رئيس وفد صنعاء ووزير الدفاع السعودي (وكالات)

عبرت المملكة العربية السعودية، الخميس، 27 حزيران، 2024، عن تفاؤلها بإمكانية ابرام اتفاق مع صنعاء. يأتي ذلك قبيل انطلاق جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة العمانية.

وفي التفاصيل، أفردت وسائل اعلام سعودية مساحة واسعة للحديث عن الجولة المرتقبة نهاية الشهر الجاري.

اقرأ أيضاً هذه الأسباب تجعل حرارة غرفتك أكثر من الشارع ليلا.. إليك الحل السريع 27 يونيو، 2024 لن تصدق ماذا يحدث لجسمك عند الاستحمام بالماء والملح؟ 27 يونيو، 2024

واعتبرت صحيفة "عكاظ" الجولة المتوقعة الاحد المقبل امتداد لتقدم كبير في سير المفاوضات مستشهدة بفتح طرق تعز ومأرب والتي ارجعتها لجهود عمانية كبيرة.

كما توقعت الصحيفة ان تفضى الجولة الجديدة لاتفاق سلام شامل يعيد الأمن والاستقرار لليمن ويضمن وحدته.

يشار إلى أن السعودية كانت أجبرت خلال اليومين الماضيين القوى التابعة لها على تصفير التصعيد ضد صنعاء اذ أجبرت حكومة بن مبارك على التراجع عن تهديدها بمقاطعة مفاوضات مسقط إضافة إلى وقف التصعيد الاقتصادي.

المصدر: مساحة نت

إقرأ أيضاً:

اليمن يغسل عار النكسة العربية في حزيران يونيو 67

أبو شمالة: لم تكن هناك إرادة التحرير، الجيوش العربية كانت لاهية، والنتيجة ضاعت فلسطين أبو اصبع : جرأة اليمن على ضرب أمريكا فاجأت العالم، وأنظمة عربية متواطئة مع العدو الإسرائيلي الشامي: اليمن اليوم يعيد تجارب العرب ولكن من منطلق إيماني ولذلك انتصاراته تستمر حازب: اليمنيون أثبتوا أن العرب كانوا قادرين على أن يتخلصوا من إسرائيل منذ ما قبل سبعين سنة عيسى:كان العرب يريدون تحقيق الانتصار بمعايير مادية علمية دون الالتفات إلى المعيار الديني

 

في يونيو 25م، «إسرائيل» عاجزة عن استعادة الملاحة في البحر الأحمر لعامين وتعاني حصاراً جويا أيضا، وقصفاً هو الأطول لعمقها بالصواريخ.. فما الذي تغير؟، وماذا لو كان كل العرب؟!

الثورة  / لقاءات / إبراهيم الوادعي

في 11 يونيو/ حزيران وضعت حرب الأيام الستة أوزارها وقبل العدو الإسرائيلي بوقف إطلاق النار، أطلق شرارة الحرب الرئيس عبدالناصر الذي اغلق البحر الأحمر بوجه الملاحة الإسرائيلية من مضائق تيران في 23 مايو اعتبر الكيان الصهيوني إغلاق البحر الأحمر بوجه سفنه سببا كافيا للحرب، وبعد أقل من أسبوعين استعاد الكيان الملاحة في البحر الأحمر.

ما عرفت منذ ذلك الحين بالنكسة كانت نتائجها كارثية، فبالإضافة إلى احتلال القدس والضفة وسيناء والجولان، بما يزيد عن خمسة أضعاف الأرض المحتلة عام 48م، مضى العرب إلى انتكاسات أكبر، ووفقا لدائرة المعارف البريطانية بلغت الخسائر العربية كالتالي:

مصر أكثر من 11 ألفا، والأردن 6 آلاف، وسوريا ألف جندي، ومقابل 700 جندي قتل فقط لإسرائيل، وبلغ عدد اللاجئين مليون لاجئ فلسطين إضافي

100 ألف لاجئ سوري منيت الجيوش العربية بخسائر فادحة في الأسلحة والمعدات.

يقول أبو أصبع: بالحديث عن هزيمة 67 حديث طال من مختلف التيارات الفكرية والسياسية، باعتبار الكيان الإسرائيلي هو الذي انتصر في هذه الحرب

وفي الحقيقة إذا أردنا أن نبحث على مستوانا في القضايا التي أدت إلى هذه الهزيمة النكراء، نستطيع القول إن الإمبريالية الأمريكية والغرب مع إسرائيل كانوا يعدون العدو لضرب عبدالناصر وهزيمة مصر، باعتبار أن عبدالناصر جاء بمنطق جديد بين الحكام العرب بعد ثورة يوليو، منطق خرج عن السياق العام لكل الحكام العرب، وهو مداهنة أمريكا والاستماع إلى أقوالها، ومحاولة التطبيع مع إسرائيل، جاء عبدالناصر قلب الأمور رأسا على عقب، نادى بالقومية العربية والثورة العربية والوحدة العربية ومضى في هذا المجال .

مضيفاً: فكان من الأولى بالنسبة لهم العدوان على مصر «العدوان الثلاثي»، وكانت بريطانيا وفرنسا تعتبران قناة السويس ملكية تاريخية لهما، ووصلتا مع إسرائيل إلى قناة السويس، لكن المقاومة المصرية والظروف الدولية كانت مختلفة، وخرج الشعب المصري، وكان عبدالناصر قد استعد، وحتى في الخليج رفض العرب التعاون مع الغرب في الموانئ والمطارات وكان الشعب العربي يهتف لمصر ولذا رأينا انتصارات في 56..

القوى الرجعية السعودية وشاه إيران -آنذاك- والملك حسين جميعهم كانوا قلقين جدا من انتصار عبدالناصر، ونسقوا بل وطالبوا في رسالة إلى الأمريكان بأن تشن حرب للقضاء على الرجل وإلا فإن عروش الخليج كلها ستهتز ومهددة بالزوال.. وفي تلك الأيام اعتدت إسرائيل بتحويل مجرى نهر الأردن وهددت باحتلال الجولان، وعبدالناصر رفض وقال انه سيقف في مواجهة الأطماع الإسرائيلية.

كانت أهم القوات المصرية موجود في 67 في اليمن، والقوى الاستعمارية قد استعدوا استعداداً غير عادي من خلال الاختراقات الداخلية لنظام عبدالناصر في الاستخبارات ومسؤولي عبدالناصر، وخلال الحرب كانت القيادة العسكرية في المراقص .

الروس والأمريكان طلبوا ألا تكون مصر هي البادئة بالضربة، فيما كان الإسرائيليون والأمريكان يستعدون، وكان الاتجاه لهزيمة مصر وهذا الذي حصل، عبدالحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحة آنذاك تصرف وكأنه رجل شارع وليس القائد العام للقوات المسلحة، وتوازن القوى منعت تغييره.

يوم النكسة

ويضف أبو اصبع: جاءت حرب حزيران كتحصيل حاصل لهزيمة مدوية ليس في 6 أيام وانما في 6 ساعات للأسف الشديد، ولم تقم للامة منذ ذلك الحين قائمة للأسف الشديد مرة أخرى.

وعملت أمريكا في مواجهة ما عمله عبدالناصر باسم القومية العربية والوحدة العربية والثورة العربية وضد إسرائيل وضد الإمبريالية ومؤتمر عدم الانحياز، أتوا بأنور السادات نقل مصر إلى حضن إسرائيل، أنور السادات اخذ مصر بكلها وإلى إسرائيل، وبعدين عقدت اتفاقية كامب ديفيد. وخرجت مصر من المعركة إلى اليوم.

• النكسة عاشت معنا

يتحدث وزير التعليم العالي السابق عن ألم رافق تلك المرحلة، ويؤكد أن العرب كان في مقدورهم التخلص من الغدة السرطانية « إسرائيل» لو وجدت الإرادة واستغلوا حرب 73 في اتجاه خاطئ.

ويقول: النكسة عاشت معنا في شبابنا كنا نعيشها ونعيش الألم، ونسمع الـ»آه» حتى جاءت حرب 73م وكأنها نوع من الإنعاش.

في تلك الهزيمة استطاعت « إسرائيل» في ستة أيام أن تهزم أربعة جيوش عربية تقريبا إضافة إلى مجموع الدول العربية التي كانت مساندة إعلاميا وسياسيا وماليا، فكانت هزيمة مفجعة وكانت شيئاً لا يصدق. طبعا أنا أعزو عدم قدرة العرب على تلك المواجهة وإلا كانت فرصة لأن يقضوا على إسرائيل إلى الإرادة.

الإرادات السياسية لا تعدوا المواجهة لديها مجرد إسقاط واجب كما يقال بالمثل.. وعندما تكون الإرادة غير مكتملة أن المسألة فاصلة بيننا وبين إسرائيل وان المواجهة مسألة وجود، فهذا هو السبب في تلك الهزيمة، وأيضا هو السبب في الانتصارات الذي تحققها دولة محاصرة معتدى عليها، ظروفها صعبة واستطاعت أن تستمر وأن تواجه .

اليمنيون أثبتوا أن العرب كانوا قادرين على أن يتخلصوا من إسرائيل من قبل سبعين سنة ولما كانت النكسة، ولوقفوا جميعهم بعضا من موقف اليمن، لكن وللأسف إلى النكسة مستمرة لدى العرب، حتى حرب 73 التي تم استغلالها بطريقة خطأ، وذهبوا إلى معاهدة كامب ديفيد، واستطاع العدو وأمريكا من خلال استثمار النكسة أن يستمر في ترويض العرب وايصالهم إلى حد الانبطاح والى حد التطبيع والى حد الاعتراف بـ «إسرائيل» بشكل عجيب.

خطأ متسلسل منذ النكبة 1948

يؤكد الدكتور عبدالملك عيسى- أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء أن العرب ارتكبوا أخطاء متسلسلة منذ وقوع النكبة في عام 48 وأن الذهاب شرقا وغربا بأفكار مستجلبه لم يجلب النصر.

ويقول : عندما نشاهد النكبة في 2025م، وانتقالا بين المحطات في الصراع العربي الإسرائيلي، وما يحدث اليوم في 1948م نجد هناك فرقاً ومتغيراً هاماً جدا حدث هذا المتغير هو محور المقاومة. سابقا لم تكن هناك مقاومة شعبية. لم يكن هناك تنظيمات مسلحة إسلامية كحركة المقاومة الإسلامية حماس كحزب الله كالجهاد الإسلامي كالحشد الشعبي لم نكن هناك دولة كالجمهورية الإسلامية في إيران. لم يكن هناك دولة كالجمهورية اليمنية، كل ما كان يحدث كان عبارة عن مسئولي دول عملاء للأمريكي، عملاء للبريطاني الذي هو من أسس الكيان الصهيوني. فما يحدث اليوم هو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية التي لم يستطيعوا تصفيتها منذ 1948م وحتى اليوم.

اليوم هذه المعادلة أصبحت واضحة، هناك كسب للحرب مع الأمريكي أصبح هناك منع لمرور السفن الإسرائيلية والأمريكية من البحر الأحمر، هذا ما كان ليتم لولا جهود محور المقاومة التي تأسست في الثمانينيات وما بعد الثمانينيات بدعم من الجمهورية الإسلامية في إيران.

وما حدث في 1948 وما حدث في 1967م هو نفس المعادلة، حيث كانت هناك أنظمة ليست إسلامية ليست قرآنية لا تنتمي إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، فكانت تمنى بالخسائر، لأن من يأتي بالنصر من يستطيع تحقيق النصر هو من يتمسك بكتاب الله سبحانه وتعالى، هذه الأنظمة التي تأسست على القومية وغيرها من هذه الأشياء. خسرت خسارة هائلة، نتيجة المعايير العلمية التي كانوا يريدون تحقيق النصر بها، لكن عندما تتمسك بكتاب الله، عندما يكون هناك هدي الله، عندما يكون هناك التزام بالمعايير الإيمانية، بالمنهجية القرآنية، الأمة والمنهج والقيادة، هذا هو ما يحقق النصر، أما أن تتمسك بمعايير أخرى بالمعايير المادية، فمؤكد انك ستخسر، إذا نظرنا إلى المعايير المادية لرأينا أن الجمهورية اليمنية هي أضعف من مصر في تلك الفترة، واليوم هي أضعف من الكيان الإسرائيلي، وأضعف من الكيان الأمريكي. لكن لديها منهجية عالية جداً. هذه المنهجية القرآنية هي ما دفعت أن اليمن أن تكثر الهيبة الأمريكية وأن تمنع مرور السفن على مدى عامين كاملين، هذه المنهجية هي ما دفعت هؤلاء الأفراد إلى الاستدامة وقطع هذا الملاحة على هذه المدى الزمني الطويل. بينما كانت يعتمد عبدالناصر وتعتمد الفصائل تلك الفترة على مسألة الموازين المادية، الموازين المادية لا يمكن أن تحسم معركة، لكن العقيدة الإيمانية لدى الأفراد كما نشاهد اليوم في فلسطين المحتلة، اليوم نشاهد عدواناً مستمراً منذ العام 2023م إلى العام 2025م على مدى سنة، تسعة أشهر، لم تستطع الكيان الإسرائيلي كسر المقاومة، لا زلنا نشاهد قصف صواريخ إلى الكيان الإسرائيلي. لا زلنا نشاهد كمائن ضد الصهاينة، هذا ما كان ليتم لولا كتائب عز الدين والقسام لولا سرايا القدس، هذين التنظيمين اللذين يؤمنان بالإسلام دينا وبمنهجية القرآن كتابا إساسيا، هذه هي المنهجية التي تدفع أي إنسان مؤمن ومجاهد ويقرأ كتاب الله وما النصر إلا من عند الله»، «وإن تنصروا الله ينصركم»، هو ما يحقق النصر، هذا النصر وهذه الجماعات ومحور المقاومة هي ما دفعت هذه الأمة للصمود ولكسر الهيبة الأمريكية ولكسر الهيبة الصهيونية.

• ضياع القدس وفلسطين

الحاج معاذ أبو شمالة- ممثل حماس في اليمن وصف ما حصل في يونيو حزيران 67 بالخيانة لفلسطين.

وقال: ساعات أو أيام إن شئت، حقيقة تشعر بالخيانة قبل الاستعداد النفسي، هناك خيانة في هذه الأمة في مفاصلها الأساسية أدخلتنا إلى تلك النتيجة، لم تكن هناك إرادة التحرير، الجيوش العربية كانت لاهية، ليلة الحرب وقادة الجيوش في المراقص والملاهي، والعدو الإسرائيلي يعد العدة للحرب وهم يدركون ذلك، والنتيجة ضاعت فلسطين وضاعت معها أرض عربية تزيد بـ5 أضعاف الأرضي التي كانت تحت الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948م.

• حزيران يونيو 2025

واليوم حزيران 2025م حصار يمني فرض ولا يزال مستمراً على الملاحة الإسرائيلية حتى وقف العدوان على غزة، ولما يقرب من عامين، عجز الكيان ومعه أمريكا وتحالفان غربيان سبقوها عن كسر هذا الحصار، فما الذي تغير وفضح أكذوبة الجيش الذي لا يقهر ؟.

يتحدث الجميع عن اختلاف منطلقات المعركة والقيادة في طوفان الأقصى وانعكاس ذلك معادلات في الميدان لصالح الأمة .

• جرأة فاجأت العالم

ويضيف أبو اصبع : أن المواجهة اليمنية الأمريكية فاجأت العالم لناحية الثبات والرد اليمني على الهجوم، وهو في سياق الأحداث اليوم يعبّر عن يأسه من ترقب تحرك عربي.

ويقول : مع اختلاف الظروف والعوامل والأوضاع والزمان والمكان إلى آخره إلا أن اليمن والسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على وجه الخصوص، اتخذوا قرار دعم الشعب الفلسطيني، اتخذوا هذا القرار وهم جاهزون، وقد أعد القوات المسلحة لهذا، اتخذ هذا القرار. وهو يعلم أن أمريكا وبريطانيا والدول الغربية لن يتركوه، لن يترك اليمن. وسيكونوا حماة إسرائيل.

وبمجرد ما أعلن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بعد طوفان الأقصى أنه سيقف مع الشعب الفلسطيني ومع غزة حتى يتوقف العدوان ويفك الحصار بدأت الدول الغربية تتحرك من كل اتجاه، لكن أمام شخص وأمام وضع وقيادة مستعدة، ليست مستعدة فقط للقتال، وانما استعداد حتى للفداء والاستشهاد، زمن هو في هذا الموقف «خلاص الأمور تتسهل له حتى من عند ربك».

رفعت القيادة في صنعاء شعار منع الملاحة الإسرائيلية فقط، ولم تمنع الملاحة الأخرى، الأمريكان والبريطانيون والإسرائيليون تقاسموا المهمة العدو الإسرائيلي يتولى مهمة التخلص من المقاومة الفلسطينية، وأمريكا وبريطانيا تتوليان مهمة التخلص من اليمن، عندها اتخذ اليمن قراراً بمهاجمة الملاحة الأمريكية والبريطانية والسماح لما عداها من دول العالم كله، ولم يقل أحد أن اليمن منعت الملاحة الدولية من المرور في ممر مائي دولي إلى آخره.

فوجئ الأمريكان بتطور في السلاح الجوي والمسيّرات، خاصة عندما بدأت صنعاء تضرب الملاحة في البحر الأحمر وفي البحر العربي وفي نفس الوقت تضرب إسرائيل. بالرغم أنه في وقت من الأوقات. هدأت المعارك بعد الهدنة، لكن أمريكا قامت بالعدوان تحت مبرر انهم يريدون القضاء على «الحوثيين»، وتحت مبرر تصفية القيادة الحوثية، وتحت مبرر تصفية السلاح، وتحت مبرر يعني الأمان للبحر وللملاحة في الخليج العربي في البحر الأحمر في باب المندب في البحر العربي في خليج عدن- يريدون في الحقيقة إخماد اليمن .

للأسف، بعد 58 عاما على النكسة نتحدث عن اليمن وعن القيادة السياسية، عامان من العدوان على غزة، أظهرا الحكام العرب متواطئين متآمرين خاصة الدول المطبعة العربية حتى شعوبها أصيبت بالخدر التام. لم تتحرك لا هي ولا الشعوب الإسلامية، الا السيد عبدالملك الحوثي وأنصار الله وصنعاء.. ما فيش أحد غيرهم. ولهذا نحن يأسنا تماماً من الوضع العربي.

نتنياهو والقيادة داخل الأقصى. داخل المسجد الأقصى، في أوروبا كان يرسم صورة مسيئة للرسول كانت عواصم الإسلام كلها تتحرك، والآن في المسجد الأقصى يدنسون المسجد الأقصى، والنتيجة خشية من أمريكا ومن إسرائيل ولا أحد يتحرك.

الأنظمة العربية ليس فقط منعت نفسها وتواطأت بل ومنعت شعوبها من الحركة، والشعوب أيضا مستسلمة بائسة يعني ما فيش إلا الشعب اليمني، ولا تحدثني عن أي شعب آخر.

ولهذا أمريكا كثفت غاراتها. كانت تصل إلى ستين وسبعين غارة على اليمن، وعلى مدى أكثر من شهرين، وفي نفس الوقت كان رد أنصار الله هو أنه كل يوم وهو في ازدياد، كل يوم يضربه وتجرأوا على ضرب حاملات الطائرات الأمريكية.

• صراع وجودي ديني

ويضيف حازب أن منطلق المعركة هو ما يصنع الفرق اليوم في نقل المواجهة من الإطار السياسي الوهمي إلى القاعدة الصحيحة على أساس ديني كما ينطلق اليهود واخبرنا الله بذلك في كتابه.

القضية بين الإسرائيليين اليهود والعرب هي مسألة وجودية، أي قتال معها أو أي صراع معها ليس على هذا المعنى فمآل النصر للأسف لإسرائيل. حتى الله سبحانه وتعالى لا ينصر الإنسان وهو مهزوم من الداخل مهزوم نفسياً، إما أنك تجاهد وتتوكل على الله إلى النهاية مهما كانت النتائج وتنتظر شهادة أو نصراً، ما لم فالنصر سيذهب إليهم.

وهذا ما استجد وتغيّر بين المواجهة في 67م والمواجهة اليوم، ما بين 67م وما بين 23م والمواجهة الممتدة إلى اليوم، الذي اختلف شيء كبير. أولاً العقيدة، عقيدة المعركة، عقيدة 67م كانت عقيدة وطنية لكن عقيدة 2023م هي عقيدة دينية وأول مرة يبدأ القتال بيننا وبين «إسرائيل» على أساس ديني وعلى أساس إسلام وكفر من خلال طوفان الأقصى ومحور الإسناد هذا أول ما تغير.

العنصر الثاني: القيادات التي تقود هذه المعركة سواء قيادة حماس أو قيادة المقاومة في غزة أو القيادات المساندة. هي قيادات تجتهد لله، لأمر الله، لتنفيذ أمر الله. وليس لجانب سياسي ولكن لينفذوا أمر الله الجانب الإنساني فيها حظر والجانب الأخوي، جميع الأشياء لم تكن حاضرة في 67م ولا حضرت في 73م كانت حاضرة القومية، حضرت أفكار جيفارا وأفكار ماركس، كانت أيضا العرب منذ سبعين عاماً إلى عام ثلاثة وعشرين وهم يقاتلون على أساسها أما وطنية وإما قومية،

الكيان الإسرائيلي في المقابل قاتلونا على مدى 70 سنة على أساس عقيدة وخزعبلات تراثية عندهم بانها أرض الميعاد، وتحولنا إلى العقيدة كأساس في القتال معهم هو ما يجعلهم اليوم عالقين لعامين دون أن يستطيعوا حسم المعركة، ووجدنا محور المقاومة انتصر إلى هذه اللحظة، في غزة مجموعة صغيرة من الشباب ومن المجتمع المدني لمدة سنتين صامدين أمام اكبر قوة في العالم وأمام أكبر قذائف في العالم وأمام أكبر اتصالات وأكبر أجهزة استخبارات .

ويضيف: في اليمن لدينا قائد ذو إرادة صلبة وإرادة صادقة وتوجه حقيقي. استطاع إن ينقل الشعب اليمني إلى هذا الاتجاه لأنه لو لم يكن هناك قائد شجاع لم نكن لنقدم شيئاً، وبالتالي أنا أقول إن السبب في الاستمرارية سواء للمقاومة أو المواجهة أو حتى إسرائيل هو سبب الإرادة. ماذا تريد والعقيدة!!..

ولهذا عكس العدوان الأخير على الطائرة المدنية في المطار إفلاس العدو الإسرائيلي، ترامب هزم في اليمن. وهنا أقول للإخوة الذين شمتوا بخسارة طائرة أو طائرات أن ذلك لا يساوي تضحية آلاء النجار الطبيبة في غزة التي ضحت بتسعة أولادها وزوجها، لا يساوي انك تتنازل عن كرامتك وعن دينك وما دام أنت في هذا الموقف فالنصر معك بإذن الله وعونه.

العدو يفشل في رسم صورة المنتصر

ويضيف في هذا الصدد الدكتور عيسى بالقول: اليوم الكيان الإسرائيلي يريد أن يرسم في أذهاننا صورة المنتصر، وهو غير منتصر. هو لا زال يعاني معاناة شديدة.

يريد أن يحقق- كما يدعي- الشرق الأوسط الجديد، وهذا غير صحيح.. من يحقق الشرق الأوسط الجديد هو اليمن، هم محور المقاومة. هم الشعب الفلسطيني الذي صمد حتى اليوم. اليوم يراد تسليط القضية الفلسطينية. إذا تذكرنا النكبة في ألفين وثمانية وأربعين هم هجّروا حوالي سبعمائة ألف فلسطيني. وكانوا يريدون تهجير اثنين مليون غزي، لكن صمود الشعب الفلسطيني وكسر الهيبة الأمريكية من قبل الجيش اليمني. كل هذا أدى إلى أن القضية الفلسطينية أصبحت القضية الأولى على المستوى العالمي. هذا بفضل من؟ بفضل طوفان الأقصى هذه العملية المباركة، اللي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية حماس.. لولا ذلك لما كانت القضية الفلسطينية القضية الأولى على المستوى العالمي، اليوم يتحدث عنها الرئيس المجرم دونالد ترامب. يتحدث عنها سواء البريطاني والألماني والفرنسي وكل الدول تتحدث عن القضية الفلسطينية، بينما سابقا كانت القضية الفلسطينية قد الشعب وكانت معرضة للتصفية أعني القضية الفلسطينية. كل هذا ما كان ليتم لولا المنهجية القرآنية لدى حركات المقاومة الإسلامية. عندما نشاهد الجمهورية الإسلامية في إيران لديها منهجية قرآنية وسميت الثورة الإسلامية. حركت المقاومة الإسلامية اسمها حركة المقاومة الإسلامية حماس. حركة الجهاد، الجمهور اليمني لديه المنهجية القرآنية تقوده المسيرة القرآنية، كتاب الله سبحانه وتعالى هو ما يدفع هؤلاء المجاهدين المؤمنين العظماء.

ويستطرد : اليوم المعادلة التي تغيرت منذ النكبة وحتى اليوم أن هناك تنظيمات وحركات مقاومة مجاهدة تستند إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، بينما كانت الدول السابقة تعتمد على الأمور المادية. يأتي بأي نظرية أخرى سواء قومية أو اشتراكية أو بعثية أو عربية أو غيرها من التي ما كانت لتتم لولا الاستناد إلى منهجية حقيقية وهي منهجية كتاب الله سبحانه وتعالى عندما تتغير هذه النظرة ويكون هناك التزام بكتاب الله سبحانه وتعالى تتغير هذه المنهجية وتستطيع أن تحقق النصر العظيم لأن الله وإن كان هناك فارق في الإمكانات لأنه اذا قارنا بين الفوارق فنحن اضعف بكثير من أمريكا لكنه استطاع كسر الهيبة الأمريكية واستطاع كسر الهيبة الصهيونية

منطلقات الانتصار

في اختلاف معركة طوفان الأقصى عما سبقها من مواجهات قداتها الأنظمة، وخاضت آخر مواجهة في 73م أضاف الحاج أبو شماله:

جربنا القومية وروحنا شرقا وغربا يعني إحنا كأبناء فلسطين يعني أول بداية الثورة خرجنا شرقا وغربا مع اليساريين ومع الغرب ومع الشيوعيين ولكن فشلت كل هذه التجارب لم تقدم لأبناء فلسطين شيئاً بالعكس جاءت النكسات، جاءت المصائب، جاءت الخلافات وحين عاد الناس إلى دينهم تغيرت المعادلة. من يظن يعني ستمائة مئة يوم ستائمة يوم وأنت تواجه العدو الصهيوني والعالم كله من خلفه.

اليوم غزة تقاتل يوم.. لا مقارنة في التسليح، العرب، كان دبابات وطائرات ومدرعات والمقاومة يعني إنجاز.. التعبير تملك سلاحاً فردياً، لكن حقيقة الشيء المميز هو نوعية المقاتل. وهذا هو الفرق هو عنصر الثبات في هذه المعركة، المقاومة الآن مجموعة من المقاتلين أصحاب الإيمان بالله سبحانه وتعالى والإيمان بقضيتهم وبعدالتها وبالتالي هذه الروح المعنوية هي الفارقة بيننا وبين الصهاينة هي التي تجعل هذا الفارق الكبير في الثبات والتحدي، المقاتل وصياغته صياغة إيمانية وصياغته بفكرته وصياغته بقضيته هو اهم عنصر وهو العنصر الفارق في هذه المعركة.

ويضيف عن الفشل الإسرائيلي في استعادة الملاحة الإسرائيلية بعد عامين من المحاولات والتحالفات، فيما تمكنت في أسبوعين من إعادة فتح البحر الأحمر بعد أسبوعين فقط في 67، يضيف: اللي تغير اليوم هو الإرادة الصادقة، لاحظ الأمة العربية اجتمعت في 5 مارس 2025م وأصدرت قراراتها نطالب ونطالب إلى اخره. وفي 7 مارس 2025م خمسة وعشرين أعلن السيد عبدالملك انه مع العدو الصهيوني أربعة أيام لإدخال المساعدات ما لم سيتم الحصار، وبالفعل بعد أربعة أيام فرض الحصار البحري. إذاً الفرق هو الإرادة، التحدي، وبالتالي هذه الإرادة هي التي تصنع المعجزات.. من يظن أن اليمن البعيد الضعيف الخارج من حروب منهك عسكريا، منهك اقتصاديا يقف هذا الموقف الذي ليس له مثيل في هذا الزمن، فحقيقة الفرق هو فرق الإرادة عندما توجد الإرادة توجد النتائج يوجد النصر ترى المعجزات تتحقق، وإذا ما فقدت الإرادة فإنك تلقى من الهزائم والنكسات ما لا تعد ولا تحصى.

ضيف الله الشامي

إذا تحدثنا عن الفشل العربي الذي حدث في 67م وما ينجزه اليمن اليوم من إنجازات ونضع مقارنة بين ذا وذاك، يمكن القول إن العرب آنذاك كانت المنطلقات منطلقات قومية فقط صرفة لم يكن لديها بعد ديني ولم يكن لديها بعد عقائدي في مواجهة العدو ومعرفة كاملة باليهود والنصارى وخطورتهم وخططهم كما حكى الله عنهم في الكريم، بينما نجد اليوم في اليمن هذا المنطلق وهذا الصمود الكبير والحصار المفروض من قبل القيادة اليمنية والقوات المسلحة اليمنية على العدو بحراً وجواً، تعطي دلالة واضحة على أن الارتباط الديني والارتباط القيمي والارتباط المبدئي والارتباط العقائدي هو الذي يحقق كبيرا على العدو وما يأتي اليوم هو يمثل درساً كبيراً للامة وللعالم بأن الإرادة القوية والعقيدة الإيمانية الراسخة في مواجهة هؤلاء اليهود والنصارى هي ستحقق النصر مهما كانت الإمكانيات .

الإمكانيات اليوم لدى الشعب اليمني اقل بكثير جداً جداً مما كانت عليه الدول العربية في 67م .

أيضا الارتباط الوثيق بالقضية هو السبب الأساسي الذي جعلهم يتراجعون. ذلك التراجع وما وصلت إليه اليوم الأنظمة من حالة التطبيع وحالة الخنوع ومحاولة الإرهاب الفكري والإرهاب العقائدي والإرهاب العسكري جعلهم اليوم يتخوفون. لذلك تجد اليمن اليوم وحيدة في هذه المواجهة لكنها تمتلك قوة وتمتلك إرادة وتمتلك عزيمة وتمتلك ارتباطاً وثيقاً بالله سبحانه وتعالى يهيئ ويحقق لها انتصارات كبيرة. عجزت عن تحقيقه الدول والأنظمة العربية في فترات سابقة.

• دور القائد

ويلفت الشامي إلى أهمية دور القائد المرتبط بالله ذى الإرادة في صنع الانتصار وكسر التحديات وفارق الإمكانيات، وكذا وجود المنهجية التي توحد الشعب والقائد في مسار واحد وعلى أرضية صلبة واحدة في استقراء أسباب النصر قائلاً: السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يمتلك روحية. ويمتلك شعور بالمسؤولية. وينطلق من منطلق إيماني ويرى في القضية الفلسطينية قضية مصير لهذه الأمة وضرورة السعي إلى تحرير فلسطين وتحرير المسجد الأقصى والانتصار لمظلومية إخواننا في فلسطين واجباً دينياً وأخلاقياً وليست قضية سياسية أو مناكفة سياسية أو محاولة بروز سياسي أو ظهور إعلامي أو ظهور قيادي. لذلك ترجمت وتمثلت شخصيته القيادية في هذه المسارات الكبيرة. الارتباط الوثيق بالله الثقة كاملة والمطلقة بالله سبحانه وتعالى، وبصدق وعوده وبنصره، كذلك منطلقات المنهجية الإيمانية المنهجية القرآنية التي ينطلق على أساسها، وانطلق منها السيد القائد كما انطلق منها الشهيد القائد وكما ينطلق منها شعبنا اليمني اليوم خلف هذه القيادة فاستطاعت أن تحرك هذا الشعب لأن الشعب اليمني اليوم يقف إلى جانب القيادة.

المنهجية العظيمة القرآنية متوافرة، القائد العظيم القائد المخلص، القائد المحنك، القائد المربي، القائد بالله القائد الصادق مع شعبه ومع أمته، القائد الذي يفعل قبل أن يقول، القائد الذي يبذل كل جهده ووقته وحياته كلها يسخرها من أجل الانتصار لهذه القضية، وهذا الهدف المرسوم الذي رسمه في طريقه، هذه هي أسباب وأهم عوامل الانتصار في تحقيق هذا النصر بإذن الله.

الأنظمة العربية جربت كثير، جربت إغلاق الملاحة جربت أيضاً منع تصدير النفط إلى أمريكا وإلى الكيان الصهيوني في فترات سابقة وكانت تحقق انتصاراً جزئياً لكن سرعان ما يتلاشى هذا الانتصار لأنه ليس هنالك بنية عقائدية ولا وحدة موقف ولا وحدة إرادة لدى هؤلاء.

اليمن اليوم والشعب اليمني اليوم يعيد هذه التجربة، لكنها تجربة من منطلق إيماني، تجربة من منطلق وحدة موقف. تجربة من منطلق وحدة رأي، تجربة من منطلق قيادة عظيمة، ليست قيادة تبيع وتشتري. هذا المنطلق. اليمن اليوم. اليمن اليوم هو يعيد كتابة التاريخ من جديد ويعيد الأسطورة التاريخية لهذه الأمة ولهذا الشعب اليمني بان يحقق انتصاراً. اليوم شعبنا هو يعيد ارث الأنصار أولئك الذين هاجروا نصروا رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، أولئك الذين احتضنوه أولئك الذين قاتلوا بين يديه. الشعب اليمني اليوم هو يغسل عار الأمة العربية والإسلامية. الشعب اليمني اليوم هو يزيل تلك النكسات وتلك النكبات، ويعيد إلى أذهان العرب والمسلمين أن هذه الإرادة وهذا الدين حري بالانتصار وأنه قادر على وأن الإسلام لا يقبل الهزيمة. الشعب اليمني اليوم يجسد قيم الدين روحياً وأخلاقياً ومجتمعياً وإنسانياً وقيادة. الشعب اليمني اليوم يجسَّد قيم الوفاء وقيم التضامن وقيم العزة وقيم الشجاعة وقيم البطولة. الشعب اليمني اليوم يعيد كتابة التاريخ بأحرف من نور بالرغم من أن هنالك من أراد أن يشوه صفحات التاريخ العربي والإسلامي لكن اليوم هو يعيد كتابته ويغسل عار الهزيمة وعار الانبطاح وعار الذل والتطبيع.

وحيداً يغسل اليمن عار العرب في الذكرى الـ58 للنكسة، قيادته دعت الشعوب العربية إلى التحرك وعدم تكرار خطأ 67 بالركون إلى أنظمة متخاذلة منذ عقود أو مطبعة اليوم.

مقالات مشابهة

  • اليمن يغسل عار النكسة العربية في حزيران يونيو 67
  • مشروعات جديدة وخدمات رقمية.. 411 مليار ريال مستهدفات قطاع الضيافة
  • في اليمن.. العيد بين ألم الفُرقة وأمل الطريق المفتوح
  • تركيا وسوريا تضعان خريطة طريق اقتصادية جديدة
  • تعثر صفقة ثيو هيرنانديز رغم اتفاق الهلال مع ميلان منذ أسبوع
  • فرنسا تدعو إسرائيل للانسحاب “سريعا” من كامل الأراضي اللبنانية
  • بكين وواشنطن تسعيان لإبرام "اتفاق تجاري" مع استئناف المباحثات.. الإثنين
  • بعد أيام من افتتاح الطريق.. الحوثيون يستحدثون جمرك جبايات جديدة في طريق دمت- مريس
  • برشلونة يواجه عقوبات جديدة محتملة من يويفا
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على إيران