وثق تقرير حقوقي جملة من الانتهاكات التي تعرض لها أبناء محافظة مأرب، شمال اليمن، وسط تقاسم مشترك للميليشيات الحوثية -ذراع إيران في اليمن، والسلطة الإخوانية المسيطرة على المناطق المحررة في المحافظة.

التقرير أصدرته منظمة مساءلة لحقوق الإنسان، وتم إشهاره الخميس، تحت عنوان "الموت المستمر" وتضمن أكثر من 60 حالة انتهاك طالت المدنيين خلال الفترة من يناير 2019 وحتى مارس 2024.

وتنوعت بين استهداف المدنيين سواء بالقصف والاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب، بالإضافة إلى الانتهاكات المتعلقة بالممتلكات العامة والخاصة، سواء بالتدمير أو التفجير أو النهب.

وأوضح التقرير أن الانتهاكات أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وتضرر آخرين من المدنيين والنازحين داخلياً في مأرب جراء تعرضهم لأنماط مختلفة وانتهاكات متعددة ارتكبتها أطراف النزاع وطالت الحقوق والحريات الأساسية، وتضمنت استهداف المدنيين بشكل مباشر، والألغام والقذائف غير المتفجرة، وتجنيد الأطفال، والاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء التعسفي، والقتل التعسفي.

لم يغفل التقرير  أنماط انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية وسلطة الإخوان في مأرب، والتي طالت مجموعة من الحقوق والحريات الأساسية، من بينها وقف الاختفاء القسري وحماية الأطفال من التجنيد والاستغلال والاعتداء على الممتلكات. 

ووثق التقرير 21 حالة اعتقال وإخفاء قسري، 14 حالة اعتقال ارتكبتها القوات الأمنية والعسكرية المحسوبة على الإخوان في مأرب، منها 4 حالات وقعت على النساء. في حين باقي الحالات سجلت من قبل الحوثيين وقوات حكومية أخرى.

كما أورد التقرير نحو 11 حالة اعتداء وتدمير ممتلكات عامة وخاصة، منها 7 حالات ارتكبتها ميليشيا الحوثي، بينها مدرسة ومركز صحي ومنازل مواطنين. في حين ارتكبت القوات الإخوانية عمليات تدمير جزئي لمنازل مواطنين في مناطق سيطرتها. 

التقرير تضمن أيضا توثيق عدد من حالات تجنيد الأطفال في مناطق الحكومة والحوثيين، وكذا حالات زواج قاصرات واعتداء وتوقيف عن العمل في مناطق القوات الحكومية الموالية للإخوان.

وأكد مهدي بلغيث، رئيس منظمة مساءلة لحقوق الإنسان: "أن المدنيين والنازحين في مأرب ما زالوا يتعرضون لشتى صنوف الانتهاكات، بدءاً من عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إليهم، وحتى استهدافهم عسكرياً، وهو ما ضاعف من مأساتهم ومعاناتهم، وأدى القصف الجوي والبري على المناطق الآهلة بالسكان، والاستهداف المباشر لمخيمات ومواقع النزوح في محافظة مأرب إلى خسائر بشرية بالغة في أوساط المدنيين وأضرار في الممتلكات المدنية".

ودعا بلغيث إلى أهمية التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، والتشديد على الحاجة الملحة لتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق. مطالبا المجتمع الدولي بإعادة النظر في تشكيل تحقيق شامل وموضوعي، لتحقيق العدالة والسلام والاستقرار في المنطقة وضمان عدم الإفلات من العقاب.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی مأرب

إقرأ أيضاً:

مسؤولة بالخارجية الأميركية: تقرير عن غزة عجّل قرار استقالتي

قالت مسؤولة بوزارة الخارجية الأميركية استقالت من عملها هذا الأسبوع إن تقريرا قدمته الإدارة إلى الكونجرس عجّل من قرارها بعدما أشار على خلاف الحقيقة إلى أن إسرائيل لا تعرقل المساعدات الإنسانية لغزة.

وكانت ستايسي جيلبرت، التي عملت في مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية، من الخبراء الذين أعدوا التقرير.

وقال جيلبرت في مقابلة "من الواضح أن هناك صوابا وخطأ، وما ورد في هذا التقرير خطأ".

ولطالما اشتكت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من المخاطر والعقبات التي تعرقل إدخال المساعدات وتوزيعها في أنحاء غزة.

وقدمت وزارة الخارجية التقرير غير السري المكون من 46 صفحة في وقت سابق من هذا الشهر إلى الكونجرس، بموجب مذكرة الأمن القومي الجديدة التي أصدرها الرئيس جو بايدن في أوائل فبراير.

وورد في التقرير أيضا أنه في الفترة التي تلت السابع من أكتوبر "لم تكن إسرائيل تتعاون بشكل كامل" مع الجهود الأميركية وغيرها من الجهود لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة.

لكن التقرير اعتبر أن هذا لا يصل لمستوى وصفه بأنه انتهاك لقانون أميركي يمنع تقديم الأسلحة للدول التي تضع قيودا على المساعدات الإنسانية الأميركية.

وقالت جيلبرت التي عملت في وزارة الخارجية لأكثر من 20 عاما إنها أبلغت مكتبها في اليوم الذي صدر فيه تقرير وزارة الخارجية بأنها ستستقيل. وكان آخر يوم عمل لها هو الثلاثاء.

وقال فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين يوم الخميس إنه لن يعلق على أمور الموظفين، لكن الوزارة ترحب بوجهات النظر المتنوعة.

وأضاف أن الإدارة ملتزمة بالتقرير وتواصل الضغط على حكومة إسرائيل لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين والعمل بشكل عاجل لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

ولم ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن على الفور على طلب للتعليق على اتهامات جيلبرت.

وقالت جيلبرت إنه على النقيض من النسخة المنشورة، فإن المسودة الأخيرة التي اطلعت عليها ذكرت أن إسرائيل تمنع المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • آخر سرّ صاروخي عن حزب الله.. تقريرٌ اسرائيلي يكشفه
  • الهروب إلى الموت.. شاب ينهى حياته بسبب خلافات مالية مع والده مع والده فى الصف
  • الأونروا: نطالب بفتح تحقيق شفاف في الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنشآت الصحية والإغاثية بغزة
  • 36 شخصا من قطاع غزة لقوا حتفهم في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية
  • مريضات السرطان في قطاع غزة يواجهن خطر الموت المحقق
  • ثمان مسيرات حاشدة في مأرب تحت شعار” مع غزة.. مهما كانت التحديات”
  • تقرير حقوقي: تسجيل أكثر من 6 آلاف انتهاك وجريمة في إب خلال 2023
  • تقرير يكشف تمعّن إسرائيل في جريمة التهجير القسري للفلسطينيين من غزة
  • مسؤولة بالخارجية الأمريكية: تقرير عن غزة عجّل قرار استقالتي
  • مسؤولة بالخارجية الأميركية: تقرير عن غزة عجّل قرار استقالتي