قال حقوقيون إن موقوفين، بعضم انتهت فترة عقوبتهم، تعرضوا لانتهاكات في السجون الإماراتية، من بينها قضاء فترات طويلة في الحبس الانفرادي، والتعرض لأشكال من سوء المعاملة.

وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير صدر الاثنين أن السلطات الإماراتية "تجري محاكمة جماعية جائرة أثارت مخاوف جسيمة بشأن الإجراءات الواجبة" في إشارة إلى قضية اتهام 84 شخصا بتشكيل تنظيم "إرهابي".

وأرسل موقع الحرة طلبا للسفارة الإماراتية في واشنطن للتعليق على ما ورد في تقرير المنظمة، ولم يحصل على رد حتى كتابة التقرير.

وفي بيان أصدرته في 6 يناير الماضي، اتهمت السلطات الإماراتية 84 شخصا بـ"إنشاء وإدارة منظمة إرهابية سرية في الإمارات"، اسمها "لجنة الكرامة والعدالة".

وتقول هيومن رايتس ووتش إن من بين المتهمين عدد كبير من السجناء الذين سبق أن تمت محاكمتهم بشكل جماعي، بين عامي 2012 و2013، في القضية التي عُرفت باسم قضية "الإمارات 94"، "ومعظم هؤلاء محتجزون تعسفيا الآن، بعد انقضاء مدة العقوبة الصادرة بحقهم".

وعقدت جلسة المحاكمة الأولى لقضية "الإمارات 84"، بينما كانت الإمارات تستضيف مؤتمر تغير المناخ (كوب 28) في ديسمبر الماضي.

ولم يعترف أي من المتهمين بارتكاب أي جرائم جديدة، لكنهم يخضعون للمحاكمة بتهم تتعلق بالانتماء إلى جماعة "إرهابية"، وهي تهمة سبق أن تمت محاكمتهم استنادا إليها، وفق المنظمة.

ووفقا لـ"مركز مناصرة معتقلي الإمارات"، اتهمت السلطات 43 من المتهمين بتأسيس "تنظيم إرهابي" ووجهت إلى ما لا يقل عن 41 منهم تهمة دعم وتمويل "تنظيم إرهابي"، وهي اتهامات تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة، أو الإعدام.

وكانت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام" قالت، في يناير الماضي، إن النائب العام، حمد سيف الشامسي، "أمر بإحالة 84 متهما أغلبهم من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين، المصنف إرهابيا في الإمارات، إلى محكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية (محكمة أمن الدولة) لمحاكمتهم عن جريمة إنشاء تنظيم سري آخر بغرض ارتكاب أعمال عنف وإرهاب على أراضي الدولة".

وقالت وكالة الأنباء الحكومية إن المتهمين أخفوا أدلة على جريمة "إنشاء تنظيم سري آخر بغرض ارتكاب أعمال العنف والإرهاب" على أراضي البلاد.وأوضحت أنه بناء على معلومات وتحريات كافية، أمر النائب العام بالتحقيق في وقائع هذه الجريمة مع انتداب محام للحضور مع كل متهم.

وتابعت أنه بعد قرابة ستة أشهر من البحث والتحقيق وكشف تفاصيل الجريمة والأدلة الكافية على ارتكابها، قرر النائب العام إحالة المتهمين إلى المحاكمة العلنية بمحكمة أمن الدولة، التي مازالت جارية حتى الآن.

ومن بين الخاضعين للمحاكمة الحقوقي البارز أحمد منصور، والأكاديمي ناصر بن غيث، ورجل الأعمال خلف الرميثي، وآخرون.

وتشير هيومن رايتس ووتش إلى انتهاكات تتعلق بالإجراءات من بينها "تقييد الوصول إلى المعلومات ومواد القضية، والدعم القانوني المحدود، وتوجيه القضاة لشهادات الشهود، ومزاعم عن الانتهاكات الخطيرة وسوء المعاملة، وعقد جلسات استماع سرية، والاعتداء الجسدي، وغياب الرعاية الصحية والأدوية الضرورية، والتعرض للموسيقى الصاخبة باستمرار، والإجبار على التعري".

وتشمل المحاكمة "العديد من المتهمين الخاضعين للحبس الانفرادي المطول، الذي يرقى إلى مصاف التعذيب".

وتشير أبحاث هيومن رايتس ووتش إلى أن العديد من المتهمين حُبسوا انفراديا وبمعزل عن العالم الخارجي لـ10 أشهر على الأقل، وأن "البعض أُجبروا على الاعتراف تحت الضغط والإرهاق النفسي، أما الذين رفضوا فعوقبوا بالحجز الانفرادي".

"لا أعرف في أي وقت نحن"

ونقل مركز المناصرة عن أحد المتهمين إنه قال للمحكمة بعد قضائه 250 يوما في الحجز الانفرادي: "لا أعرف في أي وقت نحن، ولم أعد أذكر أي شيء من القرآن بعد أن حفظته".

وقال المركز في بيانات حديثة على حسابه في "أكس" إنه تبين من الجلسة التاسعة لمحاكمة "الإمارات84" "حرص السلطات الإماراتية على إبقاء المحاكمة خلف أبواب مغلقة لتجري بشكل شبه سري ينتهك مبدأ علانية المحاكمات، إذ منعت وسائل الإعلام الدولية والمحلية من تغطية الجلسات ولم تسمح إلا لعدد قليل من أهالي المتهمين بالحضور وسط إجراءات صارمة وقمعية".

وقالت جوي شيا، الباحثة في هيومن رايتس ووتش: "هذه المحاكمة الجماعية الجائرة مهزلة، ومزاعم التعذيب والانتهاكات الجسيمة للمحاكمة العادلة تعرّي سيادة القانون الفارغة في الإمارات والغياب التام لسبل العدالة".

ودعت الباحثة "الدول الأخرى والشركات العالمية، والمشاهير شركاء الإمارات إلى أن يدعوا فورا إلى إنهاء هذه الانتهاكات والإفراج الفوري عن النشطاء الحقوقيين".

وفيما يلي بعض الأسماء البارز لمين تتم محاكمتهم في القضية:

أحمد منصور

مهندس إماراتي وشاعر وأبٌ لأربعة أطفال.

وهو من بين أكثر الناشطين في مجال حقوق الإنسان شهرة في الإمارات، إذ "كرس حياته لأكثر من عقد من الزمان للدفاع عن حقوق الإنسان في بلاده و بلدان منطقة الشرق الأوسط".

أحمد منصورمهندس وشاعر وحقوقي

ووفق منظمة هيومن رايتس ووتش، احتجزته السلطات الإماراتية مع أربعة آخرين لمدة ستة أشهر في عام 2011، وفرضت عليه حظر السفر منذ ذلك الحين، وحاولت اختراق أجهزته باستخدام برامج تجسس متطورة.

وفي مداهمةٍ تمت في وقت متأخر قُبيل منتصف ليل 20 مارس 2017، اقتحمت قوات الأمن الإماراتية منزل منصور واعتقلته مجددا.

وفي مايو 2018، حكمت محكمة الاستئناف في أبوظبي على منصور بالسجن 10 سنوات بتهم تتعلق بانتقاده لسياسات الحكومة. واستندت المحكمة في قرارها إلى قانون العقوبات وقانون الجرائم الإلكترونية الصادر عام 2012، الذي يجرم انتقاد السلطات والسياسات العامة.

وفي 31 ديسمبر 2018، أيدت المحكمة الاتحادية العليا، وهي الهيئة القضائية العليا في الاتحاد، الحكم الصادر بحقه.

ناصر بن غيث

قضى ناصر بن غيث 9 أشهر محتجزا بمعزل عن العالم الخارجي بعد توقيفه في أغسطس 2015، ثم وضعته السلطات في الحبس الانفرادي منذ نقله إلى قسم الحراسة المشددة في 18 مايو 2016.

ناصر بن غيث أكاديمي وباحث

وأوقف مسؤولون أمنيون في ثياب مدنية بن غيث في أبوظبي، يوم 18 أغسطس 2015، بعد 4 أيام على نشره سلسلة من التغريدات انتقد فيها السلطات المصرية، كما أدلى "بتعليقات ساخرة من قرار الإمارات بتخصيص أرض لبناء معبد هندوسي".

واتُهم بن غيث بمخالفة "قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات" لعام 2012، وتحديدا المادة 29 التي تنص على السجن بحد أقصى 15 عاما جراء نشر مواد على الإنترنت "بقصد السخرية" أو "الإضرار بسمعة" الدولة أو قادتها.

واتهمت السلطات بن غيث أيضا بالتعاون مع "جمعية الإصلاح" و"حزب الأمة"، المصنفتين جماعتين إرهابيتين في 2014.

والاتهامات المنسوبة بشأن انتقاداته لمصر هي بموجب المادة 166 من قانون العقوبات الإماراتي، التي تنص على السجن بحد أقصى 10 أعوام لكل من يرتكب أي "عمل عدائي" ضد بلد أجنبي يمكن أن يعرض الإمارات لخطر الحرب أو قطع العلاقات الدبلوماسية.

وتقول هيومن رايتس ووتش إن الاتهامات المتصلة بجمعية الإصلاح وحزب الأمة تخص محاضرات قدمها. وقد ظهر في مقاطع فيديو لإحدى المحاضرات، التي قُدمت في إسطنبول وحينها قدمه الأمين العام لحزب الأمة، حسن الدقي، بن غيث باعتباره أكاديميا.

وفي 2011 كان بن غيث من بين 5 أشخاص أدينوا بتهمة "الإهانة العلنية" لمسؤولين إماراتيين، وتحديدا ولي العهد حينها، محمد بن زايد. ووقت توقيفه في 2011 كان مُحاضرا في فرع جامعة السوربون في أبوظبي.

وكان قد حكم عليه أيضا بالسجن عامين في نوفمبر 2011 لكن خففت محكمة حُكمه في اليوم التالي وأُفرج عنه بعد قضاء 7 أشهر في الحبس على ذمة القضية.

وفي 29 مارس 2017 أصدرت محكمة حكما بالسجن على غيث لمدة 10 سنوات بموجب قانون الجرائم الإلكترونية وقانون مكافحة الإرهاب لعام 2014.

خلف عبد الرحمن حميد الرميثي

حكمت عليه غيابيا المحكمة الاتحادية العليا، عام 2013، بالسجن 15 عاما بتهمة إنشاء وتأسيس تنظيم سري يتبع جماعة الاخوان المسلمين، وذلك ضمن محاكمة "الإمارات 94".

خلف عبد الرحمن حميد الرميثي يحمل الجنسيتين التركية والإماراتية

وتسلمت الإمارات رجل الأعمال، الذي يحمل الجنسيتين التركية والإماراتية، في مايو 2023 من السلطات الأردنية بموجب أمر اعتقال صادر بحقه من الإمارات يخص الحكم المشار إليه.

ودانت المحكمة الاتحادية العليا في أبوظبي الرميثي وآخرين آخرين بانتهاك المادة 180 من قانون العقوبات، التي تحظر تأسيس أو تنظيم أو تشغيل جماعة تهدف إلى قلب النظام السياسي في البلاد.

واعتقلت السلطات الأردنية الرميثي في مطار الملكة علياء الدولي في عمان لدى وصوله من تركيا في 7 مايو 2023، وأطلقت سراحه بكفالة في وقت لاحق من ذلك اليوم، لكنها احتجزته مجددا في 8 مايو.

وقال محامو الرميثي لهيومن رايتس ووتش إن أربعة عناصر شرطة بملابس مدنية قبضوا عليه في اليوم التالي من وصوله بينما كان مع صديق له في مقهى في عمان.

وقال أحد محاميه إن الشرطة الأردنية توجهت لاحقا إلى غرفة الفندق التي كان ينزل فيه وصادرت حقائبه وملابسه وأجهزته الإلكترونية. 

راشد بن سبت

ويشير مركز مناصرة معتقلي الرأي إلى حالة المحاسب الإماراتي، راشد بن سبت، الذي اعتقل في 2012 وحُكِمَ عليه بالسجن 10 سنوات مع ثلاث سنوات إضافية تحت المراقبة، في قضية "الإمارات 94".

راشد بن سبت "تعرض لسوء المعاملة" وفق حقوقيين

ويقول المركز إنه تعرض لتعذيب أثناء محاكمته، وفي منشور على "إكس"، قبل أيام، قال المركز إنه عرض على لجنة طبية معتبرا أن حالته الصحية تستدعي تشخيصا شاملا، وأبلغ المحكمة أن إدارة السجن ترفض حتى تلبية احتياجاته الشخصية البسيطة منذ أكثر من 5 أشهر.

خلال الجلسة ال9 لمحاكمة #الإمارات84 طلب محامي #راشد_بن_سبت، واحد من #معتقلي_الرأي في هذه القضية، عرض موكله على لجنة طبية معتبرًا أن حالته الصحية تستدعي تشخيصًا شاملاً، وأبلغ المحكمة أن إدارة السجن ترفض حتى تلبية احتياجاته الشخصية البسيطة منذ أكثر من 5 أشهر. pic.twitter.com/nHO5obVCTO

— مركز مناصرة معتقلي الإمارات (@EDAC_Rights) April 29, 2024

ويقول انه تعرض للتعذيب والحبس الانفرادي والانعزال عن العالم الخارجي وحرم حتى من نظارته.

واستمر حبسه رغم انتهاء فترة محكوميته في أغسطس 2022 في قضية المحاكمة الجماعية، لكن استمر حبسه وورد اسمه في القضية الجديدة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطات الإماراتیة هیومن رایتس ووتش فی الإمارات من المتهمین فی أبوظبی من بین

إقرأ أيضاً:

هيومن رايتس ووتش: إسرائيل ترتكب جريمة حرب بحرمان فلسطينيّي الضفة الغربية من العودة إلى ديارهم

خلص تقرير جديد صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب خلال هجومها البري في الضفة الغربية مطلع العام الجاري، بعدما مُنع عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين من العودة إلى مناطقهم عقب انتهاء الأعمال القتالية.

لا يزال عشرات الآلاف من الفلسطينيين عاجزين عن العودة إلى منازلهم في الضفة الغربية المحتلة منذ أن شنّ الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية هناك مطلع هذا العام.

ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش، فإن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية برفضها السماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم منذ توقف الأعمال العدائية.

في كانون الثاني/يناير، نفّذت القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية واسعة النطاق في عدة مناطق من الضفة الغربية، بما في ذلك مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس للاجئين، حيث أجرت هيومن رايتس ووتش بحثها.

وقالت الحكومة الإسرائيلية إن عمليتها، التي أطقلت عليها اسم "عملية الجدار الحديدي"، تهدف إلى استئصال ما تصفه بالنشاط الإرهابي وملاحقة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بما يشمل حماس والجهاد الإسلامي.

الجيش الإسرائلي يستهدف مبانٍ في جنين، 2 فبراير 2025. AP Photo/Majdi Mohammed

ورغم مرور وقت طويل على توقف الأعمال القتالية، لا يزال نحو 32 ألف فلسطيني عاجزين عن العودة، بحسب تقرير هيومن رايتس ووتش بعنوان "كل أحلامي قد مُحيت".

"القانون الدولي واضح جدًا في هذا الشأن. يجب إعادة الأشخاص، بعد نزوحهم، بمجرد توقف الأعمال العدائية في المنطقة. وقد توقفت الأعمال العدائية منذ فترة طويلة"، قالت كاتبة التقرير نادية هاردمان لـ"يورونيوز".

وأضافت: "لا يوجد أي مبرر لمواصلة إغلاق هذه المخيمات أمام النازحين".

وأجرى الباحثون مقابلات، كما حلّلوا لقطات جوية لمخيمات جنين وطولكرم ونور شمس للاجئين لتقدير حجم الأضرار وحركة النزوح.

شهادات عن "الخوف والإذلال"

بموجب اتفاقية جنيف، لا يمكن تهجير السكان قسرًا إلا إذا فرضته ضرورات عسكرية قاهرة أو كان ضرورياً لضمان سلامة المدنيين.

كما تنص الاتفاقية على ضرورة تأمين ممرات آمنة للمدنيين، وضمان وصولهم إلى الغذاء والماء، وإتاحة عودتهم فور انتهاء الأعمال العدائية.

ويشير تقرير هيومن رايتس ووتش إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تتخذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك خلال العمليات العسكرية في جنين وطولكرم ونور شمس.

وجاء في التقرير أن "جميع السكان الذين تحدثوا إلى هيومن رايتس ووتش قالوا إنهم تعرضوا للإذلال وشعروا بالخوف خلال إبعادهم قسراً عن منازلهم، وعدم قدرتهم على جمع ممتلكاتهم، وعدم يقينهم مما إذا كان سيسمح لهم بالعودة أو متى قد يحدث ذلك".

جندي إسرائيلي يُشهر سلاحه أثناء مظاهرة تطالب بعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في مخيم نور شمس للاجئين، بتاريخ 18 نوفمبر 2025. AP Photo/Majdi Mohammed

وزعمت الحكومة الإسرائيلية أن عملية "الجدار الحديدي" كانت ضرورية للقضاء على "العناصر الإرهابية" داخل مخيمات اللاجئين، معتبرة أن عمليات الهدم جزء من "إعادة تشكيلها".

وأظهر تحليل أجرته منظمة هيومن رايتس ووتش لصور الأقمار الصناعية أن نحو 850 مبنى جرى هدمها منذ بدء العمليات العسكرية. وجاء في التقرير أن "الجيش الإسرائيلي لم يقدّم تفسيراً يوضح سبب اعتبار تهجير جميع سكان المخيمات الثلاثة ضرورياً لتحقيق أهدافه، أو ما إذا كانت هناك بدائل أخرى".

وقالت هاردمان إن "نصف هذه المباني والمنازل الـ850 دُمّر بالفعل من دون صدور أوامر هدم"، مضيفة أن "بعض السكان لا يعرفون حتى اليوم ما إذا كانت منازلهم قد هُدمت لأنهم لم يتسلّموا أي أمر هدم".

سياسة "التطهير العرقي"

تقول هاردمان إن منظمة هيومن رايتس ووتش سألت السلطات الإسرائيلية عن أسباب عدم السماح لسكان المخيمات بالعودة. وأوضحت: "كررت السلطات الإسرائيلية تبريرها بأن ذلك يشكّل ضرورة عسكرية لإعادة تشكيل المخيمات استناداً إلى احتياجاتها الأمنية، لذا لم يتطرقوا في الحقيقة إلى مسألة حق العودة".

وتؤكد هيومن رايتس ووتش أن وجود مقاتلين فلسطينيين لا يشكل مبرراً لـ"نزوح المدنيين على هذا النطاق الواسع"، معتبرة أن ذلك "يعكس نمطاً أوسع من الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية بحق السكان الفلسطينيين".

وجاء في التقرير: "هذه حالة تهجير جماعي وممنهج، ونطاقها واسع إلى حد كبير". وأضاف: "استنتاجاتنا القانونية تفيد بأن ما جرى يشكل جرائم حرب واسعة النطاق ومنهجية، وترقى إلى جريمة ضد الإنسانية وعمليات تطهير عرقي".

سكان مخيم طولكرم الذي تم إخلاؤه يعودون لجمع ممتلكاتهم قبل تدمير منازلهم، الجمعة 2 أيار 2025. AP Photo

توجّه منظمة هيومن رايتس ووتش أصابع الاتهام إلى ثلاث شخصيات رئيسية تتهمها بارتكاب جرائم حرب مرتبطة بالتهجير القسري: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، واللواء آفي بلوث، رئيس القيادة المركزية التي نفذت عملية "الجدار الحديدي".

ويدعو التقرير الحكومات إلى فرض عقوبات على هؤلاء الأفراد، كما يدعو المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق معهم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وقالت هاردمان: "الأولوية الأكثر إلحاحاً ووضوحاً هي أن تمارس الدول الضغط لإنهاء التهجير القسري لهؤلاء اللاجئين الفلسطينيين".

وأضافت أن الفلسطينيين "يتطلعون للعودة إلى نمط حياتهم السابق، وأعتقد أن هذه الرغبة في العودة لا يمكن إخمادها".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • هيومن رايتس: تهجير إسرائيل مخيمات الضفة تطهير عرقي وجريمة حرب
  • رايتس ووتش تدعو أفريقيا وأوروبا للالتزام بـمحاسبة مرتكبي الفظائع
  • “رايتس ووتش” تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب بالضفة
  • هيومن رايتس ووتش: تفريغ مخيمات الضفة جريمة حرب وتطهير عرقي
  • "هيومن رايتس ووتش": تفريغ "إسرائيل" لمخيمات اللاجئين في الضفة جريمة حرب
  • هيومن رايتس ووتش: تفريغ إسرائيل لمخيمات اللاجئين في الضفة جريمة حرب
  • هيومن رايتس ووتش: إسرائيل ترتكب جريمة حرب بحرمان فلسطينيّي الضفة الغربية من العودة إلى ديارهم
  • هيومن رايتس ووتش تفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين
  • هيومن رايتس ووتش تفضح ممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين
  • رايتس ووتش تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في الضفة الغربية