"واشنطن بوست": قوانين "طالبان" المتشددة لم تقتصر على النساء بل أصابت الرجال أيضا
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن القوانين المتشددة التي تفرضها حركة طالبان في أفغانستان لم تعد تقتصر على النساء فقط بل أصبحت تصيب الرجال أيضًا.
وأشارت الصحيفة - في مقال للكاتب ريك نواك - إلى أن حركة طالبان، التي تتولى مقاليد الحكم في أفغانستان منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام بعد الإطاحة بالحكومة الموالية للولايات المتحدة، بدأت تفرض قوانين صارمة تقيد من حرية الرجال مثل إلزامهم بإطلاق لحيتهم وعدم التشبه في ملابسهم أو سلوكهم بأبناء الدول الغربية مثل ارتداء ملابس الجينز أو حلاقة الشعر على الطريقة الغربية.
وذكر المقال أن القوانين الجديدة تحظر على الرجال النظر إلى أي امراة غريبة والسماح لهم فقط بالنظر لزوجاتهم ومحارمهم.
ويلفت المقال إلى أن طالبان اعتادت منذ توليها السلطة في أفغانستان فرض قوانين متشددة على المرأة من شأنها تقييد حريتها مثل الحرمان من التعليم وتقلد الوظائف العامة، إلا أن الملفت للنظر هو تطبيق مثل هذه القيود على الرجال أيضًا.
وأورد المقال شهادة بعض سكان العاصمة كابول التي يقولون فيها إن القيود المفروضة على الرجال تشمل المرور على المنازل لتفقد الرجال الذين لم يرتادوا المساجد لأداء الصلاة، مشيرا إلى المخاوف التي بدأت تنتاب العديد من الموظفين العموميين في البلاد من فقدان وظائفهم إذا لم يطلقوا لحاهم.
وأضاف المقال أن أصحاب صالونات الحلاقة بدأوا يرفضون حلق اللحية أو حتى تهذيبها خشية الوقوع تحت طائلة العقاب من جانب سلطات طالبان.. موضحا أن سلطات طالبان بدأت في توقيف سائقي سيارات نقل الركاب في حال عدم التزامهم بتلك التعليمات مثل السماح لامرأة بركوب السيارة دون محرم.
وأوضح المقال أن القوانين الجديدة تسمح لقوات إنفاذ القانون باحتجاز المخالفين لمدة ثلاثة أيام وفي حالة عدم الالتزام بأداء الصلاة في المسجد يتم تحويل المخالفين للمحكمة وخضوعهم لعقوبات قد تصل إلى الغرامة أو السجن.
وتشير الصحيفة إلى شهادة أحد المواطنين التي يتضجر فيها من تلك القيود حيث يقول "نحن جميعا مسلمون ملتزمون ونعرف الحلال والحرام ولايجب فرض الدين علينا بالقوة".
واختتم كاتب المقال قائلا إن تلك المارسات من جانب حركة طالبان دفعت العديد من المواطنين إلى التفكير جديا في مغادرة البلاد حتى هؤلاء الذين أعلنوا تأييدهم لحركة طالبان في بداية توليها السلطة في أفغانستان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حركة طالبان أفغانستان فی أفغانستان
إقرأ أيضاً:
خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء
لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك، إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً. اعلان
لم تكن إيران تملك ترف انتقاء شكل الردّ أو حجمه بعد الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة، والتي استهدفت مواقع شديدة الحساسية في عمق أراضيها، من منشآت نووية إلى مقار عسكرية واغتيالات طالت كوادر علمية وأمنية من الصف الأول. فالهجوم لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل تحدٍ مباشر لهيبة النظام الإيراني في لحظة إقليمية ودولية فارقة، وضعت طهران أمام مفترق وجودي: إما أن ترد، وإما أن تخسر موقعها كقوة إقليمية صاعدة.
الردّ خيار استراتيجي لا رفاهية سياسيةالرد لم يكن خياراً سيادياً فقط، بل ضرورة استراتيجية. نظريا، لا يمكن لأي نظام أن يصمت أمام استهداف مباشر بهذا الحجم دون أن يدفع ثمناً سياسياً باهظاً. الشارع الإيراني، الذي يعيش أصلاً تحت وطأة العقوبات، والتدهور الاقتصادي، وفقدان الثقة بمخرجات السياسات الخارجية، كان سينفجر لو لم تأتِ طهران برد يوازي حجم الضربة. فالمعادلة هذه المرة لم تكن مع إسرائيل وحدها، بل مع الرأي العام الداخلي أيضاً، وهو ما دفع النظام إلى التعامل مع التصعيد على أنه معركة بقاء، لا مجرد أزمة عابرة.
في المقابل، يعلم صانع القرار الإيراني أن أيّ تهاون في الرد سيُفسَّر على أنه تراجع استراتيجي، وسيقوّض عقوداً من استثمار النفوذ في ساحات مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن. ولعل الأهم، أن الصمت كان سيُعطي انطباعاً بأن تل أبيب نجحت في تحجيم طهران دون أن تدفع الثمن، ما كان ليشكّل للنظام سابقة خطيرة في ميزان الردع الإقليمي.
Relatedالملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في العدد وأسئلة حول الفعاليةكيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات الأزمات؟حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح واشنطن بالقوة تجاه إيران؟غياب الدور العربي: فراغ تملؤه طهرانالرد الإيراني، وإن بدا منضبطاً ضمن حسابات عدم الانزلاق إلى حرب شاملة، إلا أنه حمل رسالة مزدوجة: نحن حاضرون للمواجهة إذا فُرضت، ولسنا بصدد استيعاب الإهانة. لقد اختارت طهران أن تردّ عبر عشرات الصواريخ والمسيّرات على العمق الإسرائيلي، ليس فقط لإثبات قدرتها، بل لتقول لكل من يراهن على إضعافها في لحظة ارتباك، إنها لا تزال لاعباً حاضراً في معادلة الردع.
لكن المشهد أعقد من مجرد تبادل ضربات. فإيران تخوض، بحسب مقاربتها، صراعاً من أجل تثبيت شرعيتها الداخلية والإقليمية، في ظل تراجع واضح للدور العربي الرسمي، وانكفاء كثير من العواصم عن مواجهة إسرائيل أو حتى مجاراتها دبلوماسياً. وهذا ما يجعل طهران ترى في هذه المعركة فرصة لإعادة تصدير نفسها كقوة طليعية في مواجهة تل أبيب، خاصة بعد ما جرى في غزة، وما أثاره من رد فعل شعبي في العالم العربي لأي طرف يرفع راية المواجهة مع إسرائيل.
هكذا، فإن إيران اليوم لا تحارب فقط من أجل رد الاعتبار بعد الهجمات، بل من أجل استمرار مشروعها. هي تدافع عن منظومة سياسية وأمنية واقتصادية تعاني داخلياً وتخسر تدريجياً عمقها الشعبي. وتقاتل لتحمي موقعها من الانهيار تحت ضغط العزلة الدولية، وتقاتل ليثبت بأنها ما زالت قادرة على فرض المعادلات، لا مجرد التفاعل معها.
معركة بقاء لا مواجهة عابرةختاماً، لا يمكن قراءة ردّ إيران في سياق عسكري محدود. فالمعادلة أوسع من صاروخ هنا أو ضربة هناك. إنها معركة بقاء سياسية واستراتيجية، داخلياً وخارجياً، يخوضها النظام في طهران تحت عنوان: لا عودة إلى الوراء، ولا خيار سوى المواجهة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة