المحاصصة في العراق: العقبة الكبرى أمام تعديل وزاري يستوعب الكفاءات
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
19 يوليو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: منذ تولي الحكومة العراقية الحالية زمام الأمور في أكتوبر/تشرين الأول 2022، لم يُجرَ أي تعديل وزاري يُذكر، على الرغم من مرور حوالي 21 شهراً على ذلك.
ومع ذلك، تظل التوقعات بتحقيق هذا التعديل مسألة حاضرة في النقاشات السياسية.
سعد المطلبي، عضو التحالف الحاكم “الإطار التنسيقي”، أكد أن رئيس الوزراء السوداني يمتلك القدرة على إجراء التعديل الوزاري، خاصةً أنه يتمتع بحرية أكبر من سابقيه في هذا المجال.
تعني المحاصصة السياسية في العراق أن أي تعديل وزاري يجب أن يتم بالتوافق مع الكتل السياسية التي تمتلك حقائب وزارية. وبذلك، فإن استبدال أي وزير يتطلب تقديم مرشح من الكتلة ذاتها، وهو ما يفرض ضرورة تحقيق التوافق السياسي بين مختلف المكونات المشاركة في الحكومة. هذا الواقع يعقد عملية التعديل الوزاري ويجعلها عملية حساسة، تتطلب موازنة دقيقة بين مختلف الأطراف.
المحلل السياسي علاء مصطفى أشار إلى أن التعديل الوزاري كان من المفترض أن يتم خلال العام الأول من عمر الحكومة وفق البرنامج الحكومي، لكنه أضاف أن إجراء التعديل ليس سهلاً. إذا قرر رئيس الوزراء السوداني إقالة وزير واستبداله بآخر، فإن هذا القرار سيشعل مطالبة الأحزاب بتقييم باقي الوزارات، مما قد يؤدي إلى أزمة سياسية تشمل جميع الأحزاب الداعمة للحكومة. وهذه الأزمة المحتملة تجعل السوداني يتردد في الإقدام على هذا الخطوة خلال العام الحالي.
في 9 يوليو/تموز الجاري، قامت الحكومة بإجراء عملية تدوير لـ 7 مديرين عامين من وزارات مختلفة. جاء في بيان الحكومة أن هذه الخطوة تأتي ضمن “استمرار النهج الحكومي في مواصلة عملية تقييم المسؤولين والمديرين العامين، وفق معايير الكفاءة والأداء وحسن التنفيذ للمهام”. يرى بعض المحللين أن هذه الخطوة ربما تكون وسيلة لإبعاد الحديث عن التعديل الوزاري المطلوب، وأنها مجرد إجراء لتهدئة الأطراف المختلفة.
من خلال هذا السياق، يتضح أن التعديل الوزاري في العراق يواجه تعقيدات كبيرة بسبب النظام السياسي المبني على المحاصصة، مما يجعل أي تغيير في الحكومة مسألة معقدة تتطلب توافقاً سياسياً واسعاً.
وفي ظل هذه الظروف، يمكن النظر إلى خطوات الحكومة الأخيرة كتدابير مرحلية تهدف إلى احتواء الضغوط والتوقعات المتزايدة لتحقيق التعديل الوزاري.
وتضم الحكومة العراقية الحالية 23 وزارة موزعة على الأحزاب السياسية السنّية والشيعية والكردية، إضافة إلى الأقليات، بطريقة “المحاصصة”، أو كما تعبّر عنها الأحزاب التقليدية بالاستحقاق الانتخابي، وهي “توافقية” وفق تصنيفات المراقبين العراقيين، إذ إنها مُررت عبر البرلمان العراقي في أكتوبر العام الماضي، من دون خلافات بين الأحزاب.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: التعدیل الوزاری
إقرأ أيضاً:
تذكير مهم للغاية :- ل”الطبقة السياسية العراقية “قبل حدوث التغيير القادم !
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:-ليس من باب التهديد ولا من باب الوعيد. فأنا على المستوى الشخصي لا أحب ولا أؤمن بحلول الدم والثأر والسحل. خصوصا ونحن العراقيين نعرف ما حلَّ في بلدنا العراق من مآسي وتراجع ودمار بسبب سردية وثقافة ( السحل والدم ) في مختلف الحقب السياسية .ولأن موضوع التغيير السياسي في العراق بات أمر مُقرّر ومنتهي ولا يفصلنا عنه إلا بعض الوقت لهذا كتبنا ونكتب هكذا مواضيع مباشرة إلى الطبقة السياسية الحاكمة في العراق التي ولدت من تحالف قوى الإستبداد المكونة من ( الجبهة الدينية + جبهة الإقطاع السياسي + والعائلات الشرهة )!
ثانيا :-وبالمناسبة ان هذا التغيير السياسي القادم في العراق مفروغ منه ورصد له كل شيء وبات جاهزا وفقط ينتظر العد التنازلي . و لن يكون الاول ولا الأخير في المنطقة . بل هناك سلسلة من الدول في منطقتنا سوف تتغير انظمتها ،وأخرى ستدخل في الفوضى فتتقسم ،وأخرى سوف تُقضم .وهذا كله من متطلبات توزيع النفوذ في العالم الجديد عالميا، وكذلك من متطلبات الشرق الأوسط الجديد .
ثالثا :- وفيما يلي نستعرض أسماء لأنظمة التي كانت طاغية وقوية ولم يعتقد قادتها يوما سوف يأتي يوم ويكونوا في مزبلة التاربخ ( يعني نفس تفكير الطبقة السياسية الحاكمة في العراق) والأنظمة هي (وطبعا على سبيل المثال) :-
أ:-
- نظام الشاه الإيراني
- نظام شاوشيسكو الروماني
- نظام صدام حسين
— نظام معمر القذافي
—نظام حسني مبارك
— نظام بن علي بتونس
-ونظام شيفرنادزه في جورجيا
-ونظام الشيخة حسينة ببنغلادش
ب:- مالذي حصل لقادة هذه الانطمة :
١-الشاه الإيراني هرب وبقيت طائرته بالجو ولا احد أستقبله اي كل الدول رفضت استقباله. و كادت ان تسقط الطائرة بسبب نفاد الوقود فعطفت عليه المغرب بنزول مشروط ومن ثم عطفت عليه مصر ليعيش فيها لأسباب تاريخيّة لأن هناك مصاهرة بين الشاه الإيراني والملك فاروق والمصريين … الخ!
٢-وشاوشيسكو عندما هرب من القصر هو وزوجته لمدينة صغيرة لحقه المنتفضون فقيدوه وبإسم الشعب الروماني قرروا إعدامه هو وزوجته عندما صفّوهما على الحائط وتم إعدامهم بالرصاص !
٣-صدام حسين صاحب الجيش العرمرم والجيوش الخاصة والأجهزة المعقدة هرب وجدوه مختبأ في حفره وقبضوا عليه واخرجوه منها ، والبقية تعرفونه.. وصولا لحبل المشنقة !
٤-الرئيس الليبي معمر القذافي وجدوه مختبأ في انبوب الصرف الصحي فمسكه المنتفضون من أبناء الشعب ووضعت الاطفال والمنتفضون العصي في مؤخرته امام كاميرات العالم ومن ثم قتلوه!
٥-الرئيس المصري حسني مبارك تحول إلى مسخره وهو كالطفل النائم في العربة وفي فمه الرضاعه ويجوب قاعات المحاكم حتى موته ذليلا !
٦-الرئيس التونسي بن علي هرب بطائرته هو وزوجته من المنتفضين إلى السعودية ومات هناك منفياً وباحتقار وبدون اي اهتمام
٧-الرئيس الجورجي شيفرنادزه دخل اليه المنتفضون وهرب بأعجوبة من جورجيا وكاد ان يُمزق المنتفضون جسده !
٧- رئيسة بنغلادش الشيخة حسينة هربت بطائرة مروحية إلى الهند قبيل وصول المنتفضين اليها بقليل .. و الذين دخلوا إلى غرفة نومها وبيتها ومطبخها ونهبوا محتويات قصرها !
٨- الرئيس السوري بشار الأسد هرب قبيل تمزيق جسده من قبل المنتفضين بسويعات هو وأسرته تاركا حتى أسراره الخاصة وألبوم صوره وصور زوجته وحاجياته على مكتبه وانتهت حقبته وحقبة أبيه ال ٦٣ عاما
رابعا :- والسؤال المنطقي جدا !
أ:-هل راجع وتذكّر قادة الطبقة السياسية في العراق نهاية هؤلاء؟ وهل اخذوا العِبرة أم في طغيانهم يعمهون ؟
علما وهذه حقيقة :-
ان جميع أنظمة الذين وردت اسمائهم أعلاه كانوا اقوى نظاما، وأرسخ نظاما ،وأعقل نظاما، وانجح نظاما، وأكثر وطنية من نظام الطبقة السياسية في العراق الذي بدأ عام ٢٠٠٣ وبعد غزو واحتلال وشارك المحتل بتنصيب وحماية هذا النظام ومن بعد الاحتلال حمته إيران وتركيا والكويت ودول اخرى ؟ .
ب:-ياترى … مالذي سيحصل لرموز الطبقة السياسية العراقية الحاكمة عند ساعة الصفر والتغيير والتي باتت قريبة جدا ؟
فالمشكلة المعقدة كيف يتم حماية هؤلاء من غضب شعب متعطش للفتك بهم !
(ربنا اعطف على العراق المقدس وثبّت فيه العقل والتسامح قبل ساعة الصفر ليعبر العراق بسلام وتبدأ فيه ثورة البناء والإصلاح !)
سمير عبيد
٢٥ مايو ٢٠٢٥ سمير عبيد