“الفجيرة الاجتماعية الثقافية” تنظم ندوة بعنوان “المرأة صانعة التغيير”
تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT
نظمت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية ضمن أنشطة منصة “واحة حواء” التابعة لها وبالتعاون مع مكتبة الفجيرة الرقمية، صباح أمس الاثنين، ندوة اجتماعية بعنوان “المرأة صانعة التغيير”، وذلك في مقر المكتبة بالفجيرة، بحضور الشيخة عائشة بنت سعيد الشرقي، وسعادة شيخة سعيد الكعبي عضو المجلس الوطني الاتحادي، والدكتورة بدرية الظنحاني المدير التنفيذي للشؤون الاجتماعية بالجمعية، والدكتور محمد سعيد مدير المكتبة الرقمية، وزينب المطوع مديرة العلاقات العامة بالمكتبة.
شارك في الندوة الدكتورة مريم الشناصي وكيل وزارة البيئة والمياه الأسبق، ورائدة الأعمال شريفة المرزوقي، وأدارتها المستشارة موزة مسعود المطروشي مديرة منصة “واحة حواء” بالجمعية التي أوضحت أن المرأة تلعب دورًا حيويًا ومؤثرًا في مسيرة التنمية والتقدم في دولة الإمارات على مر السنين، حيث حظيت المرأة الإماراتية بدعم قوي من القيادة الحكيمة، ما أتاح لها فرصة الانخراط في مختلف المجالات والمساهمة بشكل فعّال في بناء المجتمع، حيث تشغل الإماراتيات اليوم مناصب قيادية في الحكومة والقطاع الخاص، ويسهمن في صياغة السياسات واتخاذ القرارات التي تدفع بالنمو الاقتصادي والاجتماعي قدماً.
وتناولت الدكتورة مريم الشناصي في حديثها أهمية الإصرار وخلق الشغف لتحقيق الذات والتغلب على الصعوبات العلمية والعملية من أجل المساهمة في الحياة العامة، وتحدثت بإسهاب عن تجربتها ونجاحها في نيل درجة الدكتوراه وعملها في وزارة البيئة. مضيفةً أن المرأة الإماراتية حققت إنجازات بارزة في مجال التعليم، حيث تحتل الإمارات مراكز متقدمة في نسبة تعليم الإناث. وهو استثمار مهم يعكس إيمان الدولة بأهمية تمكين المرأة كعنصر أساسي في التنمية المستدامة. وشددت على أن المرأة في الإمارات ليست فقط صانعة للتغيير، بل شريك أساسي في صياغة مستقبل مشرق للبلاد.
من جهتها، تحدثت شريفة المرزوقي عن تجربتها في تخطي الصعاب وقدرتها على تحقيق حلمها بريادة الأعمال وتأسيس مشروعها التجاري الخاص. مشيرة إلى أن النساء الإماراتيات لا يكتفين بدورهن في المجالات الأكاديمية فحسب، بل يتجاوزنه إلى البحث العلمي والابتكار، حيث يشاركن بفعالية في تحقيق رؤية الإمارات الطموحة نحو اقتصاد معرفي متقدم، فضلاً عن مساهمة المرأة الإماراتية بجهودها في العمل الخيري والمجتمعي، حيث تلعب دورًا محوريًا في تعزيز قيم التضامن والتكافل الاجتماعي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
باحث إسرائيلي يشرح أسباب تواصل علاقات التطبيع الإماراتية رغم حرب الإبادة
تتواصل خسائر الاحتلال الإسرائيلي من حرب الإبادة ضد قطاع غزة، وآخرها تراجع علاقاته الإقليمية والدولية، لاسيما مع الدول الصديقة والحليفة، ومنها الإمارات التي تعتبر صورتها الدولية رصيدا استراتيجيا بالغ الأهمية.
وأكد رئيس برنامج الخليج في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، والزميل المشارك في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، يوئيل جوزانسكي، أن "الأسبوع المقبل يصادف الذكرى الخامسة لإعلان التطبيع مع الإمارات، وهو إنجازٌ يُمثّل نقلةً نوعيةً في اتفاقيات أبراهام، وأصبحت منذ ذلك الحين أقرب صديق لإسرائيل في العالم العربي، واختارت الحفاظ على التزامها بالتطبيع رغم تزايد الضغوط عليها بسبب حرب غزة، ولم تتراجع عن علاقاتها مع بل استمرت برعايتها".
وأضاف جوزانسكي، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "سفير إسرائيل بقي في أبو ظبي بينما عاد نظراؤه في الدول العربية إلى تل أبيب، أو أُعيدوا إليها؛ كما يلتقي وزراء خارجية الجانبين علنًا؛ ونمت تجارتهما؛ وتوطدت علاقاتهما الأمنية، لاسيما في مجال مبيعات الأسلحة، ويتواصل تعاونهما، وفي الوقت نفسه، تُواصل قيادة المساعدات الإنسانية لغزة".
إلى وأشار أن "الإمارات طبّعت علاقاتها مع إسرائيل وأرست سلامًا دافئًا نسبيًا، وعلى عكس الأردن ومصر، شرّعت وجوده في المجال العام الإماراتي، وفي الوقت نفسه، أصبحت منذ فترة طويلة الطرف العربي الأكثر انخراطًا في غزة من منظور إنساني، حتى أكثر من مصر، المجاورة لها، وتأمل الإمارات أن تُعزز بذلك صورتها، لاسيما لدى الرأي العام العربي، حيث تُوصف أحيانًا بالتواطؤ مع إسرائيل، فيما تردّ على هذا النقد بأنه بفضل علاقاتها معه تمكّنت من تحقيق إنجازات للفلسطينيين ما كانت لتحققها لولا ذلك".
وأوضح أن "الإمارات تسعى لإحكام قبضتها على غزة في أيام ما بعد الحرب، على حساب دول أخرى، بما فيها قطر، وترى ميزة في "حصريتها" شبه الكاملة في العلاقات مع إسرائيل، وتسعى لاستغلالها، وبجانب كل هذا، يرتفع ثمن العلاقة معه بالنسبة للإمارات، لأنه في بلد تُعدّ صورته الدولية رصيدًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، تتفاقم الآثار النفسية للحرب، حيث تصلهم موجات من الانتقادات العالمية، وأصبحت سفاراتها حول العالم هدفًا للنقد، ويتعرض مواطنوها أحيانًا لمضايقات في الدول العربية".
وأضاف أن "استطلاعات الرأي تُظهِر تضرّر صورتها بسبب استمرار علاقاتها مع إسرائيل، كما تُثار انتقادات بين الإماراتيين للعلاقات معه، وفي الوقت الذي تأمل فيه الإمارات أن يتم القضاء على حماس بسرعة وفعالية، لكن إسرائيل فشلت في ذلك، ورغم كل هذه الانتقادات، فلم تُبدِ قيادة الإمارات أي إشارة لأي تغيير في توجهاتها تجاه مستقبل علاقاتها رغم كل هذه التحديات".
وزعم الكاتب "أن سبب مُحافظة الإمارات على علاقاتها ربما لأن مزايا هذه العلاقة بالنسبة لهم فاقت عيوبها حتى الآن، واعتقادها أنها قادرة على السيطرة على الخطاب الداخلي والخارجي، واحتواء الانتقادات، ويبقى السؤال عن السقف الزمني لاستمرار هذا الوضع، في حين أن إسرائيل لديها العديد من المزايا في أبو ظبي، لأنه بعد الهجوم الصاروخي الحوثي عليها في 2022، الذي شكّل صدمة لهم، وسارعت إسرائيل لإرسال بطاريات دفاع صاروخي للمساعدة في حماية الإمارات".
واستدرك قائلا إنه "لا يمكن للإماراتيين أن يبقوا غير مبالين بالوضع في غزة، وقد أدخلوا تعديلات في موقفهم تجاه الحرب خلال العامين الماضيين، وباتوا يتبنّون خطاً أكثر انتقادًا إسرائيل في خطابهم، بجانب دعم أكبر للفلسطينيين، وتحديدًا المطالبة بإقامة دولة فلسطينية كشرط لمشاركتهم في إعادة إعمار غزة، دون الذهاب بالضرورة إلى حدّ إلغاء الاتفاقات، لأنها خطوة سيكون صعباً عليهم اتخاذها، لأنها ستضر بعلاقاتهم مع الولايات المتحدة، وستُفسر بأنها اعترافٌ بالفشل".
ورجّح أن "تشهد علاقات تل أبيب وأبو ظبي عملية تدريجية لتفريغها من محتواها، عبر تجميد هادئ للمشاريع، وتراجع في التنسيق، وانزلاق تدريجي نحو "سلام بارد" على غرار النموذجين المصري والأردني، وإذا لاحظنا تراجعًا ملحوظًا في دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل، فستتلقى الإمارات دعمًا، وقد تبتعد عنه، خاصة إذا نفذ القدس قرار احتلال مدينة غزة، وفي العموم فإن استمرار الحرب يهدد الرؤية الإقليمية الإماراتية، التي أصبحت الإمارات مركزًا عالميًا للتجارة والنقل والطاقة والابتكار، وترغب بالحفاظ على هذه المكانة، وتحسينها".
وكشف أن "الإمارات قد تجد نفسها مجبرة على إعادة النظر في مسارات التكامل الإقليمي، وتدرس خيارات لتعزيز بدائل لا ترتبط بإسرائيل، وبشكل عام فإن الصيغة الإماراتية للحفاظ على العلاقات، وفي الوقت ذاته مساعدة الفلسطينيين، تواجه اختبارًا صعبًا، حيث تسعى لامتلاك زمام الأمور، لكن الواقع يُصعّب عليها مواصلة المناورة كالماضي، وقد تُجبر على اختيار جانب واضح ومعارض للأنظمة العربية، إن شاءت".