عربي21:
2025-10-16@05:43:36 GMT

دعوة عباس لإلقاء كلمة في البرلمان التركي

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

أثار التصفيق الحار الذي حظي به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمته في الكونغرس الأمريكي؛ استياء واسعا في تركيا على المستويين الحكومي والشعبي. وارتفعت أصوات تطالب بالرد على ذلك من خلال دعوة أحد القادة الفلسطينيين ليلقي كلمة في البرلمان التركي، وطالب النائب شاهزاده دمير عن حزب الدعوة الحرة "هدى-بار"، بتوجيه الدعوة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"،  الشهيد إسماعيل هنية، لإلقاء كلمة في البرلمان التركي، فيما طالب نائب عن حزب الرفاه الجديد بدعوة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لذات الغرض.



رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته لمسقط رأسه، ريزة، انتقد تصريحات ذاك النائب الذي طالب بدعوة رئيس السلطة الفلسطينية لإلقاء كلمة في البرلمان التركي، وقال إنهم دعوا عباس إلا أنه لم يستجب للدعوة، مضيفا أن الأخير يجب أن يعتذر إلى تركيا بسبب امتناعه عن قبول الدعوة.

الدعوة التي أشار إليها أردوغان، وجَّهها رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش إلى رئيس السلطة الفلسطينية، ليلقي كلمة في البرلمان التركي في ذات اليوم الذي ألقى فيه نتنياهو كلمته في الكونغرس الأمريكي. وبعبارة أخرى، أراد رئيس الجمهورية التركي أن يرتفع الرد الفلسطيني على أكاذيب رئيس الوزراء الإسرائيلي من أنقرة مدوِّيا، إلا أن عباس حرمه من ذلك لأسباب لا تخفى على المتابعين للشأن الفلسطيني.

أردوغان رفض اتهام حماس بالإرهاب، ووصفها بـ"حركة تحرير وطنية" و"مجموعة مجاهدين تكافح من أجل حماية وتحرير أرضها وشعبها"، وشبَّهها بالقوى الوطنية التركية التي دافعت عن أراضي الأناضول خلال حرب الاستقلال. ومن المؤكد أن هذه التصريحات أغضبت رئيس السلطة الفلسطينية الذي يرى حماس "عدوه اللدود"
حزب الرفاه الجديد استغل القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال حملاته قبل الانتخابات المحلية الأخيرة، إلا أن مطالبته كحزب معارض بدعوة رئيس السلطة الفلسطينية لإلقاء كلمة في البرلمان التركي يدل على أن قادة الحزب لا يعرفون شيئا عما يحدث في فلسطين؛ لأنهم لو كانوا يتابعون الشؤون الفلسطينية لعرفوا أن عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني ولطالبوا (مثل "هدى-بار") بدعوة هنية (قبل اغتياله) إلى أنقرة.

محمود عباس انتهت فترة رئاسته في يناير 2008، وكان المفترض أن يسلِّم مهامه إلى رئيس البرلمان الفلسطيني المنتخب، عزيز دويك، وفقا للقانون الأساسي الفلسطيني، إلا أنه لم يفعل. ويشغل منصب الرئيس منذ ذاك التاريخ كأمر واقع يفرضه من خلال الحيلولة دون إجراء الانتخابات الرئاسية، وبفضل صمت المجتمع الدولي على عدم شرعية رئاسته. كما أن شعبية عباس في الحضيض وفق نتائج كافة استطلاعات الرأي، وأن الأكثرية الساحقة من الفلسطينيين يطالبون رئيس السلطة الفلسطينية البالغ من العمر 88 عاما، بالاستقالة.

هناك اختلاف في موقفي أنقرة ورام الله من حركة حماس والعدوان الإسرائيلي على القطاع. وكان أردوغان وصف في البداية ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر بـ"الخطأ"، إلا أنه سرعان ما تراجع، وجاءت تصريحاته بعد ذلك مؤيدة للمقاومة الفلسطينية، ولافتة إلى أن أصل المشكلة هو وجود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، ومؤكدة أن ما حدث في 7 تشرين الأول/ أكتوبر ما هو إلا نتيجة الظلم الذي يمارسه المحتلون منذ عقود.

أردوغان رفض اتهام حماس بالإرهاب، ووصفها بـ"حركة تحرير وطنية" و"مجموعة مجاهدين تكافح من أجل حماية وتحرير أرضها وشعبها"، وشبَّهها بالقوى الوطنية التركية التي دافعت عن أراضي الأناضول خلال حرب الاستقلال. ومن المؤكد أن هذه التصريحات أغضبت رئيس السلطة الفلسطينية الذي يرى حماس "عدوه اللدود"، كما يرفض مبدأ مقاومة الاحتلال بالسلاح، على الرغم من أنه حق مشروع يكفله القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما يعتبر عباس التنسيق الأمني مع إسرائيل لتكبيل يد المقاومة ومطاردة المقاومين في الضفة الغربية "أمرا مقدَّسا" لا يجوز المساس به بأي حال.

تركيا وقفت دائما على مسافة واحدة من الأطراف الفلسطينية، ودعمت الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، وسعت إلى إنجاح جهود المصالحة لتعزيز الموقف الفلسطيني أمام إسرائيل. ولكن لا أحد ينتظر منها أن تصمت على المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي
عباس في كلمته في القمة العربية الأخيرة اتهم حركة حماس بـ"توفير ذرائع ومبررات لإسرائيل كي تهاجم قطاع غزة وتمعن فيه قتلا وتدميرا وتهجيرا"، وادَّعى بأن "موقف حماس الرافض لإنهاء الانقسام والعودة إلى مظلة الشرعية الدولية، يصب في خدمة إسرائيل". ومن المعلوم أن عباس هو الذي انقلب على خيار الشعب الفلسطيني وإرادته الديمقراطية الحرة بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية في مطلع عام 2006، وهو أكبر عائق أمام إنهاء حالة الانقسام من خلال اشتراطه الاعتراف بإسرائيل وشرعية الاحتلال في 78 في المائة من أراضي فلسطين التاريخية.

سفير فلسطين لدى أنقرة، فائد مصطفى، صرح بأن عباس وافق على تلبية الدعوة لزيارة تركيا، وأن العمل جار على تحديد موعدها من خلال الاتصالات الرسمية عبر القنوات الدبلوماسية بين البلدين. وإن كان عباس سيأتي إلى تركيا ليجرِّم المقاومة الفلسطينية ويكيل الاتهامات لحماس في كلمته في البرلمان التركي؛ فمن المؤكد أن عدم مجيئه أفضل من مجيئه.

تركيا وقفت دائما على مسافة واحدة من الأطراف الفلسطينية، ودعمت الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، وسعت إلى إنجاح جهود المصالحة لتعزيز الموقف الفلسطيني أمام إسرائيل. ولكن لا أحد ينتظر منها أن تصمت على المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي والدماء الطاهرة التي يسفكها في قطاع غزة، مراعاة للتوازنات الفلسطينية.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو تركيا الفلسطينيين حماس محمود عباس أردوغان تركيا فلسطين حماس محمود عباس أردوغان مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس السلطة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی کلمته فی من خلال أن عباس إلا أن

إقرأ أيضاً:

رئيس البرلمان العربي يرحب بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام

رحب معالي محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام التي شهدت توقيع اتفاق غزة لوقف إطلاق النار في القطاع، ووصف القمة بأنها أعادت الأمل في إنهاء مأساة غزة.
وأكد اليماحي، في بيان، أن الاتفاق خطوة تاريخية على طريق إنهاء الحرب وإحلال السلام ووقف معاناة الشعب الفلسطيني وإنهاء صفحة مؤلمة في تاريخ البشرية.
وأشاد رئيس البرلمان العربي، بالدور المحوري الذي قامت به جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في رعاية واستضافة القمة وقيادة الجهود السياسية والدبلوماسية المكثفة التي أفضت إلى هذا الاتفاق، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال في مقدمة الدول الداعمة للقضية الفلسطينية والمدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الإقليمية والدولية.
وثمّن الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، في سبيل إنجاح الاتفاق، ودعمها للمساعي الإقليمية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة دون قيود أو عوائق، بالإضافة إلى الجهود الحثيثة لدولة قطر وجمهورية تركيا، والقادة المشاركين في القمة.
وأكد اليماحي أن قمة شرم الشيخ للسلام تمثل علامة فارقة في مسار الجهود الدولية الرامية لإنهاء الحرب في غزة، ونموذجًا حيًا للتعاون العربي والدولي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وبداية حقيقية لإنهاء مأساة إنسانية طال أمدها.
ودعا اليماحي المجتمع الدولي إلى البناء على هذا الاتفاق وضمان تنفيذ بنوده، ودعم جهود إعادة إعمار قطاع غزة، وتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من القيام بدورها في إدارة القطاع، بما يمهّد الطريق أمام إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. 

أخبار ذات صلة مصر: قمة شرم الشيخ بداية حقيقية نحو سلام دائم ترامب يشيد بدور الإمارات في دعم خطته للسلام في الشرق الأوسط المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • ترامب ملوّحا باستئناف الحرب.. إسرائيل تنتظر كلمة مني
  • عباس يدين إعدام العملاء بغزة ويصفها بالبشعة
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر تحمل همّ القضية الفلسطينية وتمنع تصفيتها
  • رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني: مصر منعت تصفية القضية الفلسطينية
  • غباشي: "نزع سلاح" حركة حماس كلمة مهينة
  • رئيس البرلمان العربي يرحب بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام
  • لميس الحديدي: كلمة الرئيس بشرم الشيخ تؤكد ثوابت مصر بالقضية الفلسطينية على مر التاريخ
  • سياسي: دعوة السيسي لقمة "شرم الشيخ للسلام" خلقت زخمًا دوليًا غير مسبوق
  • حابس الشروف: دعوة محمود عباس لقمة شرم الشيخ تؤكد الاعتراف بالشرعية الفلسطينية
  • الرئيس الفلسطيني يغادر رام الله باتجاه شرم الشيخ لحضور قمة السلام