أكدت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا أن الهجمات الإرهابية التي تشنها الميليشيات الحوثية بدعم إيران في البحر الأحمر وباب المندب تهدد حياة الأبرياء وتعيق عملية إيصال المساعدات الإنسانية لليمن والمنطقة. 

وأشارت واشنطن ولندن عبر بعثتيهما لدى الأمم المتحدة في اجتماع مجلس الأمن الدولي، مساء الإثنين، أن الميليشيات الحوثية يواصلون التعنت عبر أفعالهم المتهورة والتصعيد ضد الشحن البحري.

مشيرين إلى أن تلك الأعمال العدائية تقويض الجهود الرامية إلى إحلال السلام الذي ينشده اليمنيون من سنوات.

وقالت الممثلة الدائمة لبريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد: "لا يزال الحوثيون يواصلون المخاطرة بمزيد من التصعيد من خلال هجماتهم المستمرة ضد الشحن في البحر الأحمر، إن أفعالهم المتهورة هذه تهدد بتقويض الجهود الرامية إلى إحلال السلام للشعب اليمني بشكل خطير". مضيفة: إن "استمرار الحوثيين في تنفيذ هجماتهم البحرية يهدد حياة الأبرياء، ويعرض عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن والمنطقة للخطر".

وأكدت: أن إصدار الحوثيين مؤخراً لعملة مزيفة يهدد بزعزعة استقرار القطاع المصرفي وتعميق الانقسام في اقتصاد البلاد الهش بالفعل، لذا ندعوها إلى "إعطاء الأولوية لمصالح الشعب اليمني، والانخراط في جهود الأمم المتحدة لحل التفتت الاقتصادي ووقف الاستفزازات من أجل الحفاظ على مساحة لعملية السلام بين اليمنيين".

من جانبه طالب الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة؛ روبرت وود، في كلمته أمام اجتماع مجلس الأمن، بضرورة التحرك الدولي لإيقاف هجمات الحوثيين البحرية "المتهورة"، نظراً لتأثيراتها الخطيرة على التجارة الدولية وتدهور الأزمة الإنسانية وجهود السلام في اليمن. 

وأضاف: يجب اتخاذ المزيد من الإجراءات من أجل تنفيذ قرار حظر الأسلحة المفروض على جماعة الحوثيين، وتحديد الأطراف التي تنتهك القرار، و"خاصة إيران التي تواصل الجهود لإثارة عدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة، وتقدم الدعم العسكري للحوثيين".

وقال: "إن هجمات الحوثيين المتهورة في البحر الأحمر، تعيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى 11.2 مليون يمني وإلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها في بلدان أخرى، وتقوض احتمالات السلام في البلاد، ويجب أن نواصل جهودنا من أجل وقف هذه الهجمات، بما يتوافق مع القرار 2722". 

وأشار الدبلوماسي الأميركي إلى أن الحوثيين يحاولون من خلال تنفيذ هذه الهجمات، صرف الانتباه عن إخفاقاتهم العديدة وانتهاكاتهم لحقوق المدنيين في اليمن، حيث "لا يزالون يفرضون حصاراً خانقاً على تعز، ويطلقون قذائف القناصة بشكل متكرر على المدينة ما يؤدي إلى مقتل وإصابة الأطفال، ويصدرون أحكاما جائرة في حق المخالفين لهم أو منتقديهم، ويمارسون الاحتجاز التعسفي لأفراد الأقليات الدينية".

وأكد الدبلوماسي الأمريكي أن الحوثيين "ليسوا فقط على استعداد للحكم على ملايين الرجال والنساء والأطفال في اليمن بالجوع من أجل مصالحهم الخاصة وتعزيز أجندتهم المدعومة من إيران، ولكنهم أيضاً على استعداد لاستخدام العنف والإرهاب من أجل السيطرة".

وجددت بريطانيا وأميركا التأكيد على دعم الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص؛ غروندبرغ للتقدم في خارطة الطريق نحو حوار يمني - يمني بقيادة الأمم المتحدة، باعتبار أن التسوية السياسية الشاملة هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام والاستقرار طويل الأمد في اليمن ومعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی الیمن من أجل

إقرأ أيضاً:

الحوثيون في صدارة المتهمين.. أكثر من 580 انتهاكًا خطيرًا ضد أطفال اليمن في 2024

كشف تقرير حديث صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن تحركات للتحقيق من 583 انتهاكًا جسيمًا طال 504 أطفال خلال العام 2024، بالإضافة إلى 204 انتهاكات تعود إلى أعوام سابقة، مشيرًا إلى أن الجزء الأكبر من هذه الانتهاكات نُسب إلى ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وخلال التقرير أطلقت الأمم المتحدة تحذيرًا جديدًا بشأن تصاعد وتيرة الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الأطفال في اليمن. حيث سلط التقرير على انتهاكات تشمل القتل والتشويه، وتجنيد الأطفال، والعنف الجنسي، والاختطاف، واستهداف المدارس والمستشفيات، إضافة إلى منع المساعدات الإنسانية عن الأطفال.

ودعا غوتيريش كافة أطراف النزاع في اليمن إلى السماح للأمم المتحدة بالوصول الفوري وغير المشروط للأطفال المحتجزين، والإفراج عنهم دون تأخير، والعمل على إعادة إدماجهم في المجتمع بدعم من منظمات الأمم المتحدة.

كما شدد على ضرورة أن تشمل أي عملية سياسية قادمة، تحت رعاية الأمم المتحدة، بنودًا واضحة لحماية الأطفال، مشيدًا في الوقت نفسه باعتماد "بروتوكول تسليم الأطفال المرتبطين بالقوات والجماعات المسلحة" الذي من شأنه نقل هؤلاء الأطفال إلى الجهات المدنية المختصة بحمايتهم وتأهيلهم.

التقرير يأتي ضمن سلسلة سنوية تصدرها الأمم المتحدة بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة حول العالم، ويُبرز أن العام 2024 سجل أعلى عدد من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة عالميًا خلال ثلاثة عقود تقريبًا، وهو ما وصفته الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، فيرجينيا غامبا، بأنه "تدهور غير مسبوق في حماية الطفولة وسط النزاعات".

وأضافت غامبا: "تحوّلت البيوت والشوارع في اليمن إلى ساحات قتال بفعل الهجمات الصاروخية العشوائية والقصف العنيف، في ظل استخدام واسع النطاق للأسلحة المتفجرة داخل المناطق المأهولة، مما زاد من أعداد الضحايا في صفوف الأطفال بشكل مقلق".

وأكدت أن الأسلحة المتفجرة وحدها كانت سببًا في نحو ربع الإصابات والوفيات بين الأطفال، كما شكّلت الألغام الأرضية ومخلفات الحرب خطرًا دائمًا يهدد المجتمعات المدنية ويعيق جهود الإغاثة والعودة الآمنة للنازحين.

ودعت غامبا في ختام تصريحها المجتمع الدولي إلى تعزيز التزامه بمبدأ حماية الطفولة، قائلة: "يجب إنهاء الحرب على الأطفال فورًا. على أطراف النزاعات الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وتحديدًا مبادئ الإنسانية، التمييز، التناسب، والضرورة".

وأصدر مكتب الممثل الخاص للأمين العام بالتعاون مع منظمة اليونيسف مذكرة توجيهية جديدة لتوثيق الانتهاكات المتعلقة بمنع وصول المساعدات الإنسانية للأطفال، وهي ظاهرة آخذة بالاتساع بحسب الأمم المتحدة، وتشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الأطفال الذين يعتمدون على هذه المساعدات للبقاء. 

مقالات مشابهة

  • الاونروا: آلية المساعدات في غزة "فخ موت" يهدد حياة المدنيين
  • اليمن يدين “العدوان الإيراني” على قطر وتؤكد دعمها الكامل للدوحة
  • الأمم المتحدة: غزة تشهد مذبحة وتهجير قسري لمحو حياة الفلسطينيين
  • الأمم المتحدة تحذر: الصراع الإيراني الإسرائيلي يُهدد استقرار أفغانستان ويُفاقم أزماتها الإنسانية
  • منظمات حقوقية تحذر مؤسسة غزة الإنسانية من تواطؤ محتمل بجرائم حرب
  • الأمم المتحدة: انعدام الغذاء يهدد نصف سكان مناطق سيطرة حكومة اليمن
  • وفد أممي يزور شرق البلاد لتعزيز جهود الاستجابة الإنسانية والتنمية المستدامة
  • الحوثيون في صدارة المتهمين.. أكثر من 580 انتهاكًا خطيرًا ضد أطفال اليمن في 2024
  • إيران تهدد بعد الضربات النووية: كل أميركي في المنطقة هدف مشروع
  • انكشاف أولويات الحوثيين.. هل أصبحت اليمن درعًا لإيران في الحرب؟