إنجاز مراجعة مفهوم مركبة هبوط مهمة استكشاف حزام الكويكبات
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات تمتد 13 عاماً
دبي: «الخليج»
أجرى فريق مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، مراجعة مفهوم مركبة الهبوط الخاصة بالمهمة، والتي ستكون على متن المستكشف محمد بن راشد، والمخصصة للهبوط على كويكب جوستيشيا، ودراسته.
وتعتبر هذه الخطوة من المراجعة رئيسية، حيث تسلط الضوء على آخر التفاصيل والمستجدات حول مفهوم مركبة الهبوط، بما يدعم ضمان نجاح المهمة الفضائية، وتحقيق أهدافها، العلمية والتقنية.
وشاركت في الاجتماع، لجنة لمراجعة المشروع برئاسة مارك لانتون، مستشار هندسي أول، والتي تضم: خبراء من وكالة الفضاء اليابانية (JAXA )، والشركاء الاستراتيجيين، الدوليين والمحليين، وشركاء المعرفة، إلى جانب الفريق العلمي لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، وقيادات وموظفي وكالة الإمارات للفضاء. وشهد الاجتماع، تقديم سلسلة من العروض التقديمية لبعض الشركات الإماراتية الناشئة في قطاع الفضاء، حيث تضمنت مقدمة عن المهمة، ومفهوم العملية، والأهداف العلمية، وموارد الفريق.
وفي هذا الإطار، أكد المهندس محسن العوضي، مدير مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، حرص وكالة الإمارات للفضاء على توفير بيئة داعمة لخلق فرص اقتصادية نوعية، ومجالات جديدة للشركات الناشئة الإماراتية والدولية المقيمة في الدولة، إضافة إلى تسريع نمو شركات الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة في قطاع الفضاء الإماراتي، مضيفاً «إن الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة يشكلان ركيزتين استراتيجيتين لتحقيق أهدافنا الطموحة في استكشاف الفضاء». وتابع «إن تخصيص 50٪ من تطوير مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات لشركات القطاع الخاص يعكس التزامنا بتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص لقيادة التحول في مجال الفضاء».
وأشار إلى أن التصاميم التي تم عرضها خلال مراجعة مفهوم مركبة الهبوط الخاصة بالمهمة، هي ثمرة تحدي «الكوكب X»، الذي أُطلق خلال معرض دبي للطيران في نسخته 2023، والتي وصلت إلى المرحلة النهائية من التحدي، في خطوة تمثل نموذجاً ناجحاً لتحفيز الابتكار والتعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء.
من جانبه، قال حامد عبدالله الهاشمي، مدير الأجهزة العلمية ومركبة الهبوط للمهمة: «يمثل هذا المشروع نموذجاً للتعاون بين وكالة الإمارات للفضاء، وعدد من الشركات الإماراتية الناشئة في قطاع الفضاء، ما يعكس معياراً جديداً للتميز في مهمات الفضاء الإماراتية، ويعزز مكانة الإمارات كقوة رئيسية في مجال الفضاء».
وتمتد مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات على مدار 13 عاماً، تنقسم إلى 6 سنوات لتطوير وتصميم المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي، بين المريخ والمشتري، حيث ستعمل الأجهزة العلمية لمركبة المستكشف محمد بن راشد، على معرفة أصول وتطور الكويكبات الغنية بالمياه، وتقدير إمكانية استخدام تلك الكويكبات كموارد لمهمات استكشاف الفضاء في المستقبل، من خلال قياس تكوين السطح، والجيولوجيا، والكثافة الداخلية للعديد من الكويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي، إضافة إلى قياس درجات الحرارة، والخصائص الفيزيائية الحرارية على الكويكبات المتعددة، لتقييم تطور سطحها، وتاريخها.
وأنجز فريق مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، مراجعة التصميم الأولي لمركبة المستكشف محمد بن راشد، خلال الفترة من 19 إلى 21 فبراير/ شباط الماضي، في خطوة تعد مرحلة رئيسية لضمان نجاح وأمان المهمة الفضائية. وتهدف هذه المراجعة إلى التأكد من جاهزية التصميم للانتقال إلى مراحل أكثر تفصيلاً في عملية التطوير، والتحقق من جدواه، من حيث العناصر التقنية والجدول الزمني، إضافة إلى تحليل وتحديد المخاطر المحتملة التي قد تؤثر في المشروع في المراحل القادمة.
يذكر، أن وكالة الإمارات للفضاء، عقدت خلال الفترة الماضية، سلسلة من ورش العمل، المحلية والدولية، من بينها ورشة عمل بعنوان «الفضاء.. عالم من الفرص»، والتي جذبت اهتماماً كبيراً بمشاركة أكثر من 200 مشارك من جهات، محلية ودولية، للتعريف بالفرص المطروحة ضمن المهمة، ومشاركة خريطة الدعم المستمر وتطوير البحث والابتكار والخبرات القيّمة للمشاركين في سوق الفضاء العالمي سريع النمو.
وتشهد المهمة تعاوناً وطنياً واسعاً يضم مجموعة من الشركاء الأكاديميين، وشركاء تطوير الأجهزة والتي تشمل: جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة نيويورك أبوظبي، والمركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ومؤسسات وطنية مثل معهد الابتكار التكنولوجي، وشركة «الياه سات»، وشركاء، محليين وعالميين، من القطاع الخاص، إضافة إلى الشراكة مع وكالات ومؤسسات وجامعات محلية وعالمية مثل وكالة الفضاء الإيطالية، وجامعة كولورادو الأمريكية، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة أريزونا الشمالية في الولايات المتحدة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات الفضاء مهمة الإمارات لاستکشاف حزام الکویکبات استکشاف حزام الکویکبات وکالة الإمارات للفضاء مرکبة الهبوط إضافة إلى
إقرأ أيضاً:
حزام النفط العربي والسيطرة الجيوسياسية بين الطاقة والنفوذ
أنيسة الهوتية
يمتد "حزام النفط العربي" من الخليج العربي حتى شمال أفريقيا، مارًّا بدول مثل السعودية، والعراق، والكويت، والإمارات، وقطر، وعُمان، واليمن، وليبيا. هذه الرقعة تحتضن أكثر من نصف احتياطيات النفط المؤكدة عالميًّا، مما يجعلها محورًا في سياسات الطاقة، وهدفًا دائمًا للصراعات الجيوسياسية والتدخلات الخارجية.
تتضاعف أهمية هذا الحزام بسبب موقعه الجغرافي الحساس؛ حيث يُشرف على مضائق بحرية حيوية مثل هرمز وباب المندب. وهذه الممرات تمثل شرايين رئيسية لإمدادات النفط العالمية. كما أن اليمن، رغم احتياطياته الأقل مقارنة بجيرانه، يُعد نقطة استراتيجية مهمة بفضل إشرافه على باب المندب، ومناطقه المنتجة للنفط مثل حضرموت وشبوة ومأرب. وقد تحوّل الصراع اليمني إلى نموذج حي لتقاطع الطموحات الداخلية بالرهانات الدولية على موارد الطاقة والموقع الجغرافي.
الولايات المتحدة، منذ منتصف القرن العشرين، سعت لفرض نفوذها على هذا الحزام لضمان استقرار إمدادات النفط، وحماية نظام "البترودولار" الذي يربط تجارة النفط بالدولار الأمريكي. هذا الارتباط يمنح واشنطن هيمنة مالية عالمية، ويُفسِّر جزءًا من مواقفها المتشددة تجاه أي محاولات لفك هذا الربط أو تنويع الشراكات النفطية لدول المنطقة.
السيطرة لا تتم فقط عبر التحالفات الاقتصادية، بل أيضًا من خلال تدخلات مباشرة، كما حدث في غزو العراق، أو غير مباشرة عبر تغذية الصراعات كما في اليمن وليبيا. في اليمن، أدى النزاع إلى تعطيل الإنتاج في عدد من الحقول، مع تنافس داخلي وخارجي على عائدات الطاقة وممرات التصدير، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.
ولا يمكن إغفال قضية غزة، التي تكشف عن الجانب الأخلاقي الغائب في معادلات السيطرة. التراخي الدولي، خصوصًا من الغرب، أمام الجرائم في غزة، يُفسَّر في بعض الأوساط بأنه جزء من "الصفقات الصامتة" لضمان تحالفات طاقوية مع بعض دول النفط، وتحييد أي مواقف مناهضة قد تهدد أمن إسرائيل أو مصالح الطاقة.
وفي المقابل، تحاول قوى مثل الصين وروسيا التمدد في هذا الحزام عبر أدوات اقتصادية وتحالفات سياسية، كجزء من جهودها لتقليص الهيمنة الأمريكية وكسر النظام أحادي القطب.
ورغم الاتجاه العالمي نحو الطاقة المتجددة، سيبقى حزام النفط العربي في المدى المنظور مركزًا للتنافس الجيوسياسي، وساحةً تُختبر فيها مبادئ العدالة الدولية أمام مصالح المال والنفوذ.
رابط مختصر