البربرية الإسرائيلية تسعى لتحويل لبنان إلى غزة أخرى
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
◄ الاحتلال يستهدف مستشفيات ومراكز طبية وسيارات إسعاف
◄ 274 شهيدا في يوم واحد نتيجة القصف الإسرائيلي على لبنان
◄ 21 طفلا و39 امرأة من بين شهداء القصف الدامي
◄ مسؤول لبناني: عدد الشهداء هو الأكبر منذ نهاية الحرب الأهلية
◄ جيش الاحتلال يطالب اللبنانيين بإخلاء المنازل في العديد من المناطق
◄ رصد 80 ألف مكالمة تطلب من السكان إخلاء منازلهم
◄ نزوح غير مسبوق من جنوب لبنان بعد غارات إسرائيلية دامية
◄ فتح المدارس في بيروت وطرابلس كملاجئ للنازحين من الجنوب
◄ حزب الله ينفذ سلسلة من الهجمات الصاروخية استهدفت العمق الإسرائيلي
◄ نتنياهو: إسرائيل ستواجه أياما صعبة وعلينا الحفاظ على وحدتنا
◄ أمين عام الأمم المتحدة يحذر من تحويل لبنان إلى غزة أخرى
الرؤية- غرفة الأخبار
صعدت إسرائيل من عملياتها العسكرية على لبنان منذ الساعات الأولى من أمس الإثنين، وذلك باستهداف مناطق واسعة من جنوب لبنان، بالإضافة إلى تنفيذ ضربة جوية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية باستشهاد أكثر من 274 شخصًا وإصابة المئات نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية، من بينهم 21 طفلا و39 امرأة، في حين أصيب 1024 آخرون نتيجة القصف العشوائي للمنازل والمدن اللبنانية.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض- في مؤتمر صحفي- إنَّ الغارات استهدفت مستشفيات ومراكز طبية وسيارات إسعاف.
ويعد هذا العدد من الشهداء هو الأكبر في يوم واحد منذ عقود، مما يزيد من حدة التوترات التي تشهدها الجبهة اللبنانية منذ السابع من أكتوبر.
وصرح مسؤول لبناني بأن هذا أكبر عدد قتلى منذ نهاية الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
ولقد طالبت إسرائيل اللبنانيين بإجلاء العديد من المناطق والبلدات والتوجه للمساجد والمدارس، زاعمة أن حزب الله يستخدم المنازل لتخزين الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة.
وقال عماد كريدية رئيس شركة الاتصالات اللبنانية أوجيرو لرويترز، إن الشبكة رصدت أكثر من 80 ألف مكالمة تطلب من الناس إخلاء مناطقهم، دون أن يتم الرد على جميع هذه المكالمات.
وذكر وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري إن الوزارة تلقت مكالمة مماثلة لإخلاء المبنى، لكنه أشار إلى أنَّ الوزارة لن تفعل وقال لرويترز "هذه حرب نفسية".
وأفاد مكتب وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي في بيان إن الوزير فتح المدارس في بيروت ومدينة طرابلس في شمال البلاد وفي جنوب لبنان كملاجئ في ظل نزوح المواطنين بكثافة.
بدوره، نفذ حزب الله اللبناني سلسلة من الهجمات الصاروخية استهدفت العمق الإسرائيلي، ووصلت إلى مستوطنات بالضفة الغربية، ردا على أعنف هجوم جوي تشنه تل أبيب على لبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وضربت الصواريخ مواقع في الجولان والجليل وحيفا وعكا، كما سقط بعضها في مستوطنات إسرائيلية غرب سلفيت وشرق قلقيلية وجنوب نابلس في الضفة الغربية، وفقا لتقارير إعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية باشتعال النيران في موقع للجيش الإسرائيلي قرب سلفيت، كما بثت منصات فلسطينية مشاهد تظهر سقوط صواريخ من لبنان على مستوطنات ومحيطها شمال غربي الضفة الغربية.
وأطلقت إسرائيل صافرات الإنذار في مناطق واسعة تشمل ما يُعرف بتل أبيب الكبرى ومواقع قريبة من مطار بن غوريون، وكذلك في مرج بن عامر والضفة الغربية.
وأعلن حزب الله في سلسلة من البيانات أنه قصف بعشرات الصواريخ قاعدة ومطار رامات دافيد ومقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم ومجمعات الصناعات العسكرية لشركة رافائيل بمنطقة زفولون شمال مدينة حيفا.
كما أعلن استهداف المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ.
وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إنَّ حزب الله أطلق صواريخ بعيدة المدى للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب.
وفي المُقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستواجه "أياما صعبة" في الوقت الذي تكثف فيه الضربات على حزب الله في جنوب لبنان، ودعا الإسرائيليين إلى الحفاظ على وحدتهم مع استمرار الحملة.
وأضاف في رسالة بعد تقييم الوضع في مقر للجيش داخل تل أبيب: "وعدت بأننا سنغير التوازن الأمني وتوازن القوى في الشمال، وهذا بالضبط ما نفعله".
وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في مقطع مصور نشره مكتبه: "نكثف هجماتنا في لبنان، وستستمر العمليات حتى نحقق هدفنا بإعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان، وهذه أيام يتعين فيها على الإسرائيليين التحلي بالهدوء".
ولقد حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من مخاطر تحويل لبنان إلى "غزة أخرى" في خضم تصعيد للأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وقال جوتيريش في تصريح لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية: "ما يثير قلقي هو خطر تحويل لبنان إلى غزة أخرى".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: جنوب لبنان لبنان إلى حزب الله غزة أخرى
إقرأ أيضاً:
رأي.. عمر حرقوص يكتب: القوة الأممية في لبنان بين اعتداءات الأهالي والرفض الإسرائيلي
هذا المقال بقلم الصحفي والكاتب اللبناني عمر حرقوص*، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
يبدو أن ملف قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" يقترب من الإنهاء بعد 47 عاماً من انطلاق عملها، بحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصادر أميركية، مشيرة إلى أن واشنطن تدرس إنهاء دعمها للقوة الأممية، فيما أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى قرار أميركي بالتصويت ضد تمديد تفويض قوات "اليونيفيل"، مضيفة أن إسرائيل والولايات المتحدة اتفقتا على ضرورة وقف عملياتها.
قصة "اليونيفيل" بدأت إثر الاجتياح الإسرائيلي الأول لجنوب لبنان عام 1978 حين قرر مجلس الأمن الدولي نشر قوة سلام تفصل بين الجيش الإسرائيلي وبين فصائل فلسطينية ولبنانية، على أن يؤدي هذا الانتشار إلى انسحاب إسرائيلي وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الاجتياح بظل اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1948.
ولكن الحرب الأهلية والصراعات الإقليمية والدولية على الأراضي اللبنانية مددت عمل هذه القوة وجعلت منها طوال سنوات مطلباً لبنانياً شعبياً ورسمياً، بحجة منع ضم مناطق من جنوب البلاد إلى إسرائيل، فيما عانت هذه القوة طوال العقود الأربعة من هجمات لقوى لبنانية أدت إلى مقتل العديد من جنودها، ولم يكن وجود "اليونيفيل" مقبولاً لدى "حزب الله" فهو يتهم عناصرها دوماً بأنهم جواسيس، بينما تتهم إسرائيل الجنود الأمميين بالتقاعس عن تأدية مهامهم والتغافل عن قيام الميليشيات بحفر أنفاق ونقل أسلحة وبناء قواعد في مناطق تنفيذ القرار الأممي.
في السنوات الأخيرة، وتحت مُسمى "الأهالي" أدى أعضاء من حزب الله أو مناصريه دور قطع الطرق على القوة الدولية لمنعها من استكمال مهامها، وصولاً إلى قتل عناصرها بالرصاص مثلما حصل في منطقة العاقبية جنوب مدينة صيدا، أو بالعبوات الناسفة مثلما وقع قرب بلدة الخيام الحدودية، ليتعرض الجنود الأمميون إلى ضغط متواصل بين "مطرقة حزب الله وسندان الاتهامات الإسرائيلية".
الحديث عن إنهاء دور القوة الأممية يجري بظل تكثف الغارات والضربات الإسرائيلية مستهدفة عناصر من "حزب الله" بالإضافة إلى قصف قواعد عسكرية في الجنوب وتدمير أبنية في الضاحية الجنوبية لبيروت بتهمة وجود معامل لإنتاج الطائرات المسيرة التي أصبح استخدامها بديلاً عن الصواريخ في الحروب الحديثة.
الدولة اللبنانية ومنذ انتخاب جوزاف عون رئيساً للبلاد أعلنت مراراً نيتها بسط سلطتها على كامل البلاد ومنع وجود السلاح غير الشرعي. إلا أن هذا الموقف لم يدم طويلاً، حيث تراجعت الرئاسة عن الحديث الصريح بشأن السلاح، مع بدء تحرك المفاوضات الأمريكية–الإيرانية، ليتحول هذا الموقف إلى "حوار" مع مسؤولين من "الحزب" وتعيين أحد أبرز المقربين من "حزب الله" مستشاراً للرئاسة اللبنانية.
ويُفسّر مراقبون هذا التراجع على أنه مناورة سياسية تهدف إلى تجنب استفزاز "الحزب" في هذه المرحلة، حيث يظن بعض السياسيين أن إيران ستستعيد نفوذها في لبنان كجزء من صفقة أوسع قد تشمل تنازلات في الملف النووي مقابل نفوذ سياسي إقليمي أكبر.
في المقابل، تعرّض رئيس الحكومة نواف سلام لهجوم شديد من قبل إعلام "حزب الله" ومسؤوليه، بعد مطالبته بحصر السلاح بيد الدولة. وبلغ الهجوم حد اتهامه بالتعامل مع إسرائيل، وهو أسلوب اعتاد الحزب استخدامه لتخوين خصومه، خاصة عندما تُطرح مسألة سلاحه كعقبة أمام قيام الدولة.
بالتوازي مع التصعيد العسكري، تشير تقارير إعلامية إلى أن "حزب الله" يحاول إعادة تنظيم قدراته التسليحية عبر مشاريع لإنتاج أسلحة متقدمة، مستفيداً من الهدوء النسبي في الداخل وانشغال القوى الإقليمية والدولية بملفات أخرى. ويُعد هذا التوجه محاولة لإظهار القوة من جديد بعد الضربات الإسرائيلية، ولتخويف خصومه الداخليين الذين يرفعون الصوت ضد هيمنته.
يُظهر الوضع اللبناني الراهن تعقيداً شديداً وتداخلاً للأزمات، حيث تتضافر العوامل الداخلية والخارجية لتجعل من حل أزمة سلاح "حزب الله" وبسط سلطة الدولة أمراً بالغ الصعوبة. بينما يُحاصر الداخل اللبناني بين عجز الدولة عن فرض سلطتها، وتحوّل "السلاح" إلى أداة محتملة في لعبة التوازنات الرئاسية. وفي ظل هذا الوضع، يبقى السلام هشاً، ومعرضاً للانفجار في أي لحظة ما لم يتم التوصل إلى تفاهم شامل يعيد للدولة سيطرتها ولمؤسساتها استقلالها عن التغيرات الدولية والإقليمية.
*عمر حرقوص، صحفي، رئيس تحرير في قناة "الحرة" في دبي قبل إغلاقها، عمل في قناة "العربية" وتلفزيون "المستقبل" اللبناني، وفي عدة صحف ومواقع ودور نشر.
إسرائيللبنانحزب اللهرأينشر الثلاثاء، 10 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.