إياك أعني واسمعي يا جارة.. أبو جبريل في خطاب التحولات الاستراتيجية (سنقابل كل شيء بمثله)
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
يمانيون/ كتابات/ بقلم د. علي محمد الزنم
تابعنا بشغف خطاب التغيير في الداخل والخارج وفرض المعادلات التي لا تقبل التأويل والمهادنة أو البقاء في المناطق الرمادية التي لم يعد يعرفها اليمن منذ التحولات الكبرى الذي يبحر بها قائد الثورة وسيد القول والفعل عبدالملك بدر الدين الحوثي.
كان قول الفصل، وصادما لكل من تسول له نفسه المساس بمصالح الشعب اليمني والأضرار بمعيشته واقتصاده وأمنه واستقراره وتقييد حريت السفر من خلال أغلاق المطارات والتجارة من خلال أغلاق الموانئ اليمنية، اليوم أجاب القائد على تساؤلات كل اليمنيين الحائرين في بلدهم والمعانيين من ضيق العيش وتعقيدات الحياة التي تشتد يوما بعد يوم بسبب الحصار والعدوان الذي فرض على الشعب اليمني منذ عقد من الزمن ،والجميع يتساءل هل من أفق لوضع حد لهذه المعانات التي تشتد ضراوة على حياة اليمنيين ،وضل الجميع بين خائف من السؤال تجنبا للتشكيك بولائه لوطنه أو اتهامه بالطابور الخامس أو من المرجفين في الأرض ومن هذا القبيل التي يطلقها البعض عند الحديث عن الأوضاع المأساوية التي خلفها الحرب والحصار وقلة فرص العمل وعدم صرف المرتبات، كل ذلك نتاج للممارسات ومن قبل معاول الهدم والتضييق على الشعب على أمل إذكاء الفتنة وتأليبه على النظام القائم لكن سقطة كل تلك الأماني بصبر وجلد وتحمل كل تبعات العدوان من قبل أبناء الشعب اليمني الذي آن الأوان أن يلتفت إليه بجديه للتخفيف ولو تدريجيا من الظروف الصعبة التي عاشها ومازال في سنوات العدوان التي ستغرب حتما بإذن الله ومادام والقائد أبو جبريل الذي وجه اليوم أقوى خطاب يعد خطاب التحولات الجذرية وبالذات في السياسة الخارجية والتعامل مع شذاذ الأفاق المنضويين تحت عباءة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأصبحوا أدوات رخيصة ينفذون أجندة عميله وخبيثة بحق شعوب المنطقة المقاومة للظلم والهيمنة الأمريكية.
خلاصة ما أريد أن أقوله بأن الوضع الداخلي وتحسينه كان منتظر قول الفصل من القائد الشجاع الذي يقود أعظم معركة في التأريخ المعاصر ضد الصهاينة المحتلين وداعميهم..
وها هو اليوم على طريق فكفكة الأسحار والطلاسم التي اعتمدت السعودية على وضعها لرسم مشهدا مأساوية في حياة الشعب اليمني وظنوا بأن السكوت سيطول على أفعالهم الشيطانية كنقل البنك المركزي ومحاصرة المصارف والبنوك والتحويلات وتشديد الحصار على مطار صنعاء وميناء الحديدة ،والدفع بمرتزقتهم بعدم التعاطي بإيجابية مع الملفات الإنسانية كالأسرى والمخفيين قصرا وفك الطرقات بين المحافظات وغير ذلك.
وهنا جاء التحذير الذي أصاب القيادة السعودية والإماراتية ومرتزقتهم بالدهشة بل والصدمة من هول ما سمعوه من تحذير من إذا قال فعل.
وإليكم عبارات ستكتب بماء الذهب وفي السفر الخالد لتاريخ الأمم الحرة والأبية والتي لا تقبل بالضيم أبدا ومهما كان الثمن، ومعا أقول السيد القائد (الضغط بنقل البنوك من صنعاء خطوة جنونية وغبية، ولا أحد في العالم يفكر بهذه الطريقة).
وقال: (النظام السعودي أقدم على هذه الخطوة خدمة “لإسرائيل” وطاعة لأمريكا).
وأردف قائلا: (وجهنا النصائح والتحذير عبر كل الوسطاء ليتراجع السعودي عن هذه الخطوة الحمقاء لكنه ما يزال يماطل).
السيد القائد: (بعد خطوة نقل البنوك اتجه السعودي إلى تعطيل مطار صنعاء وإيقاف الرحلات رغم محدوديتها وهامشها الضيق).
وقال: (التصريحات التحريضية من الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني للسعودي استمرت مع مطالبته بإغلاق الميناء)
ثم أعلن وبصوت تسمعه الدنيا بأكملها: (سنقابل كل شيء بمثله البنوك بالبنوك ومطار الرياض بمطار صنعاء والموانئ بالميناء).
هكذا نريد أن يسمع الشعب اليمني بأنه في مقدمة اهتمامات القيادة وأن القادم سيكون أفضل بكثير.
وهنا فصل الخطاب حين قال السيد القائد: (لن نسمح بالقضاء على شعبنا وإيصاله إلى مستوى الانهيار التام كي لا تحصل مشكلة، فلتحصل ألف ألف مشكلة).
وعلى القيادة السعودية أن تضع ألف خط على هذه العبارات الواضحة التي لا لبس فيها ولا غموض.
وعليه من أجل الشعب اليمني كل شيء يهون هنا تحذير إما أن نشبع سويا أو نجوع سويا، وقد تنقلب المعادلة إذا لم تدرك مملكة الرمال جدية ما قاله أبو جبريل وقد تتحول الأحوال من حال إلى حال.. (إياك أعني وسمعي يا جارة) وكفى..
*عضو مجلس النواب
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
حضرموت تفضح المخطط السعودي-الإماراتي لفرض التقسيم
شهدت حضرموت الأسبوع الماضي مستجدات وتحولات متسارعة على المستوى السياسي والعسكري بين مليشيات وأدوات الاحتلال السعودي الإماراتي على نحو غير مسبوق. كشفت هذه التحولات في مجمل تفاصيلها عن فصل جديد في مخطط استراتيجي أوسع تقوده قوى الاحتلال الإقليمي لفرض وقائع ميدانية تهدف إلى تقويض الوحدة اليمنية، تماشياً مع الأجندة الأمريكية الهادفة لتمزيق المنطقة.
هذا المشهد يُعرّي زيف ما يُروّج له إعلامياً من انتصارات مزعومة أو خلافات بين مليشيات وأدوات المحتل، مؤكداً أن ذلك ما هو إلا ستار يخفي التنسيق المُحكم بين الرياض وأبوظبي، اللتين تتقاطع مصالحهما في إدارة الوكلاء المحليين لتحقيق هدف التقسيم.
الثورة/ مصطفى المنتصر
مشهد التحول السريع في السيطرة على وادي حضرموت من قِبل المليشيات الإماراتية، وما تبعه من تفكيك لمراكز النفوذ والسيطرة للمليشيات الموالية لحزب الإصلاح في ما يُسمى المنطقة العسكرية الأولى، لم يكن سوى لعبة سياسية عسكرية متفق عليها مسبقاً.
وتهدف هذه التحولات المتسارعة إلى إزاحة طرف (كان بمثابة عنصر جوهري لنظام فقد بوصلته وقيمته ومكانته السياسية) ليحل محله طرف آخر مُصنّع خصيصاً لتنفيذ مشروع فصل الشمال عن الجنوب.
الانهيار غير المقاوم وتأكيد التبعية
لا يمكن النظر إلى الانهيار غير المقاوم للمليشيات الموالية لحزب الإصلاح على أنه هزيمة عسكرية، بل هو صفقة مُبرمجة صنعتها ووضعت لمساتها قوى الاستكبار العالمي (أمريكا وإسرائيل) وقواهما الإقليمية (الممثلة بالسعودية والإمارات).
يؤكد هذا الانهيار أن كل المليشيات الموجودة على الأرض في المناطق المحتلة، بما فيها تلك التي ترفع شعارات مختلفة التوجهات والسياسات، هي مجرد مرتزقة ومليشيات تتحرك بأوامر من الرياض وأبوظبي، وتخدم في نهاية المطاف المشروع الأمريكي الهادف إلى تجزئة اليمن إلى “سلطنات وكنتونات” صغيرة ومتناحرة، خدمةً لمشروع الكيان الصهيوني والمخطط الدولي تجاه اليمن.
تأمين الثروات وفرض السيطرة
إن الهدف من السيطرة على حضرموت أو تسليمها بهذه السرعة المثيرة للريبة والشك هو إعادة ترتيب المشهد الأمني في الوادي من خلال تأمين خطوط إنتاج وتصدير النفط وضمان استمرار تدفقه تحت إشراف قوى الاحتلال.
حيث أصبح واضحاً أن الصراع الدائر ليس صراعاً على الأمن أو الاستقرار، بل هو صراع على إيرادات المحافظة وثرواتها. يُستغل العامل الأمني لتثبيت اليد الخفية للمشروع الخارجي الذي يسعى إلى فرض السيطرة الأمنية والسياسية على المحافظة الغنية بالنفط والثروات، بعد تثبيت السيطرة، ينتقل المخطط إلى تطبيق ورقة الانفصال، والتي ستكون سهلة المنال بعد إزاحة القوى والمكونات الحضرمية من إدارة شؤونهم والتحكم بمواردهم.
خلق واقع جديد قبل المفاوضات
إن توقيت هذه التطورات في حضرموت يحمل دلالات استراتيجية عميقة. فبعد أن وصلت جهود السلام إلى طريق مسدود نسبياً، يهدف الاحتلال السعودي الإماراتي إلى خلق واقع جديد على الأرض قبل أي جولة مفاوضات قادمة مع سلطة صنعاء.
الهدف من تمكين المليشيات الانفصالية وسيطرتها على محافظة بهذه الأهمية الجغرافية والثرواتية هو تحويل مساعي دول الاحتلال لـ “فصل الشمال” إلى ورقة ضغط قوية.
ابتزاز صنعاء بورقة التقسيم
تسعى دول الاحتلال من خلال هذه الورقة إلى تقديم التقسيم ليس كمجرد مطلب سياسي، بل كـ أمر واقع يُفرض ضمن أي تسوية شاملة، واستخدام هذا الواقع لابتزاز صنعاء ومحاولة الدفع بها نحو التنازل عن مبدأ السيادة والوحدة. وهو ما يعكس نوايا دول تحالف العدوان والاحتلال إلى تأزيم المشهد وتصعيده، بدلاً من الانخراط بجدية في مسار الحل السياسي الشامل.
الموقف الوطني الثابت
في المقابل، يظل الموقف الوطني الذي تقوده صنعاء حاسماً وثابتاً. وهو ما أكده أكثر من مصدر مسؤول من أن أي محاولات لشرعنة التقسيم أو فرض أجندة فصل الشمال هي محاولات فاشلة لن تؤدي إلا إلى تأجيج الصراع وتقويض أي مساعٍ لتحقيق المطالب الوطنية وإلزام دول العدوان والاحتلال بالقيام بواجباتها والتزاماتها تجاه اليمن.
إن أي اتفاقات قادمة يجب أن تكون مبنية على أساس الإقرار بوحدة اليمن واستقلاله التام، ورفض الوصاية والتدخل الأجنبي.