ارتفاع حصيلة الوفيات خلال الحج.. والبحث عن المفقودين يتواصل
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
ارتفعت الحصيلة الإجمالية للوفيات خلال موسم الحج هذا العام إلى أكثر من 900 شخص غالبيتهم مصريون ومعظمهم لأسباب مرتبطة بالطقس الحار، فيما ما زال كثرٌ يبحثون عن أقربائهم وأصدقائهم الذين فُقدوا خلال أداء الفريضة.
وقال دبلوماسي عربي شرط عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، الأربعاء، إن عدد الوفيات في صفوف الحجاج المصريين ارتفع إلى "600 على الأقل"، بعد أن أفاد دبلوماسيان عربيان عن وفاة 323 مصريًا على الأقلّ في حصيلة سابقة.
وأشار إلى أن مسؤولين مصريين في السعودية تلقوا "1400 بلاغ عن مفقودين حتى الآن" مشيرا إلى أن هذا العدد يشمل عدد الوفيات المذكور سابقا.
وأضاف أن "جميع (حالات الوفاة الجديدة) ناجمة عن الحر".
وبلغت درجة الحرارة مطلع الأسبوع الحالي 51,8 درجة مئوية في مكة المكرمة.
ويرفع عدد الوفيات بين المصريين حصيلة الوفيات الإجمالية خلال موسم الحجّ هذا العام إلى 922 على الأقلّ، حسب حصيلة جمعتها فرانس برس استنادًا إلى أعداد أعلنتها الدول المعنية ودبلوماسيون، معظمهم لم يوضحوا الأسباب. وبالإضافة إلى المصريين، يشمل هذا العدد 132 إندونيسيا و68 هنديا و60 أردنيا و35 تونسيا و13 من إقليم كردستان العراق و11 إيرانيا و3 سنغاليين.
وأكد دبلوماسي آسيوي في السعودية، الأربعاء، لفرانس برس: "لدينا حوالى 68 حالة وفاة مؤكّدة (في صفوف الحجاج الهنود).. بعضهم لأسباب طبيعية إذ كان هناك العديد من الحجاج المسنين. والبعض (قضوا) بسبب الأحوال الجوية، هذا ما نفترضه".
وتابع "هذا يحصل كل عام.. لا يمكننا القول إن هذا العدد مرتفع بشكل غير طبيعي هذا العام"، مضيفا "إنه مشابه إلى حد ما للعام الماضي لكننا سنعرف المزيد في الأيام المقبلة."
قضى العام الماضي أكثر من 200 حاج معظمهم من إندونيسيا.
وكانت وزارة الصحة السعودية قد أعلنت، الأحد، تسجيل "2764 حالة إصابة بالإجهاد الحراري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة والتعرض للشمس، وعدم الالتزام بالإرشادات". لكنّها لم تعطِ أي معلومات عن الوفيات.
ويتأثر موسم الحج وهو من أكبر التجمعات الدينية في العالم بشكل متزايد بالتغير المناخي بحسب دراسة سعودية أفادت بأن الحرارة في المنطقة ترتفع 0,4 درجة مئوية في كل عقد.
وكما في عام 2023، أدى أكثر من 1,8 مليون حاج المناسك هذا العام، بينهم 1,6 مليون من خارج المملكة، بحسب السلطات السعودية.
الخوف من الأسوأيبحث أصدقاء وعائلات حجاج مفقودين في المستشفيات في السعودية وينشرون مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي سعيا للحصول على أي معلومات عن أحبائهم، فيما يسيطر عليهم خوف شديد من الأسوأ مع تزايد أعداد القتلى.
فُقدت التونسية، مبروكة بنت سالم شوشانة، وهي في أوائل السبعينيات، منذ السبت، في ذروة المناسك على جبل عرفة، حسبما أكد زوجها محمد لوكالة فرانس برس، الأربعاء.
وقال محمد إنها لم تكن تحمل تصريحا رسميا للحج، فلم تتمكن من الوصول إلى المرافق المكيفة التي يستريح فيها الحجاج المسجلين.
وأكد أنها "امرأة متقدمة في العمر... كانت تشعر بتعب شديد من شدّة الحر وليس لديها مكان تنام فيه" مضيفا "بحثتُ عنها في كل المستشفيات، لا أثر لها أبدا. ليس لدي أدنى فكرة أين يمكن أن تكون".
ومحمد واحد من كثيرين يحاولون الحصول على معلومات عن أحبائهم. فقد ضاقت مواقع التواصل الاجتماعي بصور المفقودين ومناشدات لمعرفة أي معلومة حولهم.
ومن بين هؤلاء عائلة الحاجة المصرية، غادة محمود أحمد داوود، المفقودة منذ السبت.
وقالت صديقة العائلة وهي مقيمة في السعودية، بدون الكشف عن اسمها: "اتصلت بي صديقتي بمصر وأبلغتني أن أمها مفقودة وتوسّلت إليّ وضع أي منشور كي أساعد في البحث عنها".
وأضافت أن "النبأ السار هو أننا حتى الآن لم نجد اسمها على لائحة الحجاج المتوفين مما يعطينا أملا بأنها ما زالت على قيد الحياة".
وقال دبلوماسي عربي آخر لفرانس برس، الأربعاء، إن مسؤولين أردنيين يبحثون عن 20 حاجا مفقودا، مشيرا إلى العثور على 80 آخرين في المستشفيات بعدما كانوا في عداد المفقودين.
"لم نجدها"
تتيح المملكة أداء الحج حصرا للسكان ممن لديهم تصاريح والأجانب الحاصلين على تأشيرات مخصّصة. لكن توسعها في إصدار تأشيرات عامة، منذ عام 2019 فتح مجالا أوسع لأداء الحج بشكل أقل كلفة، لكن غير قانوني، لآلاف الأجانب.
وقال الخبير في الشؤون السعودية بجامعة برمنغهام، عمر كريم: "بالنسبة للأشخاص الذين يحملون تأشيرة سياحية، يبدو الأمر كأنهم على طريق الهجرة بدون أي فكرة عما يمكن توقعه".
وقال أحد الدبلوماسيين العرب لفرانس برس إن أغلبية الحجاج المصريين الذين توفوا "غير نظاميين".
وحتى الحجاج الذين يحملون تصاريح يواجهون العديد من المخاطر، بمن فيهم المصرية، حورية أحمد عبد الله شريف البالغة 70 عاما، والتي فُقد أثرها السبت. فبعد الصلاة على جبل عرفة، قالت لصديقتها إنها تريد الذهاب إلى الحمام العام لتنظيف عباءتها، لكنها لم تعد أبدا.
وقالت صديقتها بدون الكشف عن اسمها لفرانس برس: "بدأنا بالبحث عنها داخل الحمامات ولم نعثر عليها بتاتا. لم نجدها حتى هذه اللحظة. قصدنا الشرطة والمستشفيات ولا أثر لها البتة".
وأضافت "نعرف الكثير من الناس الذين يبحثون عن أهاليهم وأقاربهم وليسوا قادرين على العثور عليهم. وإذا عثروا عليهم، يكونون بين الأموات".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی السعودیة لفرانس برس هذا العام
إقرأ أيضاً:
6228 حاجاً من الدولة يؤدون الفريضة هذا العام
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأكد معالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، على هامش «ملتقى حجاج الإمارات»، الذي انطلقت فعالياته أمس في أبوظبي، أن 6 آلاف و228 مواطناً يؤدون الفريضة هذا العام، مشيراً إلى أن مكتب شؤون الحجاج معني بخدمة ضيوف الرحمن من حجاج الدولة بالمشاعر المقدسة.
وانطلقت أمس، فعاليات «ملتقى حجاج الإمارات»، الذي تنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، بالتعاون مع الجهات والشركاء المساهمين في تقديم الخدمات لحجاج الدولة، وتستمر فعالياته حتى يوم غدٍ بمركز أبوظبي للطاقة، متضمنة العديد من الجلسات الحوارية والمنصات الثقافية والتوعوية ومعرضاً للصور التاريخية لرحلة حج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وما كان في عهده من عناية كبيرة بشؤون الحج والعمرة، وتوفير أقصى سبل الراحة لحجاج الدولة، وتمكينهم من أداء هذه الفريضة بسهولة ويسر وطمأنينة.
حضر الافتتاح، معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بية، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ومعالي الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، وأحمد راشد النيادي، المدير العام لـ«الهيئة»، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية الشركاء والجهات المساهمة في تقديم الخدمات للحجاج، وأصحاب الحملات ومجموعة من الحجاج على مستوى الدولة وجمهور كبير.
وأكدت «الهيئة»، أن الملتقى يستهدف تعزيز وعي الحجاج بمناسك الحج بطريقة مبتكرة، والارتقاء بالخدمات الصحية والوقائية والتنظيمية، وتعزيز الشراكات المؤسسية التي تسهم في توفير خدمات استباقية ومتكاملة لحجاج الدولة لأداء فريضة الحج بطمأنينة، وإبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات في تنظيم شؤون الحج بدعم القيادة الرشيدة، وخلق بيئة تفاعلية تسهم في تحفيز الحجاج على الاستعداد النفسي والروحي والبدني لأداء فريضة الحج، وتعريف الحجاج بأبرز المبادرات والخدمات التي تقدمها «الهيئة» بالتنسيق مع شركائها الاستراتيجيين، بالإضافة إلى تعزيز جاهزية أعضاء مكتب شؤون الحجاج وحملات الحج.
الوحدة الإنسانية
في كلمته، قال معالي الشيخ بن بيه: نهنئ اليوم أولئك الذين شرفهم الله ليكونوا بين ضيوفه، مؤدين فريضة الحج تلك الشعيرة العظيمة والركن الجامع من أركان الإسلام، ووعد الله سبحانه وتعالى بالأجر الجزيل من أتى بهذه الشعيرة على أكمل وجه، قائماً بواجباتها، متصفاً بآدابها وسلوكياتها، مبيناً أن موسم الحج مناسبة عظيمة وفريدة تعمق في نفس المسلم شعور التضامن والتعاون، وترسخ في ذهنه أيضاً صورة حية للوحدة الإنسانية على حقيقتها، فيعود من الحج بشخصية إيمانية، ملؤها التواضع، والتسامح، وحب الخير للآخرين، مشيداً بتنظيم هذا الملتقى، ودوره في خدمة ضيوف الرحمن وفي إطار خدمة حجاج بيت الله، سائلاً أن يتقبل الله من الحجيج حجهم، ويديم على هذه البلاد العافية، ويزيدها من سوابغ نعمه، ويوفق قيادتنا الرشيدة لكل خير، ويجزيهم أفضل الجزاء.
تهيئة واستعداد
قال معالي الدكتور عمر الدرعي: نلتقي اليوم في الموسم الثاني لملتقى حجاج دولة الإمارات لا لنكرر المألوف ولا لنستعرض الجهود، ولكن لنهيئ النفوس وننظم الأدوار، مؤكداً أن إعانة الحاج ليأتي بمناسكه على التمام والكمال تعد مقصداً شرعياً نبيلاً، ومسؤولية كبيرة يستشعر مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة شرفها ومكانتها، ويؤديها بكل تفانٍ وصدق واعتزاز بأبواب للملاحظات مفتوحة، واستبيانات للتطوير متاحة، وتقييمات وتقويم ترى كل كلمة منكم أمانة لا مجرد آراء وانطباعات.
وأشار الدرعي إلى أن «العناية التي يجدها حجاج دولة الإمارات ليست وليدة المصادفة ولا عملاً عرضياً، بل هي ثمرة توجيهات كريمة ومتابعة دؤوبة من القيادة الحكيمة لحكومة دولة الإمارات، لتجعل من هذه الرحلة رحلة روح وراحة -خيام مجهزة، وخدمات ذكية، ومحاضرات هادفة، ومتابعات لحظية- لكيلا يشغل الحاج شاغل عن أداء مناسكه بطمأنينة وروحانية، سائلاً الله تعالى أن يحفظ رئيس دولتنا، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويمده بعونه وتوفيقه، ويسدد خطاه».
وقال معاليه: لكل أمر عظيم مقدمات وممهدات وإعدادات، ولا نخفيكم سراً إن قلنا لقد بدأ الاستعداد لهذا الموسم المبارك منذ عام مضى، إذ كان أول اجتماع لهذه المناسبة في «مشعر منى»، ثم تتابعت الإجراءات بدقة منهجية، ومسار رقمي يواكب العصر.
وقال الدرعي لـ«لاتحاد» على هامش الملتقى، إن إجمالي الحجاج 6 آلاف و228 حاجاً يؤدون الفريضة هذا الموسم، مؤكداً أن مكتب شؤون الحجاج معني بخدمة ضيوف الرحمن من حجاج الدولة لخدمتهم بالمشاعر المقدسة.
من جانبه، أكد أحمد راشد النيادي، المدير العام للهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف والزكاة لـ«الاتحاد» أن الملتقى الثاني للحجاج 2025، مهم للغاية من أجل تعريف الحجاج وتسليط الضوء على الخدمات التي يقدمها المكتب، وأن 90 بالمئة من حجاج الدولة هذا العام يؤدون الفريضة لأول مرة، و9 بالمئة كمرافقين.
جلسة حوارية
تخلل فعاليات افتتاح الملتقى عرض فلم وثائقي عن أبرز إنجازات مكتب شؤون حجاج الدولة في الموسم الماضي، وفلم آخر عن رحلة الحج من الذاكرة، بالإضافة إلى تنظيم جلسة حوارية بعنوان «حجاج الإمارات تاريخ مشرف وجهود متكاملة»، تضمنت عدداً من المحاور التي أثرت هذا العنوان، تحدث في المحور الأول الدكتور عبد الله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية عن «رحلة الحج الإماراتية، عبق من الماضي»، وتناولت الدكتورة نورة خميس الغيثي، وكيل دائرة الصحة في أبوظبي، في المحور الثاني عنوان «سلامة الحاج، منظومة صحية وجهود وطنية»، أما المحور الثالث «منهجية الفتوى في الحج، تيسير واعتدال» فقدمته الدكتورة ماريا محمد الهطالي، أمين عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي.
الجدير ذكره أن الجهات المشاركة في الملتقى والمعرض المصاحب هي: وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، والأرشيف والمكتبة الوطنية، والهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، والمكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وهيئة أبوظبي للدفاع المدني، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري - دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة، ومؤسسة التنمية الأسرية، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ومطار زايد الدولي، ومطار دبي الدولي، ومجموعة اتصالات والمزيد، ومركز أبوظبي للطاقة، وعدد من الجهات الصحية والإعلامية والخدمية في الدولة، وقد قامت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة بتكريمها؛ تقديراً لجهودها ومساهماتها المتميزة في إنجاح الملتقى.