كيف شكّل الغضب البركاني الياقوت الأزرق؟
تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT
ألمانيا – يعد الياقوت من بين الأحجار الكريمة الأكثر قيمة، لكنه يتكون فقط من أكسيد الألومنيوم “الملوث” كيميائيا، أو الكوراندوم.
وفي جميع أنحاء العالم، توجد هذه البلورات ذات اللون الأزرق المميز بشكل أساسي بالاقتران مع الصخور البركانية الفقيرة بالسيليكون.
ويُفترض على نطاق واسع أن هذا الارتباط ناتج عن الياقوت الذي نشأ في الصخور القشرية العميقة وانتهى به الأمر عن طريق الصدفة على سطح الأرض مع صعود الصهارة.
ومن خلال التحليلات الجيوكيميائية، أظهر علماء الجيولوجيا في جامعة هايدلبرغ أن حبيبات الياقوت التي يبلغ حجمها مليمترا، والتي وجدت في آيفل (ألمانيا) تشكلت بالاقتران مع النشاط البركاني.
وتعرف آيفل بأنها منطقة بركانية تقع في وسط أوروبا حيث تخترق الصخور المنصهرة من عباءة (وشاح) الأرض القشرة الأرضية التي تعلوها منذ نحو 700 ألف عام.
وتتكون الصخور المنصهرة من نسبة ضئيلة من ثاني أكسيد السيليكون ولكنها غنية بالصوديوم والبوتاسيوم.
وتشتهر الصخور المنصهرة المشابهة في التركيب في جميع أنحاء العالم بوفرة الياقوت، ولكن وجود هذا النوع النادر للغاية من الكوراندوم في هذا النوع من الرواسب البركانية ظل لغزا حتى الآن.
ويوضح البروفيسور الدكتور أكسل شميت، الباحث في جامعة كيرتن في بيرث (أستراليا) والذي يدرس جيولوجيا النظائر وعلم الصخور كأستاذ فخري في معهد علوم الأرض في جامعة هايدلبرغ: “أحد التفسيرات هو أن الياقوت في قشرة الأرض ينشأ من رواسب طينية سابقة في درجات حرارة وضغط مرتفعين للغاية وأن الصخور المنصهرة الصاعدة تشكل ببساطة مصعدا إلى السطح للبلورات”.
ولاختبار هذا الافتراض، فحص الباحثون إجمالي 223 ياقوتة من منطقة آيفل. ووجدوا جزءا من هذه البلورات بحجم المليمتر في عينات الصخور التي تم جمعها من الرواسب البركانية في المحاجر العديدة في المنطقة. ومع ذلك، فإن معظم الياقوت يأتي من رواسب الأنهار.
ويقول سيباستيان شميت، الذي أجرى الدراسات كجزء من درجة الماجستير في جامعة هايدلبرغ: “مثل الذهب، يتمتع الياقوت بمقاومة كبيرة للعوامل الجوية مقارنة بالمعادن الأخرى. على مدى فترات زمنية طويلة، يتم غسل الحبيبات من الصخور وترسبها في الأنهار. وبسبب كثافتها العالية، يسهل فصلها عن مكونات الرواسب الأخف وزنا باستخدام الطريقة ذاتها لفصل الذهب عن الحصى في وعاء”.
وتم تتبع أصل الياقوت باستخدام تحليل نظائر الأكسجين والعناصر النزرة، وكشف أنه تم تشكيله في نفس الوقت الذي بدأ فيه النشاط البركاني في المنطقة.
يشير تكوين نظائر الأكسجين داخل الياقوت إلى أنه لم يظل في درجات حرارة عالية تزيد عن 900 درجة مئوية (1652 درجة فهرنهايت) لفترة طويلة، على عكس النظرية الراسخة بأنه تشكل داخل الوشاح أو القشرة السفلية.
وبدلا من ذلك، حصل بعض الياقوت على توقيعه النظيري من ذوبان الوشاح الذي اختلط بصخور القشرة الساخنة والمذابة جزئيا الموجودة على عمق نحو 5 إلى 7 كيلومترات (3.1 إلى 4.3 ميل).
وتشكلت أحجار ياقوت أخرى عندما تلامست الصخور المنصهرة تحت الأرض مع جدران الصخور المحيطة، ما تسبب في إنتاج هذه الصخور للياقوت.
ويقول شميدت: “في منطقة آيفل، لعبت كل من العمليات الصخرية والتحولية (حيث غيرت درجة الحرارة الصخور الأصلية) دورا في تبلور الياقوت”.
نُشرت الدراسة في مجلة Contributions to Mineralogy and Petrology.
المصدر: phys.org
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی جامعة
إقرأ أيضاً:
منطقة ممنوعة على المسلمين.. ملصقات عنصرية في أورليان الفرنسية تثير الغضب
أثارت ملصقات عنصرية أخيرا في شوارع مدينة أورليان الفرنسية موجة واسعة من الغضب والاستنكار، لاحتوائها على رسائل تحريضية صريحة على المسلمين، في مشهد يعكس تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل مقلق في البلاد.
الملصقات، التي وُضعت على أعمدة الإنارة وفي محيط جامعة أورليان، تضمنت عبارات صادمة مثل: "لقد دخلتَ منطقة ممنوعة على المسلمين"، إلى جانب رموز دلالية تحظر الحجاب، الصلاة في الأماكن العامة، اللحية، الذبح الحلال، بل وحتى مجرد الوجود الإسلامي.
وفي أسفل الملصق، كُتب بوضوح: "مجتمع أفضل بدون مسلمين"، إلى جانب عنوان موقع إلكتروني يعود إلى متجر معروف بارتباطه بجماعات يمينية متطرفة، يُروّج لمنتجات تحمل رموزا نازية ومعادية للأجانب.
"Zone interdite aux musulmans" : la découverte d’autocollants islamophobes à Orléans provoque l’indignation, une enquête ouverte pour provocation à la haine https://t.co/mQY5t8UCGh via @lindependant
— L'Indépendant (@lindependant) May 15, 2025
ردود الفعل الرسميةانتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة أثار موجة غضب عارمة، وحرّك السلطات المحلية لفتح تحقيق فوري في القضية.
المدعية العامة في أورليان، إيمانويل بوتشينيك بورين، قالت إنه تم فتح تحقيق رسمي بتهمة "التحريض على الكراهية على أساس الدين"، وجرى تكليف الشرطة القضائية المحلية بمتابعة القضية. وتعمل الفرق الأمنية على مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة في المناطق التي ظهرت فيها الملصقات، لتحديد هوية المتورطين، كما بدأ التنسيق مع الجهات السيبرانية لملاحقة مصدر الموقع الإلكتروني المرفق في الملصق.
إعلانجامعة أورليان لم تكن بمنأى عن هذا التحريض، إذ تم العثور على العديد من الملصقات العنصرية داخل الحرم الجامعي. في بيان صحفي شديد اللهجة، أدانت الجامعة ما وصفته بـ"المظاهر المعادية للإسلام" مؤكدة التزامها الكامل بمناهضة جميع أشكال التمييز. كما أعلنت عن إزالة فورية للملصقات ورفعت شكوى رسمية.
وأشارت الجامعة إلى أنها لن تتردد في إحالة القضية إلى لجنة التأديب الداخلية إذا ثبت تورط أي من أفراد مجتمع الجامعة، ما يعكس موقفا حازما ضد محاولات نشر الكراهية داخل الأوساط الأكاديمية.
L'extrême droite souhaite déclarer Orléans comme une zone "anti-musulmane" avec leur campagne, à proximité de la salle de prière et devant certains commerces en particulier.
Après l'incendie de la mosquée de Jargeau, voilà où mène la haine islamophobe décomplexée ! pic.twitter.com/CAUAvuN0o3
— La France Insoumise – Loiret (@LFIloiret) May 14, 2025
تصاعد الإسلاموفوبيا في فرنساتأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد لافت في معدلات الجرائم العنصرية ضد المسلمين في فرنسا. فقد سُجلت أكثر من 70 حادثة معادية للمسلمين منذ بداية عام 2025، بحسب مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا. وتعد الحادثة الأخيرة واحدة من أبرز المؤشرات على اتساع دائرة التحريض العنصري، التي طالت حتى المراكز الدينية.
ففي 26 أبريل/نيسان الماضي، شهدت فرنسا جريمة مروعة تمثلت في طعن مصلٍّ مسلم حتى الموت داخل مسجد، في حادث أدانه رئيس الوزراء فرانسوا بايرو بشدة، واعتبره عملا معاديا للوحدة الوطنية.
وفي سياق متصل، كشفت دراسة حديثة شارك فيها 9600 مسلم في 13 دولة أوروبية، أن قرابة نصف المشاركين أكدوا تعرضهم للتمييز على أساس ديني، بزيادة ملحوظة مقارنة بـ39% في آخر دراسة مماثلة أجريت عام 2016، ما يسلط الضوء على أزمة الهوية والانقسام المتزايد في القارة الأوروبية.