خفتت هجمات الجماعة الحوثية ضد السفن، خلال أسبوع من الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة اليمني، الخاضع للجماعة، فيما واصل الجيش الأميركي عملياته الاستباقية الدفاعية؛ للحدِّ من قدرة الجماعة العسكرية.

وعلى الرغم من تهديد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بالرد على قصف إسرائيل مستودعات الوقود في ميناء الحديدة، والاستمرار في مهاجمة السفن، فإن الأسبوع الأخير لم يشهد تسجيل أي هجمات مؤثرة، سواء باتجاه إسرائيل، أو ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.



ومع انطفاء الحريق الذي أتى على نحو ثلثَي القدرة التخزينية للوقود في ميناء الحديدة، جرّاء الضربات الإسرائيلية، تجدّدت، السبت، الحرائق مع انفجار أحد الخزانات بفعل الحرارة التي انتقلت إليه من الخزانات المجاورة، وسط إفادة مصادر محلية بسقوط 6 مصابين من العمال.

وكانت إسرائيل نفّذت في 20 يوليو (تموز) ضربات انتقامية ضد الحوثيين استهدفت خزانات الوقود والكهرباء في الحديدة، رداً على طائرة مسيّرة استهدفت تل أبيب في 19 يوليو، تبنّت الجماعة الموالية لإيران في اليمن إطلاقها، وأدّت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.

في غضون ذلك، أوضحت القيادة المركزية الأميركية، السبت، أن قواتها نجحت خلال 24 ساعة في تدمير 6 طائرات بدون طيار تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، في منطقة تسيطر عليها الجماعة، دون تحديد للمكان.

وبشكل منفصل، أفاد البيان بأن القوات الأميركية دمّرت 3 زوارق حوثية مسيَّرة قبالة سواحل اليمن، مشيراً إلى أن هذه الأسلحة كانت تمثل تهديدًا وشيكًا للولايات المتحدة وقوات التحالف، والسفن التجارية في المنطقة، وأنه تم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أمانًا.

وكانت وسائل إعلام الجماعة الحوثية أقرّت، الجمعة، بالضربات التي وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، وقالت إن 4 غارات استهدفت مطار الحديدة، وهو مطار جنوب المدينة خارج عن الخدمة منذ سنوات، في حين استهدفت 4 غارات أخرى مواقع في جزيرة كمران قبالة الحديدة.

وأقرّت الجماعة بتلقّي أكثر من 580 غارة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، وسقوط 57 قتيلاً و87 جريحاً جرّاء الضربات التي تشنّها واشنطن تحت ما سمّته تحالُف «حارس الازدهار».

وتشنّ الجماعة الحوثية الموالية لإيران منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدّعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

كما تزعم الجماعة أنها تقوم بهجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلّحة موالية لإيران، ضمن عمليات الإسناد للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي تقول الحكومة اليمنية إنه يأتي هروباً من استحقاقات السلام، وخدمةً لأجندة طهران في المنطقة.

تهديد مستمر

كان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي عبّر عن سعادة جماعته بالمواجهة المباشرة مع إسرائيل وأميركا وبريطانيا، وتوعّد باستمرار التصعيد البحري ضد السفن ومهاجمة إسرائيل، وأعلن أن الهجوم بالطائرة المسيّرة على تل أبيب هو بداية المرحلة الخامسة من التصعيد.

وهوَّن زعيم الجماعة الانقلابية في اليمن من أهمية الضربة الإسرائيلية على ميناء الحديدة، وقال إن جماعته ستواصل عملياتها، وإن أي ضربات أخرى لن يكون لها أي تأثير على قدراتها العسكرية، مشدّداً على أن الجماعة لن «تتراجع عن موقفها».

وتبنّت الجماعة الحوثية منذ نوفمبر الماضي كثيراً من الهجمات ضد إسرائيل، دون أي تأثير يُذكر، باستثناء هجوم المسيّرة الأخير على تل أبيب، كما تبنّت مهاجمة أكثر من 170 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وأصابت الهجمات الحوثية، حتى الآن، نحو 30 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استُهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

مساعٍ أُمَمية

قاد التصعيد الحوثي ضد السفن إلى تجميد عملية السلام في اليمن، بعد أن كانت خريطة الطريق التي تم التوصل إليها بوساطة سعودية وعُمانية، وأعلنها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ نهاية العام الماضي، على وشك أن ترى النور.

وإذ يكافح المبعوث لإنجاز ما يمكن على صعيد التهدئة وخفض التصعيد في اليمن، أفاد في بيان، السبت، أنه اختتم زيارة إلى واشنطن، حيث التقى مسؤولين أميركيين كباراً لمناقشة التطورات في اليمن، واستكشاف سبل دعم عملية سياسية جامعة لحل النزاع.

وأضاف أنه التقى مع القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، جون باس، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، ومنسق مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، والمبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ.

وأوضح غروندبرغ أنه استعرض خلال اجتماعاته التحديات التي تُعيق جهود الوساطة في اليمن، بما في ذلك التطورات الإقليمية، ومسار التصعيد المُقلِق في اليمن منذ بداية العام.

وشدّد المبعوث على ضرورة منح الأولوية مسار السلام والحوار والتهدئة في اليمن. كما أكّد على أهمية الدعم الإقليمي والدولي المتضافر لتحقيق هذا الهدف.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: إسرائيل تحاول قتل أمل الغزيين لكنها تكرر إخفاقات الماضي

استحوذت التطورات المتلاحقة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة على عناوين الصحف العالمية، مثل العملية العسكرية الجديدة، واختيار شركة أميركية لتوزيع المساعدات الإنسانية على الغزيين.

وذكرت صحيفة صنداي تايمز أن الحملة العسكرية الجديدة في غزة -التي سمتها إسرائيل "عربات جدعون"- "تكرر أخطاء الماضي، وتعقب فشل حرب استمرت 19 شهرا لهزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتحرير الرهائن (الأسرى)".

ووصفت الصحيفة البريطانية الحملة بأنها "محاولة لتصحيح مسار فاشل"، لكنها "لم تعالج جذور الأزمة، ولم تخفف معاناة المدنيين المتفاقمة".

كما كشف تحقيق في صحيفة هآرتس أن الجيش والمؤسسة الأمنية في إسرائيل فوجئا باختيار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شركة مجهولة تدعى "إس آر إس" لتولي توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، دون مناقصة رسمية أو موافقة الجهات المختصة.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر قولها إن نتنياهو استبعد وزارة الدفاع من مسار اتخاذ القرار، في حين تولى سكرتيره العسكري رومان غوفمين اختيار الشركة بمساعدة رجال أعمال وضباط مقربين منه.

ووفق التحقيق، فإن آلية الاختيار شابتها شبهات تضارب مصالح ومكاسب شخصية.

إعلان

بدورها، قالت صحيفة لوموند إن الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة هدفها القضاء على المستقبل.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن التدمير الممنهج للمدارس والمستشفيات والمصانع والطرقات يهدف إلى دفع الناس لفقدان الأمل في الحياة ومغادرة القطاع.

واستدلت الصحيفة بمدينة رفح (جنوب القطاع) التي كانت تضم ربع مليون ساكن، لكن القصف الإسرائيلي سوّى نحو 3 أرباع بناياتها بالأرض، في حين دمرت جرافات الجيش ما تبقى من البنايات واحدة تلو الأخرى.

وسلطت صحيفة ليبراسيون الضوء على كتاب صدر للمؤرخ والأكاديمي الفرنسي جان بيير فيليو يلخص فيه مشاهدات خلال شهر أمضاه في غزة برفقة أطباء فرنسيين بداية العام الجاري.

ويتضمن الكتاب -حسب الصحيفة- سردا مفصلا لما يعيشه سكان غزة من فظاعات اختزلها المؤلف بالقول إنه "متعود على الحروب عبر العالم، لكنه لم يشاهد في حياته ما شاهده في غزة".

وفي السياق ذاته، نشر موقع "أوريان 21" نداء أصدره عشرات المثقفين والأكاديميين الفرنسيين تحت عنوان "نداء باريس لحماية الشعب الفلسطيني".

وجاء في هذا النداء أن حماية الفلسطينيين أصبحت ضرورة ملحة، مشيرا إلى أن الإبادة عادت إلى قطاع غزة بعد هدنة قصيرة في شكل مذابح وتجويع شامل وتهجير قسري، وإلى الضفة الغربية في شكل قتل وتهجير.

وأضاف أن على أوروبا أن تتحمل مسؤوليتها المتمثلة في ضمان تنفيذ قرارات الأمم المتحدة عشية اجتماع نيويورك المقرر منتصف الشهر المقبل.

من جانبها، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن نعمة ليفي -وهي من الأسرى السابقين في غزة- قولها خلال تجمّع جماهيري حاشد في إسرائيل إن "أكثر ما كان يرعبها في غزة لم يكن الأسر ذاته، بل الغارات الإسرائيلية".

وأشارت ليفي إلى خطورة القصف، قائلة إنه يجعل الأرض ترتج ويصيب الإنسان بالشلل، مضيفة أن كل غارة كانت تشعرها بأن نهايتها اقتربت.

إعلان

مقالات مشابهة

  • قائد الأمن بالسويداء ينفي مشاركته بأي مفاوضات مباشرة مع إسرائيل
  • من التصعيد إلى التهدئة.. ماذا وراء الانسحاب الأمريكي من اليمن؟
  • قائد الجيش الإيراني: إسرائيل تدرك عجزها عن المواجهة المباشرة ولا نستبعد الحماقات
  • الامارات تعاود التصعيد في اليمن عشية حراك اقليمي للتهدئة
  • تقرير أممي يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إثر الغارات التي استهدفت موانئ الحديدة
  • صحف عالمية: إسرائيل تحاول قتل أمل الغزيين لكنها تكرر إخفاقات الماضي
  • الحوثيون: خسائر بمليار و400 مليون دولار في موانئ الحديدة جراء الغارات الأخيرة
  • وفد أممي يزور ميناء الحديدة ويطّلع على حجم الأضرار، وجهوزيته لاستقبال كافة السفن
  • خلال لقائه الزنداني.. غروندبرغ يؤكد مواصلة جهوده لخفض التصعيد وإنهاء الحرب في اليمن
  • مؤتمر صحفي بميناء الحديدة يستعرض حجم الأضرار وجهوزية الموانئ لاستقبال السفن