هل يتجه لبنان الى إنقاسم طائفي إسلامي – مسيحي؟
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
في ظل استمرار المعركة العسكرية في جنوب لبنان بين "حزب الله" واسرائيل وبالتوازي مع زيادة التصعيد الخطابي والاعلامي بين الطرفين، وامكانية توسع المعركة نحو حرب شاملة، يبقى الثابت الوحيد أنه بعد كل هذا الضجيج في لبنان والمنطقة، بات الذهاب إلى تسوية شاملة وطويلة الأمد امرا حتميا ولا يمكن تجاوزه عند الحديث عن المرحلة المقبلة في الداخل اللبناني.
وعليه فإن هذه التسوية المرتقبة والتي ستسير بالتوازي مع تسويات مماثلة في اكثر من دولة محيطة، سترسم معادلات سياسية وتوازنات جديدة ستبقى سائدة للسنوات المقبلة.
منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005 أخذ الانقسام السياسي طابعاً حاداً واستمر لسنوات طويلة من دون تعديل في موازين القوى وفي التموضعات السياسية، لكن بالرغم من كل ذلك لم يكن لهذا الانقسام شكل طائفي إسلامي مسيحي، وحتى أن الاشتباك السياسي ذو الطابع السني-الشيعي كان يكسره التنوع داخل كل فريق ووجود قوى سنية وشيعية، وإن كانت محدودة التمثيل الشعبي، وعليه فإن ما حصل في السنوات الماضية بقي خلافاً سياسياً ولم يؤد الى استعادة الخلاف التقليدي الذي ساد في الحرب الاهلية.
ساهم التحالف والتفاهم بين "التيار الوطني الحر" الذي انسحب من "قوى الرابع عشر من اذار" انذاك، وبين "حزب الله" في إنهاء إحتمالات تحويل الخلاف الى طائفي، لكن في الاشهر الاخيرة وتحديداً بعد الانتخابات النيابية عام 2022 إرتفع منسوب الخلاف بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك وحصل الطلاق شبه الكامل، الامر الذي حوّل معظم القوى المسيحية لتكون في الخندق المعادي للحزب، وما زاد الامر سوءاً هو كل ما حصل في المراحل الاخيرة، وتحديداً منذ الثورة الشعبية التي أيدها جزء كبير من المسيحيين وصولا الى انفجار المرفأ الذي حُمل "حزب الله" مسؤوليته إعلامياً.
لكن التحول الكبير حصل خلال معركة "طوفان الاقصى" اذ تجذر الخلاف المسيحي مع "حزب الله" بعد فتحه لجبهة لبنان. في المقابل حصل تأييد واسع له من قبل الشارع السني نظراً لطبيعة المعركة وإرتباطها بفلسطين وبقطاع غزة، الامر الذي بدأ يحول الخلاف السياسي الداخلي الى خلاف اسلامي-مسيحي، وحتى القوى الدرزية بات موقفها قريباً من موقف الحزب في القضايا الاستراتيجية، وعليه باتت للانقسام المسيحي الاسلامي جذور عميقة لا يمكن تجاوزها بسهولة، كما ان تبعاته قد تكون سلبية وكبيرة.
وبحسب مصادر سياسية مطلعة فإنه حتى في القضايا الداخلية يبدو سهلاً، أو متوقعاً أن يتمكن "الثنائي الشيعي" من اقناع عدد من النواب السنّة، اضافة إلى نواب "اللقاء الديمقراطي" بدعم ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية للرئاسة، وذلك ضمن مقايضة او تسوية معينة، وعندها سيصبح جزء كبير من النواب المسلمين مؤيدين لفرنجية في مقابل رفض مسيحي شبه كامل له. كل هذا المشهد يعيد الى الذاكرة الانقسام اللبناني التقليدي الذي تخطاه البلد لعدة سنوات، فهل بات حتمياً ان تترافق التسوية المقبلة بتوازناتها الجديدة مع انقسام اسلامي – مسيحي؟
ترى المصادر أن الحلول الممكنة تتمثل بعودة التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، او عقد تسوية سياسية جدية بين "قوى الثامن من اذار" من جهة وحزب "القوات اللبنانية" من جهة ثانية وعندها ستكون مشاركة القوى المسيحية في السلطة خلال المرحلة المقبلة مستندة إلى تفاهمات سياسية ما يخفف من حدة الخلاف ويخرجه من طابعه الطائفي، وهذا ما قد يساعد على اتمامه التقارب الداخلي - الداخلي وعدم انتظار المبادرات الخارجية التي ستكون مهتمة بطبيعة التسوية اكثر من القوى التي ستشارك فيها او ستكون راضية عليها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
عيادة بيطرية أثارت الأزمة.. اعتذار يحسم الخلاف بين آية سماحة ومشيرة إسماعيل
اعتذرت الفنانة آية سماحة رسميًا للفنانة المعتزلة مشيرة إسماعيل، وذلك بعد الجدل الكبير الذي أُثير مؤخرًا بسبب أزمة إغلاق عيادة بيطرية.
ونشرت آية سماحة تعليقا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قالت فيه: «أعتذر للفنانة الكبيرة مشيرة إسماعيل عن هجومي المندفع بشكل متهور وغير مناسب.. أحترم وأقدر تاريخها الفني العريق، ولم يكن قصدي الإساءة إليها بأي شكل».
وأشارت آية سماحة إلى أن رد فعلها العنيف جاء بدافع التوتر والانفعال، بعد أن تم تشميع العيادة البيطرية، ما أدى إلى حبس الحيوانات المريضة داخلها ومنع الأطباء من الوصول إليها، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لا تبرر تصرفها، لكنها سعت لتوضيح موقفها وتقديم اعتذارها الصادق لمشيرة إسماعيل وعائلتها.
واختتمت منشورها بدعوة الجمهور إلى «التعاطف مع الحيوانات والتركيز على المشكلة الأساسية، وهي إيجاد حلول تضمن سلامتها، بدلًا من التشتت في الجدل.
ترجع بداية الأزمة إلى تصريحات أدلت بها مشيرة إسماعيل في أحد البرامج التلفزيونية، تحدثت فيها عن معاناتها مع تحويل الدور الأرضي من العقار الذي تسكن فيه بحي مصر الجديدة إلى ما وصفته بـ «مستشفى للكلاب».
وأوضحت أنها تسكن في نفس العقار منذ أكثر من 42 عامًا، وأن سكان العمارة فوجئوا بتحويل الدور الأرضي إلى عيادة بيطرية، على الرغم من أن العقار مخصص للسكن فقط، وليس مرخصًا لأي نشاط تجاري.
وعقب هذه التصريحات، هاجمت آية سماحة تصرف مشيرة إسماعيل، معتبرة أن العيادة مرخصة، وأن إغلاقها أدى إلى تهديد حياة الحيوانات داخلها.
وكتبت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «عندي سؤال بناءً على الأخبار المنتشرة هي مين مشيرة إسماعيل دي في الحياة عشان تبلغ عن عيادة بيطرية والعيادة تتشمع بالحيوانات اللي جواها والعيادة مرخصة وورقها سليم؟!، اللي أهم من كده إن فيها حيوانات ومش مهم الحيوانات تموت.. المهم (مشيرة) متزعلش مش هي دي المعتزلة المحجبة المتدينة؟، ولا الأخبار دي على واحدة تانية؟».
هذه الكلمات أثارت موجة من الغضب والانقسام ما بين مؤيد ومعارض، ما دفع آية سماحة إلى التراجع وتقديم اعتذار علني في محاولة لإنهاء الأزمة.
اقرأ أيضاًبسبب مشيرة إسماعيل.. «المهن التمثيلية» تنظر إلغاء تصريح عمل آية سماحة
«هي مين دي؟».. آية سماحة تثير الجدل بسبب هجومها على مشيرة إسماعيل