في مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان، انتشرت مجددًا صورة نادرة للفنان المصري عادل إمام، الملقب بـ”الزعيم”، والتي تعود إلى زيارته للبلاد في أوائل الثمانينيات لتقديم مسرحيته الشهيرة “شاهد ما شافش حاجة”.
وفي مارس الماضي، نشر رامي إمام، نجل الزعيم، صورة على خاصية “الستوري” في “إنستغرام”، معلقًا: “أمام فندق إنترناشيونال في مدينة ود مدني بالسودان الشقيق.

الصورة تعود إلى عام 1980 لزيارة عادل إمام وفرقته لتقديم مسرحية شاهد ما شافش حاجة على مسرح الجزيرة”.
ذكريات لا تُنسى
شارك الممثل والكاتب السوداني نصر الدين عبدالله ذكرياته عن تلك الزيارة مع “العربية.نت” و”الحدث.نت”، قائلاً: “كان عادل إمام محبوبًا من قبل جمهور المسرح السوداني. ورغم ارتفاع سعر التذكرة، حقق العرض نجاحًا كبيرًا لدرجة بيع التذاكر في السوق السوداء. نظرًا لضخامة الديكورات وحجم المسرح، أجريت تعديلات على خشبة المسرح، شملت تعديل حجم الكواليس واستخدام طرق رفع وتركيب الإضاءة والمايكات عبر الحبال، وهي الطريقة المتبعة حتى الآن”.
عبارة أشعلت الأزمة
وأضاف نصر الدين، ابن مدينة ود مدني: “خلال العرض الأول، أدخل عادل إمام تعديلاً على النص قائلاً عبارته الشهيرة: “والمواصلات فاضية” وأضاف “والبصل رخيص”. وفي وقت كانت هناك أزمة شديدة في سلعة البصل، أثارت هذه العبارة العفوية، قلق الأجهزة الأمنية وكادت تتسبب في أزمة سياسية لولا تدخل الحكماء. وقتها، كان الاتحاد الاشتراكي السوداني يسيطر على الأمور خلال حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري (1969-1985م)”.
روابط تاريخية عميقة
وعلى مدى ستة عقود من العطاء الفني، استطاع الفنان المصري عادل إمام أن يحظى بمحبة خاصة من جمهور الوطن العربي، وأن يتألق يومًا بعد يوم. رغم غيابه الفني في الفترة الأخيرة، إلا أن مكانته وشعبيته في مصر والوطن العربي تبقى بلا منافس.
بدوره أكد الناقد المرموق مصعب الصاوي لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” أن العلاقات الثقافية والفنية بين مصر والسودان ليست وليدة اليوم، بل تمتد جذورها عميقًا في تاريخ وادي النيل. وقال: “هذه العلاقات مثمرة وغنية، ويمكن استعراض بعض مظاهرها بمناسبة الصورة المنشورة لعرض الفنان المسرحي عادل إمام”.
أوضح الصاوي أن في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، زار وفد تجاري مصري السودان بصحبة فرقة تمثيلية وغنائية استعراضية، حيث استقبلهم شاعر الحقيبة سيد عبدالعزيز والفنان سرور بالأغنية الشهيرة “أنة المجروح”.
كما لعب النادي الاجتماعي المصري دورًا مهمًا في دعوة الفرق المصرية إلى الخرطوم لتقديم عروضها، وتحول لاحقًا إلى نادي “ناصر” الثقافي الذي استمر في توثيق الروابط الثقافية بين مصر والسودان.
وفي ثلاثينيات القرن الماضي، قدم الموسيقار عبدالوهاب أغنية “مصر والسودان” من كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي، على السلم الخماسي، وتقول كلماتها:

إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما
وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ
وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما
وَأَينَ الفَوزُ لا مِصرُ اِستَقَرَّت
عَلى حالٍ وَلا السودانُ داما

كما أشار الصاوي إلى حفل سيدة الغناء العربي أم كلثوم في المسرح القومي بأم درمان لدعم المجهود الحربي بعد نكسة عام 1967م، وأن معظم تسجيلات أغاني الحقيبة تمت في مصر بإنتاج الرائد ديمتري البازار. وأضاف أن هناك العديد من الشواهد التي تؤكد عمق هذه الروابط، والتي يصعب حصرها أو تقييدها بالأقلام والأوراق.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عادل إمام

إقرأ أيضاً:

الموت لجيش إسرائيل عبارة تغزو أوروبا من مهرجان غلاستونبري إلى المدن الألمانية

تشهد مدينة دورتموند الألمانية تصاعدًا في العبارات المناهضة لإسرائيل، في ظل احتجاجات على استمرار الحرب في قطاع غزة، حيث انتشرت شعارات جدارية في عدد من أحيائها، من أبرزها عبارة كُتبت بخط بارز: "الموت لجيش إسرائيل". وقد تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي صورا توثق هذه الشعارات.

View this post on Instagram

A post shared by ΜVSΛ LΛЯΛGE (@musa_la_rage)

ظهرت إلى جانب الشعارات المناهضة للجيش الإسرائيلي في مدينة دورتموند رسومات غرافيك تجسد ما تتعرض له غزة تحت القصف، كما رُفعت أعلام فلسطين على جدران الأبنية المهجورة، في مشهد يعكس تضامنا شعبيا متصاعدا. تأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من واقعة أثارت جدلا واسعا في مهرجان غلاستونبري الشهير للموسيقى في إنجلترا، حيث صعد مغني الراب المعروف باسم "بوبي فيلان" إلى المسرح يوم السبت 28 يونيو/حزيران، وهو عاري الصدر، ودعا الجمهور للهتاف معه: "فلسطين حرة، حرة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بعد نجاح "ترند الكركم".. إليك 5 تجارب منزلية تشعل فضول طفلكlist 2 of 2إحباط أغرب محاولة تهريب لزواحف وثعابين نادرة من مطار القاهرةend of list

في كلمته، وجّه فيلان انتقادات حادة للمملكة المتحدة والولايات المتحدة، متهمًا إياهما بالتواطؤ في "الإبادة الجماعية" في غزة، معبّرًا عن أمله أن يأتي اليوم الذي يتحرر فيه الشعب الفلسطيني من "طغيان الحكومة الإسرائيلية".
ثم تحولت نبرته إلى تصعيد أكبر، وبدأ يردد: "الموت، الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، وهو ما ردده الجمهور خلفه، لتشتعل بعد ذلك موجة من الجدل الإعلامي والسياسي، وتتصدر الواقعة عناوين الأخبار في الأيام التالية، وسط انقسام واسع في الرأي العام البريطاني.

وتأتي هذه الأحداث وسط تنامي الغضب في أوروبا بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، وقد شهدت مدن ألمانية مظاهرات حاشدة في الأسابيع الماضية، رفع فيها المتظاهرون شعارات مناهضة لإسرائيل، وسط تشديد أمني متزايد.

وحسب خبراء، فهذه الفترة تشهد موجة تحولات حقيقية حادة وغير مسبوقة في الرأي العام الغربي تجاه إسرائيل، وخاصة بعد مرور أكثر من 20 شهرا على حرب الإبادة التي يشهدها قطاع غزة على مرأى ومسمع من العالم.

إعلان

هذه التحولات يشهدها بالدرجة الأولى الجيل الشاب في الدول الغربية. وهو وإن كان يبدي في الماضي تعاطفا مبدئيا مع القضية الفلسطينية بشكل يفوق مثيله لدى الأجيال الأكبر سنا، إلا أن هذا التعاطف اليوم تحول إلى موجة عداء صريح ومُعلَن لكل ما تمثله إسرائيل ومشروعها الإحلالي في المنطقة، حتى وصل الأمر إلى المشهد غير المسبوق الذي شهده حفل غلاستونبري في بريطانيا، حين هتف آلاف الشباب البريطانيين خلف مغني الراب بوب فايلان: "الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي".

مقالات مشابهة

  • محمود أبوالدهب: كهربا ودونجا «بتوع لقطة».. و«عاشور» تغيّر بفضل نظام الأهلي
  • عبد العزيز مخيون يكشف عن مواقف نادرة جمعته بسعاد حسني ومحمد عبد الوهاب
  • صورة نادرة.. تيسير فهمي تحتفل بعيد زواجها الأربعين
  • “الموت لجيش إسرائيل” عبارة تنتشر في أوروبا إلى المدن الألمانية
  • سوريا.. تشويه صورة ترامب بجانب الشرع على لوحة إعلانية بعد أن أثارت تفاعلا
  • بسبب الميكروفون.. مها أحمد تثير تساؤلات جمهورها في أحدث ظهور – صورة
  • أحمد صقر: اشتغلت مساعد مخرج مع محمد عبد العزيز في فيلم رجل فقد عقله لعادل إمام
  • وفاة الفنان الفلسطيني عادل الترتير أحد رواد مسرح الدمى والحكواتي
  • الموت لجيش إسرائيل عبارة تغزو أوروبا من مهرجان غلاستونبري إلى المدن الألمانية
  • على طريقة عادل إمام.. أم تتحدى الأعراف وتشارك ابنها وزوجته شهر العسل