ساحرة خنشلة ... لغزها حير الجزائريين واعتقالها أراح الساكنة
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
توصل سكان ولاية خنشلة الجزائرية إلى حل لغز "الساحرة" المزعومة التي تسطو على البيوت من خلال تنويم سكانها، بعد قبض القوات الأمنية عليها.
فقد عاشت ولايات الشرق الجزائري خلال أشهر على وقع أخبار عمليات السرقة المتتالية التي تعرض لها أشخاص بطريقة غامضة.
وفي التفاصيل، كانت السارقة وهي سيدة أربعينية تطرق بيت الواحد منهم، وتصيغ رواية من أجل الدخول قبل أن تمارس طقوساً تدخل سكانها في تنويم، لا يستطيعون معه إدراك ما يدور حولهم، وفق شهادات الضحايا.
فيما نشر العديد من الأشخاص، من مناطق مختلفة ومتباعدة بمئات الكيلومترات، قصصهم مع المعنية، وكيف أنها استطاعت أن تسيطر على عقولهم بطريقة قالوا إنها لا يمكن أن تكون عادية.
ووصف آخرون ذلك بأنه أقرب إلى السحر منه إلى الاستغفال، إذ قالت إحداهن في منشور ".. والدتي كانت متواجدة لوحدها في البيت العائلي، قبل أن تطرق سيدة الباب، وتدعي أنها تبحث عن قطعة خبز لتسد جوعها، لكنها راحت تحضنها وتتباكى وتكون عندها قد نفذت حيلها".
وتابعت "وعند دخول والدتي للمطبخ، لم تستطع العودة إلى الباب الخارجي كأنما كانت في كل مرة تنسى شيئا ما، فيما كانت الزائرة قد دخلت غرف المنزل وسرقت مجوهرات وأموال، ولا أحد تفطن للأمر إلى غاية اليوم الموالي".
الضحية لم تكن الوحيدة التي وقعت في فخ السيدة التي اتفق عديدون على أوصافها، مثلما روى كل منهم قصته معها، وبنفس الطريقة ولمدة أشهر عديدة تمكنت من السطو على أكثر من منزل.
وأحدثت قصة "الساحرة" المزعومة الرعب بين سكان الولايات الشرقية في الجزائر، إلى درجة أن الكثيرين غيروا من عاداتهم مع الغرباء، بالتفكير مطولا قبل فتح الباب، فيما قرر آخرون الامتناع كليا عن استقبال أي غريب.
وجاء خبر اعتقالها الجمعة ليريح سكان المنطقة، ففي بيان لقوات الأمن، كشف فيها أن المعنية "تبلغ من العمر 40 سنة، قبض عليها بتهمة النصب والاحتيال عن طريق السحر والشعوذة، بعدما تم استقبال شكوى من الضحايا مفادها تعرضهم لسرقة مجوهرات ومبلغ مالي من المنزل العائلي باستخدام طقوس السحر والشعوذة التي تمارسها المشتكى منها."
عقب استيفاء الإجراءات القانونية تم تفتيش المنزل العائلي للمشتبه فيها المنحدرة من ولاية مجاورة، حيث عثر على المسروقات ومستلزمات وطلاسم وقصاصات مكتوب عليها تمائم تستخدم لهذا الغرض.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
أغلال تعيق الجزائريين
الاحتراف الديبلوماسيهنالك علاقة غير متوازنة بين الجزائر وفرنسا، تصب لمصلحة لهذه الأخيرة كما كانت دائما. من الواجب ألا تكون الأنفة الجزائرية شعورا لا مفاعيل له على طاولة المفاوضات، أو أن تكون سحابة صيف تنجلي بلباقة فرنسية يلين أمامها الساسة الجزائريون. التفاوض الحقيقي هو أن تضع مقابلا لكل ما تأتي أو تدع، وهو ما لا تحسنه الدبلوماسية الجزائرية خلافا لنظيرتها الفرنسية. وللعلم فإن بيد الجزائر أوراق تفاوض قوية لم تحركها بعد، ولا أراها ستحركها.
ليست قضية الصحراء أولوية الأمة الإسلامية اليوم ولن تكون في المستقبل القريب. الحل الوحيد لهذه المسألة يكون في إطار الوحدة بين الأقطار المغاربية. المعاملة بالمثل تقتضي منع دبلوماسيين فرنسيين من دخول الأراضي الجزائرية، لا منع الدبلوماسيين الجزائريين الممنوع كثير منهم أصلا دخول الأراضي الفرنسية! لكن الاتصال بين بعض الممنوعين الجزائريين وبين أصدقائهم الفرنسيين ممكن عبر وسائل التواصل، كما فعل المحكوم عليه بوعلام صنصال!
هذا المرء نموذج لرجال فرنسا في الجزائر، ظهر أمره للعلن على خلفية التقارب الفرنسي المغربي حول الصحراء، من حق العدالة أن تأخذ مجراها، ولكن كم بقي في دواليب الحكم الجزائري أمثال هذا "الموظف السامي"، المعين بمرسوم رئاسي؟!
لا تشتكي قارة بحجم الجزائر من شعبها حصافة الرأي ولا قلة ذات اليد، ولا أراضيها الخصبة التي تغذي العالم بأسره. ولكنها تشتكي قيادة فاشلة تعتاش بمال الشعب كسمسار بين البائع والمشتري؛ وإلا فقل لي بربك، لماذا لا تطلع وزارة التجارة شعبها على أسماء المستوردين الذين يحتكرون التجارة الخارجية والداخلية في المواد الأساسية، أليسوا يعملون في الشرعية؟ إذن دع الناس تتعرف إليهم، وتطلع على حجم أصولهم المالية، وصفقاتهم العمومية، وتحويلاتهم النقدية.احتضان قضية أي إنسان متهم وتسويقها على أنه كاتب، يسهم في التعمية على الحقيقة. ليست الكتابة فنا بريئا يلبسه المرء ليحترمه الناس ويتقي به شر فعاله. الكتابة فعل يتحمل الأوصاف الشرعية والقانونية كافة.
ناهيكم أن الجنسية المزدوجة لرعايا الدول المسلمة، إذا ما كانوا يحملون جنسية الدول الكافرة المستكبرة، ستكون حصان طروادة تتخذ للتدخل في القضايا الداخلية لتلك الدول. هذا ما لوحظ في قضية هذا المشبوه الجزائري الحامل للجنسية الفرنسية، الذي ما فتئ رئيسه "ماكرون" وإعلامه يطالب بإلغاء القرار القضائي الجزائري الذي أدانه.
من ها هنا ندرك خطورة أن تفتح كثير من الدول الغربية أبوابها على مصاريعها لهجرة الناس البسطاء إليها، ما يجعل البلدان الأصلية أمام مستقبل محفوف بمخاطر تتهدد وجودها، حينما يعود هؤلاء المهاجرون وذووهم إليها محملين بالجنسية الأجنبية، إنهم ربيئة أجنبية تستغل كورقة للتدخل في قضاياها السيادية.
السلطة عندنا بنت انقلاب ١٩٩٢م، وهي مدينة للناتو في تعزيز حكمها حينما كاد الإسلاميون أن يستلموا الحكم عبر الانتخابات. ليست في الجزائر عدالة حقيقية تستطيع تكييف الجرائم كما يجب، وليست هناك سياسة تعرف من أين يؤكل لحم الكتف. ما نراه مباراة ودية على إيقاع اللاعب الفرنسي. وهكذا تمضي الأمور منذ التاسع عشر من مارس عام 1962م، نخلص للقول بأن القوتين الأوروبية والإفريقية لا تطيقان صبرا على البعاد، فليس مستغربا أن تتلون السياسة الفرنسية كالحرباء من أجل مصالحها، المهم ألا نتلون نحن إرضاء لها.
أحقا قوة ضاربة؟
للسلطة الجزائرية وسائل دفع فعالة للضغوطات الدولية لو أنها استخدمتها، فما تستفيده الولايات المتحدة من الجزائر أكثر مما تتلقاه الجزائر منها. كما أن زيادة الوعي الديني يحصن المجتمع، وأعني بالوعي الديني أن تصلح السلطة شأنها فترعى حق الله في بلاده وعباده. تلكم هي أسلحتنا الفتاكة الحقيقية، لا طائرات "السوخوي" الروسية.
العسكرية لا تعرف الخطأ في التقدير، وليس إسقاط الطائرة داخل الحدود الجنوبية للجزائر ردا كافيا يردع. إنها ليست مزحة خشنة وأنت تؤخذ من خاصرتك الرخوة على حين غرة، كهذا تبدأ النزاعات والحروب من مستصغر الشرر. إن لأطراف كثيرة مصلحة مشتركة في جر الجزائر إلى حرب استنزاف، ليس الكيان الصهيوني إلا واحدا منها. تحصين الصف الداخلي بالوحدة والتسليم بحق الله في بلاده وعباده كفيل بالمنعة والانتصار.
لا فرق بين من يثبت عمالته شاهدا على نفسه بها أمام الملأ، وبين من يحول دون وحدة المغاربة في كيان يجمعهم على كلمة التوحيد. سوف تتداعى كل هذه الأصنام بإذن الله! وإن للشعوب قوة حين تصدح في التجمعات والمسيرات بقضية الأمة فلسطين وحين تصدح بالوحدة كذلك، لأنها أقصر طريق نحو التحرير.
الجزائر وداؤها الباطني
ألفت النظر بأن تاريخ الثورة الإيجابي والسلبي منه لا يزال الوقت مبكرا لإعادة قراءة حوادثه ووضعه في منظور الحقيقة الموضوعية بلا تهوين ولا تضخيم، كما أن ملف العشرية الحمراء امتداد لذلك التاريخ ونتاج له، فرنسا لاعبة ظاهرة وخفية في الفترتين. وتحقيق ذلك منوط بتغيير النظام السياسي كله، تغييرا يعيد إليه الشرعية الشعبية والمشروعية الأخلاقية.
السلطة تحاول اللعب بكل الأوراق لتنال رضا الجميع، الأوراق التي تعود ملكيتها للشعب الجزائري وحده بطبيعة الحال، ولكن إلى متى ستظل الجرة سالمة في كل مرة؟صيام رمضان وتحديد أول شوال لا يثبتان بحكم حاكم، بل بالرؤية، وقد استفاض خبر الرؤية ليلة الأحد في بلاد كثيرة. هلال واحد لمن اشترك ليله ونهاره. وللمفارقة، فإن الجزائر اعتادت بالتسليم لمراصد السعودية واتباع ما تسفر عنه ولو بادعاء الاستقلالية، لكنها هذه السنة خالفت! لا ننس موقف الجزائر من استبعادها في التحضير للقمة العربية الأخيرة من قبل مصر والسعودية وغيرهما ومشاركتها فيها على استحياء. هذا عندما تكون الرؤية بناء على المنظار السياسي، وعندما تكون طاعة ولي الأمر تودي بك إلى صيام يوم العيد!! إنه القدر الساخر بنا حقا.
سنوار ثان وجدت جثته بعد ثلاثة وستين عاما من استقلال الجزائر، في كهف زحف إليه وهو ينزف من جراحه، ثم قضى وبين يديه البندقية وأوراق وحاجات ذكورية، لم يعش هذا البطل المجهول فرنسيا ولم يهجر بلده المحتل، مات في سرداب ضيق كالقبر، تاركا وصية عابرة للأجيال.
لا تشتكي قارة بحجم الجزائر من شعبها حصافة الرأي ولا قلة ذات اليد، ولا أراضيها الخصبة التي تغذي العالم بأسره. ولكنها تشتكي قيادة فاشلة تعتاش بمال الشعب كسمسار بين البائع والمشتري؛ وإلا فقل لي بربك، لماذا لا تطلع وزارة التجارة شعبها على أسماء المستوردين الذين يحتكرون التجارة الخارجية والداخلية في المواد الأساسية، أليسوا يعملون في الشرعية؟ إذن دع الناس تتعرف إليهم، وتطلع على حجم أصولهم المالية، وصفقاتهم العمومية، وتحويلاتهم النقدية.
ولأن هنالك شيئا ما يعيق الجزائري عن صناعة خبزه اليومي بيده، منذ أن يلقيه حبا في الأرض حتى يستوي طعاما رئيسيا على مائدته ـ تتعثر مشاريع الكهرباء الفلاحية في القرى والأرياف، التي يعول عليها في مد مدننا الكبرى بالرغيف، وتمضي خيطانها نحو الانتشار كمضي السلحفاة، بلا داع وجيه لهذا التواني والتأخير، رغم أن مردود فواتيرها على الخزينة العمومية أضعاف مضاعفة. في حين نرى مشاريع اللهو والترفيه تمضي سراعا وتهدر فيها أموال طائلة بلا رقيب ولا حسيب.
"جوّع كلبك يتبعك" فلتة لسان صدرت من رجل دولة حكم مع العصابة لكنها لم تكن زلة لسان بقدر ما كانت سياسة منتهجة. قانون المالية يجعل المواطن يلاحق المعيشة طوال عمره، السلطة تلعب على كل الخيوط لتبقى سالمة، والشعب يتلهف على نصرة غزة ويجمع لهم الأموال على الدوام. حركة مجتمع السلم غردت طويلا خارج السرب، تحتاج اليوم إلى الشعب الجزائري ليساندها في وقفتها الاحتجاجية، ربما يفعل وربما لا. من الحكمة في هذه المحطات التنسيق مع الجهات الموثوقة والتي لها كلمة مسموعة في البلاد، طبعا هي موجودة خارج السلطة وبين صفوف الشعب. السلطة تحاول اللعب بكل الأوراق لتنال رضا الجميع، الأوراق التي تعود ملكيتها للشعب الجزائري وحده بطبيعة الحال، ولكن إلى متى ستظل الجرة سالمة في كل مرة؟