هل الدعاء بعد التشهد الأخير مستجاب؟.. أمين الفتوى يجيب
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة يجوز ولا إثم فيه.
وورد سؤال للشيخ أحمد وسام، فى إجابته عن السؤال الوارد إليه، خلال فتوى مسجلة له، مضمونه "هل يجوز الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟، إلى أنه يجوز الدعاء ولا حرج فى ذلك، لافتا إلى أنه من الأولى الالتزام بالسنة كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال في حديثه الشريف "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي".
وأضاف أمين الفتوى، أن الصحيح في الصلاة، قراءة التشهد ثم الصلاة على النبي بالصيغة الإبراهيمية، ثم بعد ذلك يمكن للمصلي الدعاء بما يشاء ويستجيب الله تبارك وتعالى له.
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به ى صلاتي قال قل ((اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )).
حكم إطالة الدعاء قبل السلام في ختام الصلاةيعد من الأمور التي ينبغي معرفتها خاصة وأن الدعاء بعد التشهد مستجاب ، كما أنه ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- العديد من الأدعية التي تجيب عن سؤال ماهو الدعاء الذى يقال بعد التشهد الاخير وقبل التسليم ، وعن دعاء ختم الصلاة بعد التشهد ، وهذا كله يجعلنا نطمح ونطمع في الحصول على استجابة الدعاء بعد التشهد الأخير ، قبل التسليم من الصلاة ، الأمر الذي يضفي أهمية بالغة لـ حكم إطالة الدعاء قبل السلام في ختام الصلاة ، لاغتنام هذا الفضل العظيم والفوز بالثواب والأجر الكبير، وهو ما يطرح مسألة حكم إطالة الدعاء قبل السلام في ختام الصلاة بل وتتكرر مرارًا ومرارًا، لأننا سنطيل الدعاء قبل السلام في ختام الصلاة لعل الله يستجيب لنا ونصل لمرادنا ومبتغانا.
فينبغي للمُصلي أن يحرص على سُنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من حيث الدعاء بعد التشهد الأخير ، ولو دعاء ختم الصلاة بعد التشهد فينبغي له أن يدعو بالدعوات الطيبة والمأثورة أفضل، الدعاء المأثور يكون أفضل، كالتعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ، وسؤال المغفرة والعفو، وقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، فمن أمثلة دعاء ختم الصلاة بعد التشهد ما ورد بقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: «لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك». ومعنى دبر كل صلاة أي فى آخرها قبل السلام، وهكذا كل ما جاء لفظ دبر كل صلاة كان دعاء؛ لأن محل الدعاء في الصلاة ما بعد التشهد أي الدعاء بعد التشهد الأخير ؛ وعن دعاء قصير يقال بعد التشهد فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن مسعود لما ذكر التشهد قال: «ثم ليتخير من الدعاء ما شاء».
دعاء ختم الصلاة بعد التشهد ، ففيه ورد أيضًاعنْ أبي هُريرة رضيَ الله عَنْهُ قال: كانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدْعُو: «اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّار وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمسِيحِ الدَّجَّالِ»، وكذلك من دعاء قصير يقال بعد التشهد ، في لفظ لمسلم: «إذَا تَشَهَّدَ أحَدُكمْ فَلْيَسْتَعِذْ بالله مِنْ أرْبَع، يقول: اللهُمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ» ثم ذكر نحوه، وفي دعاء ختم الصلاة بعد التشهد ، ورد عَنْ عبدِ الله بن عَمْرو بن العاص عَنْ أبي بَكْر الصدِّيقِ رضيَ الله تَعَالَي عَنْهُمْ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَلِّمْني دُعَاءً أدْعُو بِهِ في صَلاَتي. قَالَ: «قُلْ: اللَّهُم إني ظَلَمْتُ نَفْسي ظُلْما كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ، فَاغْفِر لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْني إِنَّك أنْتَ الغَفُور الرَّحِيمُ».
فضل الدعاء بعد التشهد1.هذه أدعية عظيمة هامة، لأنها طلب الإعادة من أعظم الشرور وأسبابها، ولهذا عُنىَ بها النبي صلى الله عليه وسلم عناية خاصة.
2. كانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يدعو بها، ويأمر بالدعاء بها، وجعل موضع الدعاء بها، دُبُر الصلوات، لأنه موطن إجابة.
3. أنها تشمل الاستعاذة، من عذاب القبر، وعذاب النار، ومن شهوات الدنيا وشبهاتها، ومن إغواء الشياطين عند الاحتضار، وفتن القبر التي هي سبب عذابه، ومن فتن الدجالين الذين يظهرون على الناس بصورة الحق، وهم متلبسون بالباطل، وأعظمهم فتنة، الذي صحت الأخبار بخروجه في آخر الزمان، أعاذنا الله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
4. استحباب هذا الدعاء عقب التشهد الأخير كما هو صريح بتقييده بهذا المكان في صحيح مسلم.
5. أن هذه الاستعاذة من مهمات الأدعية وجوامعها، لكون النبي صلى الله عليه وسلم عُنِيَ بها، ولاشتمالها على الاستعاذة من شرور الدنيا والآخرة وأسبابها، ولذا أمر بتكريرها في هذه المواطن الفاضلة لرجاء الإجابة فيها.
6. ثبوت عذاب القبر وأنه حق، والإيمان به واجب، لاستفاضة الأخبار عنه بل تواترها.
7. التحفظ من شبهات الحياة وشهواتها الآثمة، فإنها سبب الشرور.
8. التبصر بدعاة السوء، وناشرى الإلحاد والفساد، فإنهم يخرجون على الناس باسم المصلحين المجددين، وهم- في الحقيقة- الهادمون للفضيلة والدين.
9. يقي الإنسان من فتنة المحيا: ما يتعرض له الإنسان مدة حياته من الانشغال بالدنيا والشهوات، وأعظمها سوء الخاتمة.
10. يحفظه من فتنة الممات: هي فتنة القبر كما ورد في البخاري عن أسماء بنت أبي بكر وإنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال.
11. أنه يشتمل على الأسباب النافعة لحصول الإجابة.
12. فقد افتتح بالاعتراف بالظلم الكثير لنفسه والتقصير منها في جانب حق الله تعالى، ثم إفراد الله تعالى بإسداء المغفرة والستر والإحسان، وهذا يتضمن صدق الالتجاء وحرارة الطلب.
13. بعد هذه التوسلات النافعة، طلب منه المغفرة وحده، لأنه لا يقدر عليها غيره، ولا يجزل بهبتها سراه، وفي هذا طلب ستر الذنوب، والسماح عن الزلات.
14. بعد هذه سأله الرحمة، التي هي الخير الكثير، وختم هذا الدعاء بالتوسل إليه بصفاته الكريمة، فإنه ما اتصف بالعفو والرحمة إلا ليجود بهما على عباده، لاسيما المقبلين عليه، الملتجئين إليه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وسلم الله صلى الله علیه وسلم صلى الله علیه وسلم ع فی الصلاة من فتنة الله ت الله م
إقرأ أيضاً:
دعاء النبي عند رؤية هلال شهر صفر.. تعرف عليه وردده
دعاء النبي عند رؤية هلال شهر صفر.. يحل علينا اليوم أول أيام شهر صفر، حيث كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، عن دعاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال.
دعاء النبي عند رؤية هلال شهر صفر
قال الأزهر للفتوى، إن التبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال رشد وخير» [أخرجه الترمذي].
استطلعَت دارُ الإفتاءِ المصريةُ هلالَ شهرِ صفر لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وسبعة وأربعين هجريًّا بعد غروب شمس يوم الخميس الماضى الموافق التاسع والعشرين من شهر المحرم لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وسبعة وأربعين هجريًّا،والرابع والعشرين من شهر يوليو لعام ألفين وخمسة وعشرين ميلاديًّا بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية.
وقالت: قد تحقَّقَ لدينا شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة عدمُ ثبوتِ رؤية هلالِ شهر صفر لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وسبعة وأربعين هجريًّا.
وبناء على ذلك أعلنت دارُ الإفتاءِ المصريةُ أن يومَ أمس الجمعة الموافق الخامس والعشرين من شهر يوليو لعام ألفين وخمسة وعشرين ميلاديًّا هو المتمم لشهر المحرم لعام ألف وأربعمائة وسبعة وأربعين هجريًّا، وأن اليوم السبت الموافق السادس والعشرين من شهر يوليو لعام ألفين وخمسة وعشرين ميلاديًّا هو أول أيام شهر صفر لعام ألف وأربعمائة وسبعة وأربعين هجريًّا.
وتقدمت بهذه المناسبةِ الكريمةِ بخالص التهنئة لفخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ونتمنى له دوام الصحة والعافية، كما نتقدمُ بخالص التهنئة للشعب المصري الكريم، ولجميع رؤساءِ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ وملوكِها وأمرائِها وللمسلمين كافةً في كُلِّ مكان، داعين اللهَ سبحانه وتعالى أن يُعيدَ على مصرَ وعليهم جميعًا أمثالَ هذه الأيامِ المباركةِ باليُمنِ والخيرِ والبركات والأمنِ والسلام، وهو نعمَ المولى ونعمَ النصير.