بالصور: 4 شواطئ في ظفار لا تفوت زيارتها
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
العُمانية – أثير
تزخر محافظة ظفار بعدد كبير من الشواطئ الجميلة التي تعتبر وجهاتٍ سياحيةً للزوار تُلبي احتياجات مرتادي الشواطئ والأجواء المفتوحة لقضاء أوقات ممتعة في موسم الخريف وعلى مدار العام.
ويُعدّ شاطئ الدهاريز المطلّ على بحر العرب برماله البيضاء الناعمة، أحد أجمل الشواطئ في مدينة صلالة، وهو عبارة عن شاطئ رملي أبيض طويل تحيط به أشجار النارجيل العالية والخلابة، حيث تزور العائلات هذا الشاطئ لقضاء وقت ممتع وممارسة الأنشطة المائية المختلفة.
ويبعد شاطئ المغسيل عن مركز مدينة صلالة حوالي 40 كيلومترًا باتجاه الغرب وهو من أشهر المعالم السياحية في محافظة ظفار، والمفضل لدى الكثير من المواطنين والمقيمين والسياح، كما يمثل امتدادًا طويلًا من مياه البحر الزرقاء والرمال البيضاء، ويضم مجموعة من المناظر الطبيعية الساحرة والنوافير الطبيعية الفريدة كونه يقع بين سلسلة من الجبال مما يعطي المكان خلفية طبيعية مميزة.ونظرًا لطبيعة الأجواء الرائعة في هذه الأيام الخريفية فإن شاطئ المغسيل يستقبل زواره طوال اليوم للاستمتاع بمقوماته السياحية الجميلة ومشاهدة أمواج بحر العرب الهادرة التي يزيد مستوى ارتفاعها خلال موسم الخريف، إذ يمنع من السباحة خلال فترته الممتدة من 21 يونيو ولغاية 21 سبتمبر من كل عام بسبب ارتفاع أمواج البحر.
وحظيت منطقة المغسيل بمشروعات سياحية وتنموية أبرزها تطوير الواجهة البحرية للمغسيل على مساحة 174.6 ألف متر مربع، حيث تحتوي على متنفس عائلي ومواقف للسيارات وساحة للفعاليات والمناشط وأكشاك لبيع المشروبات والأغذية وعدد من المطاعم وممشى ممتد على الشاطئ بالإضافة إلى مظلات للجلوس ومواقع للتنزه ومسطحات خضراء، وأماكن لممارسة الرياضات البحرية ومتنزه خاص بالمغامرات وألعاب الأطفال.وتعتبر ولاية طاقة من أهم مناطق الصيد البحري بمحافظة ظفار، إذ تشتهر بصيد الأسماك خصوصا “السردين” الذي يستخدم بعد تجفيفه كعلف للحيوانات وسماد للزراعة حيث يعمل معظم سكان الولاية في مهنة صيد الأسماك وتربية الماشية، وتحتضن الولاية كذلك مواقع أثرية عريقة وأماكن سياحية خلابة.
ويمتد شاطئ ولاية طاقة على مسافة 5 كيلومترات ويتميز برماله الفضية الناعمة، وانتشار أشجار النارجيل “جوز الهند” على طول الطريق البحري فيما يُعد شاطئ خور روري امتدادًا طبيعيًّا لشاطئ مدينة طاقة ويمتاز بموقعه الاستراتيجي بالقرب من الموقع الأثري لمدينة سمهرم الأثرية كونها معلمًا تاريخيا مهما في محافظة ظفار حيث يقع هذا الشاطئ مباشرة في ميناء سمهرم القديم الذي كان موقعًا سابقًا لتصدير اللبان العماني إلى مناطق مختلفة حول العالم.وتتنوع المقومات الطبيعية بولاية طاقة فهي ولاية ساحلية تحتوي على شواطئ وسهول وجبال وتنتشر فيها العديد من الكهوف، إلى جانب خور طاقة وخور روري والعديد من العيون المائية الطبيعية.
وفي شرق محافظة ظفار، تتميز ولاية مرباط بموقعها الساحلي المطلّ على بحر العرب، وشواطئها المتنوعة وشعابها المرجانية وخلجانها الجاذبة حيث تبعد عن مدينة صلالة نحو 76 كيلومترا وتُعدّ إحدى المدن التاريخية والسياحية المهمة بالمحافظة.
ويتميز شاطئ مرباط بجماله الطبيعي ورماله الفضية وصخوره المرجانية، وخلجانه الصغيرة التي تعرف محليًا بـ (الخياص)، والغنية بالثروة السمكية والشعاب المرجانية مما جعلها أبرز مواقع الغوص السياحي بسلطنة عُمان.ويعمل عدد كبير من سكان ولاية مرباط في مهنة حرفة صيد الأسماك التي تدر عليهم رزقًا وفيرًا مما يتيح للزائر التعرّف على بعض العادات والتقاليد المتعلقة بالثروة السمكية والاستمتاع بمشاهدة حركة السفن التي ترسو على رصيف الميناء البحري وسوق الأسماك بالولاية.
ويقع حصن مرباط التاريخي على ساحل ميناء مرباط القديم، كما يعتبر سوق الولاية القديم من أقدم الأسواق التاريخية لبيع السلع والبضائع المستوردة من الهند وشرق أفريقيا وموانئ البصرة وعدن كالتمور والجلود والأقمشة ومختلف المنتجات المحلية عن طريق ميناء مرباط القديم بالإضافة إلى اللبان العماني الذي كان السلعة الأساسية في هذا السوق.
وتشهد ولاية مرباط حركة سياحية نشطة على مدار العام خصوصًا في موسم الخريف وإجازة نهاية الأسبوع للتمتع بالصيد، والبحث عن الاسترخاء والجمال الطبيعي وزيارة المواقع التاريخية والحارات القديمة إلى جانب مشاهدة الشعاب المرجانية والأمواج البحرية نظرًا لتنوع ثرواتها البحرية النادرة.
ومن أبرز المصائد البحرية النادرة في ولاية مرباط الصفيلح “أذن البحر” و”الشارخة” إذ ينحصر وجود ثروة “الصفيلح” في الشواطئ الواقعة بين ولاية مرباط ونيابة شربثات بولاية شليم وجزر الحلانيات.كما افتتح مشروع استزراع الصفيلح العُماني بولاية مرباط لشركة عُمان لتربية الأحياء المائية في أغسطس 2022م ضمن خطط وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لتشجيع القطاع الخاص على تنويع الاستثمار في مجال الأمن الغذائي والثروة السمكية.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: محافظة ظفار ولایة مرباط
إقرأ أيضاً:
خِطلة الإبل.. موسم رعوي يجسّد عمق العلاقة بين الإنسان والطبيعة في محافظة ظفار
مع انقشاع الضباب عن جبال ظفار وتوقّف أمطار الخريف، تبدأ ملامح موسم "الصرب" بالظهور، معلنة عن واحدة من أقدم العادات الموسمية التي مارسها العُمانيون في ظفار منذ القدم، وهي "خِطلة الإبل"، تلك الرحلة السنوية التي تنتقل فيها الإبل من السهول (الجربيب) إلى الأودية والجبال بعد أن تكون الأعشاب قد نمت واشتدت بعد أمطار موسم الخريف.
وتقام الخطلة في شهر أكتوبر من كل عام، في توقيت دقيق يختاره أصحاب الإبل بعناية، حيث تكون التربة في الجبال قد تيبست وأصبحت صالحة للسير والرعي، بينما تمتلئ الأودية بالخضرة وتكون الأشجار غصونها مليئة بالأوراق الخضراء. ومع بزوغ أولى خيوط الصباح في يوم الخطلة، يبدأ الرعاة وأصحاب الإبل في سوق قطعانهم على مجموعات متتالية لتفادي التزاحم في مداخل الأودية والممرات الجبلية الضيقة.
وتضم كل مجموعة مئات الرؤوس، حيث شهد وادي جرزيز بولاية صلالة هذا العام خطلة أكثر من 2000 رأس من الإبل تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات، تقودها أجيال متتابعة من أصحاب الإبل، من كبار السن المخضرمين إلى الشباب المتحمسين الذين يواصلون الحفاظ على هذا الموروث.
ويرتدي أصحاب الإبل في هذا اليوم لباسًا خاصًا من القماش النيلي يعرف بـ"الصبيغة"، يتأزرون بنصفه ويغطون بالنصف الآخر الجزء العلوي من أجسادهم، في مظهر يعكس الأصالة والهوية العُمانية. ومع تحرك القطعان نحو الوادي، تتعالى أهازيج "الهبوت" و"الزوامل"، مرددة عبارات الفخر والشكر لله على ما أنعم به من خيرات وموسم رعوي وفير. وتزين المشهد أصوات النساء وهن يطلقن الزغاريد فرحًا وتوديعًا للإبل، بينما يتقدم الرجال ممارسين فن "الرقيد" بالسيوف والجنابي، في لوحة متكاملة من الفنون الشعبية والمظاهر الاجتماعية التي ترافق هذا الحدث منذ أزمنة بعيدة.
ويشهد وادي جرزيز في هذا الموسم مشهدًا بديعًا؛ الأشجار تتمايل أغصانها الخضراء مع النسيم العليل، والأعشاب تملأ السفوح، وبعض الشلالات لا تزال تتدفق بفضل الأمطار الموسمية التي أغنت العيون والمخزون الجوفي في فترة الخريف. وفي خضم هذه الطبيعة الندية، تسير الإبل بخطى واثقة نحو وجهتها الجديدة، ترافقها دعوات الأهالي بعبارة مألوفة: "وداعة الله"، تسمعها عادة من كبار السن والنساء أو الذين لا تسمح لهم ظروفهم بمرافقة الإبل في خطلتهن.
ولا يكتمل يوم الخطلة إلا عند بلوغ الإبل مواقعها المعروفة باسم "مبرك الإبل" أو "مناخ الإبل"، حيث تستقر مع رعاتها قبل غروب الشمس، لتبيت ليلتها هناك استعدادًا ليوم جديد من الرعي في جنبات الوادي. وتبقى هذه الرحلة الموسمية علامة فارقة في الحياة الريفية بظفار، إذ تجسد عمق العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وتؤكد تمسك المجتمع الظفاري بعاداته الراسخة التي تشكل جزءًا من الإرث الثقافي والحضاري العماني المتجدد في كل عام.
رافقت جريدة "عُمان" خِطلة الإبل منذ الساعة السابعة صباحًا وحتى وصولها إلى (مبرك الإبل) وسط الوادي قبل صلاة المغرب لالتقاط صور حية لهذه الخطلة، ورصدت وجود بعض المهتمين من عشاق الطبيعة ورواد المغامرات برفقة أصحاب الإبل، فامتزجت كثير من الأفكار والخلفيات المتنوعة في بوتقة جمال الطبيعة وسحر المناظر في مشاهد تسلب العقول، وتجسد تحمل أصحاب الإبل الصعاب وصبرهم على المشقة، حيث يعيشون لحظات زهو وعشق تنسي عناء الرعي وتعبه، فكل من خاض التجربة خرج بتصور جديد يثري ثقافته ومجال مهنته.
كما برز حضور الشباب من ملاك الإبل بحماسهم الكبير ورغبتهم الصادقة في الحفاظ على هذه الثروة الحيوانية التي ورثوها أبًا عن جد، واعتبروها أمانة في أعناقهم، ورغم صغر سنهم لم يبالوا بعناء الرعي في الجبال والأودية، رافقوا الخطلة حتى بلوغها الوادي مدفوعين بعشق الموروث وإصرارهم على الاستمرار.
وخلال مرافقة الخطلة، برز مشهد يعكس روح التعاون والتكافل المجتمعي من قبل الفرق التطوعية بمنطقة غدو في ولاية صلالة، التي عملت في فترات سابقة على إصلاح الممرات والطرق والمسالك الوعرة في وادي جرزيز لتسهيل عبور الإبل والناس أثناء الخطلة وضمان سلامتهم، وهي مبادرات أصبحت جزءًا من الاستعدادات السنوية غير المعلنة التي تعكس وعي أبناء ظفار بأهمية الحفاظ على هذا الموروث ودعم استدامته للأجيال القادمة.
وقال محمد بن محاد شحير الكثيري أحد ملاك الإبل من منطقة غدو بولاية صلالة والمشاركين في الخطلة: إنه بعد انتهاء موسم الخريف يبدأ موسم الرعي الربيعي (خِطلة الإبل)، وهي مناسبة سنوية يعقد فيها أصحاب الشورى من ملاك الإبل اجتماعًا لتحديد اليوم الذي تتحرك فيه الإبل جماعيًا من السهل، منطقة (كزيت) بسهل أتين، حيث يقدر عدد الإبل التي تخطل إلى وادي جرزيز بحوالي 2000 رأس من النوق.
وأوضح أن الخطلة تؤجل عادة إلى شهر أكتوبر حتى تتمكن النباتات من النمو وتجف التربة لتسهيل حركة الإبل إلى الوادي، حيث تكون في حالة أشبه بالهستيريا رغبة في دخول الوادي، وكأنها سجين أفرج عنه بعد انتظار طويل، لتتنقل بعدها في الجبال والأودية بحرية تامة.
وأشار إلى أن الإبل تسرح في موسم الربيع على شكل قطعان ترافقها مجموعة من الرعاة لمدة شهر إلى شهرين، متنقلة من مكان إلى آخر في أجواء أقرب إلى الرحلات السياحية الخلوية في أحضان الطبيعة.
وأضاف الكثيري: إن هناك أعرافًا متفقًا عليها بين ملاك الإبل في محافظة ظفار، فما أن ينزل أهل الإبل من الجبال إلى السهل مع بداية موسم الخريف حتى يقر تلقائيًا قرار منع الرعي، المعروف محليًا بـ"التحديد"، وهو تقليد متوارث يهدف إلى حماية الغطاء النباتي حتى انتهاء موسم الأمطار.
وختم الكثيري حديثه بالإشارة إلى أن من المبشرات شغف الجيل الجديد في اقتناء الإبل والعناية بها، مؤكدًا أن هذا الإقبال يمنح الاطمئنان لاستمرار هذا الموروث الحضاري الذي يجمع بين الرحمة بالحيوان وصون الطبيعة، لتبقى الإبل رمزًا أصيلًا من رموز الاقتصاد المحلي ومصدرًا استراتيجيًا في أوقات الأزمات والكوارث.