د. مصطفى ثابت يكتب:: عودة الانضباط لسوق الصرف.. قوة الاقتصاد المصري وثقة المصريين بالخارج
تاريخ النشر: 9th, September 2024 GMT
شهد سوق الصرف المصري في الفترة الأخيرة حالة من الانضباط والاستقرار، بفضل حزمة من الإجراءات الحكيمة التي اتخذتها الدولة والبنك المركزي.
هذه الإجراءات ساهمت بشكل كبير في استعادة الثقة في الاقتصاد المصري، الأمر الذي انعكس إيجابًا على عودة تحويلات المصريين العاملين بالخارج إلى مستوياتها الطبيعية، بل وزيادتها بشكل ملحوظ.
في شهر يوليو 2024، أعلن البنك المركزي عن زيادة غير مسبوقة في تحويلات المصريين بالخارج، حيث ارتفعت بنسبة 87% لتصل إلى 3 مليارات دولار، مقارنة بنحو 1.6 مليار دولار في نفس الشهر من العام الماضي.. هذه الزيادة لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة للجهود المستمرة التي بذلت لضبط السوق المالي وإعادة التوازن لسوق الصرف.
إجراءات فاعلة تعزز الثقةتضمنت الإجراءات التي اتخذتها الدولة والبنك المركزي مجموعة من السياسات الاقتصادية والمالية التي تهدف إلى تعزيز استقرار العملة الوطنية وتقليل التقلبات في سوق الصرف، من بين هذه السياسات:
1. تعزيز الرقابة على السوق: تم تكثيف الرقابة على تداول العملات الأجنبية ومنع أي محاولات غير قانونية للتلاعب بالسوق. هذا ساهم في تقليص السوق الموازي وتعزيز الثقة في السوق الرسمي.
2. توحيد سعر الصرف: العمل على تقليص الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازي، مما دفع العديد من المصريين العاملين بالخارج لاستخدام القنوات الرسمية لتحويل أموالهم، بدلًا من اللجوء إلى السوق السوداء.
3. تحسين السياسات النقدية: اتبعت الدولة سياسات نقدية تهدف إلى استقرار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، مما أدى إلى تقليل تقلبات أسعار الصرف وجعل السوق أكثر استقرارًا.
4. تقديم حوافز للمصريين بالخارج: من خلال البنوك الوطنية والمؤسسات المالية، تم تقديم حوافز تحفيزية لجذب تحويلات المصريين بالخارج عبر القنوات الرسمية، مما ساهم في زيادة التحويلات وتدفق العملة الأجنبية.
لا تعكس هذه الأرقام الكبيرة فقط نجاح هذه السياسات والإجراءات، بل تشير أيضًا إلى تجدد الثقة من قبل المصريين العاملين في الخارج في الاقتصاد المصري. فقد أصبحت النظرة العامة للاقتصاد إيجابية ومستقرة، وهو ما طمأن المصريين في الخارج ودفعهم إلى زيادة تحويلاتهم المالية.
الاقتصاد المصري، الذي مر بتحديات كبرى خلال السنوات الأخيرة، بدأ يظهر علامات تعافي ونمو مستدام بفضل الإصلاحات الاقتصادية المستمرة. هذا الاستقرار يعزز من قدرة الاقتصاد على جذب المزيد من الاستثمارات وتحفيز التحويلات المالية من المصريين بالخارج، وهي مورد هام للنقد الأجنبي وداعم أساسي للاقتصاد.
دعم مستدام واستقرار متواصلمن المتوقع أن تستمر هذه التحويلات في الزيادة مع استمرار الحكومة في اتخاذ إجراءات لضمان استقرار السوق المالي والنقدي، حيث إن استمرار تعزيز الثقة في الاقتصاد المصري من خلال السياسات المتبعة سيجذب مزيدًا من التحويلات والاستثمارات، مما يعزز من نمو الاقتصاد ويخفف من الأعباء المالية.
في الختام، هذه الزيادة الكبيرة في تحويلات المصريين بالخارج ليست إلا ثمرة للإجراءات الحكيمة التي أعادت الانضباط لسوق الصرف، وأكدت على الثقة في النظرة الإيجابية للاقتصاد المصري.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سوق الصرف المصري البنك المركزي الاقتصاد المصري
إقرأ أيضاً:
المصري: القيادة السياسية تقود البلاد بمبدأ ربان السفينة وسط أمواج عاتية
أكد اللواء سمير المصري، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن القيادة السياسية المصرية تقود البلاد بمبدأ "ربان السفينة" وسط أمواج عاتية، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان وما زال يدعم القوات المسلحة والصناعات العسكرية بقوة، موجهًا رسالة واضحة للمحيط الإقليمي بأن مصر قوية.
تصريح الرئيس السيسيوأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق، خلال تصريحات تليفزيونية، إلى أن الفترة الحالية تتطلب يقظة مستمرة، مستذكرًا تصريح الرئيس السيسي في بداية توليه المسؤولية، موضحًا أن هذا الفعل الفاعل (الضغوط الخارجية) يهدف إلى إشغال مصر ومنعها من التركيز على التنمية الاقتصادية القوية التي تشهدها، مؤكدًا: "هو مش عايزك تفوق لكده، هو عايزك تبقى مشغول على طول".
الإصلاحات والطرق والمدنوأشاد بجهود الرئيس السيسي خلال الفترة الماضية، خاصة بعد عام 2011، مؤكدًا أن مصر كانت على وشك "أنها تقع" لكنها صمدت، معقبًا: "مش هتقع، فيها ريس حكيم"، معربًا عن سعادته بالتطورات الهائلة التي يشهدها البلد في الإصلاحات والطرق والمدن الجديدة، مؤكدًا أن مصر "اتغيرت كتير" رغم الصعاب.
ولفت إلى أن مصر تحملت "حمل ثقيل" واستقبلت أعدادًا كبيرة من دول الجوار التي تُعاني من مشاكل، مؤكدًا أن مصر "هي اللي شايلالهم".
الثقة في القيادة السياسيةوأكد أن الهدوء الحالي لا يعني غياب الخطر، لكن الثقة في القيادة السياسية هي الأساس، موضحًا أن معرض مصر الدولي للصناعات الدفاعية والأمنية "إيديكس 2025" يحمل رسالة ردع قوية، قائلاً: "الردع نمرة واحد.. عارف أنت لما يبقى معاك عصاية وبتهدي ما بتضربش بس بتهوش بيها؟".
ولفت إلى أن مصر لم تكتفِ بالحصول على السلاح مثل طائرات الرافال، بل دخلت مرحلة "لا وبنصنعها" في الطيران وقطع الغيار، معقبًا: "أجمل حاجة فيما يحدث هو التخطيط والمتابعة.. أصبحنا ناس متعلمين وبتوع تنمية، عندنا خطة وتخطيط واستراتيجية عمل".