تايم: لماذا تحظر فرنسا الحجاب في أولمبياد باريس؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
أفادت مجلة "تايم" الأميركية بأن فرنسا لم تتراجع عن قرار يمنع اللاعبات الفرنسيات اللاتي يرتدين الحجاب من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي ستنطلق في باريس يوم الجمعة المقبل.
وذكرت المجلة، في تقرير لمراسلتها أرماني سيد، أن منظمات حقوق الإنسان وصفت القرار بأنه يمثل، في أحسن الأحوال، تناقضا مع الوعد الذي قطعته فرنسا بأن تكون أولمبياد باريس 2024 أول دورة تكفل المساواة بين الجنسين، وفي أسوأ الأحوال، يُعد انتهاكا للمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
ونقلت عن الباحثة في مجال حقوق المرأة في منظمة العفو الدولية بأوروبا، آنا بلوس، أن القرار "يكشف للنساء المسلمات أن السلطات الفرنسية عندما تتحدث عن المساواة بين الرجل والمرأة، فإنها لا تعدهن نساءً".
وأضافت بلوس أن "من الأهمية بمكان أن تتحدث جماعات حقوق الإنسان الكبرى، مثل منظمتنا، بصوت عالٍ عن هذه القضية، وأن تُظهر تضامنها علنا مع حركات حقوق المرأة المسلمة، التي تعرضت مجتمعاتهن للشيطنة وتشويه سمعتهن لسنوات".
وانتقدت منظمة العفو الدولية، يوم الثلاثاء، في تقرير جديد السلطات الفرنسية بسبب حظرها الحجاب في عدد من الألعاب الرياضية، بما في ذلك كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة.
انتهاك للقوانين الدوليةوجاء في التقرير أن "الحظر المفروض على اللاعبات الفرنسيات اللاتي يرتدين الحجاب ويمنعهن من المنافسة في الألعاب الأولمبية يُعد انتهاكا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان، ويفضح نفاق السلطات الفرنسية القائم على التمييز وضعف اللجنة الأولمبية الدولية وجُبْنها".
وأشارت مجلة "تايم" إلى أن تقرير منظمة العفو الدولية يستعرض تفاصيل التمييز العنصري والجنساني والعوائق التي تحول دون دخول الرياضيين المسلمين الفرنسيين حاليا على مستوى المحترفين والهواة، كما يتناول رفض اللجنة الأولمبية الدولية ممارسة الضغط على السلطات لإلغاء الحظر، الذي لا ينطبق على المشاركين غير الفرنسيين في الألعاب الأولمبية.
وكانت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا قد صرحت، في سبتمبر/أيلول الماضي، بأن الحظر سيسري على الألعاب الأولمبية، على الرغم من عدم وجود قانون موحد لدى اللجنة الأولمبية الدولية ضد ارتداء الحجاب.
ووفقا للمجلة الأميركية، فإن هذا البند أو القيد يعد واحدا من بين العديد من السياسات العلمانية في فرنسا التي تؤثر بشكل غير متناسب على الفتيات والنساء المسلمات، وفقا لآنا بلوس، بما في ذلك حظر "الرموز الدينية المرئية" -الصادر عام 2004- في المدارس التي تديرها الدولة والتي شهدت منع الحجاب، تلاه قرار، في 2023، بمنع الطالبات من ارتداء العباءة المحتشمة.
موظفون حكوميونوفي بيان أرسلته إلى مجلة تايم، قالت اللجنة الأولمبية الدولية إنه في حين أن قواعدها الخاصة تعني أن النساء أحرار في ارتداء الحجاب، فإن الرياضيين الذين يشاركون في المنافسات ضمن المنتخبات الوطنية الفرنسية يعتبرون موظفين حكوميين يجب عليهم التصرف وفقا للسياقات الوطنية.
وهذا يعني -طبقا للبيان- أنه "يجب عليهن احترام مبادئ العلمانية والحياد، وهو ما يعني، وفقا للقانون الفرنسي، حظر ارتداء الرموز الدينية الظاهرية، بما في ذلك الحجاب وغطاء الرأس عندما يتصرفون بصفتهم الرسمية وبمناسبة رسمية".
كيف يؤثر حظر الحجاب بفرنسا على الرياضيات المسلمات؟وتفيد مجلة تايم بأن اللوائح ضد الرموز الدينية لا تقتصر على الألعاب الأولمبية وحدها، فقد كانت سائدة في الرياضة الفرنسية على المستويين الترفيهي والمهني.
وأحد مواد الحظر الذي فرضه الاتحاد الفرنسي لكرة السلة (FFBB)، والذي أطلق عليه المادة 9.3، دخل حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول 2022، ويحظر ارتداء "أي معدات ذات دلالة دينية أو سياسية".
ومن بين أولئك الذين يناضلون من أجل إصلاح القواعد التنظيمية لاعبة كرة السلة هيلين با البالغة من العمر 22 عاما، والتي تشارك في هذه الرياضة منذ أن كانت في الخامسة من عمرها.
أخذت هيلين با استراحة من كرة السلة لمدة 4 سنوات أثناء دراستها القانون الدولي في الجامعة، قبل أن تحاول العودة إلى الألعاب الاحترافية في عام 2022. وعندها علمت أن الاتحاد الفرنسي لكرة السلة يحظر الإكسسوارات التي تغطي الرأس.
وتقول با، التي لن تشارك في الألعاب الأولمبية هذا الصيف، لمجلة تايم: "لقد كانت صدمة حقيقية بالنسبة لي، لأننا نعرف ما يعنيه هذا في السياق الفرنسي، فهو يعني أنه لا يمكنك اللعب كلاعبة محجبة".
تأثير على الصحة العقليةوتابعت: "عندما لا تستطيع اللعب، فإن ذلك يؤثر أولا على صحتك العقلية، خاصة عندما تكون الرياضة وكرة السلة جزءا كبيرا من حياتك. إنه أمر صعب أيضا لأنه من وجهة نظر الصحة البدنية، فإنك لم تعد تمارس الرياضة بعد الآن".
وهيلين با ليست وحدها، فهناك ديابا كوناتي (24 عاما)، التي تصفها المجلة بأنها موهبة شابة في كرة السلة، وكانت في قمة مستواها عندما وصلت إلى نهائيات بطولة أوروبا تحت 18 عاما والألعاب الأولمبية للشباب في عام 2018. وتؤكد هذه اللاعبة أنها لن تشارك، هي الأخرى، في أولمبياد باريس 2024.
ونقلت تايم عن كوناتي قولها لقناة الجزيرة إنها بدأت ارتداء الحجاب منذ عامين وشعرت "بالإهانة" عندما قيل لها إنها لن تستطيع المشاركة في البطولات الفرنسية ما لم تخلعه.
كرة السلة للجميعوانضمت كوناتي إلى مجموعة "كرة السلة للجميع"، التي شاركت با في تأسيسها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، في محاولة لمحاربة التمييز في كرة السلة وتوفير إحساس بالانتماء للمجتمع للفتيات الصغيرات الملتزمات بالحجاب اللاتي يعشقن هذه الرياضة.
وكتبت المجموعة رسالة إلى اللجنة الأولمبية الدولية في مايو/أيار، نُشرت في يونيو/حزيران، تدعو فيها الهيئة إلى الضغط على فرنسا لإلغاء الحظر التمييزي الذي فرضته. وتقول با: "رسالتنا هي أننا نريد فقط ممارسة الرياضة"، مضيفة أن "المرأة المسلمة التي ترتدي الحجاب لها حقوق مثل أي مواطن آخر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات اللجنة الأولمبیة الدولیة الألعاب الأولمبیة حقوق الإنسان کرة السلة
إقرأ أيضاً:
إيران تحظر على المسؤولين استخدام الأجهزة المتصلة بالشبكات
أصدرت قيادة الأمن السيبراني في إيران، اليوم الثلاثاء، قرارا يحظر على المسؤولين وفرق حمايتهم استخدام جميع الأجهزة المتصلة بالشبكات الاتصالية والاتصالات العامة.
ويهدف هذا الإجراء على الأرجح إلى تعزيز الأمن السيبراني وحماية المعلومات الحساسة للمسؤولين، بحسب ما ذكرت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء.
ويأتي هذا بعد اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين منذ يوم الجمعة، عندما شنت إسرائيل هجوما مباغتا، على إيران.
عملية كبيرة ضد إيران
وكان السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل ليتر كشف، في تصريح لافت يحمل رسائل مشفرة مؤخرا، عن نية تل أبيب تنفيذ "عملية كبيرة" ضد إيران يوم الجمعة المقبل.
وفي مقابلة مع الصحفية الأميركية ليندساي كيث، قال ليتر: "توقّعوا مفاجأة في وقت لاحق هذا الأسبوع"، من دون أن يفصح عن طبيعة العملية أو توقيتها الدقيق أو الجهة المستهدفة.
وبدا وكأنه يحذر من عملية عسكرية لاحقة هذا الأسبوع ستضرب إيران بقوة، وقال: "عندما تهدأ الأمور، سترون مفاجآت ليلة الخميس والجمعة ستجعل عملية أجهزة النداء (البيجر) تبدو بسيطة".
وكان يُشير إلى الهجوم الذي شنته إسرائيل في لبنان في سبتمبر الماضي، والذي استهدف أجهزة النداء واللاسلكي التي يستخدمها عناصر حزب الله.
إسرائيل وتتبع الهواتف المحمولة
وكانت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، أفادت في وقت سابق، بأن إسرائيل تستخدم تقنيات تتبع للهواتف المحمولة، لتحديد مواقع واغتيال مسؤولين إيرانيين.
وفقا لتقرير نشرته وكالة الأنباء "فارس"، تستخدم إسرائيل تقنيات تتبع الهواتف المحمولة، حتى ولو كانت مغلقة، لتنفيذ عمليات اغتيال داخل الأراضي الإيرانية.
وأشارت "فارس" إلى أن هذه الطريقة هي التي استخدمتها إسرائيل، في اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران.
وبحسب الوكالة: "حتى إيقاف تشغيل الهواتف المحمولة في أماكن اللقاء أو أثناء الانتشار العملياتي لا يضمن الحفاظ على سرية الموقع".
وبحسب التقرير، تهدف هذه الطريقة إلى تحديد مواقع كبار المسؤولين الإيرانيين بدقة، حتى عندما تكون هواتفهم مغلقة.
كما أُبرز في التقرير أن وسائل الإعلام الإيرانية توصي باستخدام هواتف آمنة ومضادة للتتبع لتقليل خطر الانكشاف.
وأوضحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في وقت سابق أيضا أن جهات أمنية في طهران وجهت تعليمات للضباط وكبار المسؤولين الحكوميين بجمع هواتفهم وهواتف المحيطين بهم، بهدف تقليص خطر كشف المواقع والمعلومات الحساسة.