شدد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، أوزغور أوزيل، على استعداه لأخذ زمام المبادرة واللقاء مع رئيس النظام السوري بشار الأسد من أجل ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، معربا عن عزمه أن يكون وسيطا في المفاوضات بين دمشق وأنقرة.

وقال أوزيل في لقاء تلفزيوني أجرته مع قناة "هالك تي في" المحلية، الجمعة، إنه "من أجل قيام تركية ديمقراطية ومستقرة يتعين على تركيا أن تتخلص بشكل عاجل من وضعها باعتبارها مستودعا للاجئين".



وأضاف "سأفعل كل ما هو ضروري لعودة اللاجئين السوريين، إذا كانت هناك حاجة إلى أموال من أجل تحقيق هذا الأمر فسوف أجد تلك الأموال من الاتحاد الأوروبي".


ولفت أوزيل وهو زعيم أكبر أحزاب المعارضة التركية، إلى أنه "مستعد للذهاب والاجتماع مع بشار الأسد، إذا لزم الأمر، من أجل فتح قنوات حوار مع سوريا"، معربا عن استعداده أيضا "ليكون الوسيط في اجتماع الأسد مع أردوغان"، حسب قوله.

وشدد على أنه "من الخطأ ترك مشكلة اللاجئين دون حل"، متسائلا: "هل يجب أن يصبح نصف سكان تركيا سوريين بعد 20 عاما؟".

وأشار إلى أنه "يجب حل مشكلة اللاجئين لكن القيام بذلك بالكراهية ولغة الكراهية لا يناسب تركيا ولا حزبنا"، مقترحا في الوقت ذاته منح امتيازات للأطفال السوريين الذي ولدوا في تركيا "كمنحهم ميزات عند قدومهم إلى تركيا في المستقبل، بما في ذلك تسهيل حصولهم على تأشيرات الدخول".

جاءت تصريحات أوزيل بالتزامن مع حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عدم وجود أي سبب يمنع أنقرة من إقامة علاقات مع النظام السوري، مشيرا إلى أن بلاده حافظت في الماضي على علاقات جيدة مع دمشق إلى درجة اللقاءات العائلية مع عائلة بشار الأسد.

وقال أردوغان في تصريح للصحفيين عقب أدائه صلاة الجمعة في مدينة إسطنبول، إن بلاده "مستعدة للعمل معا على تطوير العلاقات مع سوريا تماما كما فعلت في الماضي".


وأضاف أنه "لا يمكن أن يكون لدينا أبدا أي نية أو هدف مثل التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لأن الشعب السوري من الشعوب التي عشنا معها سويا في مجتمع واحد"، حسب تعبيره.

تجدر الإشارة إلى أن هناك 3 ملايين و114 ألف و99 سوريا يعيشون في تركيا تحت الحماية المؤقتة، حسب بيانات وزارة الداخلية التركية.

وكان وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، قال في وقت سابق من هذا الشهر، إن إجمالي عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى بلادهم في الفترة الممتدة بين عامي 2016 و2024، وصل إلى 658 ألفا و463 سوريا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية تركيا الأسد سوريا أردوغان سوريا الأسد تركيا أردوغان اوزغور اوزيل سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن من أجل

إقرأ أيضاً:

عودة النازحين السوريين بعد عام على سقوط الأسد: الفرحة لا تُخفي مرارة الواقع

تحلّ اليوم، في 8 كانون الأول/ ديسمبر، الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد لتسلط الضوء على تجربة السوريين الذين عاشوا سنوات النزوح، وتكشف أن الطريق للعودة إلى البلاد لا يزال طويلًا ومفتوحًا على أسئلة صعبة.

أجرت "يورونيوز" مقابلات مع سوريين عادوا إلى بلادهم وآخرين لا يزالون خارجها، لتتضح صورة متشعبة للواقع. بعضهم يتحدث عن فرحة العودة بعد سنوات من اللجوء، لكنهم يصطدمون بغياب الخدمات وفرص العمل وارتفاع كلفة إعادة الإعمار. في المقابل، يرى آخرون أن الأمن ما يزال هشاً، وأن الانقسامات الطائفية والتهديدات تجعل العودة خياراً غير واقعي.

فتاة تحمل العلم السوري خلال احتفالات الذكرى الأولى للإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق، سوريا، في وقت مبكر من يوم السبت 6 ديسمبر/كانون الأول 2025. Omar Sanadiki/Copyright 2024 The AP. All rights reserved. الغربة في الوطن

قمر صباغ (من حلب)، نزحت إلى تركيا خلال السنوات الأولى من الحرب. بالنسبة لها، سقوط النظام كان أشبه بحلم تحقق بعد سلسلة طويلة من الألم. تصفه بأنه لحظة استعادت فيها كرامة الناس، لحظة دفعت لنيلها سنوات من القهر والخسارات، لكنّها تدرك أيضاً أن الواقع ليس ورديًا.

قمر عادت الى سوريا بعد سنوات من النزوح، تحمل شوقا لبلدها، لكنها تعود ايضا بحذر مما قد تواجهه. تتحدث عن شعور بالغربة في مدينة عاشت فيها طفولتها وشبابها. الشوارع كما هي، إلا أن روح المدينة تغيّرت. البلد مرهق، والسكان منهكون، والأسعار خانقة. تقول إن الأمان ليس فقط غياب القصف، بل شعور داخلي بالطمأنينة، وهذا الشعور غائب، فالخوف من الغد يتحول إلى جزء من الحياة اليومية.

تصف قمر سوريا بأنها بلد يعيش أزمة وراء أخرى: الكهرباء، الماء، العمل. ومع ذلك، هناك ما يبقي الناس متمسكين بها: الخير، والحب العميق للأرض، والإصرار غير المعلن على البقاء رغم الخسارات.

ولا تخفي قمر ارتباكها في قدرتها على التأقلم: فمن تركيا إلى سوريا، لا تزال تشعر أنها لا تنسجم مع نمط الحياة داخل البلاد ولا مع الناس الذين مكثوا طوال السنوات الماضية. تسأل نفسها مرارًا كيف استطاعوا العيش والصمت طوال تلك المدة؟

تمر دراجات نارية عبر بركة مياه بجوار مبنى متضرر من الحرب في مخيم اليرموك، دمشق، سوريا، الأحد 7 ديسمبر/كانون الأول 2025. Omar Sanadiki/Copyright 2024 The AP. All rights reserved. Related تصعيد إسرائيلي في جنوب سوريا: قصف مدفعي وتوغلات برية في ريفي القنيطرة ودرعاترحيب في دمشق.. كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهابالأمم المتحدة تحذّر من انتهاكات خطيرة تستهدف الأقليات في سوريا وتدعو إلى تحقيقات مستقلة البدء من الصفر

من تجربة قمر إلى شهادة ربيع الزهوري (من مدينة القصير)، حيث تغلب المشاعر الاحتفالية على مخاوف الواقع. بالنسبة له، فإن سقوط النظام فتح باب الحديث عن سوريا بوصفها وطنًا يمكن أن يجتمع فيه الناس مجددًا بعد سنوات من القهر.

ربيع خرج من القصير إلى لبنان في الرابعة عشرة من عمره عبر "فتحة الموت" المشهورة، إنّ خبر سقوط النظام شكّل نقطة تحول، فقرّر العودة مع عائلته رغم أن ما ينتظرهم لم يكن سهلًا. كان أول ما واجهوه هو بيت الطفولة المدمّر. الموارد محدودة، والعمل شبه معدوم، لكنهم بدأوا من الصفر: ثلاثة أشهر بين لبنان وسوريا حتى أعادوا بناء المنزل.

في القصير، الناس يحتفلون بذكرى 8 كانون الأول/ديسمبر بوصفها "عيد التحرير". وفق شهادته، أُقيم ماراثون لذوي الإعاقة يوم السبت، وامتلأت الساحات بالناس الذين شعروا من جديد بمعنى الانتماء، وكلمة "سوري" أصبحت مصدر فخر لنا.

رغم ذلك، لا يخفي ربيع المشكلات اليومية: نقص فرص العمل عمّق أزمة العائدين، والخدمات تكاد تكون غائبة، من الاقتصاد إلى الصحة والتعليم. ويشير إلى أن كثيرًا من الناس سكنوا خيمًا لعجزهم عن ترميم بيوتهم، هناك صعوبة التأقلم مع الانتقال من بلد آخر إلى الوطن، وتكاليف إعادة الإعمار كبيرة جداً حتى على مستوى المنازل

المسألة الأمنية أيضًا ليست محسومة، إذ يشير إلى أن الأمن لم يترسخ بعد، وإن بعض الأحداث والفتن تقع، لكنه يرى أن عدم العودة إلى سوريا لن يسمح لها بالنهضة. ويكشف أنه عاد وهو "مطلوب" بسبب تهم غير صحيحة وضعها النظام السابق، واستغرق شهورًا لإزالتها قبل أن يبدأ حياته من جديد.

وأضاف: "نستطيع كشعب سوري أن ننهض من تحت الركام ونبني هذا الوطن من جديد".

فرقة كشفية تستعرض في أحد الشوارع خلال احتفالات الذكرى السنوية الأولى للإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق، سوريا، الأحد 7 ديسمبر/كانون الأول 2025. Omar Sanadiki/Copyright 2024 The AP. All rights reserved. مخاوف الأقليات

في مقابل الشهادات التي تراوحت بين فرحة العودة وصعوبات التأقلم، تظهر تجربة فتاة سورية نزحت إلى دولة أوروبية وفضّلت عدم الكشف عن اسمها، لتضع الذكرى الأولى لسقوط الأسد في سياق مختلف: سياق إعادة التفكير بمعنى التغيير نفسه.

تصف الذكرى الأولى لسقوط الأسد بأنها ليست حدثًا عابرًا بل حالة عاشت معها شهورًا من الرهبة والفرح والذهول. بالنسبة لها، لم يكن ما سقط مجرد نظام، بل رمزٌ للطغيان الذي رافق السوريين جيلًا بعد جيل، وفرض ثقله على تفاصيل حياتهم وأحلامهم لسنوات.

لكن الشعور بالانتصار – كما تقول – لا يعني أننا وصلنا إلى الحرية. خمسون عامًا من الحكم الأمني والعنف وتمزيق المجتمع لا تختفي بسقوط شخص، والمرحلة الانتقالية تحتاج إلى عمل مماثل في صعوبته لما عاناه السوريون، مع شفافية وشجاعة وواقع سياسي لا تراه متوفرًا حتى الآن.

أما العودة فتصفها بأكثر الملفات إيلامًا وتعقيدًا، المشهد مختلف من مكان لآخر: هناك من عاد، وهناك من اضطر للمغادرة بعد سقوط الأسد. هذا التفاوت يعكس واقعًا طائفيًا رسخته سنوات من التحريض والاستغلال، وتغييرات في موازين القوة لم تفتح الباب أمام "سوريا لكل السوريين".

رجل درزي، في الوسط، يقف بجوار قوات الأمن السورية التي توصلت إلى اتفاق مع مسلحين دروز للانتشار حول ضاحية جرمانا الجمعة 2 مايو 2025. AP Photo

تستشهد بمجازر الساحل والسويداء، وتقول إن رسائل التهديد والانتهاكات وخطف النساء تُبقي الأقليات في دائرة الخوف. والمدينة التي تنحدر منها، السويداء، مفروضة عليها عزلة خانقة تشبه الحصار، ما يجعل العودة بالنسبة لعائلتها غير ممكنة. فقد اضطرت عائلتها للهرب مرتين خلال مجزرة السويداء، مثلما اضطرت هي نفسها سابقًا للفرار من نظام الأسد.

وبالنسبة لها، لا تبدو الذكرى مناسبة للاحتفال فقط، بل لحظة لتذكر المغيبين قسرًا وعائلات المفقودين، وهي مناسبة أيضاً لتفحص ما تغيّر وما لم يتغير، وللتذكير أننا أمام بداية طريق، لا نهايته.

بعد مرور عام على سقوط الأسد، تبدو تجارب السوريين مختلفة، وقد فرض ذلك واقع الحرب والتهجير والدمار، وإن كانت العودة بالنسبة إلى الكثيرين خياراً مطروحاً، لا تزال تحديات الأمن والعدالة والخدمات وفرص العمل في صلب تفكير اي نازح.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • تراجع أعداد السوريين في تركيا بعد سقوط الأسد.. و550 ألف عودة خلال عام واحد
  • أسرار تخرج للعلن..الشرع يروي الساعات الأخيرة لتحرير سوريا
  • تحولات ما بعد سقوط الأسد.. مفوضية اللاجئين تكشف لـيورونيوز تغيرًا واضحًا في رغبة السوريين بالعودة
  • كم يبلغ عدد اللاجئين السوريين العائدين بعد سقوط الأسد؟
  • ما تداعيات إنهاء العلاج المجاني على اللاجئين السوريين في تركيا؟
  • مفوضية اللاجئين: عودة أكثر من ثلاثة ملايين سوري إلى ديارهم منذ سقوط الأسد
  • الشرع يحث السوريين على العمل معًا لإعادة بناء بلدهم في ذكرى عام على الإطاحة بالأسد
  • عودة النازحين السوريين بعد عام على سقوط الأسد: الفرحة لا تُخفي مرارة الواقع
  • الأمم المتحدة تحذر من تأثير نقص التمويل على عودة اللاجئين السوريين
  • الساعات الأخيرة لبشار الأسد ونظامه