بوابة الوفد:
2025-06-03@13:21:34 GMT

أسباب تدفعنا لكثرة الطعام

تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT

لا يأكل الناس فقط عند شعورهم بالجوع؛ إذ أفاد تقرير بأن البعض يأكل بسبب الملل، أو لتشتيت الانتباه، أو لنقص الأنشطة الممتعة أو التحفيز. فكيف يمكننا التخلص من هذه العادة؟


لقد مررنا جميعاً بهذه التجربة. أنت في المنزل بمفردك، تتصفح القنوات دون أن يلفت انتباهك أي شيء. أنت لست جائعاً حقاً، ولكن هناك شعور مستمر بالفراغ؛ حيث تتوجه إلى المطبخ وتمسك بيدك حفنة من رقائق البطاطس أو الحلوى، سعياً لملء الفراغ وإيجاد بعض الإلهاء.

هذا هو تناول الطعام بسبب الملل.

يعمل تناول الطعام بسبب الملل على تشتيت الانتباه عن الشعور بأن الحياة تفتقر إلى المعنى بشكل مؤقت. وعلى عكس المشاعر غير المريحة الأخرى، مثل الحزن أو الغضب، يشير الملل إلى حاجة محددة لأنشطة أكثر جاذبية أو ذات مغزى.

وتتمثل إحدى الاستجابات الشائعة لهذا الشعور بالفراغ في الوصول إلى الطعام، وخصوصاً الطعام الذي يشعرك بالسعادة، والذي قد لا يكون جيداً لصحتك، مثل الإسباغيتي أو البطاطس المقلية، أو بعض الحلوى.

وفي الواقع، عندما نشعر بالملل، نكون أكثر عرضة بنسبة 37 في المائة للانخراط في الأكل العاطفي، مقارنة بوقتنا في غير حالة الملل، وفقاً لموقع «هيلث لاين».

ويسلط الموقع الضوء على كثير من الدوافع وراء تناول الطعام بسبب الملل، أبرزها: تحسين الحالة المزاجية، أو البحث عن أحاسيس جديدة، أو إشباع الرغبة في التجديد، وغالباً ما يرتبط هذا السلوك بالاندفاع والافتقار إلى ضبط النفس، مما يؤدي إلى اختيار الأطعمة السريعة أو غير الصحية.

الجوع العاطفي مقابل الجوع الحقيقي
إن إدراك الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الجسدي (الحقيقي) أمر بالغ الأهمية، فهو يضمن تلبية احتياجات جسمك الفعلية بدلاً من استخدام الطعام للتعامل مع المشاعر، وغالباً ما يؤدي الجوع العاطفي إلى عادات غذائية غير صحية وزيادة الوزن.

إليك كيفية التمييز بين الاثنين:
الجوع العاطفي: ينشأ الجوع العاطفي بسبب مشاعر، مثل التوتر أو الملل أو الحزن، وقد يؤدي إلى الشعور بالذنب بعد تناول الطعام. وغالباً ما يرتبط برغبات معينة (عادة للأطعمة السريعة).

الجوع الحقيقي: يعتمد الجوع الجسدي على الحاجة الفسيولوجية للطاقة. ويميل إلى التطور تدريجياً، ويمكن إشباعه بأي طعام. وعادة ما يُشعرك تناول الطعام استجابةً للجوع الجسدي بالرضا، ولا يسبب الشعور بالذنب عادة.

تأثير تناول الطعام بسبب الملل
يمكن أن يكون لتناول الطعام بسبب الملل آثار سلبية كبيرة على الصحة الجسدية والعاطفية. غالباً ما تؤدي هذه العادة إلى تناول أطعمة غير صحية وكثيفة السعرات الحرارية، وهي إدمانية بطبيعتها، ويمكن أن تساهم في زيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض مزمنة أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، بعد الانغماس في تناول الطعام بدافع الملل، يشعر كثير من الأشخاص بمشاعر الذنب والعار. يمكن أن تخلق هذه المشاعر حلقة مفرغة من الضيق العاطفي، وسلوكيات الأكل غير الصحية الأخرى.

ويمكن أن يؤدي تناول الطعام بدافع الملل إلى ما يلي:

السمنة: تُظهر الأبحاث أن تناول الطعام العاطفي مرتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (بي إم آي) ويمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.

مرض السكري: يؤدي تناول الأطعمة السكرية أو عالية الدهون بدافع الملل إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ضعف الصحة العقلية: تُظهر الأبحاث أن تناول كثير من الأطعمة غير الصحية يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب وزيادة التوتر، مما يؤثر سلباً على الصحة العقلية. وغالباً ما يؤدي الانغماس في تناول الطعام غير الضروري إلى الشعور بالذنب، مما قد يؤدي إلى تراجع الصحة العقلية.

آليات التكيف الضعيفة: إن تناول الطعام من أجل الراحة والشعور بعدم الملل، يمكن أن يعزز عادات الأكل العاطفية، مما يجعل من الصعب العثور على طرق أكثر صحة للتعامل مع التوتر والمشاعر السلبية.

استراتيجيات للتوقف عن تناول الطعام بسبب الملل
إليك عدة استراتيجيات تجب مراعاتها عندما تشعر بالرغبة في تناول الطعام بسبب الملل:

مارِس نشاطاً بدنياً: اذهب في نزهة، أو قم بتمارين سريعة، أو مارس «اليوغا». يمكن للنشاط البدني أن يحول تركيزك من الملل إلى اللياقة البدنية، ويعزز مزاجك.

ابحث عن منافذ إبداعية: حاول الرسم أو الكتابة أو الحرف اليدوية. مارس هوايات تحفز إبداعك وتشغل عقلك.

تواصل اجتماعياً: تواصل مع الأصدقاء أو العائلة للدردشة أو خطِّط للِّقاء. يمكن أن تقلل التفاعلات الاجتماعية من مشاعر العزلة وتوفر تشتيتاً بعيداً عن الملل.

نظِّم الفوضى وتخلص منها: رتب قسماً من منزلك، أو أعد ترتيب غرفة. استخدم الوقت لإنشاء بيئة معيشية أكثر تنظيماً ومتعة.

مارس اليقظة أو التأمل: خصص بضع دقائق كل يوم لليقظة أو التأمل. يمكن أن تساعد تقنيات مثل التنفس العميق أو التخيل الموجه، في إدارة الرغبة في تناول الطعام بسبب الملل.

طور روتيناً: أنشئ جدولاً يومياً يتضمن العمل والتمارين والهوايات والاسترخاء. يساعد اليوم المنظم على تقليل وقت الفراغ، ويقلل من الملل.

استكشف اهتمامات جديدة: جرّب أنشطة جديدة، مثل تعلّم لغة جديدة، أو تعلم آلة موسيقية، أو القراءة. إن إيجاد هوايات جديدة يمكن أن يبقيك منشغلاً ومتحمساً.

اقرأ أو استمع إلى الكتب الصوتية: انغمس في كتاب مقنع، أو استمع إلى كتاب صوتي أثناء القيام بالأعمال المنزلية. يمكن أن يوفر لك هذا مخرجاً، ويثري عقلك، مع إبقائك مشغولاً.

اخبز بمكونات صحية: خذ وقتاً للخبز باستخدام مكونات مغذية، مثل الحبوب الكاملة والفواكه والمكسرات. يمكن أن تكون عملية الخَبز مريحة ومجزية، والاستمتاع بالنتائج يمكن أن يوفر بديلاً صحياً لتناول الوجبات الخفيفة للتخلص من الملل.

شرب الماء: اشرب كوباً من الماء قبل الأكل، للتأكد من أنك لم تخطئ بين عطشك والجوع.

تناول وجبات خفيفة صحية: إذا فشل كل شيء آخر، فحاول تناول وجبات خفيفة صحية، مثل شرائح التفاح، أو الخضراوات مع الحمص، أو حفنة من المكسرات، أو وعاء صغير من الزبادي. هذه الخيارات مغذية وتساعد في كبح الرغبة الشديدة في تناول الطعام، دون سعرات حرارية مفرطة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجوع الملل الأنشطة الممتعة التحفيز القنوات الفراغ البطاطس بسبب الملل الطعام المشاعر فی تناول الطعام الملل إلى یؤدی إلى یمکن أن

إقرأ أيضاً:

عائلة الدال تصارع الجوع والتشريد وسط الأنقاض

من عمق حي الزيتون المدمر في مدينة غزة، تخرج قصة عائلة الدال التي تجسّد معاناة آلاف العائلات الفلسطينية التي شردتها الحرب الأخيرة.

ميرفت الدال نزحت مع أسرتها من حي الزيتون بعد أن دُمر منزلهم بالكامل جراء القصف (الجزيرة)

وبعد تدمير منزلهم بالكامل تحت القصف، أصبحت ميرفت الدال وزوجها درويش مصطفى الدال مع أولادهما الأربعة دون مأوى، نازحين في المخيمات داخل القطاع، حيث لا أمن ولا طعام ولا حتى الحدّ الأدنى من مقومات الحياة.

العائلة تقيم حاليا في مخيم نزوح داخل غزة في ظروف معيشية قاسية تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة (الجزيرة)

وتعيش الأسرة في ظروف إنسانية قاسية، لا سيما في ظل نقص الغذاء الحاد، إذ أصبحت وجبة واحدة في اليوم هي الحد الأقصى لما يمكن توفيره، رغم وجود أطفال ونساء إحداهن حامل في شهرها الثامن، وأخرى ترضع طفلها وسط انعدام الرعاية الصحية والغذائية.

الطعام لا يكفي الأسرة، التي أصبحت تكتفي بوجبة واحدة في اليوم لا تسد رمق الأطفال (الجزيرة)

وتشير العائلة إلى أن الكميات المحدودة من المساعدات الغذائية لا تكفي لسدّ حاجة فرد واحد، ناهيك عن أسرة كاملة.

ابنة ميرفت في شهرها الثامن من الحمل، بينما ترضع ابنتها الأخرى طفلا دون توفر الغذاء والرعاية (الجزيرة)

ومع نزوحهم القسري، لم تنتهِ المعاناة. فالمرض بات رفيقا ثقيلا في حياة العائلة، حيث يعاني ربّ الأسرة وأحد الأبناء من مشكلات صحية مزمنة، في ظل انهيار المنظومة الصحية داخل القطاع نتيجة الحرب والحصار، مما يجعل الحصول على علاج مسألة شبه مستحيلة.

القصة تعكس مأساة آلاف العائلات في حي الزيتون، الذين يعيشون بين الركام والجوع والحرمان (الجزيرة)

ورغم كل ذلك، تُصرّ العائلة على البقاء في غزة، معتبرة أن النزوح لا يعني التخلي عن الوطن، وأنها لن تفكر في مغادرة البلاد أو اللجوء إلى الخارج، مهما اشتدت قسوة الظروف.

درويش مصطفى الدال يعاني من المرض، إلى جانب ابنه، وسط انعدام الرعاية الصحية في القطاع (الجزيرة)

وفي حي الزيتون، الذي لم يبقَ منه سوى الركام، تتحول كل زاوية إلى شهادة حيّة على حجم الكارثة الإنسانية، وتُجسّد حكاية عائلة الدال كيف تتحول الحياة اليومية في غزة إلى صراع دائم من أجل البقاء.

مقالات مشابهة

  • سمية الغنوشي: الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أساليب التجويع النازية في غزة
  • برنامج الأغذية العالمي: أكثر من مليونين في غزة يعانون الجوع الشديد
  • نصائح للأمهات الجدد.. كيفية التعرف على علامات الجوع عند الأطفال
  • عائلة الدال تصارع الجوع والتشريد وسط الأنقاض
  • عاجل | ستارمر: تهديد روسيا لا يمكن تجاهله والمملكة المتحدة يجب أن تكون مستعدة
  • هل الامتناع عن الأكل بعد الساعة الثامنة مساء يساعد على إنقاص الوزن؟
  • بسبب مرض الكبد الدهني.. طبيب يحذر من الإفراط في تناول اللحوم بعيد الأضحى
  • منظمة “انتصاف” توثق كارثة غزة: “صرخة جوع في زمن الخذلان” .. جرائم تجويع ممنهج بغطاء دولي وصمت عربي
  • الإمارات تواصل مواجهة «الجوع» في غزة
  • وزير الخارجية: من غير المقبول استخدام الجوع كسلاح ضد الفلسطينيين في غزة