مُذَكِّرات مُغترِب في دُوَل الخَليج العَربي (١٤)
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
قامَ مُديرُ مَدرسةِ الجُبيل المُتوسِطة بتَنفيذِ نَقلي حالَمَا واتَتْهُ الفُرصَة - كما ذكرتُ في آخرِ حلقةٍ ( ١٣ ) مِن المُذكِّرات. إلا أنَّ الانتقالَ هذه المَرّة جاءَ سَهلآ، يَسيراً وطيِّباً. كان سهلآ حيثُ لم تتعدَ المسافةُ إلى الوُجهةِ الجَدِيدةِ ١٥ كم مِن الجُبيل البَلد . وكانَ يَسِيراً إذ لم تَصْحَبه مَشَقةُ نَقلِ عَفشٍ أو تَرحِيلٍ إذ اسْتمَرَّ سَكنِي في الجُبيل وبَقِيتُ في نفسِ الشقّة أدَاوِم مِنها جِيئةً وذَهَاباً إلى مَدارِس تَحلية الجُبيل ، ولا يَتعَدَّى المِشوارُ عٍشرينَ دقيقةً إليها وعِشرين أخُرى رجعةً مِنها .
فاتَني أنْ أذْكُرَ أنَّني قد أتممتُ إجْراءاتِ استِقدام زَوجَتي واستِقبالِها قبلَ أنْ يَتِمَّ نقلي وانتقالي إلى تَحلِية الجُبيل . قد يقولُ قائِلٌ إنَّ ذلك الانتِقالَ اليَسِير و السَّهل والطَّيِّب قد جاءَ مع قُدُومِ الزَّوجَةِ فَذَلِك حظُّها . فأقولُ نَعمْ فالخَيرُ على قُدُومِ الوَارِدين - كما يُقالْ .
كانتْ تلك الفترةِ مِن العَملِ بالتَّدريسِ في تَحْليةِ مِياه الجُبيل جميلةً ومُمتِعةً وخَالِيةً مَن المَشاكِل . زادَها ألَقاً وجَمالاً قُدُومُ الأخِ الأُستاذ عَادِل أحمد مَنقُولاً مِن رأس تنُّورة إلي مَدَارِس التَحلِية مُعَلِّما للرِّياضيات. وقد تَخَرَّج معنا في كُليةِ التَّربية جامعةِ الخُرطوم في نفسِ السَّنة الأكادِيمية . عمِلنا مَعاً بِنَفسِ المدرسةِ وسَكَنَّا جِيراناً في شقَّتينْ مُتقَابِلتَين لِمُدة عامَين تقريبآ . وكانتْ مِن أجْملِ الفتَراتِ التي عِشناها في السَّعودية حيثُ كانتْ الأُسرَتان في وِئامٍ ومَحبَّةٍ بأطفالهما لكأنَّهُما عائلةٌ واحِدةُ .
أثناءَ تَواجُدِنا بمُجَمَّع تحلية المياه بالجُبيل انْدَلعتْ حربُ الخَلِيج الثَّانِية والتي عُرِفَتْ كذلك باسمِ عَمَلية " عاصِفة الصَّحرَاء "Operation Desert Storm والتي تَبَنَّتْها الولاياتُ المُتّحِدة مع حُلفائِها في ١٧ يناير سنة ١٩٩١ لِتَحرِيرِ الكُويت مِن الغَزوِ العِراقي .
------------------------------------
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
m.omeralshrif114@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
جزيئات الذهب قد تعيد الأمل لفاقدي البصر
أميرة خالد
أعلن فريق باحثين بجامعة براون بالولايات المتحدة عن نتائج واعدة لتقنية جديدة قد تُعيد الرؤية لمرضى فقدوا البصر بسبب أمراض مستعصية تصيب شبكية العين، مثل التنكس البقعي.
وبحسب الفريق العلمي، التقنية تقوم على استخدام جزيئات نانوية من الذهب تُحقن مباشرة في العين، وتلتصق بخلايا الشبكية التالفة، وعند تسليط ضوء بالأشعة تحت الحمراء على هذه الجزيئات، تنتج حرارة خفيفة تُحفّز الخلايا العصبية المسؤولة عن نقل الإشارات البصرية، مثل الخلايا الثنائية والخلايا العقدية، بطريقة تحاكي وظيفة الخلايا المستقبلة للضوء التي تعرضت للتلف.
ويقول الباحثون المشاركون في الدراسة، إن هذه الطريقة تجاوزت الحواجز التقليدية في علاج أمراض الشبكية، إذ لا تعتمد على استبدال الخلايا التالفة أو زراعتها، بل على تفعيل ما تبقى من الشبكية بطريقة مبتكرة.
وكانت نتائج الدراسة كانت مشجعة، حيث لاحظ العلماء تحسّناً في قدرة الحيوانات المصابة على تمييز الأشكال، على الرغم من أن التجارب أجريت حتى الآن على الحيوانات فقط.
وأشار الفريق إلى أن الطريق ما زال طويلاً قبل تطبيق هذا العلاج على البشر، إذ لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث والتجارب الإضافية، للتأكد من أمانه وفعاليته.
ويأمل الباحثون أن تُمهّد هذه التقنية الطريق نحو مرحلة جديدة في علاج أمراض العيون التي تُعدّ حالياً من الحالات التي لا يمكن عكسها أو الوقاية منها، ما يفتح نافذة أمل لملايين الأشخاص حول العالم الذين يعانون من فقدان تدريجي أو دائم للبصر.