وقّعت آفاق الإسلامية للتمويل (ش.م.م.) ودائرة الأراضي والأملاك في دبي على شراكة استراتيجية، من خلال مذكرة تفاهم، في خطوة مهمة تُصبح بموجبها “آفاق” مؤسسة مالية معتمدة لتقديم خدمات الضمان، لتنضمّ إلى قائمة الأمناء المعتمدين الذين يديرون أموال مشاريع البيع على الخارطة للمطورين العقاريين في دبي. كما تهدف هذه الشراكة إلى دعم نمو سوق العقارات في الإمارات العربية المتحدة، لتلبية الطلب المتزايد على السكن.


وقد صُممت حسابات الضمان المتخصصة لمشاريع التطوير العقاري لتأمين أموال المستثمرين والممولين في مشاريع البيع على الخارطة. وتهدف هذه الحسابات إلى تسهيل عملية البناء بسلاسة مما يساهم في حماية مصالح المستثمرين ويعزز ثقتهم في سوق العقارات.
وفي هذا السياق، أعرب هشام حمود، الرئيس التنفيذي لـ “آفاق الإسلامية للتمويل”، عن حماسه بشأن الشراكة، وقال: “تمثل هذه الشراكة الاستراتيجية مع دائرة الأراضي والأملاك في دبي خطوة هامة في جهودنا لتسهيل وتأمين استثمارات العقارات في دبي. من خلال إطلاق خدمة الضمان المخصصة للمطورين، نسعى للالتزام بأفضل الممارسات في إدارة الأموال وتعزيز الشفافية والثقة في سوق العقارات في دبي.”
من جانبه، قال سيف جمعة السويدي، مدير إدارة الترخيص والتمكين العقاري: “تعزز شراكتنا مع آفاق الإسلامية للتمويل التزامنا بتعزيز قطاع العقارات في دبي. وتتماشى هذه الاتفاقية مع أهدافنا في تطوير سوق عقاري آمن وشفاف، وتعزيز النمو والابتكار. نحن ملتزمون بتقديم حلول متقدمة تلبي احتياجات المطورين والمستثمرين، لضمان بيئة اقتصادية مزدهرة للعقارات في دبي.”
وتعد خدمات الضمان العقاري ضرورية لحماية أموال المستثمرين في مشاريع البيع على الخريطة، حيث تضمن حفظ هذه الأموال وإمكانية استرجاعها بسهولة في حالة عدم استكمال المشروع. وبالإضافة إلى ذلك، يضمن وجود أمين حساب الضمان الاستقلالية في استخدام الأموال المخصصة فقط لأغراض البناء من قِبل المطور، مما يعزز من مستوى الأمان. ويساهم هذا النظام المزدوج في زيادة ثقة المستثمرين وتعزيز الشفافية والمساءلة في عمليات تطوير العقارات.
وتعزز هذه الشراكة بين آفاق الإسلامية للتمويل ودائرة الأراضي والأملاك في دبي رؤية الإمارة للنهوض بقطاع العقارات وتحقيق الريادة العالمية، مما يبرز التزام كلا الطرفين بتنفيذ حلول مالية قوية ومبتكرة تلبي احتياجات سوق العقارات الحديثة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

رحل الساحر ولكن.. للثروة حسابات أخرى

حين يُذكر اسم محمود عبد العزيز، يتبادر إلى الذهن فورًا فنان من طراز خاص، لا تُختزل مسيرته في عدد الأفلام أو الجوائز، بل في ما تركه من أثر حقيقي.

 

 

لم يكن من هواة الصخب، ولا من نجوم العناوين العريضة، لكنه كان حاضرًا بقوة في قلوب الجمهور، بأدواره الصادقة، وموهبته.

 

لذلك، يبدو مؤلمًا ومربكًا أن يُستدعى اسمه اليوم في خضم أزمة عائلية، لا تليق بتاريخه، ولا تعبر عن صورته الحقيقية. فالرجل الذي عاش بعيدًا عن الخلافات، واختار دائمًا أن يتحدث فنه نيابةً عنه، لا ينبغي أن يصبح اسمه جزءًا من جدل حول الميراث أو أوراق الطلاق.
 

أن يتحول "الساحر" الذي ألهم الأجيال، إلى اسم عالق في أزمة عائلية، تتنازعه بيانات وتصريحات عن الميراث، وأوراق الطلاق.
الحقيقة أن هذا المشهد لا يُسيء لمحمود عبد العزيز، بقدر ما يجرح صورة نحب أن نحتفظ بها نقية، كما عرفناها. فهو لم يكن يومًا "ثروة" تُقسم، بل "قيمة" تُحترم. رجل عاش ومات بعيدًا عن المزايدات.

 

 

في عام 2016، رحل "الساحر" عن عالمنا، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا وسيرة عطرة لا يزال يُشهد له بها بين زملائه ومحبيه. واصل نجلاه، محمد وكريم محمود عبد العزيز، المسيرة الفنية بأعمال نالت ترحيب الجمهور، الذي استقبل حضورهما بمحبة تشبه ما كان يكنّه لوالدهما.

 

 

والحق يُقال، لم يزجّ الثنائي نفسيهما في أي خلافات أو مشادات عبر السنوات، بل ظلا حريصين على الدعاء لوالدهما وذكره بالخير في كل مناسبة.

 

 

كما ترك زوجة أحبّته حتى النهاية، هي الإعلامية بوسي شلبي، التي غادرت منزلهما يوم رحيله، مدركةً أنه أوصى بكل ما يملك لنجليه، حسب ما يؤكده عدد من المقربين منهما في الوسط الفني.

 

 

وهنا يطرح السؤال نفسه: ما الذي تغير بعد تسع سنوات من الوفاة، حتى يُزج باسمه في قضايا من هذا النوع؟

 

 

نجله الأكبر، المنتج والممثل محمد محمود عبد العزيز، نفى تمامًا كل ما تردد حول نزاع على قطعة أرض بمليارات الجنيهات، مؤكدًا أن إعلام الوراثة الرسمي الصادر بعد الوفاة لم يتضمن سوى اسمه واسم شقيقه فقط.

 

 

لقد أحبّ محمود عبد العزيز أبناءه حبًا جارفًا، وفضّلهم في حياته على الجميع، وربما اعتقد أن هذا وحده كافٍ ليُدركوا أن قيمة الشرف والاحترام أعلى من أي خلاف على مال. لكن من المؤسف أن يتم الزج باسمه في بيان يطعن في زواجه.

وإن كانت محاولة نفي الزواج مرتبطة بخلاف على الميراث، فهل كان من الأجدر أن تُحل الخلافات في صمت، بدلًا من تشويه صورة فنان عظيم لم يعد بيننا، ولا يملك حق الدفاع عن نفسه؟

 

 

على الجانب الآخر، تقف الإعلامية التي ما دام أكدت في لقاءاتها أنها لا تزال على العهد، وفية لزوجها الراحل، ومخلصة لكل لحظة بينهما، حاملة ذكراه في قلبها كما اعتدنا أن نراها. لكن السؤال المشروع هنا: لماذا قررت إثارة هذه القضايا والخلافات، التي بدأت منذ عام 2021، لإثبات أن الطلاق الذي تم في أواخر التسعينيات — بعد شهور قليلة من الزواج — لم يُوثق بشكل نهائي؟

 

 

 

إذا كانت تمتلك بالفعل أوراقًا رسمية تثبت الزواج، كما تقول، وإن كانت لا تطالب بالمال أو الميراث — كما يدّعي بعض أصدقائها من الوسط الفني — فما الذي يدفعها لفتح هذا الملف الآن؟ وهل يمكن أن يُفهم هذا الإصرار على إثبات الزواج كإشارة إلى أن الراحل قد "ردّها" إلى عصمته شفهيًا دون توثيق؟
 

 

شرعًا، تُعد زوجته. لكن قانونًا، إذا كانت تملك منذ سنوات ما يثبت الزواج، فلماذا لم تُعلن ذلك إلا بعد مرور تسع سنوات على وفاته؟
 

 

وإذا كان الاتفاق — كما يؤكد المقربون منهما — هو ألا تطالب بأي شيء من الإرث احترامًا للعِشرة ولأبنائه، فلماذا تراجعت فجأة؟
هل هذا هو الوفاء الذي اعتادت أن ترفعه ؟ أم أن بعض الأسئلة لا تجد إجابات، لأن الحقيقة ليست دائمًا كما تُروى؟

 

الجميع يقف الآن طرفًا في حرب من تبادل التصريحات، كلٌّ يحاول إثبات صحة موقفه بكل ما أوتي من قوة. لكن هذه المعارك، بكل ضجيجها، لا تليق بمحمود عبد العزيز. فلا يجب أن تُبنى النزاعات على حساب فنان رحل، لا يملك اليوم أن يدافع عن نفسه، ولا أن يروي ما غاب من تفاصيل لا يعلمها سوى الله.

 

 

هو الذي لم يتحدث كثيرًا عن نفسه، ولم يسعَ إلى رسم صورة أسطورية له. اكتفى بأن يكون صادقًا، وترك أعمالًا تُغني عن أي سيرة. من "رأفت الهجان" الذي أصبح رمزًا وطنيًا، إلى أدوار الإنسان البسيط في "الكيت كات"، و"البرئ"، و"الساحر"… لم يكن بطلًا خارقًا، بل إنسانًا يعرف كيف يصل إلى قلوب الناس دون ادعاء.

 

 

وهكذا نحب أن نتذكره: فنانًا صدق نفسه فصدقه الناس، أبًا ترك في عيون أبنائه دفئًا حتى وإن اختلفوا بعده، ورجلًا لم يكن بحاجة لمن يُدافع عنه بعد رحيله.

 

 

الجدل حول المال لا يُغيّب الحقيقة: أن الإرث الحقيقي لمحمود عبد العزيز لا يُقاس بالممتلكات، بل بالمحبة. محبة جمهور لا يزال يستعيد مشاهده، ويرويها للأبناء، وينحني احترامًا لفنٍّ لا يموت.

 

 

ولأن الثروة الحقيقية لا تُورَّث… بل تُستلهم، سيبقى اسمه في المكان الذي يليق به: في القلوب، لا في سجلات المحاكم.

مقالات مشابهة

  • مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية توقع اتفاقية لتعزيز التعاون في علوم الأرض والفضاء
  • بالتفاصيل.. جامعة جدة توقع اتفاقية لتعزيز الاستدامة البيئية
  • أهم نصائح الضمان الاجتماعي لإدارة دخلك المالي بفعالية ونجاح
  • ترامب في أبوظبي.. تعزيز الشراكة الأمريكية الإماراتية في ختام جولة خليجية استراتيجية
  • "أرامكو" السعودية توقع 34 اتفاقية بـ90 مليار دولار مع شركات أمريكية
  • اتفاقية الشراكة الإماراتية الأردنية تدخل حيّز التنفيذ
  • رونالدو وسيماكان خارج حسابات النصر أمام التعاون
  • رحل الساحر ولكن.. للثروة حسابات أخرى
  • دبلوماسي سابق: ترامب يتعامل بعقلية المطوّر العقاري ومصر تنتصر للشرعية
  • أبو هنية يلتقي رئيس الوزراء ويطالب بتأسيس صندوق وطني للتمويل الصناعي