شكّل البيان المشترك الأميركي- القطري- المصري الذي أعلن أنّه "حان الوقت لإبرام إتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة والإفراج عن الأسرى والمحتجزين"، نافذة أمل في الصراع الدائر في لبنان والمنطقة. غير أنّ التصعيد الأخير من قبل العدو الاسرائيلي في غزّة الذي استهدف مدرسة التابعين، وأدّى الى استشهاد أكثر من 100 شخص من الأطفال والنساء، من شأنه تقويض الجهود الرامية لوقف إطلاق النار وتبادل المعتقلين.

ما جعل البعض يعتبرون أنّ هذه الدعوة لاستكمال المفاوضات الخميس المقبل في 15 آب، ستكون كسابقاتها أي من دون نتيجة عملية وملموسة..   كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": هذا الاتفاق المرتقب منذ فترة، يهدف الى التوصّل الى هدنة طويلة الأمد، على ما تقول مصادر سياسية مطلّعة، في حال نجحت الدول الوسيطة في إبرامه من خلال استئناف المفاوضات الخميس المقبل، فلا بدّ من ان ينعكس على الجبهات وأن يؤثّر ذلك في ردّ جبهة المقاومة على عمليتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والمستشار العسكري للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله فؤاد شكر، في حال لم يأتِ الردّ قبل البدء بالمناقشات العاجلة في الدوحة أو في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار.   ولكن كيف؟ تُجيب المصادر بأن أي اتفاق سوف يُتخذ جرّاء البيان المشترك بشأن وقف إطلاق النار في غزّة وفي جنوب لبنان، لن يغيّر موقف إيران وحزب الله من الردّ على اغتيال هنيّة وشكر، إنّما قد يكون له تأثير في حجم وزمن أي توقيت الردّ. فالمطلب الأول لطهران اليوم هو وقف المجازر "الإسرائيلية" في قطاع غزّة، والاتفاق على هدنة توقف القتال وتتيح لصفقة تبادل الأسرى والرهائن، بدلاً من الاستمرار في القتال، أو تحوّل الحرب الى شاملة في المنطقة. كذلك فإنّ حزب الله، ينادي بضرورة الانسحاب "الإسرائيلي" من الأراضي المحتلّة لا سيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر. ولو كانت الإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن يريدان فعلاً وقف إطلاق النار في غزّة، ووقف المجازر الحاصلة في القطاع ضدّ المدنيين، والتصعيد عند الجبهة الجنوبية، على ما تابعت المصادر، لكانا فَعَلا خصوصاً وأنّ نتنياهو لا يمكنه الاستمرار في حربه، من دون التمويل والدعم الأميركيين..   وكشفت المصادر نفسها أنّ الدول الثلاث الوسيطة تعمل على إيجاد المقترح النهائي لتسوية الأمور المتعلّقة بتنفيذ الهدنة. وهذا المقترح سيتمّ بحثه خلال المناقشات العاجلة التي وافقت الأطراف المعنية على استئنافها الخميس المقبل... ويستند، بحسب معلومات الوسطاء، إلى المبادئ التي طرحها بايدن في 31 أيّار الفائت، وتمّ اقرارها في قرار مجلس الأمن رقم 2735. وقد أشار القرار المذكور الى أنّ تنفيذ هذا الاقتراح سيمكّن من تحقيق النتائج الموزّعة على 3 مراحل:- الأولى: تتعلّق بالوقف الفوري والتام لإطلاق النار مع إطلاق سراح الرهائن، وإعادة رفات الذين قُتلوا، وتبادل الأسرى الفلسطينيين، وانسحاب القوات "الإسرائيلية" من المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، وعودة المدنيين الى ديارهم. فضلاً عن التوزيع الآمن والفعّال للمساعدات الإنسانية. - الثانية: وقف دائم للأعمال العدائية باتفاق من الطرفين، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الذين يظلّون في غزّة، وانسحاب كامل للقوات "الإسرائيلية" من القطاع.   - الثالثة: تنصّ على الشروع في خطة كبرى متعدّدة السنوات لإعادة إعمار غزّة، وإعادة ما يبقى في القطاع من رفات أي رهائن متوفين الى أسرهم.    
وترى المصادر أنّه في حال جرى الاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى، فإنّ ذلك سيكون كافياً في الفترة الراهنة. علماً بأنّ الاقتراح يشير الى أنّه في حال استغرقت المفاوضات أكثر من 6 أسابيع للمرحلة الأولى، فإنّ وقف إطلاق النار يظلّ مستمرّاً طالما استمرّت المفاوضات. وكان لبنان، عبر وزير خارجيته الدكتور عبد الله بو حبيب قد أعلن أنّ حكومة بلاده "تعتزم دعم وتقديم مقترح جديد لاستكمال تنفيذ البنود الأخرى (في ما خصّ اتفاق الهدنة في غزّة) بطريقة تُرضي جميع الأطراف المعنية"، ولكنه لم يشرح تفاصيل هذا المقترح..  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی غز ة فی حال

إقرأ أيضاً:

المرحلة الثانية من اتفاق غزة تقترب ونتنياهو يقر بصعوبتها

القدس.غزة"وكالات":

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم أنه يتوقع الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة في غزة "قريبا جدا".

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس بعد اجتماعهما، قال نتانياهو :لقد أنهينا القسم الأول.. ونتوقع بعد ذلك الانتقال قريبا جدا إلى المرحلة الثانية، وهي أكثر صعوبة"مشيرا الى طموحات اسرائيلية تتضمن "تحقيق نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح".

وأضاف نتانياهو أنه سيلتقي ترامب في وقت لاحق هذا الشهر لمناقشة "فرص السلام" في المنطقة.

وقال أن الاجتماع سيناقش فرص السلام الممكنة وإنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في القطاع.

ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، أعادت حماس جميع الرهائن العشرين الأحياء الذين كانوا محتجزين منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023.

كما أعادت 27 جثة من أصل 28 وفق بنود الاتفاق الذي أبرم بضغوط أميركية.

وبعد مرور شهرين على توقيع الاتفاق، لا يزال وقف إطلاق النار في غزة غير مستقر، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكه وخرقه يوميا.

وتنص خطة ترامب على تثبيت وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية وتنصيب إدارة جديدة لغزة وإعادة إعمار القطاع المدمّر جراء الحرب.

وانتقد ميرتس، الذي تقلّد منصبه في مايو، مرارا الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرّت سنتين.

وفي أغسطس، فرض حظرا جزئيا على صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل ردا على تكثيفها قصف غزة، لكنه عاود رفع هذا الحظر في نهاية نوفمبر بعد إعلان وقف إطلاق النار.

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نتانياهو اليوم ، أكد أن العلاقات الدبلوماسية مع الكيان المحتل لا تزال قوية،

وقال ميرتس "يمكن انتقاد الحكومة الإسرائيلية، وأحيانا ربما يكون ذلك ضروريا".

من جهة أخرى عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الى تصريحاته الإستفزازية وقال إن الضم السياسي للضفة الغربية لا يزال محل نقاش، وإن من المتوقع أن يبقى الوضع الراهن على حاله في المستقبل المنظور.

من جهة أخرى زار سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز مستودعات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية في الاردن اليوم لبحث تسريع عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال والتز عبر صفحته في موقع "إكس" عقب زيارة مستودعات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية "أتحدث إليكم من عمّان، الأردن، وتحديدا من خارج موقع اجتماعاتنا مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة".

وأضاف "نحن هنا اليوم لإزالة العقبات البيروقراطية ودفع العمل إلى الأمام".

وتنتقد الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بطء دخول المساعدات إلى غزة، منذ دخول وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، مع بطء في إزالة العقبات.

ودشن الأمير ووالتز "مركز العمليات اللوجستية في الأردن، الذي يعزّز قدرات الاستجابة الإنسانية ورفع الجاهزية".

وقال والتز في منشوره عبر "اكس" إن "وقف إطلاق النار أصبح ساريا أخيرا وتم الإفراج عن الرهائن ونحن مستعدون الآن للمضي قدما نحو إعادة إعمار غزة، وتوفير الأمن، وتقديم الدعم الإنساني اللازم".

وأوضح أن ذلك لا يعني "فقط المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة، بل (ما يلزم) للوصول في نهاية المطاف إلى مرحلة إعادة البناء التي نحتاج إليها بشدة".

ميدانيا أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم قتل فلسطينيين في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، زاعما أن أحدهما حاول دهس جنود بمركبته، في حين أن الثاني لم يكن "متورطا".

وأقرالجيش الإسرائيلي في بيان باطلاق النار على على الفلسطيني داخل المركبة، ما أدى إلى استشهاده".

وفي بيان مقتضب اليوم قالت وزارة الصحة الفلسطينية "الهيئة العامة للشؤون المدنية تُبلغ وزارة الصحة باستشهاد الفتى أحمد خليل أحمد الرجبي (17 عاما) برصاص جيش الاحتلال في منطقة باب الزاوية بالخليل، مساء أمس السبت".

وسبق ذلك إعلان وزارة الصحة الفلسطينية مساء السبت أن مستشفى الخليل الحكومي استقبل "جثمان الشهيد زياد نعيم جبارة أبو داود (55 عاماً)، وقد استشهد برصاص الاحتلال في مدينة الخليل مساء السبت".

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تسلمت "شهيدا واحدا من منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل وهو عامل نظافة".

وشهد الجمعة أيضا استشهاد شاب برصاص قوات الجيش الإسرائيلي في قرية أودلا جنوب نابلس.

وارتفعت وتيرة العنف في الضفة الغربية منذ بدء الحرب الإسرائيلية في غزة إثر هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • قصف إسرائيلي وعمليات نسف متواصلة في غزة رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • رغم اتفاق وقف إطلاق النار.. غارات على جنوب لبنان واستهداف مجمع تدريب لحزب الله شمال الليطاني
  • حصيلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تتجاوز الألف ضحية
  • وزارة الصحة: هذا عدد الشهداء والجرحى منذ توقيع إتّفاق وقف إطلاق النار
  • البستاني: الجيش يعمل بلا كلل لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار رغم الانتقادات
  • الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال ارتكب 738 خرقًا بعد 60 يوما من وقف إطلاق النار
  • ضربات جوية بين تايلاند وكمبوديا تهدد اتفاق السلام
  • تصعيد حدودي بين تايلاند وكمبوديا بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • المرحلة الثانية من اتفاق غزة تقترب ونتنياهو يقر بصعوبتها
  • قطر ومصر وتركيا جهود موحدة للدفع باتفاق غزة قدماً