عربي21:
2025-05-28@17:14:26 GMT

إيكونوميست: هل سترد إسرائيل على إيران أم ستتراجع؟

تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT

إيكونوميست: هل سترد إسرائيل على إيران أم ستتراجع؟

طرحت صحيفة الإيكونوميست تساؤلات بشأن احتمالية رد الاحتلال على الضربة الإيرانية، أم أنها ستتراجع، في ظل التحذيرات الأمريكية من احتمالية اشتعال المنطقة.

وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن يعتبر ما حدث نصرا ويكتفي به في أعقاب الهجوم الإيراني الضخم، وذلك وفقا لموقع أكسيوس الإخباري الأمريكي.



ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، فقد تم اعتراض نحو 99 بالمئة من الأسلحة الإيرانية البالغ عددها 300 أو أكثر التي تم إطلاقها على إسرائيل بنجاح.

وقال بايدن إن إسرائيل "أظهرت قدرة رائعة على الدفاع ضد الهجمات غير المسبوقة وهزيمتها".

وأوضحت الصحيفة أنه وراء تحيات بايدن تكمن رغبة أمريكا في تجنب الانتقام الإسرائيلي، الذي قد يؤدي إلى تصعيد إقليمي مرعب، وجر واشنطن إلى عمق أعمق في الشرق الأوسط، ولكن بعد المواجهة بين الدولتين وبين القوتين العسكريتين الرئيسيتين في المنطقة، قد لا تكون الأمور بهذه البساطة. تشعر إسرائيل بالقلق من أن قوتها الرادعة قد تلقت ضربة، وقد تشعر أنها مضطرة للرد من الناحية المثالية، دون إبعاد مجموعة الدول العربية والغربية التي ساعدت في الدفاع عنها.

وفي 14 من نيسان/ أبريل الماضي، كانت حكومة الحرب التابعة لها تتصارع مع هذه المعضلة. ويعيد هذا الهجوم رسم قواعد الردع في المنطقة، ويظهر كيف سيكون لأمريكا دور حيوي في أي جهد إقليمي لاحتواء إيران.

بعد ستة أشهر مرهقة من الحرب في غزة، أصبحت الرغبة المباشرة لدى أغلب الأطراف تجنب حرب إقليمية شاملة. أبلغت أمريكا إسرائيل أنها لن تنضم إلى أي هجوم تشنه إسرائيل على إيران. ويخشى المستثمرون أن يؤدي المزيد من القتال إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط. وحتى إيران ألمحت إلى أنها مستعدة للانسحاب من الاتفاق. وورد في تغريدة من بِعثتها لدى الأمم المتحدة أنه "يمكن اعتبار الأمر منتهيا". مع ذلك، فقد حذرت أيضا من رد فعل "أشد بكثير" إذا اتخذت إسرائيل إجراء، وأن "الولايات المتحدة يجب أن تبقى بعيدا".

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك سابقة للتوقف الإسرائيلي في مواجهة هجوم صاروخي مباشر. ففي سنة 1991، أطلق العراق العشرات من صواريخ سكود على إسرائيل والسعودية خلال عاصفة الصحراء، وهو الهجوم الذي قادته الولايات المتحدة لطرد القوات العراقية التي كانت تحتل الكويت. وعلى غير العادة، لم ينتقم إسحق شامير، رئيس الوزراء، إذ خضع للضغوط الأمريكية.

وكانت ضربات صواريخ سكود غير الدقيقة التي أطلقها صدام حسين بمثابة استفزاز يهدف إلى جر إسرائيل إلى الحرب، وتقويض الدعم العربي للتحالف الأمريكي. لقد أطلق حوالي 40 صاروخا برؤوس حربية تقليدية، ما تسبب في أضرار محدودة في إسرائيل، حيث سجل معظم القتلى البالغ عددهم عشرات بسبب النوبات القلبية والاستخدام غير الصحيح لأقنعة الغاز.



ولفتت الصحيفة إلى أنه بلا شك فهذه الحادثة مألوفة بالنسبة لنتنياهو، الذي كان نائبا لوزير الخارجية في حكومة شامير التي يقودها الليكود، والذي أصبح مشهورا بإجرائه مقابلة تلفزيونية وهو يرتدي قناع غاز في سنة 1991. لكن المقارنة لا تذهب إلى أبعد من ذلك.

وخلافا للعراق، فإن إيران ليست في حالة حرب مع جيش حليف. إن الضربات الإيرانية المباشرة بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل هي تتويج لحرب شبه سرية استمرت لعقود من الزمن وتحولت إلى علنية بشكل خطير. لا تدعم إيران حماس فحسب، بل تدعم شبكة من المليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن، المعروفة باسم "محور المقاومة".

وخلصت التحقيقات بعد سنة 1991 إلى أن معدل اعتراض نسخة سابقة من بطاريات باتريوت الأمريكية المرسلة إلى إسرائيل ربما كان أقل من 10 بالمئة. ومن ناحية أخرى، فإن التهديد الصاروخي أكبر بكثير؛ إذ تمتلك إيران وحلفاؤها الآن مئات الآلاف من الصواريخ والقذائف الصاروخية من مختلف الأنواع. وفكرة إمكانية إطلاقها على إسرائيل دون رد قد تكون غير مقبولة بالنسبة لإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن استراتيجية نتنياهو تتلون بجهوده اليائسة للبقاء في السلطة في مواجهة عدم الشعبية على نطاق واسع. فقد دفع شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف إلى شن حرب طويلة الأمد لتدمير حماس في غزة، ويطالبونه الآن باتخاذ إجراءات ضد إيران.

وفي لبنان وأماكن أخرى، كثيرا ما ردت إسرائيل على الموقع المحدد الذي كان المصدر الأصلي لإطلاق النار وضد كبار القادة. وربما تكون الأهداف المحتملة في إيران مختلفة: تخصيب اليورانيوم الإيراني والمنشآت النووية الأخرى التي كانت في مرمى البصر منذ فترة طويلة، وقواعد الحرس الثوري الإسلامي، أو ربما مرافق لصنع الطائرات المسيرة والصواريخ.

بينت الصحيفة أن الهجمات أظهرت كيف يعتمد أمن إسرائيل الواسع على دول أخرى أقل حرصا على التصعيد. أسقطت القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة قبل وصولها إلى إسرائيل. وساعد الأردن أيضا، حيث دمر الأسلحة الإيرانية في مجاله الجوي، وربما شاركت دول عربية أخرى بشكل غير مباشر. وقامت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، التي تم تطويرها بمساعدة أمريكية واسعة النطاق، بالباقي.

وعندما يتعلق الأمر بمهاجمة إيران، فإن إسرائيل تمتلك الطائرات وناقلات التزود بالوقود المطلوبة، ناهيك عن الطائرات المسيرة والصواريخ والغواصات، لكن كلما زادت المساعدة التي تحصل عليها من الولايات المتحدة، زادت قوة الضربة التي يمكن أن توجهها. فعلى سبيل المثال، من الأفضل أن يتم دعم الطائرات الإسرائيلية بقدرات البحث والإنقاذ الأمريكية لمساعدة أي طيار يتم إسقاطه.

وذكرت الصحيفة أنه يتعين على نتنياهو أن يقيس مدى الضغط الذي يمكنه أن يفرضه على العلاقات مع أمريكا، الحامية الحيوية لإسرائيل. وهو يعلم أن خسارة شامير للانتخابات في سنة 1992 ترجع جزئيا إلى تدهور العلاقات مع أمريكا بسبب بناء المستوطنات.

لقد أدت الضربات الإيرانية حتى الآن إلى رأب الصدع بين بايدن ونتنياهو، اللذين كانا على خلاف بشأن سلوك إسرائيل في الحرب في غزة، لكن الانتقام الكبير من شأنه أن يعرض ذلك للخطر. ومن خلال جلب إسرائيل إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية، كانت أمريكا تعمل على دمج الدفاعات الجوية في المنطقة. لكن الدول العربية لا ترغب في التورط في حرب بين إيران التي تخشاها، وإسرائيل التي لا تستطيع دعمها علنا. كما رفض رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الانتقام، قائلا: "لا أحد يريد رؤية المزيد من إراقة الدماء".

وحسب الصحيفة، لا يريد بايدن تقويض الاحتمال الصعب بالفعل المتمثل في محاولة تأمين وقف إطلاق نار قصير الأمد في غزة، وتبادل الأسرى، ومن الناحية المثالية، بداية عملية سياسية من شأنها أن تقترن باتفاق التطبيع السعودي مع إسرائيل، مع المضي في إقامة الدولة الفلسطينية، وفي سنة 1991 كانت أمريكا في أوج قوتها بعد نهاية الحرب الباردة، وعلى النقيض من ذلك، حاول بايدن تخليص أمريكا من مشاكل الشرق الأوسط، ووجد ذلك مستحيلا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال الإيرانية غزة إيران امريكا غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطائرات المسیرة على إسرائیل إلى أن فی غزة فی سنة

إقرأ أيضاً:

توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل

كتب توماس فريدمان أنه رأى هذه المرة إشارات جديدة في إسرائيل تشير إلى أن مزيدا من الإسرائيليين، من اليسار والوسط وحتى من اليمين، يستنتجون أن استمرار هذه الحرب كارثة على بلدهم أخلاقيا ودبلوماسيا وإستراتيجيا.

وذكر الكاتب المعروف بميوله الليبرالية -في عموده بصحيفة نيويورك تايمز- أن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وهو من الوسط، كتب مقالا لم يتردد فيه في مهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه، قائلا إن "حكومة إسرائيل تخوض حاليا حربا بلا هدف ولا تخطيط واضح، ودون أي فرص للنجاح"، وأضاف "ما نفعله في غزة الآن حرب إبادة، قتل عشوائي للمدنيين بلا حدود، وحشي وإجرامي"، وخلص إلى القول "نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدوليlist 2 of 2إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغربend of list

أما من اليمين، فهذا أميت هاليفي، وهو عضو حزب الليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو، وهو مؤيد شرس للحرب، يعتقد أن تنفيذها كان فاشلا، وأن إسرائيل لم تنجح في تدمير حماس.

 

ومن اليسار، صرح زعيم التحالف الليبرالي الإسرائيلي يائير غولان بأن إسرائيل في طريقها إلى أن "تصبح دولة منبوذة مثل جنوب أفريقيا، إذا لم تتصرف كدولة راشدة لا تحارب المدنيين، ولا تتخذ قتل الأطفال هواية".

الحرب أنهكت المجتمع

وذكّر فريدمان بأنه لم يُسمح تقريبا لأي صحفي أجنبي مستقل بالتغطية المباشرة من غزة، وبالتالي عندما تنتهي الحرب وتمتلئ غزة بالمراسلين والمصورين الدوليين الأحرار، سيتم الإبلاغ عن حجم الموت والدمار وتصويره بالكامل، وستكون تلك فترة عصيبة للغاية بالنسبة لإسرائيل ويهود العالم.

إعلان

ولذلك كان غولان، وفقا لفريدمان، محقّا في تنبيهه شعبه إلى ضرورة التوقف الآن، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستعادة المحتجزين، وإرسال قوة دولية وعربية إلى قطاع غزة، ولكن نتنياهو أصر على مواصلة الحرب.

ومع استهداف الجيش الإسرائيلي مزيدا من الأهداف الثانوية، تكون النتيجة هي قتل مدنيين من غزة كل يوم، مع أنه ليس ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة وحده هو ما يثير غضب الإسرائيليين المتزايد ضد الحرب، حسب فريدمان، بل ما يثيره هو أن الحرب أنهكت المجتمع بأسره.

واستشهد فريدمان هنا بما قاله عاموس هاريل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس بأن مؤشرات الفشل تشمل كل شيء من "تزايد حالات الانتحار إلى تفكك العائلات وانهيار الشركات".

وإذا كان العديد من الإسرائيليين يشعرون بأنهم محاصرون من قبل قادتهم، فإن سكان غزة أيضا يشعرون بمثل ذلك -حسب فريدمان- وإذا كان بعض القادة الإسرائيليين سوف يواجهون الحساب عندما تصمت مدافع الحرب، فإن الشيء ذاته سيحدث لقادة حماس بغزة.

وإذا كان قادة حماس قد ظنوا أنهم ينزلون كارثة بإسرائيل، فإنهم -حسب فريدمان- منحوا نتنياهو فرصة لتدمير حليفهم حزب الله في لبنان وسوريا، مما أضعف قبضة إيران على هاتين الدولتين، وحتى على العراق، بل ساعد في إخراج روسيا من سوريا، فيما اعتبرها الكاتب هزيمة مدوية "لشبكة المقاومة" التي تقودها إيران.

وإذا كانت عمليات نتنياهو العسكرية مهدت للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما يرى فريدمان، فإن نتنياهو يضيع فرصة السلام هذه برفضه أن يفعل الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يطلق العنان لسياسة المنطقة بأكملها، ألا وهو فتح الطريق أمام حل الدولتين مع سلطة فلسطينية مُصلحة.

قبيلة اليهود ضد قبيلة الديمقراطية

ولا عجب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد إضاعة الوقت مع نتنياهو، فهو يذهب إلى الدول التي تعطيه، لا إلى الدول التي تطلب منه مثل إسرائيل، ولكن نتنياهو لن يسمح لترامب بصنع أي تاريخ معه.

إعلان

غير أن ترامب، ربما ليست لديه أي فكرة عن مدى التغيير الداخلي الذي طرأ على إسرائيل، خاصة أن العديد من اليهود الأميركيين لا يدركون مدى ضخامة وقوة المجتمع الديني المتطرف والقوميين المتدينين الاستيطانيين في إسرائيل، ومدى اقتناعهم برؤيتهم لغزة كحرب دينية، كما يقول الكاتب.

وقد أوضح الرئيس السابق للكنيست أفروم بورغ، متحدثا عن اليمين القومي المتدين الاستيطاني في إسرائيل "بيبي (لقب نتنياهو) هو في الواقع بيدقهم وليس اللاعب الحقيقي".

وأضاف بورغ "حدِّثهم عن إمكانية تحقيق إسرائيل السلام مع السعودية، يتجاهلونك ويقولون إنهم ينتظرون المسيح، حدثهم عن فرصة إسرائيل لتحقيق السلام مع سوريا، يردون بأن سوريا ملك للشعب اليهودي، حدثهم عن القانون الدولي، يحدثونك عن القانون التوراتي. حدثهم عن حماس، يحدثونك عن العماليق".

وخلص بورغ إلى أن الانقسام الحقيقي في إسرائيل اليوم ليس بين المحافظين والتقدميين، "بل بين القبيلة اليهودية والقبيلة الديمقراطية. والقبيلة اليهودية هي المنتصرة الآن".

وختم فريدمان بمقارنة بين أسلوبي نتنياهو وترامب المتشابهين في تقويض ديمقراطيتيهما، حسب زعمه، فكلاهما يحاول تقويض محاكم بلاده و"الدولة العميقة"، أما الهدف فهو بالنسبة لترامب إثراء نفسه شخصيا ونقل ثروات البلاد من الأقل حظا إلى الأكثر امتيازا، أما بالنسبة لنتنياهو فهو التهرب من تهم الفساد ونقل السلطة والمال من الوسط الإسرائيلي الديمقراطي المعتدل إلى المستوطنين والمتدينين.

مقالات مشابهة

  • وزير أردني سابق: إسرائيل تُراهن على أمريكا في حال وقوع هجوم ورد إيران|فيديو
  • نووي إيران .. ترمب يتشبث بالدبلوماسية ويحذر إسرائيل من عرقلة المفاوضات
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • نيويورك تايمز: إسرائيل على وشك ضرب إيران دون ابلاغ واشنطن
  • إيكونوميست: الذكاء الاصطناعي يُسرّع العمل ولن يقصي البشر
  • طهران تتحدى.. أمريكا تفاوض إيران تحت التهديد بضرب مفاعلاتها النووية
  • ذا هيل: هروب ترامب من اليمن أزعج إسرائيل والدول العربية المعتمدة على أمريكا
  • بزشكيان: إيران ستجد طريقاً للنجاة حتى لو انتهت المحادثات النووية مع أمريكا دون توافق
  • إيران تلمح باللجوء لخيارات جديدة ضد أمريكا وتؤكد: شعبنا لن يموت من الجوع
  • صحيفة عبرية: أمريكا تضغط على إسرائيل لتأجيل عمليتها الشاملة في غزة