عادة ما تتراوح سلسلة الجريمة من 8-12 حلقة، بينما يتألف مسلسلنا من موسمين، مجموع حلقاتهما 7، تسرد كل حلقة قصة جريمة مختلفة في 45 دقيقة تدور أحداثها في نفس الغرفة (غرفة المقابلة، وغرفة المراقبة، وأحيانًا الممر الخارجي)، فهي تعتمد كليًا على النص، الأمر الذي يُحمّل الممثلين عبء السرد بطريقة غير مقيدة ولا مملة، والمثير للدهشة أنهم يفعلون ذلك بشكل جيد حقًا، فهم يقدمون النص بشكل واضح وجذاب فيبدو أن كل مشتبه به لم يفعل شيئًا، ولكنه حقيقة قد يكون كذلك، وهذا ما يبقيك على الحافة طوال الوقت.

نتحدث عن مسلسل «Criminal Uk»، هو دراما جنائية تم إنتاجها من قبل شركة نتفلكس عام 2019 للكاتب جورج كاي والمخرج جيم فيلد سميث، بطولة كاثرين كيلي، ولي إنجليبي، ومارك ستانلي، وروشندا ساندال وشوبهام، المدربين تدريبًا عاليًا للتحقيق في الجرائم المعقدة في قسم الجرائم الخطيرة في المملكة المتحدة. وعلى الرغم من أن المسلسل يجعل عمل الشرطة يبدو بسيطًا إلى حد ما، حيث لا يتم عرض أي أساس لهذه التحقيقات أو حتى الدفاعات، إلا أنه يقوم بعمل جيد في إظهار ملحمة غرفة الاستجواب، هناك حيث ترى الأرضية الأخلاقية العالية التي يأخذها بعض المجرمون بينما هم أصحاب أفعال قذرة. بشكل عام يمكن القول إن حلقات المسلسل جذابة والأسئلة المطروحة في كل تحقيق هي المعيار الذي يصنع تلك الإضافة في كل مرة، فهي متماسكة ومفتوحة للإجابات والتفسيرات المختلفة، أحيانًا يستخدم المشتبه بهم هذا لصالحهم بشكل ملفت للغاية فيقدموا إجابات مدروسة تمامًا وذكية، وبمجرد أن تشعر أنها صارمة وغير قابلة للكسر يقوم فريق التحقيق بتلك الالتفافة السحرية ليقلبوها تكتيكًا. لا يقدم المسلسل الشخصيات على أنها ببساطة «مجرم سيئ /‏ شرطي جيد»، ولكنه يظهر عيوبًا في شخصيات كليهما، بينما يلعب أيضًا على تحيزات المشاهدين ويدفعهم إلى التشكيك في أخلاقياتهم الخاصة، ففي كل حلقة هناك خطوط قصة رائعة، والكيمياء بين الشخصيات واضحة بشكل كبير مما يجعلك مشدود لها ولطريقة تفاعلها. ولأن كل الأحداث تتم في غرفة ضيقة بين شخصين إلى أربعة أشخاص، فإن ذلك يجعل من الكتابة عمل شاق، إنها مجرد كلمات، انتقاد، نهوض وصراخ.. هذا أكثر ما يمكن عمله، فمن الأفضل أن تكون رائعة وإلا فلن يكون هناك ما يصرف انتباه المشاهد وإحساسه عندما تتفاقم الأمور أو تصبح غير قابلة للتصديق. في الغالب يكون طاقم الممثلين مجرد شخص لواحد أو شخص يقابل اثنين، وعلى الأكثر اثنان مقابل اثنين، لأن المحامي غالبًا ما يحضر التحقيق وهذا يفسح المجال لشدّ الحوار في اتجاهات أوسع. تستجوب الشرطة شخصًا ما، حول جريمة شنيعة في كل حلقة من حلقات المسلسل، وتحاول أن تثبت الجريمة على المستجوب، الذي يستجوب لساعات طول قد تصل لـ 24 ساعة، دون توجيه الاتهام إليه. ففي الموسم الثاني مثلاً في غرفة الاستجواب ذاتها يتم إحضار المشتبه بهم جوليا برايس (صوفي أوكونيدو) وأليكس دانيلز (كيت هارينغتون) ودانييل دان (شارون هورغان) وسانديب سينغ (كونال نايار) للاستجواب بتهمة القتل، والاغتصاب المزعوم، والتواصل غير السليم، والقتل المزدوج على التوالي، حيث يتواجدون في غرفة التحقيق لساعات متفاوتة، منهم من ينهار ليثبت براءته، وآخر ينهار فيعترف بجريمته، ولن يكون بمقدورك كمشاهد أن تخمن إلى أين سينتهي الأمر! فليس لديك أحداث، أو أماكن، أو شخصيات تبني عليها توقعاتك، إنها فقط روايات المشتبه بهم، واتهامات المحققين، لكن في كل الأحوال لن تستطيع الافلات من التأثر بكل ما يحدث. فالحلقات تظهرالكثير من المشاعر المستفزة للكثير من الأسئلة.. ماذا لو؟ ماذا لو كان بريئًا مع كل هذا الضغط وهذه التخمينات وبعض الأدلة الظرفية؟ ماذا لو كان مجرمًا مع كل الضعف والانكسار الذي يتلبسه وسير الوقائع لصالحه؟ وهذا ما يظهر لنا في الحلقة الثالثة من الموسم الثاني، شيء ما مثير في هذه الحلقة بخلاف مونولوج هارينغتون الافتتاحي المثالي، هو كيف يطلب من الضباط الذهاب إلى مكتبه وإخبار الجميع هناك أنه لم يفعل ذلك، يطلب منه لقاء كل النساء في عائلته وإخبارهن أنه ليس مغتصب! لقد تشوهت صورته الآن إلى الأبد بعلامة حيوان جنسي مفترس. إن أداءه، والجزء الأخير من الحلقة مؤثر للغاية لدرجة أنه يتركك تفكر في عواقب الادعاءات الكاذبة وكيف تؤثر على الفرد بكل طريقة ممكنة. تميز المسلسل كذلك، بتصوير فريد يركز بشكل كبير على الشخصيات والعلاقات بينهم، والتفاصيل الدقيقة، وخاصة على تعبيرات الوجه، وحركات الجسم، واللغة غير اللفظية للممثلين لكون المسلسل يصور بالكامل في مكان واحد، ما يجعله تجربة مختلفة تُسَهّل على المشاهد الاندماج في عالمهم، وفهم العواطف التي تحركهم، وقد تم استخدام الألوان بشكل محدود في المسلسل، حيث تميل الألوان إلى والأبيض والأسود، ما يساعد في إعطاء الشعور بالجو المشحون والدرامي للمشهد.
يشار إلى وجود نسخ لهذا العمل عدا النسخة البريطانية وهي إسبانية، ألمانية، وفرنسية، وعلى الرغم من إصداراته العديدة لدول مختلفة، فقد تم تصوير العرض بالكامل في مكان واحد، حيث تم استخدام مركز إنتاج نتفلكس في مدريد لهذا الغرض، إنها مجموعة رباعية من الإصدارات لنفس المفهوم تعرض عالميًا، وهي تلبي احتياجات جمهورها الدولي، مع قدرة فريق العمل لكل بلد على ابتكار قصصه الخاصة وطريقة التمثيل المتفردة، وإلى حد ما أسلوبه في الاستجواب.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

بالأحمر.. نيكول سابا تتألق بأحدث ظهور لها

شاركت الفنانة نيكول سابا جمهورها بصور لها من أحدث ظهور، وذلك عبر حسابها الشخصي بموقع تبادل الصور والفيديوهات “إنستغرام ”.

وظهرت “نيكول” وهي ترتدي فستان باللون الأحمر، ووضعت ماكياج مناسب للون بشرتها، وتركت شعرها منسدلا مما أثار تفاعل وإعجاب عدد كبير من الجمهور معها.

 

أحدث أعمال نيكول سابا

 

في مفاجأة غير متوقعة، أعلنت نيكول سابا عن قرب طرح عمل فني جديد تحت عنوان "دوشة"، دون أن تكشف عن تفاصيله كاملة. واكتفت بنشر صور عبر حسابها على إنستجرام معلقة: "احنا عاملين دوشة، استنونا في حاجة روشة"، مما أثار فضول متابعيها الذين بدأوا يتكهنون بنوعية العمل، سواء كان أغنية جديدة أم مشروع تمثيلي جديد.

شخصية "رقية العسكري" تشعل مواقع التواصل

وعلى صعيد التمثيل، استطاعت نيكول سابا أن تثير الجدل وتلفت الأنظار من خلال شخصية "رقية العسكري" في مسلسل "وتقابل حبيب"، التي لاقت رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب قوة الشخصية وجرأتها في مواجهة شخصية "ليل الحسيني" التي تجسدها ياسمين عبد العزيز.

وقد تصدرت نيكول التريند لعدة أيام متتالية، وسط إشادة من الجمهور بأدائها وتمكنها من الدور.

إطلالة جديدة ورسائل معبرة

نشرت نيكول عبر حساباتها الرسمية جلسة تصوير حديثة على خلفية أغنية "الحب عيبنا" للنجم رامي صبري، والتي تزامن طرحها مع عرض الحلقات الأولى من المسلسل. 

 

وعلقت نيكول على الصور قائلة: "المرأة القوية تحب بكل قلبها، لكنها لا تسمح لأحد بأن يكسرها". 

وقد اعتبر المتابعون هذا التعليق ترجمة حقيقية لروح شخصية "رقية" التي تعيش صراعًا بين الحب والكرامة، وتحرص على الحفاظ على زواجها رغم الصعوبات.

أبطال المسلسل وكواليسه

شاركت نيكول سابا في بطولة مسلسل "وتقابل حبيب" نخبة من نجوم الدراما، أبرزهم ياسمين عبد العزيز، خالد سليم، كريم فهمي، أنوشكا، صلاح عبد الله، محمود ياسين، وإنجي كيوان، المسلسل من تأليف عمرو محمود ياسين، وإخراج محمد الخبيري، ويُعد من أبرز الأعمال الدرامية التي تحظى باهتمام واسع خلال الفترة الحالية.

مقالات مشابهة

  • طارق فهمي: لن يكون هناك سلام في المنطقة بدون حل القضية الفلسطينية
  • “من فكرة تقنية إلى شركة ناشئة”… معسكر تدريبي للشباب الريادي بحمص
  • بالأحمر.. نيكول سابا تتألق بأحدث ظهور لها
  • الوزير محمد صلاح: نستغل فائض الطاقات الإنتاجية في تصنيع منتجات مدنية تخدم قطاع الأسرة بجودة عالية وأسعار تنافسية
  • الزمالك يتحفظ على فكرة إبرام صفقات من دوري المحترفين
  • وزير الخارجية الإماراتي يتحفظ تجاه فكرة الثقة بالرئيس السوري.. سابقة لأوانها
  • وزيرا الاقتصاد والعمل زارا جناح الريجي في معرض صُنع في لبنان ونوّها بجودة مستواها الصناعي
  • مؤسسة النفط: إنتاج وتصدير النفط والغاز يسير بشكل طبيعي
  • المشهداني:لن يكون هناك سلاح منفلت بعد الآن
  • مسلسل برستيج.. رحلة تائهة بين الكوميديا والجريمة