بنغلاديش: اقتحام قصر رئيس الوزراء والجيش يشكل حكومة مؤقتة
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
استقالت رئيسة الحكومة البنغلاديشية، الشيخة حسينة، اليوم الاثنين، حسبما أعلن قائد الجيش في خطاب متلفز. كما أعلن الأخير أنه “سيشكل حكومة مؤقتة”.
وتأتي هذه الإعلانات بعد أن اقتحم آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة قصر رئيس الوزراء، بحسب صور بثتها القناة 24.
“أكثر من 1500 شخص بالداخل”وكانت الشيخة حسينة قد غادرت المدينة في وقت سابق بطائرة هليكوبتر.
وتتولى الشيخة حسينة، الابنة الكبرى للشيخ مجيب الرحمن، الأب المؤسس لبنغلاديش التي حصلت على استقلالها عن باكستان عام 1971. السلطة منذ عام 2009، بعد فترة ولاية أولى بين عامي 1996 و2001.
وسار مئات الآلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة يوم الاثنين في شوارع العاصمة. بعد يوم دام أسفرت خلاله الاشتباكات عن مقتل 94 شخصًا على الأقل في جميع أنحاء البلاد.
وبحسب شهود عيان، نظمت حشود كبيرة مسيرة في شوارع دكا وهدمت حواجز الطرق.
وتقدر صحيفة بيزنس ستاندرد اليومية الهندية أن نحو 400 ألف متظاهر تظاهروا يوم الاثنين. وهو رقم لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق منه.
ما لا يقل عن 300 قتيل منذ بدء الاحتجاجاتوقُتل ما لا يقل عن 300 شخص منذ بدء الاحتجاجات في جويلية، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس. استناداً إلى بيانات الشرطة والمسؤولين ومصادر المستشفيات.
وفي البلاد، دخل حظر التجول حيز التنفيذ مساء الأحد. أغلقت جميع المصانع البالغ عددها 3500 مصنعًا في بنغلاديش. حيث كانت صناعة الملابس هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي المثير للإعجاب.
وتم قطع الوصول إلى الإنترنت في جميع المجالات يوم الاثنين، وفقًا لمقدمي الخدمة وهيئات المراقبة.
وأدت اشتباكات جديدة يوم الأحد بين معارضي الشيخة حسينة والشرطة. وأنصار الحزب الحاكم إلى مقتل 94 شخصا على الأقل في أنحاء البلاد. وهذه هي أكبر حصيلة في يوم واحد منذ بدء المظاهرات المناهضة للحكومة قبل شهر في هذا البلد المسلم. الذي يبلغ عدد سكانه 170 مليون نسمة حيث يتنافس الطلاب. على خلفية البطالة الحادة بين الخريجين، والمزايا التي يتمتع بها المقربون من السلطة في البلاد. يصبحون موظفين مدنيين.
دكا “ساحة المعركة”وتحولت دكا بأكملها “إلى ساحة معركة” وأضرم حشد من عدة آلاف من المتظاهرين النار في السيارات والدراجات النارية. بالقرب من أحد المستشفيات، بحسب مصدر آخر في الشرطة.
وحث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، مساء الأحد. مساء الأحد، على أن “أعمال العنف المروعة في بنجلاديش يجب أن تتوقف”.
وتعد هذه الاشتباكات من بين الأكثر دموية منذ وصول الشيخة حسينة إلى السلطة.
ولاستعادة النظام، أغلقت حكومته بشكل خاص المدارس والجامعات ونشرت الجيش. ومنذ ذلك الحين، قدم ضباط الجيش السابقون دعمهم للمتظاهرين.
احتجاجات الطلاب: بنغلاديش تقطع الإنترنت عبر الهاتف المحمول لأسباب “أمنية”وفي موقف رمزي للغاية ضد رئيس الوزراء، دعا قائد الجيش السابق، الجنرال إقبال كريم بويان. والعديد من كبار الضباط السابقين الآخرين إلى سحب القوات من الشوارع. مؤكدين أن الناس “لم يعودوا خائفين من التضحية بأرواحهم”. وفي عدة حالات، لم يتدخل الجنود والشرطة ضد المتظاهرين، على عكس الشهر الماضي.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الشیخة حسینة یوم الاثنین
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي يشن هجوما لاذعا على وزراء حكومة نتنياهو.. مهرجون ودجّالون
في الوقت الذي يواجه فيه الائتلاف اليميني الحاكم في دولة الاحتلال تحديا حقيقيا في استجابة جنود الاحتياط لأمر الاستدعاء للخدمة العسكرية مجددا، فإن اللافت أن عددا من وزراء الحكومة لم يخدموا أصلا في الجيش، ولم يشغلوا مناصب قتالية وقيادية، وبالتالي ليسوا مؤهلين لخوض الحرب، مما يعني أن الإسرائيليين أمام حكومة غير عاقلة، لا تعمل وفقًا للقانون، ولا تحترمه.
إيتاي لاندسبيرغ نيفو الكاتب الإسرائيلي في موقع "زمان إسرائيل" العبري، أكد أن "الحكومة الحالية يسكنها وزراء بلا خبرة عسكرية، وقبل كل شيء، يحتقرون سيادة القانون، بل إن قوة الشر الكامنة لديهم تدفعهم لإصدار المزيد من القرارات لتجديد الحرب في غزة، حتى أن بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، يحتجزان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موقف حساس، ويطالبانه بشيء واحد فقط: مواصلة الحرب، مهما كلف الأمر، ولو أدى لمقتل الرهائن، والتضحية بمئات الجنود".
"ابتزاز نتنياهو"
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "ليس هناك منطق عسكري أو سياسي وراء هذا الطلب المتهور سوى أن نتنياهو يتعرّض للابتزاز من قبل وزرائه، مما يدفعه مرارًا وتكرارًا لتخريب صفقات التبادل، واستمرار التحركات العسكرية، لأنه لو خدم بن غفير في الجيش، لأدرك قيمة الشر، وكيف يعتمد المرء على رفاقه لحمل نقالة في معركة تعتمد حياته عليهم في كل لحظة، ولو تدرب سموتريتش على القتال في المناطق المأهولة، ولو قاتل ولو مرة واحدة في أزقة جباليا أو نابلس، لأدرك ما هو مطلوب لاحتلال مدينة حماس".
وأشار إلى أن "هذين المُهرّجين السياسيين، اللذين يطالبان بمزيد من القوات، ومزيد من الضغط العسكري، لا يفهمان إطلاقًا معنى هذه الكلمات، ليس لديهم أدنى فكرة عن حجم القوة اللازمة لهزيمة كتيبة محفورة في أنفاق تحت الأرض، وما الوسائل المتاحة لها، وما قوتها النارية، وما المخاطر التي تتربّص بالجنود، هذان الأحمقان، لا يرشدان منطقهما السياسي والعسكري إلا الشعارات الفارغة، ويجدر بهما التوقف عن إرهاق رئيس الوزراء لو فهما معنى احتلال غزة بأكملها، وتهجير سكانها، وإقامة حكم عسكري دائم فيها".
وأوضح أن "هذين الوزيرين لو عاد أبناؤهما من غزة، ونظروا في أعينهما، ورأوا فيهما ثمن مشاهد الرعب، وفقدان الأصدقاء، والإحباط، والغضب من حرب عبثية، لربما التزما الصمت، ولو كان هذا يحدث في منزل نتنياهو، ورمقه يائير أو أفنير بنظرات اتهام، لربما استجمع قواه لمواجهة محرضي "فتنمة" الحرب في غزة، وعندما يعارض رئيس الأركان زامير، مثل سلفه هاليفي، قيام الجنود بتوزيع الطعام والماء على سكان غزة، فإن سموتريتش يرى الأمر أشبه بأكشاك السوق".
"جهل بطبيعة الحرب"
وأضاف أن "الوزراء لا يفهمون عدد القناصة والعبوات الناسفة والهجمات التي سيختطفها الجنود، وستُحوّلهم إلى بط في ميدان رماية حماس إن ظهروا في العراء لتوزيع الطعام، عندما يطالب بن غفير مرارًا وتكرارًا بعقوبة الإعدام للمقاومين، فإنه لا يتحمل أي مسؤولية أو فهم لما سيفعلونه بإعدام كل أسير إسرائيلي في أيديه، ودون تردد، بل سيتم توزيع مقاطع الفيديو كل السبت على كل عائلة لديها ابن يخدم في غزة، ولو خدموا كجنود احتياط كل عام، لأدركوا الضغط الذي تتعرض له زوجاتهم وأطفالهم عندما يكونون بعيدين عن المنزل".
ولفت إلى أن "هؤلاء الوزراء الدجّالين يقررون فقط ما يقوله نتنياهو، لكنهم يلعبون دور صانعي القرار، مع أنهم لا يمتلكون أي مؤهلات لاتخاذ قرارات في الحرب، وهم ليسوا سوى مجرد خرق أرضية لرئيس وزراء مُبتزّ، وكلمتهم لا تُؤثر، فهل يعرفون ما يعنيه الدخول للمرة الخامسة إلى حي الشجاعية، وكيف يتحرك جنود المشاة بين أنقاض المنازل في محاولة لتحديد موقع فتحة نفق أخرى، وكيف يُمكن تطهير مبنى منهار قد يختبئ فيه قناص أو عبوة ناسفة مُفككة أو لغم أو فخ مُتفجر سيتم تفعيله عن بُعد؟".
وأوضح أن "الوزراء لا يمتلكون أدنى قدر من المعرفة لفهم كيفية شن حرب في ظل الظروف التي يعيش فيها جنود الاحتلال حاليًا في غزة، لكن الحكومة قررت "تعميق" العملية، وتشديد حدة الحرب، وزيادة حدتها، واحتلال القطاع، والبقاء فيه، واستعراض مجموعة من مظاهر القوة الأخرى دون أن تدرك عدم فعالية قوة أخرى في غزة، فوق وتحت عشرات الكيلومترات من الأنفاق التي حُفرت على مرّ السنين، تحديدًا لتلبية احتياجات حرب العصابات الدائرة هناك".
وأكد أن "نتنياهو أسير لدى مجموعة من الوزراء المُتهرّبين الذين يديرونه ليقودهم لحرب أبدية مجنونة، مُبذرة، دموية، وفوضوية من جميع النواحي، هم يعلمون أن نتنياهو سيفعل ما يقولون، حتى لو طالبوه بتجفيف بحر غزة، وبناء مستوطنة جديدة هناك، فهو في النهاية يخشى سقوط حكومته، ومن الاستجواب في محاكمته، ومن لجنة تحقيق حكومية، ومن الهزيمة في الانتخابات، نتنياهو مُختطف في حكومته، ولو كان لديه ذرة من الاستقلال والنزاهة والمسؤولية الأخلاقية والوطنية، لألقى وزراءه في سلة المهملات، وأنهى الحرب، لكن لأنه مبتز وجبان، فإن هؤلاء الديكة المنتفخة تتسكّع حول مجلس الوزراء، وتحسم، وتؤثر على صنع القرار القاتل".
"الكارثة قادمة"
وأشار إلى أنه "عندما لا تكون هناك قيمة للخدمة العسكرية، ولا للحياة البشرية، وكل قرار ينبع من دوافع أيديولوجية ومسيحانية ودينية لا أساس لها في الواقع، فإن الكارثة القادمة مكتوبة على الحائط، حيث ستؤدي التعبئة الجديدة لآلاف جنود الاحتياط لحمّام دم في غزة، وستصبح دولة الاحتلال، التي تعاني من صورة مجرمة حرب، وقادتها مطلوبون في محاكم لاهاي للاشتباه بارتكابهم جرائم حرب، ودولة مصابة بالجذام، ولن يتمكن مواطنوها من الهبوط في أي دولة بالعالم".
وختم بالقول إن "كل الإسرائيليين يعانون بسبب سلوك الحكومة والجيش في غزة، القتل الجماعي للأطفال والنساء وعائلات بأكملها، وتجويع مليوني مدني، وحملة عسكرية خاطفة تدمر كل البنى التحتية للحياة في غزة، ودمار لن يُعوّض حتى بعد عشرين عامًا، كل هذا سيقود دولة الاحتلال إلى وضع مماثل من الدمار والخراب الداخلي والدولي والاقتصادي والأمني والاجتماعي، ومن لا يفهم هذا هم الوزراء الذين لم يخدموا أنفسهم في ظروف الحرب، بل يطالبون الآن بعودة الجنود لساحة معركة مستحيلة، وترك عائلاتهم، والتخلي عن المختطفين تحت الأرض، تحت وقع شعارات جوفاء لن تُشبع نهم ناخبيهم أبدًا".