أطياف
طيف أول:
والضبابية ذهبت والشغف باستمرارها كذلك.
وبقي الآن فقط أن ننفي أو نؤكد
إن توقيت الطلقة الأولى هل كان ميعاداً بها أم صدفة
وجنيف لم تختتم أعمالها إلا بعد أن حصلت على التزامات من الطرفين في مفاوضات وصفتها بالخطوة الأولية المشجعة في عملية أطول وأكثر تعقيدا.
ورمضان لعمامرة في بيانه عقب انتهاء المباحثات بين طرفي النزاع كشف العمق الجوهري للمباحثات؛ مما يؤكد أن المفاوضات ناقشت قضايا مهمة مع كل طرف، وإن عدم توصل وفد الجيش لاتفاق ثنائي مع الدعم السريع فيما يتعلق بفتح الممرات لم يكن هو العقبة التي فرقت الأطراف، لكنها ربما تكون هي السبب الذي يجعل الأمم المتحدة تواصل في مباحثاتها غير المباشرة.
ومما يؤكد أنها تركت الأبواب مفتوحة بعد ختامها لتواصل واتصال فالعمامرة قال:
يشجعني استعداد الأطراف للتعامل معي بشأن هذه المسائل الحاسمة، وكذلك الالتزامات التي (تم التعهد بها) للاستجابة (لبعض الطلبات المحددة) التي قدمناها لهم.
وأضاف أنه على اتصال وثيق بقيادة الطرفين المتحاربين
وأكد أنه يعول كثيرا على الأطراف لترجمة رغبتهم في التعامل معه على وجه السرعة إلى تقدم ملموس على أرض الواقع!!
وجاء الختام بالتزام الدعم السريع لفتح الممرات في مناطق سيطرته، لكن لم يرفض الجيش المبدأ، وتعهد للأمم المتحدة بعدة التزامات.
والميدان دخل مرحلة جديدة كما تحدثنا في الأسبوع الماضي أن الخلاف الإسلامي العسكري ربما يدخل مرحلة الاغتيالات والتصفيات.
ولأن القيادات الإسلامية لها عناصرها في صفوف الجيش وصفوف الدعم السريع لذلك الإنفاق على المستوى القيادي سيكون له أثره في الميدان، لأن خلاف التنظيم مع الجيش سيرفع الغطاء الذي كان يحسن عناصر التنظيم الإسلامي داخل الدعم السريع؛ بسبب خروج بعض القيادات الإسلامية من المعركة، هذا الخطر الذي يهدد جميع القيادات الميدانية فالعناصر التنظيمية لكل طرف داخل الميدان يحاصرها الموت، بعد أن أصبحت أرض المعارك منزوعة الثقة
فجميع الذي يخضون الحرب باسم التنظيم، أي كان موقعهم ربما تلاحقهم المكايد التي تأخذهم للهلاك، لذلك كتب البراء تذكار وداع على جدار المعركة (مخالفاً يا سعادتك) وربما يستيقظ كل طرف على خبر مقتل قائد ميداني ليسارع الآخر ليثأر له.
فالحركة الإسلامية أول ما قامت به هو تقسيم عناصرها على الجيش والدعم سريعاً لذلك أن الخلاف على رأس الهرم سيعجل بنهاية عناصرها التي ستأكل نيرانهم بعضهم البعض.
والبرهان يراقب انهيار الجدار أمام أعينه؛ ولهذا هاتف بن زايد للبحث عن حل يقيه شر القيادات الإسلامية المتأبطة شرا له، وهل هناك جمر ً أشد ضراوة للإسلاميين من خيار البرهان الأخير!!
ولأن الفلول حاولت أن تسوق المكالمة على أنها انتصار للجنرال، وأنه حاول حث الإمارات على عدم دعم الدعم السريع، وإنها كذبت عندما قالت إن البرهان اتصل عليها، لهذا خرجت الأخبار عن قمة ثلاثية تجمع آبي أحمد والبرهان وبن زايد فهل سيخرج إعلام الفلول غدا ليحدثنا عن اجتماع البرهان برئيس الإمارات يتم؛ لأن الجنرال سينزع اعترافا مباشرا منه بدعم الميلشيا!!
فكل ما يجري سياسيا وميدانيا وإقليميا يعني أن الحرب الميدانية التي تحكي عن (معارك حامية في الميدان) بين الجيش والدعم السريع انتهت، وأن ما تبقى هو تصفية حسابات وانتقامات وثأر
وما يحدث الآن هو حالة احتراق ذاتي لطرفي الصراع الذين ما كسبا إلا الخسارة، ويحاول كل واحد منهما الآن البحث عن سبيل للخلاص من ورطة الحرب.
طيف أخير
قال وزير الداخلية في حكومة بورتسودان أمس إنهم بصدد اتفاق مع الاتحاد الأوربي للحد من الهجرة غير الشرعية للسودان؛ بسبب موقعه الجغرافي، ولا أدري إن كان الوزير أخطأ في الحديث عن قضية الهجرة إلى السودان.. أم الهجرة منه!!
الوسومصباح محمد الحسنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صباح محمد الحسن الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يسحق قوات الدعم السريع ويعلن إكمال سيطرته على مناطق استراتيجية مهمة
قال الجيش السوداني، أمس، إنه «أكمل سيطرته» على العاصمة الخرطوم و«سحق» قوات «الدعم السريع»، جنوب مدينة أم درمان، وذلك بعد معارك طاحنة، فيما لم يصدر أي تعليق من «قوات الدعم السريع» على العمليات العسكرية في المدينة.
وأعلن الجيش السوداني، في 28 مارس (آذار) الماضي، إكمال سيطرته على الخرطوم والخرطوم بحري، وعقب ذلك تمركزت قوات «الدعم السريع» في جنوب وغرب أم درمان
حيث ظلّ الجيش يخوض معارك معها، مسترداً معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها، سوى منطقة «صالحة» التي أعلن استعادتها أمس.
من جهة ثانية، ذكرت تقارير أن الذخائر والصواريخ والألغام غير المتفجرة تملأ شوارع الخرطوم، وتهدد النازحين العائدين إليها