سودانايل:
2025-06-27@21:02:26 GMT

الحردلو (21) الليله العديله تقدّمو وتبرا…!!

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

مع تصادم الايديولوجيات السياسية والأدبية في "شعر ما بعد الاستقلال".. كالاشتراكية والماركسية والواقعية والإسلاموية والسريالية والوجودية والبنائية وما بعدها؛ يصف"د. محمد الواثق" الأكاديمي والناقد والباحث والشاعر هذه التيارات بأنها (أقنعة مصطنعة) لتمويه الهوية السودانية الأصيلة المتجذّرة في الصوفية الشعبية لعصر الفونج وأيضاً الحس الجمالي للبطانة.

.- هكذا قال..!
ومع ذلك يقر د.الواثق بأن شعراء معيّنين يمكن تصنيفهم كنتاج للبيئة البدوية (مثل محمد سعيد العباسي وعبد الله محمد عمر البنا وعبد الله الطيب) بينما آخرون (مثل التجاني يوسف بشير ومحمد أحمد محجوب وأحمد محمد صالح وصلاح أحمد إبراهيم) تتم نسبتهم للبيئة الحضرية المدنية..وجميعهم في التحليل الأخير كما يقول- يمكن إرجاعهم إلى الجذر الجماعي العام (الفونج والبطانة)..!
الإعجاب والافتتان بالبيئة البدوية يتمثّل بخاصة في شعر (محمد سعيد العباسي) أحد شعراء القرن العشرين الكبار في السودان وعبر العالم العربي..فهو مولود في عائلة صوفية شهيرة، وجده هو الشيخ أحمد الطيب مؤسس الطريقة السمانية في السودان..وبعد دراسته في الخلوة أرسلته أسرته إلى مصر حيث انتسب إلى الكلية الحربية، ولكنه هجرها بعد أن مكث فيها عامين..وعاد للسودان وأمضي شطراً كبيراً من حياته يتجوّل في سهول وسهوب كردفان ودارفور على ظهر جمله..يختلط بالبدويين وينشد مادحاً ومتغزّلاً بالجمال الفطري: (حيّاك مليط):
May heavy-laden clouds greet you,
Oh Mellit,
With abundant shower
on your orchard-rich valley
**
حيّاكِ "مليط" صوب العارض الغادي
وجاد واديك ذا الجنّات من وادِ
فكم جَلوتِ لنا من منظرٍ عجبٍ
يُشجي الخليَّ ويروي غُلةَ الصادي
أنتسيتني برحَ أيامي وما أخذتْ
منّا المطايا بايجافٍ وإيخادِ
كثبانك العفرُ ما أبهى مناظرها..
أنسٌ لذي وحشةٍ..رزقٌ لمرتادِ
فباسق النخل ملء الطرفِ يلثم مِن..
ذيل السحابِ بلا كدٍ وإجهادِ
كأنه ورمالاً حوله ارتفعت..
أعلام جيشٍ بناها فوق أطوادِ
وأعيُن الماء تجري في جداولها
صوارماً عَرضوها غير إغمادِ
والوُرقُ تهتف والأظلال وارفة
والـريحُ تـدفع مـيّاداً..لميّادِ
لو استطعتُ لأهديت الخلودَ لها
..لو كان شيءٌ على الدنيا لإخلادِ
**
العباسي عند د.الواثق هو النموذج الكلاسيكي لشعراء القرن العشرين الذين يكتبون بالعربي الفصيح، في ذات الوقت الذي يستلهمون فيه البيئة البدوية..! إنه مفتون بتلك البيئة حتى أن بعض شعره الفصيح يتحوّل إلى نمط (الجراري) وهو تركيبة غنائية تجاري حركة الإبل..وهو غناء ينتشر في كردفان ودارفور حيث قضى الشاعر هناك سنوات طويلة..!
وبالرغم من الدرجات الواسعة من التحديث الحضري، فإن غالبية السودانيين لا يزالون عاطفياً على ارتباط بجذورهم الريفية ..وهذا ربما يفسّر ذيوع (أغنية الحقيبة) واستمرار أشكال أخرى من الأغاني الشعبية التي لا يزال يجري الاحتفاء بها منذ قرن حتى الآن..!
وبعض الولع بهذه الأغنيات ربما يعود جزئياً إلى حقيقة أنها تشابه الشعر البدوي؛ ليس في النَظم فقط ولكن في المحتوى والموضوعات الرئيسية مثل التغزّل في الجمال واستدعاء الشجن والحنين..!
**
صدى جماليات الشعر البدوي يمكن استشعار وجوده حتى الآن في الشعر الغنائي الحديث والأغنيات المصحوبة بالموسيقى..!!
الموسيقار والمطرب (محمد الأمين) وهو من بين أميز الموسيقيين يضيف أحياناً إلى غنائه وموسيقاه نكهة بدوية..! إحدى أغنياته (حروف إسمك) هي رسالة حب رقيقة يروي فيها شاعرها هاشم صديق ما يعنيه له اسم محبوبة روحه:
حروف اسمك جمال الفال ..وراحة البال
وهجعة زول بعد ترحال..
وتنية حلوة للشبال..
ودنيتنا ومشاويرنا وحكاياتنا اللي ما بتنقال
حروف اسمك نجوم ركّت على الياسمين
فرح في عين جمالا حزين
أساور في ايدين طفله
بتحفظ في كتاب الدين..
زفاف عاشقين بعد فُرقه..
وسط باقات دعا الطيبين
**
حروف اسمك
عقد منضوم بخيط النور
وطلّة ورده من السور
ونغمه تنادي من طنبور
وشعلة فرحه في الوادي
تشع جزلانه ليها شهور ..
حروف اسمك وكت اشتاق وارحل ليك
..واسرح في عسل عينيك
بتحضني قبل ألمس حرير ايديك
تأرجحني وتفرحني وتخليني
أدق سدري واقيف وسط البلد واهتف..
بريدك يا صباح عمري..!
انه يرى في حروف اسمها هذا الجو البهيج:
زفاف عاشقين بعد فرقة
وسط باقات دعا الطيبين
هذا ما يسجله "عادل بابكر":
In the letters of your name
I see two lovers united in marriage
after a long parting,
amid cheers and best wishes
from kind hearts
**
ومن أجل تعميق المزاج الاحتفالي في هذا المقطع من الأغنية يدخل (محمد الأمين) إليه بجملة موسيقية ترجّع صدى أغنية شعبية تنشدها البنات خلال طقوس الزواج تخاطب العريس خلال السيرة إلى بيت العروس:
May this path bring you glad tidings
May good fortune lead your way,
and guard you from behind..!!
الليله العديل والزين
والليله العديله تقدمو وتبرا ..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أردوغان يحرج ماكرون مجددًا في قمة الناتو… والمصافحة تتحول إلى «استعراض قوة»!

شهدت قمة الناتو التي انعقدت في لاهاي يومي 24 و25 يونيو موقفاً لافتاً جذب اهتمام الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أحرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مصافحتهما أمام الكاميرات، في مشهد أثار موجة واسعة من التعليقات.

وأظهر مقطع فيديو متداول لحظة مصافحة غير تقليدية بين الرئيسين، إذ أمسك أردوغان بيد ماكرون بقوة واضحة، ودفعه بقسوة إلى الخلف أثناء الوقوف لالتقاط الصور، ما أربك الرئيس الفرنسي، الذي لم يتمكن من الإفلات من قبضة نظيره التركي، وظهر بتعبير وجهٍ يوحي بالارتباك والضيق أمام عدسات الصحفيين.

الفيديو الذي نُشر على نطاق واسع في المنصات الاجتماعية، أعاد إلى الأذهان واقعة مشابهة جرت منتصف مايو الماضي خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية في ألبانيا، عندما تعمّد أردوغان الإمساك بإصبع ماكرون لفترة طويلة بطريقة محرجة، وهو ما وصفه حينها نشطاء بأنه “رسالة سياسية دون كلمات”.

وتنوعت تعليقات النشطاء على الواقعة الأخيرة، إذ كتب أحدهم: “ماكرون وأردوغان… مباراة مصارعة بالأيدي”، بينما علق آخر: “أراد ماكرون استعادة هيبته في قمة الناتو، لكن أردوغان أعاده خطوة إلى الوراء”، واعتبر آخرون أن ماكرون “فشل مجدداً في مواجهة أردوغان حتى في المصافحة”.

تأتي هذه الحادثة على هامش قمة شهدت توافقاً شبه كامل بين الدول الأعضاء على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي، باستثناء إسبانيا، فيما لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة بشأن الملف الأوكراني.

NATO Zirvesi sırasında
????????Cumhurbaşkanı Erdoğan ile Macron’un fotoğraf çekimi esnasında yaşananlar:

Macron el kol hareketi yapmayı seviyor.

Tabii Koca Reis
Macron'u saksı gibi almış başka yere koymus???? pic.twitter.com/PzpcWgfZVE

— Rabia (@papatyakolik06) June 26, 2025

Macron tries to out-grip Erdogan in another handshake showdown—and gets humbled again.

Throwback to when Erdogan pinned Macron’s finger in a quiet power play after he tried the classic hand-over move. pic.twitter.com/cXUZi7ZLmE

— HatsOff (@HatsOffff) June 26, 2025

مقالات مشابهة

  • الهاتف الذي طال انتظاره… شاومي تكشف عن مفاجأتها الكبرى
  • الكونسروة في “فود إكسبو”… ريادة للمنتجات السورية
  • أردوغان يحرج ماكرون مجددًا في قمة الناتو… والمصافحة تتحول إلى «استعراض قوة»!
  • الشعر للناس… أمسية شعرية شبابية تُعيد نبض الكلمة إلى ساحات حلب
  • سلبِيَّتُه تقتلني….فلذة كبدي يَمقُتني
  • أنجي على تستضيف أسماء أبواليزيد الليله فى برنامج أسرار النجوم
  • محمد عاكف العدوان … مبروك قدوم ( عدوان )
  • وفيات الخميس … 26 / 6 / 2025
  • عاجل.. مجلس الوزراء يعيد تشكيل مجلس مفوضي العقبة… اسماء
  • ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع الدولار الأمريكي… إليكم الأسعار الجديدة اليوم