شارك مجلس عُمان في المؤتمر السادس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية الذي عقدت أعماله بمقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة اليوم تحت شعار "رؤية برلمانية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي"، وذلك برئاسة معالي عادل بن عبد الرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، وبحضور رؤساء المجالس والبرلمانات العربية.

وبحث المؤتمر مشروع الوثيقة التى أعدها البرلمان العربي واللجان التحضيرية بشأن الرؤية البرلمانية العربية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي، وكذلك الفرص والتحديات المرتبطة باستخدامات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، والدور الذي يمكن أن يقوم به البرلمانيون العرب في حوكمة استخدامات الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء إطار قانوني وتنظيمي يضمن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها بشكل مسؤول وآمن في مختلف المجالات، وعلى نحو يراعي خصوصية وثقافة وأخلاق المجتمعات العربية؛ حيث تناولت الوثيقة ثلاثة محاور تضمن الأول المكاسب والمزايا التي يتيحها الذكاء الاصطناعي في المجالات الاقتصادية والتنموية والسياسية والعسكرية، والتحديات والتهديدات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.، وتناول المحور الثاني الجهود التي تقوم بها الدول العربية للحاق بالسباق العالمي في الاستفادة من مميزات الذكاء الاصطناعي، أما المحور الثالث من الوثيقة فركز على التوصيات التي يمكن أن تشكل عناصر لبلورة رؤية برلمانية عربية موحدة من أجل تحقيق التوظيف الآمن لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية.

وأكــــد سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى خلال كلمة ألقاها ضمن أعمال المؤتمرعلى أهمية الذكاء الاصطناعي كونه أبرز مخرجات الثورة الرابعة في عصر مليء بالتغيّرات المتسارعة؛ لذلك تتطوّر أنظمته بسرعة هائلة، الأمر الذي يؤدي إلى تغيّر طريقة ممارساتنا اليومية، ويتميّز الذكاء الاصطناعي بقدرته على تحليل كمية كبيرة من البيانات، وتوفير حلول مبتكرة للمشاكل التي يواجهها العالم الحديث، ويمكن استخدامه في مختلف المجالات مثل الطب، التعليم، الهندسة، الصناعة وغيرها؛ لذلك فمن الضروري بناء إطار تنظيمي يعزز الاستخدام الايجابي والآمن لأنظمته في الدول العربية، ومن هذا المنطلق يثمن مجلس الشورى في سلطنة عُمان توجّه البرلمان العربي لإعداد مشروع وثيقة تحت عنوان (رؤية برلمانية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي)، ويأمل من خلال هذه الوثيقة أن يحقق الاستخدام الآمن والمفيد للذكاء الاصطناعي.

وأشارسعادته خلال كلمته بأن الذكاء الاصطناعي يأخذ دوراً محورياً في الاقتصاد العالمي، حيث يعد محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي وزيادة الإنتاجية؛ ومع تطور التكنولوجيا والرغبة في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي زادت براءات الاختراع في مختلف مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي؛ إذ كشف تقرير (WIPO) بأن معظم براءات الاختراع التي قدمت بشأن الذكاء الاصطناعي كانت في مجالات الاتصالات، النقل، العلوم الانسانية والطبية، والخدمات المصرفية والمالية. كما كشفت العديد من الدراسات بأن استخدام وتطوير تقنيات الذكاء الاقتصادي في مختلف القطاعات سيُحدثُ أثراً ملموساً في اقتصاد الدول مما يؤدي إلى زيادة إنتاجية العمل بنسبة تصل إلى 40%، وسيوفر قوة عاملة افتراضية قادرة على حل المشكلات، وسيستفيد الاقتصاد من ارتفاع معدل الابتكار مما سيزيد إيرادات الدول، كما تشير دراسه أجرتها (PwC) إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للعالم قد يرتفع إلى 14% بحلول عام 2030م نتيجةً لتطور استعمالات أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (PECDI) بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستعمل على تحسين عملية صنع القرار، وخفض التكاليف، وزيادة الإنتاجية في مختلف القطاعات، إضافة إلى أن ظهور تقنيات عديدة للذكاء الاصطناعي تؤدي إلى تأسيس شركات ناشئة قادرة على إنجاز الأعمال التي تقوم بها الشركات الرائدة. وهو ما يؤدي إلى زيادة المنافسة وتقليص الفجوة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبيرة، كما يؤدي إلى زيادة معدل التوظيف في الشركات والقطاعات التي تعمل على تصنيع وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما سيزداد الطلب على الوظائف التي تطلب مهارات عالية، وبالتالي ارتفاع أجور العاملين فيها، في المقابل قد يواجه العمال الذين ينجزون أعمالهم بمهارات روتينية إلى خطر البطالة بسبب قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على إنجاز مثل هذه المهام.

وأضاف سعادته ، بأن مجلس الشورى بسلطنة عُمان ومن خلال عمل اللجان الدائمة رصد العديد من التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي وتحد من استخداماته، ونأمل أن تكون هذه التحديات، منطلقاً لرؤيتكم بتحقيق التوظيف الأمن للذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال أخذها بعين الاعتبار ومراعاتها.

كما أوضح المعولي : إن الحديث عن الذكاء الاصطناعي باعتباره منطلقاً نحو المستقبل لتنمية بشرية مستدامة، فإن الواجب يتطلب لفت الانتباه، والاشارة إلى أن له استخدامات قد تؤدي إلى زوال التنمية، والقضاء على البشرية. وليس أدل على هذا القول مما تقوم به قوى الاحتلال الغاشم في أرض غزة وفلسطين. أكثر من مئتي يوم من الدمار الشامل في إبادة جماعية، ومشاهد مروعة، تحار أمامها العقول والألباب. فأعداد الشهداء تجاوزت الثلاثين ألف شهيد بزيادة يومية مطردة، والجرحى يزيدون عن سبعين ألف، ومما يندى له الجبين أن يكون أكثر هؤلاء الشهداء والمصابين من الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة. جثث تكتض بها الشوارع والطرقات، مقابر جماعية، منعٌ لدخول المساعدات، تشريد لما يزيد عن مليون ونصف المليون إنسان، هدم ودمار لما يزيد على 70% من القطاع. وأخيراً ذلك الفيتو المخيب للآمال الذي استخدمته الولايات المتحدة الامريكية بعدم قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في هيئة الامم المتحدة.

وفي ختام كلمته أكـــد سعادة رئيس مجلس الشورى قائلا : إن ما يحدث في غزة والضفة وفلسطين عامة لا ينفع معه الشجب والاستنكار،مضيفا : نحن بحاجة ماسة لمواقف واضحة تتسق مع عظم الاحداث والكوارث، وتتناسب مع حجم المأساة، مواقف للتاريخ الذي سيذكر العجز المعَيب، والسكوت غير المبرر تجاه ما يحدث لأهلنا في غزة، بحاجة إلى حراك من كل الشرفاء في هذا العالم مزدوج المعايير. وأنتم أمام واجب يفرضه الدين والعروبة والانسانية، واجب نبرأ من خلاله أمام الله عز وجل يوم الموقف العظيم.

وفي إطار أعمال المؤتمر السادس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية استقبل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية رؤساء المجالس والبرلمانات العربية المشاركين في المؤتمر السادس للبرلمان العربي ؛ مؤكداً فخامته على المسؤولية الكبيرة الواقعة على عاتق البرلمانات العربية للدفع قدما بمسيرة التكامل العربي .

وكان مجلس عُمان قد شارك في أعمال الاجتماعات التحضيرية للمؤتمرالتي شهدت مراجعة الوثيقة الخاصة بالمؤتمر عبر مناقشات تتعلق بحوكمة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، منها إقرار بنية تشريعية متطورة لوضع ضوابط استخدامات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة استراتيجيات وخطط وطنية لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي، وإنشاء أنظمة إنذار مبكر للتقييم المستمر لمخاطر الذكاء الاصطناعي، كما ناقشت الاجتماعات التحضيرية ترشيد الوعي المجتمعي بشأن تحديات و مخاطر الذكاء الاصطناعي، و مراعاة خصوصية و ثقافة و أخلاق المجتمعات العربية، و توطين صناعة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية و توظيفه في العمل البرلمان العربي، و المشاركة الدولية للتوصل إلى اتفاقية دولية ملزمة لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي.

وضم وفد مجلس عمان المشارك في أعمال المؤتمر والاجتماعات التحضيرية سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، وبمشاركة كل من المكرم سالم بن مسلم قطن، نائب رئيس مجلس الدولة، والمكرمة الدكتورة سناء بنت سبيل البلوشية، والمكرم الدكتور محمد بن سليمان الراشدي، أعضاء مجلس الدولة، وسعادة حميد بن جمعة الشامسي، وسعادة سالم بن حمود الغماري، وسعادة سيف بن خالد الريسي، وسعادة عبد الله بن سرور الكعبي، وسعادة الدكتور علي بن ناصر الحراصي أعضاء مجلس الشورى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی الدول العربیة المجالس والبرلمانات العربیة استخدامات الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی البرلمان العربی تقنیات الذکاء التوظیف الآمن مجلس الشورى رئیس مجلس یؤدی إلى فی مختلف من خلال مجلس ع

إقرأ أيضاً:

«الذكاء الاصطناعي بين الوهم والحقيقة» حوار مشترك على طاولة منتدى الإعلام العربي



شهدت فعاليات اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي 2025، ضمن أعمال منتدى الإعلام العربي، جلسة حوارية بعنوان «الذكاء الاصطناعي بين الوهم والحقيقة»، تحدث خلالها كل من الدكتور مروان الزرعوني، المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وحمد الشيراوي، مدير إدارة المشاريع في مؤسسة دبي للمستقبل.
وتناولت الجلسة دور دبي والإمارات في قيادة التحول العالمي القائم على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والدور المتنامي لتطبيقاته في حياتنا اليومية والعملية، والتطور الكبير الذي يشهده هذا القطاع على مستوى المنطقة والعالم.
خطوات متسارعة
في مستهل الجلسة، أكد الدكتور مروان الزرعوني أن دولة الإمارات تخطو خطوات متسارعة نحو تبني الذكاء الاصطناعي في شتى القطاعات، وأن ما نشهده الآن ليس سوى بداية للتطور القادم بفعل التطور الكبير في أدوات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه ليس موجة عابرة، بل بات واقع تتمدد استخداماته في حياتنا اليومية والعملية، وأن من لا يستخدم الذكاء الاصطناعي اليوم سيجد نفسه متخلفاً عن ركب التطور الذي تشهده المنطقة والعالم، كما أكد أن قطاع الإعلام بدأ يشهد مبادرات اقتصادية تُعنى بخلق فرص جديدة لصُنّاع المحتوى، ما يعكس التزام الدولة بتوفير منظومة متكاملة تدعم هذا التحول.
ولفت الزرعوني إلى أن الفجوة بين مستخدمي الذكاء الاصطناعي وغير المستخدمين تتسع بوتيرة متسارعة، مع تفوّق كبير في قدرة المستخدمين على إنتاج محتوى أكثر دقة، وبكفاءة أعلى، كما تحدث عن مستقبل قريب قد يشهد ظهور مفهوم ال(Vibe Coding) أو الترميز الشعوري، والذي يمكن الأفراد من إدارة شركات صغيرة بالاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في المهام التشغيلية.
وشدد على أن الفرصة لا تزال متاحة للجميع، داعياً إلى الاستفادة من وفرة المحتوى التدريبي على الإنترنت، ومن المبادرات الإماراتية المخصصة لإعادة تأهيل الكفاءات للانخراط في هذا التحول، مؤكدًا أن قطاعات مثل الرعاية الصحية، والعقارات، والخدمات اللوجستية، والتصنيع المستدام تشكل أولويات كبرى على خارطة تطبيقات الذكاء الاصطناعي بدبي.
نماذج ناجحة
من جانبه، أوضح حمد الشيراوي أن رؤية دبي تقوم على تبنّي الذكاء الاصطناعي والاستفادة من العنصر البشري، مؤكداً أن المدينة تعمل دائماً على رصد أفضل التطبيقات العملية للتقنيات الحديثة، وعرضها كنماذج ناجحة للاستفادة منها عبر مختلف الفعاليات والمعارض التكنولوجية التي تنظمها وتستضيفها دبي على مدار العام، ضارباً المثل بالتطبيقات التي طوّرتها شرطة دبي، التي استخدمت من خلالها الذكاء الاصطناعي لتحقيق تحسّن بنسبة 300% في حل قضايا إعادة المفقودات إلى أصحابها، وهي مهمة تقليدية غالبًا ما كانت تُثقل العنصر البشري وتستهلك الكثير من الوقت والجهد.
وأضاف الشيراوي أن أحد أهداف دبي المستقبلية هو تغيير الصورة النمطية عن الذكاء الاصطناعي كخطر يهدد فرص العاملين ضمن مختلف القطاعات، مشبهاً الوضع الحالي بمرحلة ظهور الإنترنت، التي رافقتها مخاوف مشابهة، لكنها سرعان ما تبددت وأصبح الجميع يستخدم الانترنت بشكل يومي.
وفي ختام الجلسة، أوضح الشيراوي أن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت متاحة للاستخدام من الجميع، لكن المستقبل لن يكون إلا للطامحين والراغبين في التقدم، وأن القرار البعض عدم استخدام الذكاء الاصطناعي اليوم قد يتحوّل إلى كابوس مهني في الغد المنظور، مضيفاً أن المستقبل سيقوده البشر، ولكن عبر أدوات ذكية، وأن الخارطة الشاملة للذكاء الاصطناعي التي تطورها دبي اليوم هي من أجل مستقبل أفضل للجميع.

مقالات مشابهة

  • في أول بحث أكاديمي من نوعه:مها الحكيمي تستشرف مستقبل الصحافة اليمنية في عصر الذكاء الاصطناعي
  • «البرلمان العربي» يطالب باتفاقية دولية ملزمة لضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي
  • «الذكاء الاصطناعي بين الوهم والحقيقة» حوار مشترك على طاولة منتدى الإعلام العربي
  • قمة الإعلام العربي: الذكاء الاصطناعي واقع لا مفر من إجادته والتدريب عليه
  • طحنون بن زايد يبحث مع رئيس «ستاروود كابيتال» توظيف الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار التنفيذي
  • رئيس مجلس الشورى يجتمع مع رئيس البرلمان الهنغاري
  • خلال تكريمها في قمة الإعلام العربي.. إسعاد يونس: الذكاء الاصطناعي يهدد صناعتنا
  • مؤتمر دولي بالدوحة يدعو إلى تقنين استخدام الذكاء الاصطناعي
  • رئيس القاهرة الفرانكفوني: المهرجان ينطلق بمشاركة قياسية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي
  • أسلحة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة