وافق الرئيس الأميركي جو بايدن على شرط نتنياهو، بأن تعلن واشنطن تأييدها استئناف الحرب في المرحلة الثانية من الاتفاق في حال خرقته «حماس»، أو عرقلت التقدم إلى المرحلة الثانية، ومع ذلك فإن نتنياهو يواصل عرقلة الصفقة.

وحسب مصادر سياسية في تل أبيب، الاثنين، هناك حالة من الغضب وخيبة أمل لدى الإدارة الأميركية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ لأنه يثبت يومياً أنه لا يريد التقدم نحو صفقة تبادل أسرى، حتى لو وافقت «حماس» على كل شروطه.

 

الغضب الشديد

وقالت صحيفة «هآرتس» إن بايدن لا يشعر بخيبة أمل فحسب، بل بالغضب الشديد، وكشفت أنه «يتحدّث إلى مساعديه في البيت الأبيض بغضب، ويقول إن نتنياهو يكذب عليه بشأن المخطوفين، وإنه غير معنيّ على الإطلاق بتنفيذ هذه الصفقة، وإن رئيس الحكومة نفسه (نتنياهو) أعلن أنه يريد الدفع قُدماً بالصفقة، لكنه يضع شروطاً قاسية جداً أمام (حماس)، تتركّز في الحفاظ على وجود إسرائيل في ممرّ نيتساريم، ومحور فيلادلفيا، والموافقة على العودة إلى القتال في حال خرق الاتفاق».

وهو في هذا يتّخذ مواقف مخالِفة لمواقف كبار جهاز الأمن، الذين يعتقدون أن إسرائيل عليها التنازل عن هذه الطلبات من أجل التوصل إلى صفقة، وإنقاذ حياة المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وهم 115 مخطوفاً محتجَزاً في القطاع، ويقدّرون أن أكثر من نصفهم قضوا في أسر «حماس»، أو قُتلوا في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، واختُطفت جثامينهم إلى القطاع.

 

نزع سلاح حماس

من جهتها نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على لسان عدة مسؤولين حضروا اللقاء الصاخب الذي عُقد، الأربعاء الماضي، بين نتنياهو وفريق التفاوض الإسرائيلي، بوجود رئيس الأركان هرتسي هليفي، وغيره من قادة الجيش، ووزير الدفاع يوآف غالانت، أن «نتنياهو حاول أن يشرح للحاضرين أنه لا يزال ينتظر كتاب التعهد الأميركي بألا تعترض واشنطن على استئناف الحرب بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية من صفقة المخطوفين، إذا لم تنجح المفاوضات».

ومع أن نتنياهو يعتزم المطالبة، ضمن أمور أخرى، بنزع سلاح «حماس»، ونفي قيادتها إلى الخارج، شرطاً للمرحلة الثانية من الصفقة، فإنه من غير المتوقّع أن يتم التقدّم من المرحلة الأولى إلى الثانية، ومع ذلك فإن الرئيس بايدن وافق على الطلب، لكنه قال إنه سيمنحه تعهّداً فقط بعد التوقيع على الصفقة.

 

وروى شهود عيان للصحيفة، أن «التعهد الأميركي موضوع طُرح قُبَيل لقاء بايدن - نتنياهو في واشنطن. وهو يعني في واقع الأمر إعطاء ضمانة لإسرائيل بأنها غير مُلزَمة بوقف النار إلى الأبد وفي كل الظروف».

 

وشرح نتنياهو للحاضرين أنه يريد أن يعرض كتاباً (تعهّداً) أميركياً كهذا للجمهور الإسرائيلي. وهنا كانت بانتظاره مفاجأة، فأحد الحاضرين في الغرفة كان يعرف عما يدور الحديث، فقال إن الولايات المتحدة وافقت على أن تعطي هذا الكتاب بهذه الصيغة أو تلك، وتوجد مسودات جاهزة منذ الآن. وكانت رسالة مَن قاطعه واضحة: «ابحث عن ذريعة أخرى لمواصلة التأجيل، العرقلة، وإبطاء الصفقة. الأميركان وافقوا، شرط أن توقّع الصفقة أولاً، وليس قبلها».

 

نتنياهو يقدّم دليلاً آخر على أنه لا يريد صفقة

ويَعُدّ قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيليون، وكذلك المسؤولون الأميركيون، أن نتنياهو يقدّم دليلاً آخر على أنه لا يريد صفقة، وأنهم يدركون سبب موقف نتنياهو هذا، وقد قالوا له: «نحن نرى في صفقة المخطوفين الآن فرصة، وأنت ترى فيها تهديدات».

وتقول الصحيفة إن «صفقة المخطوفين ليست فقط موضوعاً إنسانياً بالدرجة الأولى، وحسب وجهة نظر كل جهة معنية تقريباً، الصفقة هي المفتاح الذي يمكنه أن يفتح القفل الإقليمي، وينقلنا جميعاً إلى الأمام».

 

وتؤكد أن استنتاج معظم العاملين في المفاوضات هو أن نتنياهو على شفا تفويت فرصة استراتيجية، بسبب حساباته السياسية والشخصية الضيقة. وبالنسبة لنتنياهو الصورة الأصعب من صفقة المخطوفين في هذه اللحظة، هي عودة نحو مليون فلسطيني إلى شمال غزة، وتحرير الأسرى الفلسطينيين. صورة العودة يرتعد خوفاً منها، ومن تبعاتها على قاعدته اليمينية.

 

ومع ذلك، تؤكد الصحيفة أن المكالمة القاسية التي أجراها معه بايدن، والحديث الأقسى مع قادة جهاز الأمن، نجحا في تحقيق شيء ما، فقد أمر نتنياهو أن يُرسَل إلى الوسطاء «رد إيجابي أكثر، إيجابي حقاً». رد يتيح مجال مناورة أوسع، والآن ينتظرون «نعم» أخيرة من «حماس»؛ «إذ من دون ضغط لن ينجح الأمر مع بيبي نتنياهو».

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بايدن يوافق شرط نتنياهو باستئناف إسرائيل باستئناف إسرائيل الحرب تل أبيب صفقة المخطوفین أنه لا

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تحذّر من تسليح أنقرة بمقاتلات "إف-35" وتهدد بعرقلة الصفقة

أعرب مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى عن قلق بلاده البالغ إزاء احتمالية حصول تركيا على مقاتلات "إف-35" الأمريكية المتطورة، محذراً من تداعيات أمنية وخيمة قد تطال إسرائيل والمنطقة بأسرها.

ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن المسؤول، الذي لم يُكشف عن هويته، قوله إن تل أبيب تنظر بجدية إلى هذه الخطوة وتعتبرها تهديداً مباشراً لتوازن القوى، مؤكداً أن "إسرائيل ستتخذ إجراءات لإفشال هذا المسار إذا اقتضى الأمر".

وأوضح أن "تركيا تسعى لاستعادة نفوذها العثماني في المنطقة، ويشمل ذلك محاولات تأثير داخل مدينة القدس"، معتبراً أن امتلاك أنقرة لطائرات من الجيل الخامس "يفتح الباب أمام استخدامها في عمليات هجومية".

وأضاف المسؤول أن هناك تخوفاً متزايداً من احتمال حدوث مواجهة عسكرية مع تركيا، رغم أنه وصف هذا السيناريو بـ"البعيد ولكنه آخذ في التصاعد"، مؤكداً أن "الأولوية تظل تفادي التصعيد والحفاظ على الاستقرار الإقليمي".

وأشار إلى أن إسرائيل سبق وأن نفذت عمليات لإجهاض التحركات التركية في سوريا، ولن تتردد في اتخاذ خطوات مماثلة مستقبلاً، إذا ما استدعت الضرورة ذلك.

ودعا المسؤول، الإدارة الأمريكية والكونغرس إلى ممارسة دور حاسم في منع إتمام أي صفقة بيع لمقاتلات "إف-35" لصالح أنقرة، مشيراً إلى أن ذلك "من شأنه تقويض التفوق الجوي لإسرائيل في المنطقة".

وجاءت هذه التصريحات في ظل تقارير عن احتمال توجه واشنطن إلى إبرام صفقة بديلة مع تركيا، تتضمن بيع سربين من طائرات "إف-16 بلوك 70" الأحدث، والمزودة برادارات AESA وأنظمة إلكترونية متطورة.

يذكر أن سلاح الجو التركي يشغّل حالياً ما بين 250 إلى 300 طائرة من طراز "إف-16"، إضافة إلى طائرات "فانتوم" تم تحديث بعضها بالتعاون مع إسرائيل في وقت سابق، وفق ما أفادت به الصحيفة العبرية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحذّر من تسليح أنقرة بمقاتلات "إف-35" وتهدد بعرقلة الصفقة
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين تنتقد نتنياهو: لا يريد إنهاء الحرب لأهداف سياسية
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين تتهم نتنياهو: لا يريد إنهاء الحرب
  • نتنياهو وكاتس.. شروط على المقاس
  • نتنياهو يعود إلى إسرائيل دون إعلان اتفاق لوقف النار.. وغزة على صفيح المفاوضات الساخن
  • نتنياهو يرجح التوصل لاتفاق مع حماس خلال أيام والحركة تؤكد نياته الخبيثة
  • حماس تكذب مزاعم نتنياهو بعدم إمكانية عقد صفقة شاملة
  • حماس: نتنياهو يضع العراقيل أمام الصفقة ونياته خبيثة
  • نتنياهو: سننهي الحرب بلا حماس وهوية أسرى الصفقة ليست بيدنا
  • نتنياهو يبلغ عائلات المحتجزين ببدء مفاوضات إنهاء الحرب بالتزامن مع الهدنة