موانئ دبي العالمية «الشريك الاستراتيجي» لمنتدى الإعلام العربي
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
سلطان بن سليم: الإعلام يحدث تغييرات إيجابية لازدهار المنطقة توجهات دبي ترسخ الحوار البنّاء حول عدد من القطاعات الحيوية منى المرّي: دبي تعمل بمعايير المستقبل وفق رؤية محمد بن راشد الإمارة تنظر إلى الإعلام على أنه إحدى نوافذ العبور إلى المستقبل
دبي: «الخليج»
كشف نادي دبي للصحافة، في إطار استعداداته النهائية لعقد الدورة الثانية والعشرين لمنتدى الإعلام العربي، المُقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن تعاونه مع مجموعة موانئ دبي العالمية، بصفته الشريك الاستراتيجي للحدث الإعلامي الأبرز على مستوى المنطقة العربية، والذي سيتم تنظيمه هذا العام، بمشاركة لافتة على مستوى رؤساء مجلس الوزراء والخارجية والإعلام، ونخبة من المفكرين، والكتّاب، وصنّاع القرار الإعلامي في المنطقة، والمسؤولين في كبرى المؤسسات الإعلامية، العربية والعالمية، وأكثر من 3000 شخصية من أبرز الإعلاميين والصحفيين، وصُنّاع المحتوى في المنطقة العربية، والعالم.
تعزيز الحوار الإعلامي
وبهذه المناسبة، قال سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية: «يسعدنا تجديد شراكتنا مع نادي دبي للصحافة من خلال النسخة الثانية والعشرين لمنتدى الإعلام العربي؛ حيث تعكس تلك الشراكة ثقة مجموعة موانئ دبي العالمية بدور الإعلام المتنامي في إحداث تغييرات إيجابية، تعزز التطور، وتحقق الازدهار في المنطقة، كما تنسجم هذه الشراكة مع توجهات إمارة دبي نحو ترسيخ الحوار الهادف والبناء حول عدد من القطاعات الحيوية».
وأضاف: «منذ انطلاقته قبل أكثر من عقدين، أثبت المنتدى جدارته كمنصة لتبادل الخبرات حول المواضيع الحيوية التي تشغل الرأي العام في المنطقة، والعالم، والمساهمة بالتالي في بناء خطة تفاهم حول أولويات العمل الإعلامي المشترك».
شراكة نموذجية
من جهتها، أثنت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، على النموذج المُلهِم الذي تحرص «مجموعة موانئ دبي العالمية» على تقديمه كمؤسسة وطنية تمتد أعمالها لتغطي مواقع مختلفة في قارات العالم، وتعي قيمة الإعلام وأثره في المجتمع على كل المستويات، بما في ذلك حركة الاقتصاد والتجارة، وتبادر إلى دعم الجهود الرامية إلى تعزيز تنافسية قطاع شديد القرب من الناس والتأثير في حياتهم، إذ يتجلى وعي موانئ دبي العالمية في حرصها على أن تكون في مقدمة داعمي منتدى الإعلام العربي كالشريك الاستراتيجي للحدث، بما لهذه الشراكة من دلالات وأثر كبير في إنجاح أهدافه.
وقالت: «دبي تعمل بمعايير المستقبل وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتنظر إلى قطاع الإعلام على أنه إحدى نوافذ العبور إلى المستقبل. ولا شك في أن وعي مؤسساتنا الوطنية بقيمة وتأثير هذا القطاع، وما يتبعه من جهود لدعم تطويره، يفتح آفاقاً جديدة للنهوض بقدرات الإعلام العربي، وتمكينه من مواكبة التحولات الإعلامية الناشئة في العالم».
رؤية مشتركة
من جانبها، قالت مريم الملا، رئيس قسم الشراكات والعلاقات الإعلامية في نادي دبي للصحافة، يعكس اتفاق الشراكة بين «موانئ دبي العالمية» و«نادي دبي للصحافة»، اتساق الجهود لدى الطرفين في ضمان كل مقومات النجاح والتميز للمنتدى الذي يستقطب سنوياً أكثر من 3000 من القائمين على العمل الإعلامي، من مختلف أنحاء العالم العربي، وكذلك من الإعلاميين العرب المقيمين في مناطق مختلفة من العالم.
وأضافت: «تضطلع «موانئ دبي العالمية» بدور محوري في دعم التجارة العالمية بتنوع عملياتها ضمن عدة قطاعات مترابطة، من الموانئ والمحطات البحرية والبرية والخدمات البحرية واللوجستية والخدمات المساندة، وكذلك الحلول التجارية القائمة على التكنولوجيا».
جدير بالذكر، أن منتدى الإعلام العربي سينطلق على مدار ثلاثة أيام، بدءاً من 27 وحتى 29 مايو/ أيار الجاري، حيث يعقد المنتدى في يومه الأول فعاليات الدورة الثانية لمنتدى الإعلام العربي للشباب، واليوم الثاني الموافق 28 مايو فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمنتدى الإعلام العربي، واليوم الثالث الموافق 29 مايو فعاليات الدورة الرابعة لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، حيث تشكل أعمال المنتدى هذا العام مهرجاناً إعلامياً موسعاً كأكبر تجمع سنوي للإعلام العربي على مستوى المنطقة، والعالم، حيث يعقد بحضور ومشاركة نخبة من الإعلاميين وصناع القرار والمُفكّرين والكتّاب في المنطقة العربية والعربي، إذ يشكّل المنتدى منصة عربية رائدة لتبادل الخبرات والمعارف والأفكار التي تسهم في استشراف مستقبل الإعلام العربي.
ويضم المنتدى مجموعة كبيرة الجلسات النقاشية والحوارية، والندوات، وورش العمل التي تركز في مجملها على أحدث الاتجاهات الإعلامية، وسبل تطوير الإعلام العربي وكل ما يتطلبه من حلول مبتكرة لاستباق التحديات والمتغيّرات العالمية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات موانئ دبي العالمية مجموعة موانئ دبی العالمیة لمنتدى الإعلام العربی نادی دبی للصحافة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
ضرورة ازدواجية طريق "وادي بني غافر" الاستراتيجي
سعيد بن سالم الكلباني
تحتاج بعض الطرق الحيوية إلى إعادة تأهيل في ظل أهميتها الفعلية في الحركة الاقتصادية والاجتماعية بين المحافظات، ومن أبرز هذه الطرق، طريق وادي بني غافر الرابط بين ولاية عبري في محافظة الظاهرة وولاية الرستاق في محافظة جنوب الباطنة.
هذا الطريق، الذي كان يُنظر إليه يومًا كخيار جبلي ثانوي، تحول تدريجيًا إلى واحد من أكثر المسارات استخدامًا لعبور الشاحنات والمركبات دون المرور بمحافظات أخرى.
محافظة الظاهرة تمتلك أربعة ممرات مباشرة إلى الباطنة؛ هي: وادي الحواسنة (الخابورة-عبري)، وادي بني عمر (صحم- عبري)، وادي حيبي (صحار- ينقل)، وأخيرًا وادي بني غافر (الرستاق- عبري). ورغم الطابع الجبلي المشترك بين هذه الطرق، إلا أن طريق وادي بني غافر يتميز بمسافته الأقصر وانسيابيته النسبية، مما يجعله المفضل لحركة الشاحنات القادمة من المنافذ الحدودية أو تلك المتجهة إلى موانئ الباطنة والعاصمة مسقط.
في مساء يوم الإثنين الموافق 10 يونيو 2025، وهو آخر يوم في إجازة عيد الأضحى، تحوَّل الطريق إلى ساحة ازدحام خانق. وتدفقت عبره آلاف المركبات العائدة من محافظة الظاهرة باتجاه محافظة مسقط، تزامنًا مع حركة كثيفة للشاحنات القادمة من منفذ حفيت الحدودي مع الإمارات العربية المتحدة ومنفذ الربع الخالي مع المملكة العربية السعودية. وزادت الأمور تعقيدًا مع هطول أمطار غزيرة في ولاية الرستاق، ما أدى إلى تباطؤ شديد في الحركة المرورية على الطريق الذي يفتقر إلى وسائل الحماية الأساسية.
هذا الاختناق المروري لم يكن حادثًا استثنائيًا يحدث للمرة الأولى، وإنما سبقته أربع حوادث مرورية مميتة خلال الأسبوع الأخير قبل العيد مباشرة. ووثّقت تقارير محلية تصادم مباشر بمركبات خفيفة، ووفاة أكثر من 6 أشخاص في مناطق متفرقة على نفس الطريق، منها حوادث في المنعطفات الضيقة والانحدارات التي تفتقر لأي نوع من الرؤية الواضحة بسبب الجبال والزوايا الحادة نوعًا ما.
هذه الحوادث، وإن لم تحظَ بتغطية إعلامية كبيرة، إلّا أنها تكرّرت بما يكفي لتُصبح جرس إنذار واضحًا.
الإحصائيات كذلك تدعم هذا القلق المتزايد؛ ففي تقرير نشرته جريدة الرؤية في عام 2020، تبين أن 347 شاحنة أغذية تم فحصها في منفذ حفيت خلال أول 15 يومًا من أبريل وحده، أي بمعدل يزيد عن 23 شاحنة يوميًا. هذا الرقم لا يشمل الشاحنات التجارية والصناعية. أما منفذ الربع الخالي، فقد أُعلن رسميًا أن طاقته القصوى تصل إلى 966 شاحنة يوميًا، معظمها تتخذ وادي بني غافر مسارًا نحو محافظة الباطنة ومحافظة مسقط. هذا يعني أن الطريق الجبلي الضيق يُستخدم يوميًا كـ"معبر اقتصادي رئيسي" دون أن يتمتع ببنية تحتية تناسب حجمه الفعلي.
ومن زاوية تخطيط النقل، يُصنف هذا الوضع تحت ما يُعرف بـ"نقطة الضغط المتراكب (Cumulative Load Point)؛ حيث تتقاطع ثلاثة أنواع من الضغط في نقطة واحدة: الضغط البشري (عودة الموظفين والعائلات)، الضغط التجاري (حركة الشاحنات)، والضغط الطبيعي (الأمطار والتقلبات الجوية). حين تجتمع هذه العناصر في مسار واحد ضيق ومفرد، تصبح احتمالية وقوع الكوارث كبيرة جدًا والازدحام المروري يصيح عائق حقيقي لكل المستخدمين عموما.
في ظل هذا الواقع، فإن ازدواجية طريق وادي بني غافر لم تعد ترفًا أو مطلبًا محليًا محدودًا.. إنها ضرورة وطنية، واستراتيجية تمس سلامة المواطنين، وفعالية الاقتصاد، وقدرة الدولة على مواجهة التغيرات المناخية والطوارئ اللوجستية. ويجب أن تتضمن خطة الازدواجية التالي؛ حيث يتم تحويل الطريق إلى مسارين منفصلين كل مسار لا يقل عن حارتين وبمواصفات الطرق السريعة وتوفير مواقف جانبية للشاحنات ومواقع للطوارئ وتركيب شبكة إنارة ذكية وتنفيذ أنظمة تصريف فعّالة لمياه الأمطار ومجاري الأودية الرئيسية وإذا أمكن إدخال أجهزة استشعار وإنذار مبكر للسيول والانزلاقات ويُستحسن كذلك أن يُربط هذا المشروع برؤية "عُمان 2040"، تحت محور تعزيز البنية اللوجستية وتكامل البنى بين المحافظات، خاصة أنه يخدم بشكل مباشر المنافذ الحدودية والموانئ البحرية.
إن هذه الأحداث المتكررة في شارع وادي بني غافر من حوادث مرورية قاتلة وازدحام مروري، هو اختبار واقعي لكفاءة طريق يعاني من غياب الصيانة، رغم أنه أصبح حلقة وصل مركزية في الاقتصاد الوطني والتنقل الاجتماعي، وإن لم نتحرك الآن؛ فسنظل نُعيد نفس الحديث مع كل موسم ممطر أو عودة الموظفين بعد الإجازات الرسمية، ومع كل ازدحام موسمي، وكل حادث مُميت.
** باحث دكتوراه في فلسفة الادارة والقيادة