حماس تستعد لمرحلة الإمساك بقرار المخيمات في لبنان وفتح تخشى توريطها
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
فاقمت عودة عمليات الاغتيال إلى مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين، الخشية من انفجار الوضع الأمني فيه مجدداً، على وقع الصراع المتجدد بين حركتي «فتح» و«حماس»، بعد أشهر من التهدئة فرضتها الحرب على قطاع غزة.
وسُجِّل الأسبوع الماضي اغتيال أحد عناصر قوات «الأمن الوطني الفلسطيني» من قبل أحد الإسلاميين المتشددين، بعدما كان قد تم اغتيال عنصر في حركة «فتح» في نيسان الماضي.
وترى مصادر «فتح» داخل «عين الحلوة» أن «الإشكال الأخير قد يكون فردياً؛ لكن له بُعداً سياسياً- أمنياً»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن من قاموا بعملية الاغتيال «أفراد يحملون فكراً متطرفاً، وهم غير مسيطَر عليهم حتى من التنظيمات الإسلامية الراديكالية، ولهم تواصل مع جهات خارجية لها مصلحة في توتير الأجواء بالمخيم، بين فترة وأخرى».
وتستبعد المصادر «تورط (حماس) بشكل مباشر في دفع هذه المجموعات للقيام بعمليات اغتيال بحق عناصر (فتح) لأنها منشغلة بالعمل العسكري في غزة، وإن كانت هذه العمليات تخدم الحركة وتصب في صالحها»، منبهة إلى أن هناك «شيئاً ما يُحضّر للمخيم؛ حيث الوجود الكبير لـ(فتح) المسيطرة سياسياً وأمنياً عليه، لذلك يجد خصوم الحركة أنه لا بد من خلق مشكلات، للقول إن (فتح) غير قادرة على ضبط الأوضاع في المخيم».
وتتحدث المصادر عن «(زكزكات) حمساوية لعدم إراحة (فتح) وجرها إلى معارك داخلية، وإشغالها عن وضعها الداخلي، كما عن إعادة بناء نفسها، بعد انتخاب قيادة جديدة لها في لبنان، وبعد الضربة التي تلقتها إثر اغتيال العميد أبو أشرف العرموشي»، مؤكدة أن «لا زيادة لنفوذ المتطرفين داخل (عين الحلوة) باعتبار أن هناك شبه إجماع فلسطيني على عدم إعطاء فرصة لسيطرة هؤلاء على المخيم».
وتوضح المصادر أن «(حماس) لا تزال تعمل ليل نهار على تنظيم صفوفها، وضم أفراد جدد إليها تأثروا بعملية (طوفان الأقصى) وبما يحصل راهناً في غزة».
في المقابل، يؤكد المسؤول الإعلامي لحركة «حماس» في لبنان، وليد كيلاني، أن «المشكلة التي حصلت في المخيم مؤخراً فردية، وليست لها علاقة بالانتماءات الحزبية، وإن كان من المعروف أن معظم شعبنا ينتمي إلى فصائل وأحزاب، وعند وقوع أي مشكلة يصبح البحث عن انتماء هذا الشخص أو ذاك»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «طرفَي الإشكال هما واحد ينتمي إلى (فتح) والآخر إلى المجموعات الإسلامية».
وينفي كيلاني أي علاقة لـ«حماس» بالموضوع «لا من قريب ولا من بعيد؛ بل بالعكس، كان لنا دور في حل المشكلة، ودخلنا على خط عدم الانجرار إلى تصعيدها والاحتكام إلى السلاح»؛ مشيراً إلى أن «الوضع يتجه نحو التهدئة، باعتبار أن لا مصلحة لأحد في العودة إلى الاشتباكات والاقتتال الداخلي»، مضيفاً: «اليوم، حديث سكان المخيمات في لبنان وعين الحلوة، هو أن معركتنا الأساسية هي ضد العدو الصهيوني في فلسطين، والجميع حريص على أمن واستقرار المخيمات وجوارها».
ويتخوف معارضو «حماس» من أنها «تسعى لاستثمار الحرب في غزة لصالحها»، من خلال العمل على زيادة شعبيتها في المخيمات الفلسطينية، وتعزيز دورها وحضورها فيها على حساب حركة «فتح» التي لطالما عُدَّت الفصيل الفلسطيني الأبرز في لبنان. وفي هذا الإطار جاء تأسيس «طلائع طوفان الأقصى» في كانون الأول الماضي.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قصر العيني يستعد لمرحلة جديدة: تعديل مواعيد العيادات وتأكيد استدامة الخدمة الطبية
عقد مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة اجتماعه الدوري عن شهر يونيو 2025، برئاسة الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات، وذلك بقاعة علي باشا إبراهيم، وبحضور نواب المدير التنفيذي، ورؤساء الأقسام، ومديري المستشفيات، إلى جانب الدكتور عبد المجيد قاسم، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، الدكتور عمر عزام، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وعدد من القيادات الطبية والإدارية.
استهل الدكتور حسام صلاح الاجتماع بتقديم الشكر والتقدير لأعضاء المجلس، مشيدًا بما تم بذله من جهود مكثفة واستعدادات على أعلى مستوى خلال عطلة عيد الأضحى، مؤكدًا أن تشغيل المستشفيات بكامل طاقتها وتواجد الأطقم الطبية والإدارية على مدار الساعة أسهما في ضمان تقديم أفضل مستوى من الرعاية الصحية للمرضى خلال فترة العيد.
كما تناول المجلس ما تم عرضه خلال اجتماع لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، حيث أوضح الدكتور حسام صلاح أن مستشفى قصر العيني يستقبل سنويًا ما يقرب من 2 مليون حالة، من بينها نصف مليون حالة طارئة، ويُجرى به أكثر من 100 ألف عملية جراحية. وأضاف أن المستشفى، الذي يقترب من الاحتفال بمرور 200 عام على إنشائه، يمثل صرحًا طبيًا كبيرًا يستحق دعمًا استثنائيًا تقديرًا لما يقدمه من خدمات طبية متكاملة، لافتًا إلى أن النقص في الموارد المالية يعد من أبرز التحديات التي تواجه تقديم الخدمة الطبية بالمستوى الأمثل، إلا أن الإدارة تسعى جاهدًة لتذليل العقبات وتقديم أفضل خدمة صحية ممكنة.
وأقرّ المجلس الإجراءات التنفيذية الخاصة بتعديل مواعيد عمل العيادات التخصصية، لتكون من الساعة الواحدة ظهرًا وحتى الرابعة عصرًا، وذلك مع التنسيق مع شركة ميكنة التذاكر لضمان تواجد موظفيها حتى الخامسة مساءً، إلى جانب فتح بوابة العيادات الرئيسية حتى ذلك الوقت، بالتعاون مع إدارة الأمن، مع إعداد الجداول الخاصة بالعيادات المسائية بالتنسيق مع رؤساء الأقسام المعنية. وأكد الأستاذ الدكتور حسام صلاح أن الوقت قد حان لتعديل مواعيد عمل العيادات، مشددًا على ضرورة عدم توقف العمل بالمؤسسات الصحية عند الثانية ظهرًا، سواء في العيادات أو المعامل أو مراكز الأشعة، نظرًا لأهمية استدامة الخدمة الطبية باعتبارها مسؤولية إنسانية ووطنية.
وأشار سيادته إلى أن الهدف من هذه التعديلات هو تقليل التكدس خلال الفترة الصباحية، مع التأكيد على التنسيق التام مع رؤساء الأقسام لإعداد جداول دقيقة لتشغيل العيادات المسائية اعتبارًا من الشهر المقبل، لافتًا إلى بذل أقصى الجهود لتوفير المستحقات المالية للأطباء وأطقم التمريض والعاملين المشاركين في فترات العمل الإضافية.
كما وافق المجلس على توصيات اللجنة المشكلة برئاسة الأستاذ الدكتور عمر عزام، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، فيما يخص مشروع علاج العاملين بمستشفيات جامعة القاهرة، وذلك في ظل عدم كفاية المخصص المالي الوارد من وزارة المالية. وقرر المجلس دعم المشروع من الموارد الذاتية للمستشفيات، مع اتخاذ بعض الإجراءات الرامية لحوكمة المشروع بما يسهم في تحسين جودة الخدمة وضمان استدامتها ماليًا وفنيًا.
كما تم دعم نتائج لجنة مراجعة مديونيات المشروع، بهدف المساهمة في سداد المستحقات المتأخرة لمختلف المستشفيات والوحدات المعنية.
وخلال الاجتماع، استعرض المجلس أبرز إنجازات المستشفيات الجامعية خلال الشهر الماضي، وفي مقدمتها حصول مجمع العيادات الخارجية للأطفال بمستشفى أبو الريش الياباني على الاعتماد الكامل من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية (GAHAR) لمدة ثلاث سنوات، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز جودة الرعاية الصحية وتطبيق أعلى معايير السلامة، تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة.
من جانبه، استعرض الأستاذ الدكتور هاني العسلي، نائب المدير التنفيذي للشؤون المالية والإدارية، موقف المخزون داخل المستشفيات، وتم التأكيد على توافر الاحتياجات الأساسية والضرورية اللازمة لضمان استمرار تقديم الخدمة الطبية دون أي انقطاع، مشيرًا إلى أن الإدارة تسعى باستمرار لتوفير خدمات تليق بتاريخ ومستوى مستشفى قصر العيني العريق.
كما وافق المجلس على ما ورد من التبرعات المقدمة لصالح مستشفيات جامعة القاهرة خلال شهر يونيو 2025، بما يسهم في دعم المنظومة الصحية وتطوير البنية التحتية للمستشفيات.
وفي ختام الاجتماع، وجّه الأستاذ الدكتور حسام صلاح الشكر والتقدير لأعضاء المجلس على إخلاصهم وتفانيهم في العمل، مؤكدًا أن تطوير منظومة المستشفيات الجامعية يتطلب تضافر الجهود وتكامل الأدوار بين مختلف الجهات المعنية لضمان تقديم خدمة صحية متميزة تواكب تطلعات المواطنين وتُعلي من شأن قصر العيني كمؤسسة طبية مرموقة على المستويين المحلي والدولي.