عمود تشمبرليطاش.. شاهد صامت على 1700 عام من تاريخ إسطنبول (تقرير)
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
على إحدى التلال السبع لمدينة إسطنبول القديمة، يقف عمود تشمبرليطاش الأثري شاهدا صامتا على 1700 عام من تاريخ المدينة العريق.
بُني هذا المعلم الأثري بأمر من الإمبراطور قسطنطين الأول (272 م – 337 م)، ليصبح رمزا معماريا هاما يروي حكايات الحضارات التي تعاقبت على إسطنبول.
واخُتير له وسط ساحة منتدى قسطنطينوس العظيم، ليكون بمثابة النقطة المحورية للمدينة.
في الفترة البيزنطية، استحوذ هذا المعلم الأثري على أهمية كبيرة، فيما لم يفقد قيمته خلال العهد العثماني، حيث خضع للعديد من عمليات الترميم إلى أن وصل إلى يومنا هذا.
** تاريخ البناء
وخلال حديثه إلى مراسل الأناضول، أشار عالم الآثار التركي مراد ساو إلى الأهمية التاريخية لمدينة إسطنبول القديمة، لافتا إلى أن عمود تشمبرليطاش كان أحد النقاط المحورية في المدينة.
وأوضح أن نصب عمود تشمبرليطاش جاء في إطار جهود الإمبراطور قسطنطين الأول في عشرينيات القرن الرابع الميلادي لإعادة تصميم إسطنبول بنمط معماري جديد، بما يشمل إنشاء ساحة عرفت باسم ساحة منتدى قسطنطينوس العظيم، والتي كانت في الأصل مقبرة قبل أن تتحول إلى ساحة.
ولفت إلى أن هذه الساحة تغير اسمها لاحقا إلى “تشمبرليطاش” وتعني الحجر المدوّر، وكان تضم آنذاك تماثيل لآلهة إغريقية مثل زيوس وأثينا وبوسيدون.
وذكر ساو أن نصب عمود تشمبرليطاش جاء في الفترة التي اكتسبت فيها مدينة إسطنبول القديمة هويتها الأولى، مبينا أن أهمية العمود تنبع من بعض الرموز المقدسة والأساطير المرتبطة به.
وأشار إلى أن قسطنطين الأول وسّع حدود المدينة أثناء إعادة تصميمها، وأنشأ ساحة المنتدى بجوار بوابة المدينة القديمة، ونصب العمود الذي نراه اليوم في وسطها، ووضع تمثاله على قمته.
ولفت إلى أن العمود مصنوع من حجر البورفير الفريد، وأنه كان في الأصل موجودا في روما القديمة، وربما كان يحمل تمثالًا للإله الإغريقي أبولو.
وذكر أن قسطنطين الأول أمر كذلك ببناء قاعة اجتماعات ضخمة تسمى “نينفيوم” بالقرب من ساحة المنتدى.
وأوضح ساو أن الأباطرة الرومان أبدوا اهتماما منقطع النظير بمثل هذه المعالم المعمارية لأنها كانت تعكس هويتهم وتجذب الناس إلى المكان.
وكشف ساو أيضًا عن عادة قديمة كانت سائدة في إسطنبول القديمة، حيث كان السكان يرقصون حول عمود تشمبرليطاش، تعبيرا عن تبجيلهم لتمثال الإمبراطور قسطنطين الأول في قمته، وقد استمرت هذه العادة حتى بعد انتشار المسيحية.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجروشي: لن نسمح بأن تكون بلادنا ساحة لتجارب استخباراتية أمريكية
أعرب عضو لجنة الدفاع في البرلمان، طارق الجروشي، عن قلق بالغ إزاء ما نقلته وكالة “رويترز” بشأن تقارير تفيد باحتمال ترحيل السلطات الأمريكية لسجناء إلى الأراضي الليبية، محذراً من تداعيات هذا الإجراء على السيادة الوطنية والأمن القومي.
وفي تصريحات نقلها تلفزيون “المسار”، شدد الجروشي على أن لجنة الدفاع “ترفض رفضاً قاطعاً أي عملية ترحيل قسري إلى ليبيا”، معتبراً أن مثل هذا التصرف، في حال وقوعه، “يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة الدولة”، ويخالف التزامات المجتمع الدولي، لاسيما “اتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1984″، التي تحظر تسليم أي شخص إلى دولة قد يواجه فيها خطراً حقيقياً على حياته أو مصيراً مجهولاً.
وحذر الجروشي من أن ترحيل عناصر يُشتبه بارتباطهم بتنظيمات عابرة للحدود قد يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الليبي، مطالباً في الوقت ذاته الحكومة الليبية والجهات القضائية المختصة بـ”فتح تحقيق عاجل وشفاف” حول ما ورد في التقارير الإعلامية الدولية.
وأكد الجروشي أن لجنة الدفاع تعتزم التقدّم بشكاوى رسمية إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وأخرى إلى لجنة مناهضة التعذيب (CAT)، من أجل منع تكرار مثل هذه الإجراءات التي وصفها بـ”الخطيرة”.
واختتم الجروشي تصريحه قائلاً: “لن نسمح كممثلين عن الشعب الليبي أن تتحوّل بلادنا إلى صندوق لتفريغ نفايات الغير أو ساحة لتجارب استخباراتية تهدد الاستقرار والسيادة”.