حكم طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة: "ما حكم طلب الشفاعة من سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام بقول اشفَع لنا يا رسول الله صلَّى الله عليكَ وعلى آلِكَ وسلَّمَ؟".
لترد دار الإفتاء المصرية موضحة: أنه لا حرج شرعًا في طلب الشفاعة مِن النبي صَلَّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بقول: اشفع لنا يا رسول الله، ومفهومها: أنَّه وسيلتنا إلى الله تعالى أن يقبل شفاعته فينا، وقد نص الفقهاء على جواز طلب الشفاعة مِن النبي صَلَّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ لأنَّه وسيلتُنا، ونبيُّنا الشفيع المشفَّع، الموعودُ بالشفاعة والمقام المحمود، مع مراعاة الأدب مع حضرته في هذا الطلب بتوجيه الخِطَاب له صَلَّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
وأضافت دار الإفتاء: قال الإمام النَّوَوِي في "المجموع" فيما يجوز أن يقال عند الزيارة: [فلان بن فلان يسلم عليك يا رسول الله، أو نحو هذه العبارة... ويتوسل به في حق نفسه، ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى].
وتابعت دار الإفتاء: وقال الإمام ابن جُزَي في "القوانين الفقهية": [ينبغي لمن حج أن يقصد المدينة، فيدخل مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيصلي فيه، ويُسلِّم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى ضَجِيعَيْهِ أبي بكر وعُمَر رضي الله عنهما، ويَتشفع به إلى الله].
وقال الإمام مجد الدين ابن مَوْدُود المَوْصِلِي في "الاختيار" فيما يقال عند زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم: [يا رسول الله، نحن وَفْدُك، وزُوَّار قبرك، جئناك مِن بلاد شاسِعَة، ونَوَاح بعيدة، قاصِدِين قضاءَ حقِّك، والنظرَ إلى مآثِرِك، والتَّيَمُّنَ بزيارتك، والاستشفاعَ بك إلى ربنا، فإن الخطايا قد قَصَمَت ظهورَنا، والأوزارَ قد أثقَلَت كَوَاهِلَنَا، وأنت الشافع المشفَّع، الموعود بالشفاعة والمقام المحمود... وقد جئناك ظالِمِين لأنْفُسنا، مستغفِرِين لذنوبنا، فاشفَع لنا إلى ربك، واسأله أن يُميتنا على سُنَّتِك، وأن يَحشرنا في زُمرتك، وأن يُورِدَنا حَوْضَك، وأن يَسقِيَنا كأسَك غير خَزَايَا ولا نادِمِين، الشفاعةَ الشفاعةَ يا رسول الله، يقولها ثلاثًا].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبي الشفاعة الإفتاء دار الإفتاء النبی صلى الله علیه رسول الله دار الإفتاء ى الله ع النبی ص
إقرأ أيضاً:
هيئة كبار العلماء: البذاءة وعدم الحياء من باب نقص الإيمان
قالت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن البذاءة وعدم الحياء من باب نقص الإيمان، حيث ورد عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ، والحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة» أخرجه ابن حبان في صحيحه.
أخلاق الحياءيُعَدُّ الحياء من الأخلاق السامية التي قلَّ وجودها بين الخلق، وقد انعكس ذلك بشكل خطير على علاقات الناس وتصرفاتهم مع بعضهم البعض، وباتت البغضاء والشحناء والفجاجة منتشرة في المجتمعات بسبب قلة الحياء مع غياب كثير من الفضائل الأخرى.
سمات الحياء في الإسلام:
والحياء من سمات أهل الشرف والفضل والنُّبْل، ومَنْ كان الحياءُ خُلُقُه فقد حَاز خيرًا كبيرًا وفضلا عظيمًا، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» رواه البخاري، وربما ظن البعض أن تحصيل الحق والعيش في هذه الحياة لا يكون إلا بالغلظة، وأحيانًا تقترن الغلظة بالوقاحة، حتى تحصل الهيبة وتُنال الحقوق، ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم له توجيه آخر يؤكد فيه على أثر التمسك بخلق الحياء، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «الحَيَاءُ لا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ» رواه البخاري، وكان صلى الله عليه وآله وسلم نموذجًا فريدًا في الحياء، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِهَا" رواه البخاري.
والاستحياء كما يجب أن يكون في تعاملات الخلق بعضهم مع بعض، يجب أيضًا أن يكون في تعامل العبد مع ربه جل وعلا، يقول الإمام النووي: "الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق" سواء كان صاحب الحق هذا هو الله سبحانه وتعالى أو العبد أو حتى النفس، فعن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ»، قال: قلنا: يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله، قال: «لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرِ المَوْتَ وَالبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ حَقَّ الحَيَاءِ» رواه الترمذي.
الحياء في الإسلام
يقول الحافظ ابن رجب: "وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظُ السَّمع والبصر واللسان من المحرمات، وحفظُ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عَنِ الإصرار على محرم، ويتضمن أيضًا حفظ البطن من إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب، ومَنْ حفظ الله في صباه وقوَّته، حفظه الله في حال كبَره وضعفِ قوّته، ومتَّعه بسمعه وبصره وحولِه وقوَّته وعقله".