تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته للعاصمة الأوكرانية كييف، أن أوكرانيا تواجه لحظة حرجة في ظل تقدم القوات الروسية في مقاطعة خاركوف، مؤكدًا على أهمية اتخاذ قرارات صعبة ولكن ضرورية لتوسيع نطاق التعبئة في البلاد.

وقال بلينكن إن توسيع التعبئة يعتبر حلًا صعبًا ولكن ضروريًا في ظل الوضع الراهن، مشيرًا إلى أن المدافعين الأوكرانيين الشجعان الذين صمدوا لأكثر من عامين بحاجة ماسة إلى الدعم والاستراحة، وأن توسيع نطاق التعبئة سيسهم في تحقيق هذين الهدفين معًا.

تم توقيع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يوم الخميس الماضي على مشاريع قوانين تهدف إلى تمديد فترة التعبئة وحالة الحرب في أوكرانيا، في خطوة تعكس استعداد الحكومة لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة.

يعمل نظام الأحكام العرفية في أوكرانيا منذ 24 فبراير 2022، وفي اليوم التالي لذلك، وقع زيلينسكي مرسومًا يعلن فيه حالة التعبئة العامة، وقد تم تمديدها عدة مرات منذ ذلك الحين. وفي فبراير الماضي، وقع زيلينسكي على قانون يهدف إلى تعزيز التعبئة في البلاد، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 18 مايو.

تنص الوثيقة على ضرورة تحديث جميع بيانات الأشخاص المكلفين بالخدمة العسكرية في مكتب التسجيل والتجنيد العسكري خلال فترة لا تتجاوز 60 يومًا من تاريخ دخولها حيز التنفيذ.

ويجب على الأفراد القيام بهذا الإجراء بشكل شخصي عن طريق الحضور إلى المكتب المختص أو من خلال التسجيل في "حساب التجنيد الإلكتروني"، الذي يوفر أيضًا إمكانية تقديم الاستدعاء.

يتم اعتبار الاستدعاء كما لو تم تبليغه شخصيًا للمجند، حتى في حالة عدم رؤيته للإشعار بنفسه. ويُعتبر تاريخ تسليم الاستدعاء هو التاريخ الذي يتم فيه ختم الوثيقة كدليل على استحالة التسليم الشخصي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أنتوني بلينكن كييف أوكرانيا

إقرأ أيضاً:

التكنولوجيا والسياسة: من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط

في عالم يتغير بسرعة، لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات تقنية أو وسائل اتصال، بل أصبحت لاعبًا أساسيًا في الحياة السياسية والصراعات الدولية. فالتقدم التكنولوجي لم يؤثر فقط في الاقتصاد أو الحياة اليومية، بل أعاد رسم ملامح الحروب، وحدد اتجاهات النفوذ والسيادة، وفتح أبوابًا جديدة للسيطرة أو المقاومة. لقد فرضت التكنولوجيا مفاهيم جديدة للسلطة، فلم تعد السيادة تعني فقط امتلاك السلاح أو السيطرة على الأرض، بل أصبحت تعني أيضًا السيطرة على المعلومات، وتدفق البيانات، والعقول والوعي. من هنا، صار من الضروري فهم التكنولوجيا كعنصر سياسي، وليس مجرد تطور علمي محايد.

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي أدوات فعالة في إدارة الرأي العام وتشكيل توجهات الشعوب. تحولت إلى ساحات افتراضية للمعارك السياسية، تُستخدم فيها الحسابات المزيفة، والروبوتات الإلكترونية، ونشر الشائعات. لم تعد الحملات الانتخابية تقف عند حدود الميدان أو الشارع، بل باتت تُخاض في العالم الرقمي، حيث تُستغل البيانات الشخصية في توجيه الخطاب السياسي والتأثير على اختيارات الناخبين.

قدّمت الحرب الروسية الأوكرانية نموذجًا صارخًا للصراعات الحديثة، حيث أصبحت التكنولوجيا في صميم المعركة. استُخدمت الطائرات المسيّرة لضرب أهداف بدقة، وساعدت تقنيات التحليل اللحظي للصور والخرائط على اتخاذ قرارات عسكرية مباشرة. كما شهدت الحرب مواجهة شرسة في الفضاء الإلكتروني، عبر هجمات سيبرانية استهدفت شبكات الكهرباء والبنوك والمواقع الحكومية، مقابل دفاعات إلكترونية منسقة وموجهة. وفي الوقت نفسه، استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي في حشد الدعم الغربي لأوكرانيا، حيث تمكنت الحكومة الأوكرانية من تقديم روايتها للعالم بسرعة وفعالية، مستفيدة من أدوات الاتصال المباشر والتصوير الحي، بينما خاضت روسيا معركتها الإعلامية على الجبهة الرقمية في محاولة للسيطرة على السرد.

في منطقتنا، شكّلت التكنولوجيا عنصرًا حاسمًا في التحولات السياسية والعسكرية. من اليمن إلى غزة، برزت الطائرات المسيّرة كسلاح فعّال تستخدمه دول وجماعات مسلحة. وقد مكّنت هذه الطائرات من توجيه ضربات دقيقة ومنخفضة التكلفة، ما ساهم في تغيير موازين القوى في بعض الجبهات. وفي الوقت ذاته، استخدمت بعض الأنظمة برامج مراقبة وتجسس متطورة لتعقب المعارضين ومنع الحراك الشعبي، ما جعل التكنولوجيا أداة بيد السلطة لتعزيز قبضتها الأمنية. وعلى الجانب الآخر، لعبت وسائل التواصل دورًا كبيرًا في إيصال أصوات الشعوب وتنظيم الحملات، وإن كانت أيضًا ساحة للبلبلة ونشر الفوضى. حتى الحروب النفسية تغيّرت، فلم تعد محصورة في الإعلام التقليدي، بل أصبحت تُدار من خلال "الترندات" على المنصات الرقمية، ومن خلال الفيديوهات القصيرة التي تنتشر كالنار في الهشيم، وتحمل رسائل سياسية أو دعائية أو حتى تحريضية.

المنافسة بين الولايات المتحدة والصين لم تعد اقتصادية فقط، بل تحوّلت إلى سباق تكنولوجي من أجل السيطرة على المستقبل. تسعى الصين إلى الهيمنة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وشبكات الاتصالات، بينما تحاول واشنطن كبح جماح هذا الصعود من خلال فرض قيود على الشركات الصينية، ومقاطعة منتجاتها، ومحاولة احتواء نفوذها عالميًا. أما روسيا، فقد طوّرت قدراتها في الهجمات السيبرانية، ونجحت في التدخل في المسارات السياسية لدول غربية عبر حملات تضليل رقمية وهجمات على البنى التحتية، ما جعلها قوة هجومية إلكترونية فاعلة. وفي المقابل، تدرك أوروبا أهمية الاستقلال الرقمي، لكنها لا تزال تعاني من ضعف في التكامل والقدرة التنافسية. وتسعى إلى حماية بيانات مواطنيها وبناء بنية تحتية رقمية مستقلة، لكنها تبقى في موقع دفاعي أكثر من كونها لاعبًا رئيسيًا في هذا السباق.

أخيرًا، لم يعد فهم السياسة في عالم اليوم ممكنًا دون تحليل دور التكنولوجيا. فالعالم الذي نعيش فيه يُعاد تشكيله يوميًا من خلال الشاشات، والكاميرات، والبيانات، والخوارزميات. تُخاض المعارك اليوم في الخفاء، داخل شبكات الحواسيب، ومنصات البث، وغرف التحكم، وليس فقط على الأرض. من أوكرانيا إلى غزة، ومن واشنطن إلى بكين، تعيد التكنولوجيا رسم خريطة العالم، وحدوده، وصراعاته. ولم يعد السؤال: من يملك القوة؟ بل أصبح: من يملك المعرفة؟ ومن يسيطر على المعلومة؟ ومن يتحكم في العقول؟

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية

[email protected]

مقالات مشابهة

  • التعبئة العامة في الأمانة تكرم عددا من المكاتب التنفيذية
  • التعبئة العامة في أمانة العاصمة تكرم عددا من المكاتب التنفيذية
  • شاهد.. لحظة سقوط طفل من سيارة خلال سيرها في بلجرشي
  • عاجل | شاهد.. لحظة سقوط طفل من سيارة خلال سيرها في بلجرشي
  • زيلينسكي: استئناف تسليم أسلحة من أميركا إلى أوكرانيا
  • زيلينسكي: جميع الإمدادات العسكرية إلى أوكرانيا استؤنفت
  • زيلينسكي يعلن استئناف شحنات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا
  • وزارة الدفاع الروسية :إسقاط 155 مسيرة جوية أوكرانية فوق عدة مقاطعات
  • مقتل مدني روسي وإصابة آخر بهجوم مسيرة جوية في مقاطعة تولا
  • التكنولوجيا والسياسة: من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط