جهود أميركية حثيثة لمنع «صراع شامل» بين لبنان وإسرائيل
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
عواصم (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلةتقود الولايات المتحدة محاولات حثيثة لمنع اتساع نطاق الحرب في قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية، إذ تلوح إسرائيل باتخاذ خطوة كبيرة ضد لبنان خلال الأسابيع المقبلة، فيما تشتد المخاوف من دفع المنطقة برمتها إلى «حرب شاملة».
وأدى القصف المتبادل إلى إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص من المناطق الواقعة على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وأثار تصاعد وتيرته في الأسابيع القليلة الماضية مخاوف من نشوب حرب شاملة. وأصدر مسؤولون أميركيون يحاولون منع اندلاع حرب أكبر في الشرق الأوسط، تحذيراً غير عادي للبنان، جاء فيه أنه «لا يمكن لأي جماعة أن تفترض أن واشنطن يمكنها منع إسرائيل من مهاجمتها».
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس، إن الولايات المتحدة تسعى بشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود، محذراً من أن اندلاع حرب «سيكون أمراً مدمراً».
كما حذر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، من التوتر المتصاعد على الحدود بين إسرائيل ولبنان، والمعروفة بالـ«الخط الأزرق».
وأعرب وينسلاند، خلال جلسة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي، أمس، عن قلقه العميق إزاء المخاطر التي ولدها التوتر المتصاعد على الخط الأزرق، وقال: «المزيد من التوترات العسكرية لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة والدمار والعواقب الوخيمة على المنطقة».
وأشار إلى أن الوضع في قطاع غزة يواصل تأجيج عدم الاستقرار الإقليمي، مجدداً دعوته لتحقيق وقف إطلاق نار. وقال: «هناك اتفاق على الطاولة ويجب القبول به».
ولفت إلى أن «حجم القتل والدمار في غزة مروع ومدمر»، مبيناً أن «الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في المناطق المكتظة بالسكان دمرت أحياء بأكملها، وألحقت أضراراً بالمستشفيات والمدارس والمساجد ومنشآت الأمم المتحدة». وشدد وينسلاند على ضرورة حماية المدنيين، مؤكداً أن حياة 1.7 مليون نازح في غزة معرضة للخطر.
كما أبدى قلقه العميق إزاء قيام إسرائيليين بتوسيع الأراضي الفلسطينية التي استولوا عليها في القدس الشرقية والضفة الغربية، معتبراً أن تلك الخطوات تنتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وقال: «العنف والتوتر المتصاعد في الضفة الغربية والقدس الشرقية مقلق للغاية»، داعياً الأطراف كافة إلى إنهاء اعتداءاتها ومحاسبة المسؤولين.
وفي السياق، قالت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك، أمس، إن الوضع على «الخط الأزرق» دقيق والمخاطر قائمة.
وشددت بيربوك خلال لقائها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، على ضرورة التعاون بين كل الأطراف لخفض التصعيد والتوصل إلى إيقاف لإطلاق النار في قطاع غزة، معتبرة أن ذلك «ينعكس حكماً على وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني».
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية في بيان: إن «ميقاتي ثمن حرص ألمانيا على لبنان». كما حثت كندا رعاياها في لبنان، أمس، على مغادرة البلد «طالما هم قادرون على ذلك»، محذرة من خطر تصاعد العنف بين إسرائيل ولبنان.
ودعت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، في بيان، رعاياها إلى المغادرة طالما لا تزال الرحلات الجوية التجارية متاحة.
وقالت: «الوضع الأمني في لبنان يزداد تقلّباً ولا يمكن التنبؤ به بسبب العنف المستمرّ والمتصاعد، والذي يمكن أن يتدهور أكثر دون سابق إنذار».
وأشارت إلى أن «اشتداد حدّة النزاع المسلّح من شأنه أن يزيد من صعوبة مغادرة البلد ومن الصعوبة التي ستواجهها كندا في تقديم الخدمات القنصلية لعشرات آلاف الكنديين المقيمين في لبنان، بحسب التقديرات».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة فلسطين إسرائيل غزة لبنان
إقرأ أيضاً:
قائد اليونيفيل يؤكد انتهاك “إسرائيل” وقف النار في لبنان بشكل صارخ
الثورة نت/ ..
أكد قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، الجنرال ديوداتو أباغنارا، أن الهجمات التي تشنها “إسرائيل” على لبنان تشكل “انتهاكا دائما وفاضحا” لقرار مجلس الأمن 1701، وأن الهجمات الجوية اليومية تمثل خرقا ثابتا للاتفاق.
وقال أباغنارا في مقابلة مع “القناة 12” العبرية، إن “الهجمات الجوية اليومية التي تشنها “إسرائيل” في الساحة اللبنانية تمثل خرقا ثابتا لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين “تل أبيب” وحزب الله تحت مظلة القرار 1701″، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول.
وفي 11 أغسطس 2006، تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1701 الذي دعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية، بعد حرب استمرت 33 يوما آنذاك بين حزب الله وجيش العدو الإسرائيلي.
وانتقد أباغنارا تمركز مواقع عسكرية “إسرائيلية” ثابتة بمحاذاة الخط الأزرق (الحدودي المحدد لخطوط انسحاب “إسرائيل” من لبنان عام 2000)، معتبراً ذلك “انتهاكا دائما وفاضحا” لقرار الأمم المتحدة.
وأكد أن قوات الأمم المتحدة ملزمة “بتوثيق هذه الانتهاكات ورفع التقارير بشأنها”، محذرا من أن الوضع في جنوب لبنان “هش للغاية” وأن أي “خطأ صغير يمكن أن يقود إلى تصعيد كبير”.
وكان يُفترص أن ينهي اتفاق وقف إطلاق النار عدوانا شنته “إسرائيل” على لبنان في أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف شهيد وما يزيد على 17 ألف جريح.
ومنذ سريان الاتفاق ارتكب العدو الإسرائيلي آلاف الخروقات ما أسفر عن استشهاد وإصابة مئات اللبنانيين، إلى جانب دمار مادي.
ولا يزال العدو الإسرائيلي يتحدى الاتفاق بمواصلة احتلاله 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطر عليها في العدوان الأخير على لبنان، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى يحتلها منذ عقود.
وفي تفصيله عن مهام قواته، أفاد أباغنارا بأنها مسؤولة عن مراقبة كل خرق على طول الخط الأزرق، وفي منطقة العمليات جنوب لبنان، إضافة إلى دعم الجيش اللبناني في فرض سيطرته على كامل المنطقة.
وقال: “مهمتنا خلق أفضل الظروف للاستقرار وتجنّب أي تصعيد، من خلال الرقابة والتبليغ ودعم القوات المسلحة اللبنانية”.