي خطوة تأتي ضمن مخطط جديد يحاول من خلاله العدو الأمريكي احتواء عملياتنا الهجومية التي بدأت تستهدف سفنه، وسف
ن كيان العدو الصهيوني في مياه البحر العربي والمحيط الهندي.
ويوضح عثمان أن الأمريكي يريد أن يحول جزيرة سقطرى إلى قاعدة له، لتعزيز قدرته على المواجهة، ولتعويض واقع الفشل المخزي لأساطيله ومجموعاته البحرية التي أثبتت انهيارها وإخفاقها، موضحاً أنه يحاول سد هذه الفجوة باستخدام جزيرة سقطرى كمركز دفاعي عبر صد الصواريخ والمسيرات ومنعها من ضرب سفنه، وسفن كيان العدو الصهيوني أثناء عبورها خط المحيط الهندي، ورأس الرجاء الصالح الذي يعتبر آخر خط عبور للملاحة الصهيونية بعد أن تم حظر البحرين الأحمر والعربي.
ويؤكد أن هذه الخطوة بقدر ما هي نوع من حالة التصعيد، لكنها تعكس بشكل واضح حالة التخبط الذي يعاني منه العدو الأمريكي، وواقع الانكسار والفشل الاستراتيجي الذي لم يعد يستطيع السيطرة عليه، أمام تصاعد عمليات قواتنا المسلحة، مضيفاً أن مسألة اختياره لجزيرة سقطرى كمحطة لحماية سفنه والسفن الصهيونية خطوة لن تعطي أي جديد في مضمار المعركة.
ويشير إلى أن المنظومات التي أعاد نشرها على الجزيرة، ونفترض أنها (باتريوت أو ثاد أو نظائر موازية من طراز أرض جو) في بعدها التقني ليست أفضل من تلك النظم والتكنولوجيا الأكثر تطوراً التي تستخدمها مجموعاته من المدمرات والسفن في البحر الأحمر وخليج عدن كمنظومات Standard Missile-6 وStandard-3 ورادارات SPY-6 التي تعتبر من أحدث التقنيات الخاصة بالدفاع الجوي.
وأضاف بالقول: لذلك إذا كانت هذه التكنولوجيا قد فشلت بشكل كلي في صد الصواريخ والمسيرات ولم تتمكن من حماية أي سفينة، فمنظومات الباتريوت أو غيرها من نظم الدفاع البرية لن تكون أفضل حال منها، بل أنها ستخرج بفشل فضائحي أسوأ بكثير من نظيراتها.
ويكرر التأكيد على أن كل ما سيحققه العدو الأمريكي عبر إجراءاته ليست أكثر من تدوير للفشل فقط، فلن يتمكن من توفير أي حماية لسفنه، أو سفن كيان العدو الصهيوني، سواء تلك التي تبحر من خليج عدن وباب المندب أو تلك التي تبحر عبر المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح، موضحاً أن عملياتنا الهجومية تأخذ واقعاً متصاعداً، وباتت قواتنا المسلحة -بفضل الله تعالى- تستخدم نظماً صاروخية وجوية متطورة، وتمتلك القدرة على تجاوز مختلف نظم الدفاع الجوي والتحليق لمسافات بعيدة المدى بطرق شبحية معقدة.
من جانبه يرى المتحدث باسم الأحزاب المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري أن تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية المحتلة وخاصة الجزر اليمنية يأتي في إطار محاولة الإدارة الأمريكية نشر قوات عسكرية متخصصة في الدفاعات الجوية والبحرية وهو تعزيز لتواجدها في جزيرة سقطرى اليمنية، بحسب تصريحات المسؤول الدفاعي في البنتاغون بقوله «عززنا دفاعاتنا الصاروخية بجزيرة سقطرى».
ويضيف أن الأمر الذي يؤكد على التواجد العسكري الأمريكي في الجزيرة يأتي في ظل صمت وتواطؤ ما تسمى حكومة الفنادق التي لم تحرك ساكناً تجاه هذا التواجد.
ويضيف العامري « كما يدل هذا الموقف الأمريكي بوضوح على ضعف قدرة البوارج والمدمرات الأمريكية والبريطانية والغربية المتواجدة حالياً في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي على صد العمليات العسكرية اليمنية التي باتت تؤرق مضاجع الغرب».
ويكمل حديثه «ومع تصريحات البنتاغون ورفض السعودية المشاركة وتعزيز الدفاعات الجوية والبحرية الأمريكية في سقطرى فإن لذلك دلالات واضحة، حيث يعد اعترافاً أمريكياً بقدرة صنعاء والمكون الوطني على ضرب الأهداف والمصالح الأمريكية في المنطقة»، لافتاً إلى أن البنتاغون على لسان المسؤول الدفاعي قال في سياق تصريحه للقناة الخاصة بهم والناطقة بالعربية، «إن المنظومات الدفاعية التي تم تعزيزها في سقطرى هدفها التصدي للصواريخ بعيدة المدى»، مؤكداً أن في ذلك إقرار آخر بأن صنعاء باتت تمتلك صواريخ محلية مصنفة حسب التصنيف الأمريكي على أنها بعيدة المدى، والتي تصل مدياتها إلى آلاف الكيلومترات.
ويؤكد العامري أننا نجد اليوم أنفسنا أمام واقع لا بد منه في المواجهة المباشرة مع أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني مستمدين قوتنا من الموقف الثوري المتمثل في رجل القول والفعل السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- قائد الثورة، والقدرات العسكرية اليمنية المتطورة، والتفاف الشعب اليمني حول قيادته، مؤكداً على مواصلة العمل على تحقيق النصر للأمة الإسلامية وتحرير فلسطين المحتلة.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العدو الأمریکی فی جزیرة سقطرى المحیط الهندی بعیدة المدى الأمریکی فی فی سقطرى
إقرأ أيضاً:
دور القبيلة اليمنية في محطات
الشيخ يحيى محمد أبو هادي *
ربما سعى العدو إلى تفكيك القبيلة وإضعاف دورها وتشويهها لتصبح غير فاعلة ولا تقوم بدورها المعهود في الجوانب المختلفة بما يمكن العدو من التغلغل وتنفيذ أجنداته الماكرة بحق الوطن، ولأن العدو يعلم جيداً حجم وأهمية دور القبيلة فقد سعى لتفكيكها وهذا ما لاحظته القبيلة في العقود الماضية حيث عمل النظام السابق على تدمير بنية القبيلة اليمنية وتشويهها وإلصاق كل عيب وتخلف بها متناسياً ما تحمله من منظومة متكاملة من الأخلاق الحميد والقيم الرفيعة، كما عمد النظام إلى إضعاف العلاقة بين الشيخ و قبيلته بخلق مشائخ موازين للمشائخ الأصيلين للقبيلة ما أدى إلى نشوء علاقة هشة بين الشيخ المفروض على القبيلة وأفرادها الذين لم يتقبلوا هذا الفرض عليهم، كما عملت الحزبية على تشويه دور القبيلة والسخرية بعاداتها الحميدة و تلقين الفرد القبلي مفاهيم تتعالى على مفردات القيم والعادات القبلية وتنظر إليها كنوع من التخلف والرجعية.
كل ما قام به العدو من تفكيك للقبيلة عبر أدواته في الداخل لم يمنع القبيلة من ممارسة دورها الوطني في الحفاظ على الوطن والدفاع عنه في أزماته المهددة لأمنه واستقراره بل ومصيره، فعند اندلاع ثورة 2011 ضد النظام السابق وما تلى ذلك من أحداث أفضت إلى غياب الدولة تماماً بفراغ رئاسي واستقالة الحكومة وهيكلة الجيش وتقاسمه بين الأطراف المتصارعة توقع العالم أن ينحدر اليمن إلى مستنقع أسوأ من المستنقع الصومالي وأن ينهار بشكل مأساوي، بلد لا رئيس له وحكومة ولا جيش وبعد سنوات من الحروب والصراع الداخلي، ولكن الدهشة أصابت كل المراقبين عندما استمرت الحياة بشكلها الطبيعي واستمرت المؤسسات في عملها ولم يشهد المجتمع حركة نهب أو انفلات أمني أو انتشار للجريمة، وكان ذلك بسبب حفاظ القبيلة على دورها في ضبط الأمن في مناطقها وتشبع المواطن اليمني بالأخلاق والقيم التي تحرم عليه الاعتداء على حياة أو ممتلكات الغير، وهذه يد بيضاء للقبيلة اليمنية في أحلك مراحل اليمني سواداً وأشدها قتامة.
كما كان للقبيلة اليمنية دوراً مهماً في وأد فتنة الثاني من ديسمبر حيث وقفت على وجه الخصوص قبائل طوق صنعاء موقفاً تاريخياً إلى جانب الوطن وأثبتت وعيها العالي والكبير للانحياز للوطن ومصلحته وأمنه واستقراره غير منجرة وراء العصبية أو الاغراءات أو تهديدات العدوان.
وفي ظل العدوان كان للقبيلة الدور الأبرز في مواجهة العدوان بما تقوم به من الرفد الجبهات بالرجال وقوافل الغذاء التي لم تنفك عن إرسالها إلى الجبهات، كما أن القبيلة لم تتوقف عند هذا الحد بل تواصل دورها في مواساة الجرحى ورعاية أسر الشهداء والأسرى، ومتابعة ملف المفقودين والأسرى وقد نجحت القبيلة بالتعاون مع الجهات الخاصة بالوصول إلى عدد كبير من صفقات التبادل بين الأسرى بعيداً عن تحالف العدوان الهمجي.
من جهة أخرى عملت القبيلة على توقيع وثيقة الشرف القبلي الداعمة لصمود الشعب اليمني والتيهي بحاجة فقط إلى آلية لتنفيذها بما يضمن الاستفادة منها.
كما كان للقبيلة دورها الفاعل في دعم وتأييد ثورة 21 سبتمبر 2014م بما قامت به من اعتصامات ورفد ساحات الاعتصام بالرجال والمال خاصة طوق صنعاء والقبائل المحيطة.
لذلك ولكل ما سبق فإن الحديث عن تفعيل دور القبيلة من نظرة واقعية يعتبره البعض ظلماً لها وانكاراً لدورها الذي قامت به خلال تاريخها وما ينبغي فعله اليوم هو العمل على تفعيلها بشكل أكبر تأثيراً وأوسع نشاطاً.
*عضو مجلس التلاحم القبلي شيخ غزلة قبيلة ابو هادي أفلح الشام.