ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: (هل ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام جواز الرقية بالقرآن الكريم؟ وما حكم طلب الرقية من الصالحين؟

كيفية الرقية الشرعية .. 3 طرق مختلفة واحدة منها وردت عن النبي كيفية الرقية الشرعية لنفسي .. إليك الطريقة الصحيحة طلب الرقية من الصالحين

وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إنه لا حرج في طلب الرقية من الصالحين؛ فقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين ضي الله عنها قالت: "كَانَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلَّمَ يَأمُرنِي أَنْ أَسْتَرْقِي مِنَ العَينِ"، وروى الإمام الترمذي في "سننه" عن أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ العَيْنُ؛ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ».

وأوضحت أنه قد أجاز الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الرقية بأم القرآن، فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسألوه، فضحك وقال: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ».

رقية النبي

وقد صَحَّ أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ» أخرجه البخاري، ويقول أيضًا: «أعوذ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» أخرجه البخاري.

وفي حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي لما شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعًا يجده في جسمه منذ أسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» رواه مسلم. وغير ذلك من نصوص الرقية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد أجاز جمهور الفقهاء العلاج بالرقية بالقرآن وبما رقى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبما شابهه؛ قال الإمام الزيلعي في "تبيين الحقائق" (6/ 33، ط. الأميرية): [ولا بأس بالرقى؛ لأنَّه عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك، وما جاء فيه من النهي عنه عليه الصلاة والسلام محمول على رقى الجاهلية إذ كانوا يرقون بكلمات كفر] اهـ.

وقال الإمام ابن الحاجب المالكي في "جامع الأمهات" (ص: 568، ط. اليمامة): [تجوز الرقية بالقرآن وبأسماء الله تعالى وبما رقى به عليه السلام وبما جانسه] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: طلب الرقية الصالحين الرقية بالقرآن دار الإفتاء النبی صلى الله علیه وآله وسلم

إقرأ أيضاً:

كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك؟.. يسري جبر يجيب

قال الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن النبي صلى الله عليه وسلم استدعى سيدنا علي بن أبي طالب وسيدنا أسامة بن زيد عندما استلبث الوحي، موضحًا أن معنى استبطأ الوحي هو أنه مرّ شهر كامل دون أن يعطيه الله تعالى أي علامة، فلا رؤية يراها في المنام، ولا قرآن ينزل، ولا حتى إلهام داخلي يخبره ببراءة السيدة عائشة رضي الله عنها، موضحًا أن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت بدأ يأخذ رأي سيدنا علي وسيدنا أسامة بن زيد في مسألة مفارقة السيدة عائشة أو تطليقها.

كيف تعامل النبي في حادثة الإفك؟

وأشار الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الجمعة، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار هذين الصحابيين بالذات لرجاحة عقلهما وقربهما منه، خاصة أن سيدنا أسامة كان النبي هو الذي ربّاه، وكان أبوه زيد بن حارثة مولى عند النبي فاعتقه النبي وتبنّاه، ثم زوّجه السيدة زينب بنت جحش، كما تزوج أبوه قبلها السيدة أم أيمن الحبشية وأنجب منها أسامة. 

وتابع الدكتور يسري جبر، كان النبي يحب أسامة حبًا شديدًا حتى كانوا يقولون عنه: حب النبي وابن حبه، وكان يقعده على حجره ويضع على الحجر الآخر الحسن والحسين ويقول: اللهم إني أحبهم فأحبّ من أحبهم، أما سيدنا عليّ، فكان النبي يحبه ويثق في حكمته وعدله.

وذكر الدكتور يسري جبر أن سيدنا أسامة أشار على النبي بما يعلم في نفسه من الود لأهل بيته، وقال: أهلك يا رسول الله، ولا نعلم والله إلا خيرًا، داعيًا النبي إلى الإمساك بأهله وعدم الالتفات إلى ما يقال، موضحًا أن هذا مجرد لغو لا ينبغي أن يحزن النبي صلى الله عليه وسلم.

تفاصيل حادثة الإفك

وتابع الدكتور يسري جبر، أما سيدنا عليّ، ولأن فيه جانب القضاء ظاهرًا، فقد نظر أولًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم والحزن الذي بدا في قلبه، وكلّمه كلام رجل لرجل، وقال له: إن كانت لك زوجة وخرج عليها كلام يؤذيك، فالنساء غيرها كثير، فطلّقها وتزوج غيرها، ثم أراد سيدنا عليّ أن يبرّ السيدة عائشة، فسأل النبي أن يستحضر من هي ملاصقة لها دائمًا، وهي بريرة خادمتها، لأنها كانت أجدر بمعرفة أحوالها اليومية.

حكم الدعاء بالمجربات الصالحين وأثرها على الشرع؟.. الدكتور يسري جبر يوضحما الحكمة وراء تشديد الشرع على حق الجار؟.. الدكتور يسري جبر يكشفلا حياء في الدين مقولة خاطئة أم صحيحة؟.. يسري جبر يجيبما الحكمة من زواج المطلقة ثلاثًا بآخر للرجوع إلى زوجها الأول؟.. يسري جبر يجيب

وبيّن الدكتور يسري جبر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بريرة، وقال لها: يا بريرة، هل رأيتِ فيها شيئًا يريبك؟ أي هل رأيتِ شيئًا يجعلك تشكين في سلوك السيدة عائشة، فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق ما رأيت منها أمرًا أغمصه عليها، ومعنى إن هنا هو ما النافية، كما في قوله تعالى: إن أنت إلا نذير أي ما أنت إلا نذير، وأضافت بريرة أنها لم ترَ منها شيئًا يُنتقد سوى أنها جارية حديثة السن، إذ كانت أحيانًا تنام عن العجين الذي تعجنه، فتأتي الداجن – سواء كانت معزة أو دجاجة منزلية – فتأكل العجين وهي نائمة، وهذا هو الشيء الوحيد الذي كان يضايقها منها.

وأوضح الدكتور يسري جبر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما سمع شهادة بريرة واطمأن قلبه، قام من يومه، وخرج إلى المسجد ليخطب في المسلمين ويواجههم بما قيل في حادثة الإفك.

طباعة شارك الدكتور يسري جبر يسري جبر الأزهر النبي كيف تعامل النبي في حادثة الإفك حادثة الإفك الإفك

مقالات مشابهة

  • هل يجوز الصلاة على النبي أثناء الصلاة أم تبطلها وتوجب الإعادة؟
  • حكم الحلف برحمة النبي.. وفضل الصلاة عليه في الليل
  • مفهوم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • فضل الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • أذكار الصباح اليوم كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • صيغة صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تزيح الكرب وتزيل الألم
  • الرقية الشرعية.. طريقك للشفاء من العين والحسد والأمراض
  • كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك؟.. يسري جبر يجيب
  • ما حكم الحلف برحمة النبي صلى الله عليه وسلم؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل الحلف برحمة النبي حرام؟.. أمين الإفتاء يوضح الحكم الشرعي