أكد الدكتور شريف حتة، استشارى الصحة العامة والطب الوقائى، أن عمال المصانع، ومن بينها مصانع الزجاج والرخام، قد يتعرضون لمواد تؤدى لتليف الرئة.

موظفو المكاتب يتعرضون لآلام الرقبة والظهر والعين نتيجة الجلوس فترات طويلة والتعرض لشاشات الكمبيوتر

فضلاً عن أمراض أخرى كتسمم الدم والسرطان، كما أن أصحاب الوظائف المكتبية عُرضة أيضاً لآلام الرقبة والظهر وإصابات فى العين نتيجة الجلوس فترات طويلة على الكراسى والتعرض لشاشات الكمبيوتر.

. وإلى تفاصيل الحوار:

ما التقديرات الطبية حول مدى شيوع الأمراض المهنية بين أفراد المهن المختلفة؟

- بالنسبة للأمراض المهنية، هناك فرع فى الطب اسمه: طب الصناعات، أو الصحة المهنية أو الطب المهنى، وهذا الفرع من الطب يختص بجميع الأمراض المهنية الناتجة عن الصناعات والوظائف المختلفة، وبالتالى هناك أناس أكثر عرضة لهذه الأمراض من غيرهم، وهم من يعملون فى المصانع.

وعلى سبيل المثال مصانع الزجاج والرخام، هذه المصانع كلها يتعرض العمال فيها لأمراض تصيب الرئة مثل السليكوزس، والاسبتوزس، وهى تحتوى على مواد تصيب الرئة وتؤدى إلى تليف فى الرئة إذا لم يتم علاجها بالشكل المضبوط، ويتم تشخيصها عن طريق الأشعة التى تبين شكل الرئة، وعمال هذه المصانع، طبقاً للمواد التى يعمل بها كل مصنع، يمكن أن يتعرضوا لكيماويات تؤدى إلى تسمم فى الدم أو اختناق، وبالتالى هناك حد معين من المواد التى يتعرض لها العامل، والتعرض لأكثر من هذا الحد يؤدى إلى إصابة عمل.

وماذا عن أصحاب الوظائف المكتبية والمخاطر التى يتعرضون لها؟

- موظفو المكاتب من الممكن أن يتعرضوا أيضاً إلى آلام فى عضلات الرقبة والظهر نتيجة التعرض لفترات طويلة من الجلوس على الكراسى، ومن الممكن أن يتعرضوا أيضاً لإصابة فى العين نتيجة التعرض لشاشات الكمبيوتر.

وكيف يمكن الوقاية من الأمراض المهنية؟

- يمكن الوقاية من مثل هذه الأمراض عن طريق استخدام أدوات الوقاية كالملابس، وإذا كنا نستخدم أشياء يمكن أن تُصيب العين، يجب ارتداء عدسات العين الكبيرة، وبالنسبة للضوضاء التى تصيب الأذن فيجب وضع أشياء على الأذن لمنع التأثر بالضوضاء، وبالنسبة للحفاظ على الأيدى فيجب أن نستعمل «الجوانتيات أو الجوارب» الثقيلة التى تستخدم فى المهام القوية. وبالنسبة للأمراض التى تصيب المفاصل والفقرات والعضلات، يمكن أن نستخدم العربات الصغيرة التى ترفع الصناديق والكراتين، بدلاً من أن يقوم العامل بنفسه بذلك.

وبالإضافة لما سبق يجب أن تضع المصانع حدوداً للمستويات المسموح بها لتعرض العمال للمواد الكيميائية، وأن يوجد داخل كل مصنع عيادة صحية تقوم بخدمات طبية، وعمل ملف لكل عامل داخل المصنع تُقيد فيه بياناته الصحية عند تعيينه، بما يساعد على أنه لو ظهر شىء أثناء الكشف الدورى عليه، يمكن اكتشاف أسبابه. ويجب أن نُجرى فحصاً دورياً للعامل فى المصنع، بالإضافة لفحص الأدوات المستخدمة دائماً، من الآلات والماكينات وغيرها من الأدوات المستخدمة والتى يمكن أن تؤدى إلى إصابة عمل له.

وماذا عن دور التوعية والتثقيف الصحى فى الوقاية من هذه الأمراض؟

- بالفعل يجب أن نُقدم للعامل جميع خدمات التثقيف الصحى التى من خلالها نُخبره بالمخاطر التى يتعرض لها أثناء عمله فى هذه المهنة، ومتى تؤدى هذه المخاطر إلى مشكلة صحية، ومتى يلجأ للطبيب، وما الأدوات التى لا بد أن يهتم باستخدامها، ونعرفه بطريقة استخدامها.

وبالتالى من المهم جداً أن يكون لدى العامل توعية صحية وتثقيف صحى بالمخاطر التى يتعرض لها، ويكون على علم بالأمراض التى يمكن أن يتعرض لها، وأن هذه الأمراض ستؤثر على الحالة الاقتصادية له كفرد وكأسرة وكمجتمع، لأنه لو أُصيب بمرض مهنى، سينفق على العلاج فى حالة إذا لم يتم تعويضه، أو إذا تم تعويضه فإنه سيكلف الدولة مبالغ كبيرة جداً، وإذا أدت إصابته لإعاقة دائمة أو مستديمة سيكلفه ذلك علاجاً مدى الحياة، وسيؤثر على دخل الأسرة والفرد.

وبالتالى فإن بعض الإجراءات الوقائية البسيطة والتثقيف الصحى للعمال والقائمين على المصانع، سيؤدى إلى توفير فى اقتصاد وموارد الفرد والمجتمع والدولة.

تعويض العمال

عند التعرض للمواد التى تستخدم داخل المصنع وللدخان والأبخرة المنبعثة منها والتى تؤثر على العينين والرئتين، والعمال يتعرضون أيضاً للتأثير على الأذن نتيجة للضوضاء والصوت العالى.. والعمال الذين يحملون أشياء ثقيلة ممكن أن يتعرضوا لأمراض فى العضلات والمفاصل والعظام، وبالتالى كل هذه أمراض ممكن أن يتعرض لها العاملون. وقانون العمل لدينا يُحدد الأمراض المهنية التى تصيب العامل ومتى يتم التعويض فيها ومتى لا يتم التعويض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هذه الأمراض یتعرض لها أن یتعرض یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي.. الاستفادة والخطورة

وقفتنا هذا الأسبوع، سوف نتحدث فيها حضراتكم عن حالة أظن أن لها درجة من الأهمية كبيرة، وتشغل بال كثير من الناس ألا وهى ما يسمى بالذكاء الاصطناعى (artificial intelligence) فهى حالة لو صدق ما سمعناه عنها، فهى لها جانب استفادة كبيرة، وجانب لو صح، خطر كبير جدًّا كمان.

فجوانب الاستفادة كثيرة، ومتعددة فى تيسير أمور العمل بالوظائف الحكومية والخاصة، وفى مجال الشركات والاستثمارات من خلال إعداد برامج الذكاء الاصطناعى المتخصصة التى تخدم مجالات العمل المختلفة منها العادى مثل حفظ البيانات، واستدعائها، ومنها ما هو غير عادى فى إعداد الخطط والبرامج المتخصصة التى تساعد فى تطوير العمل، وإنجازه بسهولة ويسر سواء كان هذا العمل حكوميًّا أو خاصًّا، ولكن جوانب الخطورة هى بالفعل قد تكون أخطر، وأعم منها ما سمعناه، ومنها ما يمكن تخيله بناء على ما سمعناه.

فالذكاء الاصطناعى حسب ما سمعناه من متخصصين، أو ممن أبحروا فى مجاله حتى ولو على سبيل الفضول لأهميته، ولأن القشور الأولى عندما تسمعها، أو تقراها عنه تثير اهتمام أي شخص سواء متعلمًا، وخاصة المثقف، أو غير متعلم ولكن يحب أفلام الرعب وأفلام الإثارة والأكشن، فلقد سمعنا عن إمكان الذكاء الاصطناعى فى تسجيل وتقليد الأصوات والشخصيات صورة وصوتًا، وأنه يمكن أن يطور من نفسه وأن يخرج عن طوع مصنعه والتصرف من ذاته دون الرجوع لمصنعه أو من يأمره، وهذا لو صح فإنه على درجة كبيرة من الخطورة فى مجال الحروب وأخذ أو أمر بالقتل والاشتراك فى جرائم الخطف والمساومة حتى ولو كان من تلقاء نفسه بعد تطوير نفسه بنفسه حتى يتمكن من إجراء عمليات لصالح ذاته، بل إنه قادر على تأليف الأغانى والمقالات والكتب والقصص وسيناريوهات الأفلام بدقة وحرفية عالية جدًّا كما سمعت إلى الدرجة التى قد يلغى معها العقل البشرى التفكير والعمل فى مجالات كثيرة، ومعها ممكن أن نتخيل لو تم إنتاج روبوتات ذكاء اصطناعى يتم استخدامها فى الحروب بدلاً من الضباط والجنود، ويمكنها قيادة الدبابات والمدرعات والطائرات وأنظمة الدفاع الجوى وحمل السلاح والبندقيات المدفعية، واستخدامها بمهارة عالية جدًّا.

هنا فقط مع هذا التخيل ممكن نفكر ماذا يمكن أن تكون عليه الحروب فى المستقبل القريب، والمصيبة بقى لو قرر الروبوت صاحب الذكاء الاصطناعى من تطوير نفسه، والخروج على شخص مصنعه وأمره وبدأ يحارب من تلقاء نفسه ستكون الخطورة شديدة هنا على طرفى الحرب، لأنك لن تعرف الروبوت حيطلق النار على مين بالضبط والذى معها نتمنى أن يكون الروبوت فى هذه الحالة قد يطور نفسه أخلاقيًّا، ويخلصنا من العدو الصهيونى، وأعداء الأمة العربية والإسلامية.

وهناك جانب تخيلى آخر أنه قد يؤدى إلى الاستغناء عن ملايين بل قل مليارات الموظفين وخاصة أعمال التحميل والشحن والكتبة ومجال التجارة والمحاماة والهندسة والطب وفى أعمال الشرطة والبحث بترجمة الأدلة والقرائن والدلائل لمواطن إثبات على من ارتكب جريمة قتل بأنواعها أو سرقة أو خطف وأيضًا يمكن أن يساعد فى وضع سياسات الدول الاقتصادية والاستثمارية الناجحة، وأيضًا فقد نجد يومًا ما محامى ذكاء اصطناعى يستطيع بمهارة فائقة دراسة أى قضية وثغراتها وإعداد مذكرة دفاع قوية تقنع القضاة ببراءة مرتكبيها، وهنا مربط الذئب، مش الفرس، فالخطورة هنا تشمل جميع الجوانب أقلها تعميم البطالة العالمية والاستغناء على 90% تقريبًا من البشر، يا رب سلم وأكون ما ذكرته وأفكر فيه هو كابوس أفقت منه، أو حلم خيالى.

إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع أدعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.

مقالات مشابهة

  • أستاذ طب وقائي: الاحترازات تقي من العدوى أثناء ازدحام الحجاج
  • الصين تطور روبوت يمكن استخدامه في العلاج النفسي.. هل يصبح بديلا للطبيب؟
  • سرطان المعدة: قاتل يُنهي حياة آلاف اليمنيين سنوياً.. تعرف على علامات التحذير المبكرة وطرق الوقاية!
  • تضر بالقولون والشرايين.. استشاري التغذية تحذر من الإفراط في تناول اللحوم الحمراء
  • المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية لـ«الاتحاد»: «الوقاية» تتصدر التدابير والإجراءات الصحية لحجاج بيت الله
  • بالفيديو.. استشاري تغذية علاجية تقدم نصائح ذهبية للصائمين فى ذي الحجة
  • استشاري: السوار الطبي للحجاج يكشف عن الأمراض المزمنة ويساعد الأطباء في حل المشكلات الصحية
  • الذكاء الاصطناعي.. الاستفادة والخطورة
  • رغم ارتفاع درجات الحرارة.. تحذير طبي من شرب المياه في حالة واحدة
  • 10 فواكه قليلة السكر تحميك من الأمراض .. تعرف عليها