الكرملين: الأوروبيون يثيرون التوترات بسبب خطورة الوضع على كييف في منطقة العملية العسكرية الخاصة
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الدول الغربية تتعمد إثارة التوترات، لأنها ترى خطر الانهيار الكامل لأوكرانيا في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
وقال بيسكوف في مقابلة مع الصحفي بافيل زاروبين: "إن التصريحات الاستفزازية للسياسيين الغربيين تتعمد تصعيد التوتر".
إقرأ المزيدوأضاف: "يبذل الأوروبيون قصارى جهدهم للتصعيد، فهم يرون أن الوضع يتغير بسرعة، وهو في الواقع معرض للانهيار الكامل بالنسبة للأوكرانيين، لذلك قاموا بأنفسهم بتصعيد الوضع".
وفي وقت سابق، كتب برادلي ديفلين في مجلة "ذا أمريكان كونسيرفاتيف"، أن الزعماء الأوروبيين يلتزمون الصمت تجاه التكاليف الحقيقية اللازمة لإعادة إعمار أوكرانيا، خوفا من رد فعل مواطنيهم.
وأكد ديفلين في عموده الصحفي أن "قادة العالم يعرفون (القيمة الحقيقية للتكاليف)، ولكنهم يرفضون التحدث خوفا من أن يقرر مواطنو الدول الأوروبية المختلفة أن الديمقراطية الأوكرانية لا تستحق ببساطة دفع مئات المليارات من الأموال التي تم الحصول عليها بشق الأنفس، بل وأكثر من ذلك البقاء، بدون دفء وغير ذلك من الأشياء الضرورية هذا الشتاء".
وبحسب المراقب، فإن السياسيين "يكتمون هذه القضية"، مشيرا إلى أنه "المواطنين سيرفضون لذلك دعم قرارات الاستثمار في أوكرانيا وسيكونون بذلك على حق".
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين متطرفون أوكرانيون
إقرأ أيضاً:
الجذور الحقيقية للمافيا
على عكس الصورة الشائعة التي تربط المافيا بعصابات الشوارع الأميركية مثل آل كابوني، فإن للمافيا جذورها العميقة في الطبقة المتوسطة العليا الصقلية في القرن التاسع عشر، حيث نشأت من الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي أعقبت النهضة الإيطالية ونهاية الاقتصاد الإقطاعي.
وكما يشير المؤرخ جان إيف فريتينييه، المتخصص في كوزا نوسترا (المافيا الصقلية)، فإن المافيا لم تولد بين فقراء الريف، وإنما في المناطق المزدهرة المحيطة بباليرمو حيث أعاد بعض أفراد البرجوازية الجديدة المحرومين من المنافذ الصناعية تدوير ممارسات إقطاعية استغلالية في مجتمع ليبرالي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون تستبعد أن تقوض عصابة تدعمها إسرائيل سلطة حماس بغزةlist 2 of 2وول ستريت جورنال: وثائق تبرز كيف اختطف نظام الأسد آلاف الأطفالend of listورغم اعتراف فريتينييه بوجود مافيا أخرى مثل كامورا في نابولي وندرانجيتا في كالابريا، فإنه يقدم "النموذج الصقلي" باعتباره الإطار الأفضل لتحليل الظواهر التاريخية للمافيا.
ويلفت الكاتب، في تقريره بمجلة لوبوان الفرنسية، إلى أن البارون التوسكاني ليوبولدو فرانشيتي كان أول من رصد هذه الظاهرة في سبعينيات القرن التاسع عشر، عندما أشار إلى أن المافيا تختلف عن العصابات الإجرامية الشائعة في تنظيمها وعلاقاتها الوثيقة بالنخب.
ويذكر أن البداية الإجرامية للمافيا "نظمها أساسًا أعضاء البرجوازية الجديدة"، مشيرا إلى أن هؤلاء البرجوازيين، لا سيما عناصر الغابيلوتي -وهم وكلاء أثرياء للعقارات الإقطاعية القديمة- استطاعوا التستر على عنفهم وراء "أوميرتا"، وهي قانون صمت مستوحى من المحافل الماسونية والكاربوناري، وهم بذلك يُجسّدون طبقة استغلالية سرية لا تزال تُسيطر على مساحات شاسعة من العولمة حتى اليوم، وفقا لما جاء في تقرير بمجلة لوبوان الفرنسية.
ويؤكد فريتينييه أن هذه المنظمات الإجرامية لم تختفِ بسقوط جدار برلين، بل أصبحت عنصرًا محوريًّا في "الجانب المظلم" للعولمة، ووفقًا لفرانشيسكو بارباغالو، وهو مؤرخ معروف للكامورا، فإن قضية المافيا "أصبحت جزءًا أساسيا من تاريخ السلطة".
إعلانويستذكر فريتينييه أن المافيا شكلت العمود الفقري للعصابات التي هاجرت إلى أميركا (شيكاغو ونيويورك ونيو أورلينز)، في أعقاب تدفق المهاجرين من أصول إيطالية، ويتتبع صعود هذه الطوائف المافياوية، مشيرًا إلى أن أحداث القرن العشرين -النضال ضد النقابات الزراعية ثم الشيوعية- منحت هذه العصابات الإجرامية دعمًا قويًّا، وبالذات خلال الحرب الباردة.
وقد بدأت إيطاليا، من خلال قوانين مثل قانون روجنوني-لا توري (1982) وإصلاحاته (1992)، معركة نموذجية ضد هذه الطوائف، لتصبح بذلك نموذجًا يُحتذى، لا سيما لفرنسا في الوقت الحالي، وفقا للكاتب.
ويوضح فريتينييه أن دور النساء في هذه الظاهرة المافياوية غامض للغاية، فبينما كانت بعضهن من بين الأكثر نشاطًا في مكافحة الجريمة المنظمة، فإن أخريات، على العكس من ذلك، كنّ من بين الأكثر نشاطًا في ترسيخ ما يُطلق عليه البعض "روح المافيا".
ومن المعروف لدى المهتمين بقضايا المافيا، وفقا للمؤلف، أن زوجات زعماء هذه المنظمة غالبا ما يربين أطفالهن بطرح السؤال التالي: "وأنت، هل أنت رجل؟"، لتشجيعهم على مخالفة القانون والتصرف مثل والدهم.
وأخيرًا، يُحذّر المقال من الحلول المُبسّطة، مُذكّرًا بأن نهاية حظر الكحول لم تجعل حدا لمافيات صقلية الأميركية، لأن دخلها يأتي أساسًا من الابتزاز والفساد، لذا فإن مكافحة المافيا تتطلب فهمًا مُفصّلًا للروابط بين القوة الاقتصادية والعنف الخفي والتراث الثقافي، وهو تحدٍّ كبير للمجتمعات الغربية الحديثة، عل حد تعبير الكاتب.
ويختم الكاتب بالذهاب إلى أن الشيء المثير للاهتمام في المافيا هو أن كل ما يبدو إيجابيا في العالم الطبيعي (دور الأسرة، حقوق الدفاع، اللامركزية، العولمة، وما إلى ذلك) يمكن أن يتحول إلى أسوأ الحلول…، مشيرا إلى أن فرنسا بدأت تعترف، وإن بشكل متأخر وبعد عقود من الإنكار، أنها مع المافيا تواجه تحديا إجراميا هائلا.
إعلان