عززت كل من بولندا وليتوانيا الأمن على الحدود منذ وصول الآلاف من مقاتلي "فاغنر" إلى بيلاروسيا حليفة روسيا، وفق اتفاق أنهى تمردهم المسلح نهاية يونيو (حزيران)، وجنبهم وزعيمهم، يفغيني بريغوجين، اتهامات جنائية.

تدريبات عسكرية

وبدأت بيلاروسيا تدريبات عسكرية، مستوحاة من حرب أوكرانيا، بالقرب من الحدود البولندية والليتوانية، أمس الإثنين، وأعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية أن "التدريبات تستند إلى تجارب من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وتشمل استخدام طائرات من دون طيار، والتفاعل بين وحدات الدبابات والبنادق الآلية مع وحدات الفروع العسكرية".

وتجرى المناورات العسكرية في منطقة "غرودنو"، قرب "سوالكي" ذات الكثافة السكانية المنخفضة التي تمتد لمسافة 96 كيلومتراً على طول الحدود بين بولندا وليتوانيا.

وتربط المنطقة التي تجرى فيها المناورات دول البلطيق الثلاث، ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، ببقية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتفصل بيلاروسيا عن كالينينغراد، وهي منطقة عسكرية روسية شديدة التسليح تقع على بحر البلطيق، وليس لها اتصال بري بروسيا.

وكثيراً ما اعتبر المحللون العسكريون في الغرب، "سوالكي" بؤرة ملتهبة في أي مواجهة بين روسيا والناتو، وعبروا عن قلقهم من أن تحاول روسيا الاستيلاء على المنطقة وعزل دول البلطيق الثلاث عن بولندا والدول الأعضاء في "الناتو".

وبدأت التدريبات العسكرية مع ورود أنباء عن وصول المزيد من مقاتلي "فاغنر" إلى بيلاروسيا.

وحسبما ذكرت "بيلاروسكي هاجون"، وهي مجموعة نشطاء تتبع تحركات القوات في بيلاروسيا، تصل قوات "فاغنر" في مجموعات صغيرة بشكل يومي.

وجاء في مدونة "غراي زون" المرتبطة بفاغنر على "تلغرام"، أمس الإثنين، أن نحو 7000 من مقاتلي المجموعة يتواجدون في معسكر قريب من بلدة أسيبوفيتشي، على مسافة 230 كيلومتراً شمال الحدود الأوكرانية.

وقال زعيما ليتوانيا وبولندا العضوتين في حلف شمال الأطلسي، إنهما مستعدان لاستفزازات موسكو ومينسك.

#Belarus started #military training under the cordon from #Lithuania and #Poland, at the #training ground "Gozhsky" and near the #Grodno region - reminds #Belarusian #Gayun. pic.twitter.com/8cHoKC4Loz

— xhid'os (@xhid_os) August 7, 2023 مساعدات أمريكية جديدة

وفي المقابل، قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس جو بايدن ستعلن عن مساعدات أسلحة جديدة لأوكرانيا بقيمة 200 مليون دولار، اليوم الثلاثاء، إذ تبدأ في توزيع تمويلات بقيمة 6.2 مليار دولار اكتشفت بعد خطأ محاسبي لوزارة الدفاع (البنتاغون) بالغ في تقدير مساعدات لأوكرانيا بالمليارات.

وقالت البنتاغون في مايو (أيار) إنها خصصت عن طريق الخطأ قيمة أعلى من المطلوب للأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة إلى كييف، عندما استخدم الموظفون قيمة غير مناسبة في تصنيف ذخيرة وصواريخ ومعدات أخرى بالمليارات، يتم إرسالها إلى أوكرانيا.

وتحتاج أوكرانيا إلى أسلحة يمكن إرسالها من المخزونات الأمريكية في غضون أيام أو أسابيع، حتى تتمكن من مواصلة معركتها لصد الهجوم الروسي، وجاء الخطأ المحاسبي في مصلحة كييف لأنه يمكن من إرسال المزيد من المعدات.

وقال المسؤولون الأمريكيون إنه "من الضروري البدء في استخدام هذه التمويلات المكتشفة لأنها تمثل آخر مبلغ من 25.5 مليار دولار سمح بها الكونغرس سابقاً في إطار سلطة السحب الرئاسي، والتي يمكن للإدارة استخدامها لإرسال أسلحة من المخزونات الأمريكية في حالة الطوارئ".

وأضاف المسؤولون الأمريكيون إن "واشنطن تعمل حالياً على طلب ميزانية تكميلية للاستمرار في مساعدة كييف".

وقال المسؤولون إن "الإعلان المتوقع، الثلاثاء، سيمثل الشريحة الأولى من مبلغ 6.2 مليار دولار المفاجئة، التي سبقت الموافقة عليها في إطار سلطة السحب الرئاسي".

وتضم هذه الحزمة عناصر مثل معدات إزالة الألغام وأسلحة مضادة للدبابات وبنادق وذخيرة وطائرات اعتراضية للدفاع الجو،ي من إنتاج لوكهيد مارتن لمنظومة باتريوت وصواريخ ومعدات أخرى.


⚡️Today the ????????USA plans to announce the provision of a new package of military aid to ????????Ukraine in the amount of $200 million, — Reuters

According to agency sources, this package will include anti-tank missile systems, including TOW and Javelin systems, as well as demining… pic.twitter.com/ZmCEqx6BWG

— ????????Ukrainian Front (@front_ukrainian) August 8, 2023  محطات نووية

وعلى صعيد أخر، أكدت الهيئة الوطنية للطاقة النووية الأوكرانية، أمس، أن المحطات النووية الواقعة في الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف "ستكون بكامل طاقتها قبل الشتاء، لتزويد البلاد بالكهرباء".

وقال رئيس "إينيرغو أتوم"، بيتر كوتين، للصحافة إن "النظام الكهربائي سيُزود بكامل الطاقة الموجودة لدينا"، بعد صيانة بعض المفاعلات، قبل حلول الشتاء، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وأدلى كوتين بتصريحاته في محطة يوجنوكراينسك، جنوبي أوكرانيا، بمناسبة تشغيل أحد مفاعلاتها الثلاثة، التي يتميز كل منها بقوة ألف ميغاواط. 

محطات الطاقة في أوكرانيا

وأضاف كوتين: "ندخل فصل الشتاء مع المفاعلات التسعة بكامل قدرتها"، مشيراً إلى أن 4 من المفاعلات تخضع حالياً لإصلاح وستعمل قبل نوفمبر، بقوة إجمالية تقارب 7600 ميغاواط.

ولفت إلى أن محطة "زابوريجيا لا تزال تحت الاحتلال"، مردفاً: "زابوريجيا توفر 6000 ميغاواط.. لذا من المهم جداً أن نستعيد السيطرة عليها، وبالتالي لن تكون هناك عندئذ أي مشكلة" في توفير الكهرباء لأوكرانيا.

وذكر كوتين أن محطات الطاقة النووية التي تُسيطر عليها أوكرانيا "لم تتأثر مباشرة" بالقصف الروسي للبنية التحتية للكهرباء خلال فصلي الخريف والشتاء، والذي حرم ملايين المنازل الأوكرانية من التيار.

ولم يُفاجأ رئيس "إينيرغو أتوم" بتصريح للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، قال فيه إن خبراء الوكالة لم يعثروا على متفجرات على أسطح محطة زابوريجيا. 

Ukrainan hallussa olevat ydinvoimalaitokset ovat valmiita talveen, lupaa Energoatomhttps://t.co/fFZIc7n9ly

— Maaseudun Tulevaisuus (@MaasTul) August 8, 2023

وتوجد حالياً في الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا 3 محطات للطاقة، أي ما مجموعه 9 مفاعلات..  أما الرابعة، وهي محطة زابوريجيا التي تعد الأكبر في أوروبا وتضم 6 مفاعلات، فتخضع لسيطرة القوات الروسية منذ مارس (أذار) 2022.

ومنذ أوائل يونيو (حزيران)، يشن الجيش الأوكراني عمليات هجومية في الشرق والجنوب، خصوصاً قرب زابوريجيا، في محاولة لاستعادة أراض سيطرت عليها روسيا منذ هجومها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.  

Power transmission line in Kyiv Region disconnected again due to damage on territory of Belarus - Energy Ministry https://t.co/y5ETjm68mT

— Ukrainian News (@UN_Agency) August 7, 2023 تطورات ميدانية

وفي آخر التطورات الميدانية في الحرب الأوكرانية، قُتل 8 أشخاص على الأقل أمس بإطلاق صاروخين روسيين على مبنى في بوكروفسك بشرق أوكرانيا، حيث يؤكد الجيش الروسي أنه يحقق مكاسب ميدانية في الأيام الأخيرة.

وشوهد عمال إنقاذ يعملون في محيط المبنى المكون من 5  طبقات والذي تضرر بشدة، وكانوا يُجلون جرحى وسط الأنقاض ويعملون على إنزال سكان عالقين في شققهم باستخدام سلالم كبيرة.

وقال رئيس الإدارة العسكرية في دونيتسك،  بافلو كيريلينكو، في تلغرام، إن هذه الضربة خلفت "5 قتلى و14جريحاً.. إضافة إلى ذلك، نحن على علم بمقتل اثنين من موظفي خدمات الإنقاذ الحكومية فضلاً عن عسكري.. كذلك، أصيب تسعة من عناصر الشرطة وموظف حكومي محلي وعسكري". 

El gobernador de #Donetsk, Pavlo Kirilenko, aseguró que el número de víctimas fatales podría aumentar en las próximas horas. “Cada criminal de guerra será castigado”, expresó.#RussiaIsATerroristState#PutinIsAWarCriminalhttps://t.co/pyeu2YnDfd

— Adrián Pennacchio (@pennadry) August 8, 2023

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في وقت سابق إن روسيا ضربت "مبنى سكنياً عادياً"، وأضاف عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً) "لقد أُطلِق صاروخان.. أصيب مبنى سكني عادي. للأسف ثمة ضحايا، المسعفون في الموقع. إنقاذ الناس مستمر".

ونشر الرئيس الأوكراني مقطعاً مصوراً يُظهر أشخاصاً يزيلون الأنقاض من مبنى مكون من 5 طبقات، يعود تاريخه إلى الحقبة السوفياتية وقد تهدمت طبقته العلوية جراء الضربة.

The city of Pokrovsk, Donetsk region. Donbas, from which Russia is trying to leave only broken and scorched stones. Two missile strikes. An ordinary residential building was hit. Unfortunately, there are victims. Rescuers and all necessary services are on the scene. The rescue of… pic.twitter.com/zsIA7dR6HR

— Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) August 7, 2023

وكان عدد سكان بوكروفسك 60 ألفاً قبل الحرب.

وكتبت إدارة بوكروفسك العسكرية على فيس بوك: "عملية الإنقاذ مستمرة.. اليوم نحن غارقون في الألم والغضب والدموع".

وكذلك، أبلغت السلطات العسكرية في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا عن مقتل مدنيَّين، هما رجل وامرأة، في غارة روسية، مساء أمس الإثنين، على قرية كروغلياكيفكا، حيث كان قصف أدى إلى مقتل رجلين في اليوم السابق.

وفي المقابل، أكدت روسيا أمس الإثنين، أنها تقدمت نحو مدينة كوبيانسك في شرق أوكرانيا على بُعد 150 كيلومتراً شمال بوكروفسك، في منطقة استعادتها القوات الأوكرانية في سبتمبر (أيلول) الماضي وتواجه هجوماً روسياً منذ أسابيع عدة.

وقالت وزارة الدفاع في نشرتها اليومية: "خلال الأيام الثلاثة الأخيرة أحرز الجنود الروس تقدماً بهذا الاتجاه بعمق أكثر من 3كيلومترات ،على جزء من الجبهة يمتد على 11 كيلومتراً".

وأفاد المصدر نفسه أن التقدم سجل في منطقة تقع بين بلدتي فيلشانا وبيركوترافنين في شمال شرق مدينة كوبيانسك، التي كان عدد سكانها يراوح بين 26 و28 ألفاً قبل النزاع.

Российские военные улучшили положение на Купянском направленииhttps://t.co/sP153x9u3Q pic.twitter.com/2aBdm4cwvm

— РИА Новости (@rianru) August 7, 2023

وأقرت أوكرانيا في منتصف يوليو (تموز) أنها في "موقع دفاعي" في منطقة كوبيانسك بعدما شن الجيش الروسي هجوماً، ومنذ ذلك الحين تؤكد روسيا أنها تحرز تقدماً في المنطقة.

وباشر الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً واسع النطاق في يونيو (حزيران)، في محاولة لاستعادة مناطق في شرق أوكرانيا وجنوبها سيطرة عليها الجيش الروسي.. إلا أن القدم حتى الآن لا يزال بطيئاً، إذ ان روسيا حصنت خطوط دفاعها مع خنادق وافخاخ مضادة للمدرعات وحقول ألغام.

وكان هجوم مفاجئ من القوات الأوكرانية سمح باستعادة كوبيانسك ومحيطها، والقسم الأكبر من منطقة خاركيف في سبتمبر (أيلول) الماضي من الجيش الروسي، وهي المنطقة الوحيدة على الجبهة التي تعتمد فيها روسيا وضعاً هجومياً.

Марочко сообщил о захвате опорных пунктов ВСУ на Купянском и Краснолиманском направленияхhttps://t.co/oIKN6oIQji pic.twitter.com/u0ns8mEYBS

— РИА Новости (@rianru) August 8, 2023 أسرى حرب 

ومن جهة أخرى، أعلن مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك، أمس، عن إطلاق سراح 22 جندياً أوكرانياً من روسيا كانت تحتجزهم موسكو كأسرى حرب.

وأضاف يرماك، عبر تلغرام: "عاد 22 جندياً أوكرانياً إلى ديارهم من الأسر، كان من بينهم اثنان من الضباط والجنود وضباط الصف شاركوا في معارك في مناطق متفرقة وهناك جرحى بين المفرج عنهم "، وذكر أن "أكبر الجنود يبلغ من العمر 54 عاماً وأصغرهم يبلغ من العمر 23 عاماً".

وأوضح أن "كل جندي تم تحريره سيخضع لإعادة تأهيل بدني ونفسي وإعادة دمج، وسيتم تزويده بالعلاج اللازم بدعم من الأطباء المختصين".

وشكر يرماك المقر التنسيقي لمعاملة أسرى الحرب وفريقهم للمساعدة، وأضاف "علينا ان نفي بمهمة الرئيس ونعيد كل أبناء شعبنا".

#أوكرانيا تعيد 22 من جنودها الأسرى لدى #روسيا https://t.co/hLtUpJLN5I

— 24.ae (@20fourMedia) August 7, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية أوكرانيا الحرب في أوكرانيا بيلاروسيا فاغنر روسيا الناتو الجیش الروسی شرق أوکرانیا فی منطقة pic twitter com

إقرأ أيضاً:

نقاط عسكرية على أنقاض المنازل .. آلية مساعدات غزة الجديدة تثير غضباً دولياً وتُتهم بانتهاك المبادئ الإنسانية

في قلب الخراب حيث الجوع يحصد الأرواح قبل القنابل، تُحاول أيادٍ جائعة انتزاع كيس دقيق من بين الركام.. لكنها تصطدم بسياج من الرصاص. مشاهد أشبه بحربٍ على الجياع، حيث تُوزع المساعدات فوق أنقاض منازلهم، وتُحرس ببنادق الاحتلال. آلية "إنسانية" جديدة تفرضها إسرائيل والولايات المتحدة، لكنها تتحول إلى أداة إذلال وقمع، بينما تحذر الأمم المتحدة: "هذا ليس إنقاذًا.. بل انتهاك صارخ لكل مبادئ الإغاثة".

واجهت آلية توزيع المساعدات في قطاع غزة، وفق خطة إسرائيلية أميركية، موجة متصاعدة من الانتقادات، الأربعاء، بعد إصابة العشرات من الفلسطينيين في إطلاق نار إسرائيلي، خلال يومين متتاليين من عمليات تسليم المساعدات، حسبما أفادت صحيفة "واشنطن بوست".

واكتظت المواقع التي جرى فيها توزيع المواد الغذائية بالحشود، في مشهد يسلط الضوء على حجم أزمة الجوع في هذا القطاع المحاصر والمُدمر، الذي يعاني منذ مارس الماضي من حصار إسرائيلي يمنع إدخال المساعدات الإغاثية.

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة، إن ما يصل إلى 50 شخصاً أصيبوا بطلقات نارية بالقرب من موقع خاص لتوزيع المساعدات في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب القطاع، الثلاثاء، مشيرين إلى أن حشوداً اجتاحت، الأربعاء، موقعاً لتوزيع المواد الغذائية تابعاً لبرنامج الأغذية العالمي في دير البلح بوسط القطاع، ونهبته بحثاً عن أكياس دقيق فردية، قبل أن يتعرضوا لهجوم من قبل مسلحين.

وقال برنامج الأغذية العالمي في بيان، إن "التقارير الأولية تشير إلى أن شخصين لقيا مصرعهما وأصيب عدة أشخاص في الحادث المأساوي"، فيما أفاد إياد عماوي، مسؤول صحي في مستشفى "شهداء الأقصى" ، لاحقاً بأن شخصاً ثالثاً لقي مصرعه.

وأضاف البيان: "الاحتياجات الإنسانية خرجت عن السيطرة بعد 80 يوماً من الحصار الكامل، ومنع جميع المساعدات الغذائية والإنسانية الأخرى من الدخول إلى غزة".

ويُدار برنامج المساعدات الجديد من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة خاصة وصفتها "واشنطن بوست" بأنها "مثيرة للجدل" بدأت هذا الأسبوع توزيع الغذاء في القطاع.

وتحظى هذه الآلية بموافقة إسرائيلية، وتُؤمن من قبل متعاقدين خاصين مدعومين من الولايات المتحدة، وتتجاوز منظومة الأمم المتحدة لتقديم المساعدات. 
نهج Blackwater

وتُظهر وثائق تخطيط داخلية تعود إلى نوفمبر الماضي، أن مؤسسي "مؤسسة غزة الإنسانية" كانوا يتوقعون منذ البداية موجة رفض، وسبق أن أعدوا نقاطاً للرد الإعلامي تحسباً لاتهامات محتملة تُشبه مراكز توزيع الغذاء بـ"معسكرات اعتقال" تستخدم البيانات البايومترية، إذ تُقارن المؤسسة بشركة "بلاك ووتر"، وهي شركة مرتزقة أميركية سابقة تورطت في أعمال عنف ضد مدنيين في العراق.

وقال شاهدان، نقلت إفادتهما المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن الحشود أخذت تتزايد على مدار اليوم مع انتشار خبر توزيع المساعدات، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى فتح النار من مواقعها قرب ميدان العلم، الذي يبعد نحو نصف ميل عن موقع التوزيع، وذلك قرابة الساعة الرابعة والنصف عصراً بالتوقيت المحلي.

وفي مؤتمر صحافي عقد الأربعاء، وصف جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في غزة، أول موقع هرع إليه الفلسطينيون الجائعون والمضطربون بأنه "نقطة توزيع عسكرية أُنشئت فوق أنقاض منازلهم".

وقال ويتال: "برنامج التوزيع الجديد يتجاوز مسألة السيطرة على المساعدات. إنه يمثل نقص مُدبر"، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق "طلقات تحذيرية في المنطقة الواقعة خارج المجمع وأنه استعاد السيطرة على الوضع".

وفي وقت لاحق، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بأن طاقم أحد مستشفياتها الميدانية تعامل مع تدفق كبير للمصابين، بينهم نساء وأطفال، وجميعهم يعانون من جروح ناجمة عن أعيرة نارية.

وأظهرت مشاهد من موقع الحادث حشوداً كبيرة تتجه نحو نقطة التوزيع، مع تمزيق جزء من السياج، كما ظهرت مروحية عسكرية تطلق قنابل مضيئة في السماء، وظهر في مقاطع فيديو من المكان، تحققت منها "واشنطن بوست"، أشخاصاً يفرون في حالة هلع، بينما يُسمع صوت إطلاق نار في الخلفية.

بدورها، قالت "مؤسسة غزة الإنسانية" في بيان، إن المقاولين الأميركيين المكلفين بتأمين الموقع اضطروا إلى الانسحاب مؤقتاً مع تفاقم الفوضى، الثلاثاء، ما أتاح لعدد قليل من الناس أخذ المساعدات، فيما نفت أن تكون أي طلقات قد أُطلقت داخل موقع التوزيع على الفلسطينيين.

وأضافت المؤسسة أنها "واصلت توزيع المساعدات في موقع آخر لها جنوب القطاع من دون حوادث"، وأكدت أنها ستواصل توسيع نشاطها في المواقع الأربعة التابعة لها، مع بناء مواقع إضافية.

وقال مصدر مطلع على سير العملية، إن "حجم الحشد كان كبيراً جداً في تلك اللحظة، لدرجة أن المقاولين خافوا من احتمال حدوث تدافع".

واستقال اثنان من كبار مسؤولي المؤسسة هذا الأسبوع، وقال أحدهما إن خطط المنظمة تتعارض مع ما وصفه بـ"مبادئ العمل الإنساني من إنسانية وحياد وعدم تحيز واستقلالية". 
انتهاك المبادئ الإنسانية

ورفضت غالبية المنظمات الإنسانية وجميع وكالات الأمم المتحدة، المشاركة في نظام "مؤسسة غزة الإنسانية"، معتبرة أنه "ينتهك" المبادئ الإنسانية وقد يُستخدم لتهجير الفلسطينيين قسراً من خلال دفعهم إلى الانتقال جنوباً بالقرب من مراكز التوزيع.

وقالت بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات في منظمة "أوكسفام" للأراضي الفلسطينية: "لقد حذرنا من أن هذا سيحدث، وها هو يتكشف أمام أعيننا. ما يتم تقديمه على أنه آلية إنسانية ليس في حقيقته سوى نظام للسيطرة".

وأضافت: "هذه الآلية تجرد وكالات الإغاثة من استقلاليتها، وتحرم الفلسطينيين من حقهم في تلقي المساعدات، وتضع قرارات تتعلق بالحياة والموت في أيدي طرف من أطراف النزاع". وتابعت: "إنها تنتهك المبادئ الأساسية للعمل الإنساني، وتحول المساعدات إلى أداة حرب".

وقال مسؤولون في الأمم المتحدة، إن إسرائيل استمرت في السماح بدخول بعض شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة، رغم بدء عمل "مؤسسة غزة الإنسانية"، ولم يتضح بعد إلى متى ستستمر إسرائيل في السماح للأمم المتحدة بتوزيع مساعداتها الخاصة، بدلاً من التحول إلى نظام مؤسسة غزة الإنسانية.

واعتبر مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، في بيان، أن المشروع الإسرائيلي لتوزيع المساعدات داخل المناطق العازلة "فشل فشلاً ذريعاً".

وذكر مكتب الإعلام الحكومي، أن اندفاع آلاف الجائعين "الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوماً، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل".

مقالات مشابهة

  • غرامة بملايين الدولارات.. فيفا يشدد إجراءاته ضد العنصرية في ملاعب كرة القدم
  • العراق: عن هشاشة الدولة التي لا يتحدث عنها أحد!
  • روسيا تنتظر رد أوكرانيا بشأن حضور محادثات جديدة في إسطنبول
  • نقاط عسكرية على أنقاض المنازل .. آلية مساعدات غزة الجديدة تثير غضباً دولياً وتُتهم بانتهاك المبادئ الإنسانية
  • مصادر مطلعة.. فضيحة فساد مدوية جديدة لوزير في حكومة عدن بملايين الدولارات
  • روسيا تقترح عقد مفاوضات جديدة مع أوكرانيا في إسطنبول بهذا التاريخ
  • صحيفة بريطانية: رفع قيود الغرب على استخدام أوكرانيا أسلحته ضد روسيا
  • أوكرانيا تشن هجوماً واسعاً على روسيا وتعطل حركة الملاحة الجوية في موسكو
  • روسيا تتقدم في شمال شرقي أوكرانيا لخلق منطقة عازلة
  • أزمة نحل العسل تتفاقم.. خسائر بملايين الدولارات ومخاوف من ارتفاع أسعار الغذاء