الصليب الأحمر في دارفور: نصف مليون نازح فروا من الفاشر خلال أيام
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
قال جون باتريك نوتون رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دارفور إن نحو 500 ألف شخص فروا من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور إلى بلدة طويلة غربي المدينة خلال الأيام الأخيرة، وأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقدر عدد النازحين في السودان بنحو 5 ملايين شخص منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023.
وأكد جون باتريك نوتون -في لقاء على الجزيرة- إن السكان في إقليم دارفور في حاجة ماسة لأبسط أشكال المساعدات الإنسانية، بحيث يصبح من الصعوبة إحصاء أعداد القتلى جراء الاشتباكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر.
وتشهد مدينة الفاشر في شمال دارفور وضعا إنسانيا بالغ القسوة، إذ تتصاعد حدة القتال بين قوات الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع وسط تدهور شامل في الأوضاع المعيشية وانهيار المنظومة الصحية، في حين تتحدث منظمات دولية عن مجازر مروعة وأعداد ضخمة من النازحين.
ومن جهته، قال وزير الصحة في إقليم دارفور بابكر حمدين في تصريحات لقناة الجزيرة إن آلاف المدنيين قتلوا خلال اليومين الماضيين في مدينة الفاشر نتيجة الاشتباكات، لافتا إلى أن انقطاع الاتصالات والطرقات يحول دون تحديد أعداد الضحايا بدقة، لكن شهادات الخارجين من المدينة تشير إلى مجازر مروعة وانهيار شامل للمنظومة الصحية.
وأضاف حمدين أن المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال الجرحى أو توفير الأدوية، وأن الجثث تملأ الشوارع في حين يحاول المدنيون الهروب بأي وسيلة ممكنة.
وبدروه، أكد نوتون حرص المؤسسات الإنسانية على توسيع المخيمات في طويلة لاستقبال الأعداد المتزايدة من النازحين، مشيرا إلى أن ما يحتاجه الأهالي في السودان، إلى جانب الغذاء والدواء، هو وسائل الاتصال التي تمكنهم من التواصل مع ذويهم بعد أن انقطعت بينهم السبل.
كما أكد أن الصليب الأحمر يسعى لتوفير خدمات الاتصال المجانية وتقديم الدعم الطبي والإنساني لمن فقدوا كل شيء حتى أبسط الاحتياجات كالأحذية والملابس.
إعلانمن جهتها أكدت مصادر طبية وصول أكثر من 100 أسرة نازحة من الفاشر إلى بلدة طويلة غربي المدينة، في حين دعت منظمة أطباء بلا حدود إلى إنقاذ حياة المدنيين في الفاشر والسماح لهم بالخروج إلى مناطق أكثر أمانا.
أما عن عدد الناس الذين لازالوا ماكثين في الفاشر، فأوضح أنه من الصعب إحصاء أعدادهم نظرا لصعوبة الوصول للمنطقة وغياب أي وسيلة للتواصل معهم.
ولا يقتصر دعم الهيئة الدولية للصليب الأحمر على دعم مدينة الفاشر فحسب، بل تقوم بدعم عموم دارفور، بالإضافة إلى دعم كافة المناطق الأخرى في ظل الأحداث المتواترة التي تعاني منها السودان.
ودعا المسؤول التابع للصليب الأحمر جميع الأطراف لاحترام القانون الدولي الإنساني، واحترام السكان والبنى التحتية التي تدعم السكان وأن يتعاملوا مع الجميع بما يحفظ الكرامة الانسانية.
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان 2023 حربا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وقد قُتل خلالها نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليونا بين نازح ولاجئ، وفق تقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الدعم السریع مدینة الفاشر فی حین
إقرأ أيضاً:
مخاوف على المدنيين بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على الفاشر في غرب السودان
الخرطوم- دعا حاكم إقليم دارفور الموالي للجيش في السودان الاثنين27 اكتوبر 2025، إلى حماية المدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر، غداة إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة الإستراتيجية التي تعاني من الجوع منذ أشهر، في وقت حذر فيه الأمين العام للأمم المتحدة من "تصعيد مروّع للنزاع".
وكانت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، آخر مدينة كبيرة بين أيدي الجيش، وذلك بعد حصار استمرّ أكثر من عام.
وحذّر محللون من أن هذا التطور قد يؤدي فعليا إلى تقسيم السودان، بحيث يحتفظ الجيش بالسيطرة على الشمال والشرق والوسط، فيما تهيمن قوات الدعم السريع على دارفور وأجزاء من الجنوب.
ولم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني على إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مقر القيادة العسكرية في المدينة.
وبحسب نقابة الصحافيين السودانيين، قُطعت كافة اتصالات "ستارلينك"، شبكة الإنترنت الوحيدة التي كانت تعمل في المدينة، ما أدخل الفاشر في "ظلام إعلامي تام".
وفي الساعات الماضية، بثت قوات الدعم السريع مقاطع مصوّرة تُظهر مئات الرجال بالزي المدني جالسين على الأرض ومحاطين بمقاتلين، وقدّمتهم على أنهم أسرى من صفوف الجيش أو القوات المشتركة الحليفة له.
وقال حاكم دارفور مني أركو مناوي في منشور على منصة إكس إن "سقوط الفاشر لا يعني التفريط بمستقبل دارفور لصالح جماعات العنف أو مصالح الفساد والعمالة".
وأضاف "نطالب بحماية المدنيين، والإفصاح عن مصير النازحين، وتحقيق مستقل في الانتهاكات والمجازر التي تقوم بها مليشيا (الدعم السريع) بعيدا من الأنظار".
وحذّر غوتيريش الاثنين من "تصعيد مروّع للنزاع" في السودان، وقال ردا على سؤال لوكالة فرانس برس في ماليزيا إن "مستوى المعاناة التي نشهدها في السودان لا يمكن تحمّله".
ولفت غوتيريش إلى أنه "من الواضح أن الأمر لم يعد مجرد صراع سوداني بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل نشهد تدخلا خارجيا متزايدا يقوّض فرص التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحلّ سياسي".
- "ممرات إنسانية" -
في المقابل، أوضحت تنسيقية "لجان مقاومة الفاشر" أن المعارك تواصلت الإثنين في محيط مطار المدينة وفي مناطق عدة غربها، مشيرة إلى قصف مكثف" من قبل قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو.
من جهته، قال قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان الأحد، إنه بحث "حصار ميليشيا الدعم السريع لمدينة الفاشر" خلال لقائه السفير التركي في بورتسودان، المدينة الساحلية الواقعة في شرق البلاد.
وطالب منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، بتأمين ممرات آمنة للمدنيين، مؤكدا أن "مئات الآلاف من السكان محاصرون داخل المدينة في حالة من الرعب، يتعرضون للقصف والجوع، ولا يستطيعون الوصول إلى الغذاء أو الرعاية الطبية أو الأمان".
كما دعا المبعوث الأميركي إلى إفريقيا مسعد بولس، قوات الدعم السريع إلى فتح "ممرات إنسانية" لإجلاء المدنيين.
ورغم تصريحات قوات الدعم السريع المتكررة بشأن "حماية المدنيين"، اتهمتها تنسيقية "لجان مقاومة الفاشر" بارتكاب فظائع، قائلة إن "الأبرياء يتعرضون لأبشع أنواع العنف والتطهير العرقي".
وأعربت نقابة الصحافيين عن "قلق بالغ على سلامة الصحافيين المتواجدين في الفاشر في ظل هذه الظروف الاستثنائية والصعبة".
وقالت إن الصحافي المستقل معمر إبراهيم محتجز لدى قوات الدعم السريع منذ الأحد، مؤكدة صحة صور متداولة على مواقع التواصل تُظهره محاطا بمقاتلين من تلك القوات.
وفي الأشهر الأخيرة، تحولت الفاشر إلى إحدى أبرز جبهات القتال في الحرب السودانية التي دخلت عامها الثالث وأودت بعشرات الآلاف وتسببت بتهجير نحو 12 مليونا، في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وتقول المنظمة الدولية إن قوات الدعم السريع تحاصر نحو 260 ألف مدني داخل الفاشر، يعانون استشراء الجوع وانعدام الرعاية الصحية وانقطاع الاتصالات، فيما فرّ أكثر من مليون شخص من المدينة منذ اندلاع الحرب.