ما هي جهود الهسبراه لتدريب ChatGPT ليكون أكثر دعما لـإسرائيل؟
تاريخ النشر: 28th, October 2025 GMT
استعانت الحكومة الإسرائيلية بشركة "كلوك تاور - Clock Tower X LLC"، وهي شركة جديدة لإنشاء محتوى إعلامي موجه لجمهور "جيل زد - Gen Z" وذلك بعقد قيمته 6 ملايين دولار، على أن يتركز على منصات تيك توك و وانستغرام ويوتيوب وغيرها، بهدف تحقيق 50 مليون ظهور شهريًا على الأقل.
وتأتي هذه الجهود ضمن المحاولات الدعائية لـ"إسرائيل" وترويج سرديتها وروايتها للأحداث التي تجري في المنطقة العربية، لا سيما خلال السنتين الماضيين وحرب الإبادة ضد قطاع غزة، وذلك ضمن ما يُسمى إسرائيليا بـ"الهسبراه".
استغلال الـAI
وستعمل شركة "كلوك تاور" على إطلاق "مواقع إلكترونية ومحتوى لتوجيه نتائج صياغة GPT في المحادثات التي تجريها النماذج الخاصة به"، بمعنى أن الشركة ستنشئ مواقع جديدة تهدف إلى التأثير على الطريقة التي تُطوِّر بها نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، التي تُدرَّب على كميات هائلة من البيانات من مختلف أنحاء الإنترنت، فهمها للمواضيع وطريقة استجابتها لها، وذلك نيابةً عن "إسرائيل".
وكجزء من هذا العمل، ستستخدم الشركة أيضًا برنامج تحسين محركات البحث "MarketBrew AI"، وهو منصة ذكاء اصطناعي تنبؤية تساعد العملاء على التكيف مع الخوارزميات والترويج لأعمالهم على محركات البحث الشهيرة، بحسب ما نقل موقع "ريسبانسوبل ستيتكرافت".
وسيأتي هذا التركيز لتحسين ظهور وترتيب السرديات ذات الصلة، بينما ستعمل أيضا الشركة على دمج رسائلها المؤيدة لـ"إسرائيل" ضمن منصات شبكة "سايلم ميديا - Salem Media Network"، وهي مجموعة إعلامية مسيحية محافظة تمتلك شبكة إذاعية واسعة وتنتج برامج بارزة مثل برنامج "هيو هيويت" وبرنامج "لاري إلدر" و"الرؤية الصحيحة" مع لارا ترامب.
وفي أبريل/ نيسان، أعلنت الشبكة الإعلامية أن دونالد ترامب الابن ولارا ترامب أصبحا من المساهمين الرئيسيين في الشركة، ولم ترد "سايلم ميديا" على سؤال حول ما إذا كانت ستحصل على مقابل مالي من "كلوك تاور" مقابل الترويج لرسائل نيابةً عن "إسرائيل"، أو حول الطريقة التي ستُدمج بها تلك الرسائل في محتواها الإعلامي.
ويُعد براد بارسكال، مدير حملة ترامب السابق والمستشار الذي تعاقد مع شركة "كامبريدج أناليتيكا" المثيرة للجدل للاستهداف الدقيق خلال حملة ترامب عام 2016، محور الصفقة الجديدة للحكومة الإسرائيلية. ويرأس بارسكال شركة "كلوك تاور"، وهو أيضًا الرئيس التنفيذي الجديد للاستراتيجية في مجموعة "سايلم" الإعلامية.
ولا تكشف الشركة في عقدها الكثير عن أنواع الرسائل التي سيتم ترويجها نيابة عن "إسرائيل"، إلا أنه وفقًا لملفها بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، تم التعاقد مع شركة "كلوك تاور" للمساعدة في "تنفيذ حملة وطنية في الولايات المتحدة لمكافحة معاداة السامية".
ويذكر أن المسؤول الرئيسي في الشركة هو إران شايوفيتش، رئيس ديوان وزارة الخارجية الإسرائيلية، ووفقًا لملفه على لينكدإن، فهو يقود حملة تُسمى "المشروع 545" تهدف إلى "تعزيز جهود إسرائيل في التواصل الاستراتيجي والدبلوماسية العامة".
سيستهدف عمل "كلوك تاور" شريحة من الشعب الأمريكي انفصلت بشكل حاد عن دعمها لـ"إسرائيل"، فقد أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "غالوب" في تموز/ يوليو 2025، أن 9 بالمئة فقط من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا يؤيدون "العمل العسكري" الإسرائيلي في غزة.
وتُظهر استطلاعات رأي أخرى تراجعًا في شعبية "إسرائيل" بشكل عام بين الجمهور الأمريكي.
View this post on Instagram A post shared by Times of Palestine (@paltimesnews)
وستكمل "كلوك تاور" "تقريرًا بحثيًا أوليًا عن الثقافة والديموغرافيا والمشاعر لإسرائيل"، وقد أجرت شركة أمريكية أخرى، وهي "ستاغويل غلوبال"، مؤخرًا استطلاعًا مشابهًا لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
في حين كانت النتائج أكثر إيجابية لـ"إسرائيل" من غيرها من الاستطلاعات، إلا أن الاستطلاع، الذي سُرّب إلى موقع "دروب سايت - Drop Site"، وجد أن 47 بالمئة من الأمريكيين يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوضح في اجتماع مع مؤثرين مؤيدين لـ"إسرائيل"، أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أهم سلاح تملكه "إسرائيل"، قائلا: "سيتعين علينا استخدام أدوات المعركة، فالأسلحة تتغير بمرور الوقت. لا يمكنك القتال اليوم بالسيوف، فهذا لا يُجدي نفعًا.. أهم هذه الأسلحة هي وسائل التواصل الاجتماعي".
روّج نتنياهو لشراء تيك توك في الوقت الذي تُحاول فيه مجموعة من المستثمرين شراء الشركة، ومن المتوقع أن يلعب لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة "أوراكل"، وهو أكبر مانح خاص لجيش الاحتلال الإسرائيلي، دورًا كبيرًا في الصفقة، وقال نتنياهو: "آمل أن تتم، فقد تكون لها نتائج ضخمة".
ويذكر أن شركة "كلوك تاور" تُجري أعمالها لصالح شبكة "هافاس" الإعلامية، وهي شركة إعلامية دولية تعمل لصالح وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر وكالة الإعلان الحكومية الإسرائيلية. وليست "كلوك تاور" الشركة الأمريكية الوحيدة التي تعاقدت معها "هافاس" من الباطن في إطار عملها.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفاد موقع "سلادج - Sludge" أن هافاس تعاقدت مع شركة العلاقات العامة "إس كي دي كي نيكربوكر - SKDKnickerbocker)"، المؤيدة للحزب الديمقراطي، بعقد قيمته 600 ألف دولار أمريكي لإدارة "مزرعة بوتات" (روبوت برمجي يكرر مهمة معينة) تروج لخطابات مؤيدة لـ"إسرائيل" على وسائل التواصل الاجتماعي.
وانتهى عمل شركة "إس كي دي كي" مع بدء عمل "كلوك تاور"، وقد صاغت الأخيرة العقد في 27 آب/ أغسطس، أي قبل يومين من إلغاء تسجيل "إس كي دي كي" لعملها مع "إسرائيل"، في تصريح لموقع "بوليتيكو"، رفض متحدث باسم "إس كي دي كي" توضيح سبب إنهاء الشركة لعملها مع "إسرائيل"، مكتفيًا بالقول إن العمل "قد استنفد غرضه".
"تهمة AI"
تخطى استغلال الاحتلال الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي مجرد الترويج لروايته، إذ أقدم على اعتقال شاب فلسطيني من الأراضي المحتلة عام 1948، ومن ثم مدد اعتقاله لمدة 12 شهرًا دون توجيه تهمة، بعد أن تمكنت سلطات الاحتلال من الوصول إلى محادثاته الخاصة عبر "ChatGPT".
ووصف المحامي الفلسطيني خالد محاجنة القضية بأنها غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الطالب مُنع من لقاء محاميه وتعرض للاستجواب بشأن محادثاته الخاصة مع الذكاء الاصطناعي.
View this post on Instagram A post shared by Vocal Politics Vpol (@vocalpolitics)
وحذّر محاجنة قائلًا: "أجهزة الاستخبارات باتت تفسر التواصل مع الذكاء الاصطناعي على أنه جريمة محتملة، حيث يُراقب الناس ويُعتقلون بناءً فقط على مثل هذه التفاعلات".
وأضاف: "شاب فلسطيني من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة يخضع للاعتقال الإداري منذ أشهر بسبب محادثاته مع الذكاء الاصطناعي. لقد تصرف بدافع الفضول، لكن هذا الحوار البريء استُخدم كذريعة لاعتقاله".
الهسبراه
كلمة عبرية تعني الشرح أو التوضيح، ويُقصد بها المجهود الذي تقوم به “إسرائيل” وأنصارها لتوضيح وجهة نظر حكومة الاحتلال الإسرائيلية، وذلك من أجل شرح سياساتها وتبرير أفعالها والدعاية على وجه العموم.
وتُدار "الهسبراه" الإسرائيلية الرسمية من قبل وزارة الخارجية ووزارة الإعلام ووزارة السياحة ومكتب رئيس الحكومة، كما أن الناطق الرسمي للجيش يعمل أيضا إلى جانب الهيئات الرسمية في شرح وتوضيح العمليات العسكريّة التي يُنفذها الجيش، ويعمل على تقديم صورة إيجابية له وتصويره للعالم على أنّه الجيش المتقدم والمتنور والأخلاقي.
وتؤدي "الهسبراه" عدة وظائف أساسية ومنها تبرير سياسات حكومية في أوقات أزمات، وإدارة الرواية الإعلامية الدولية، وبناء "علامة تجارية وطنية"، والحفاظ على دعم الجاليات اليهودية والفاعلين السياسيين في الخارج.
وتتنوّع أدوات "الهسبراه" بين تجنيد الصحفيين والخبراء لتزويد وسائل الإعلام بـ"مواد جاهزة" وحملات تواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي؛ وإنتاج مقاطع وصور ومحتوى بصري؛ إضافة إلى النشاطات الثقافية والعلمية والدبلوماسية الناعمة؛ واستخدام مجموعات مؤثرة في الخارج.
وفي السنوات الأخيرة توسعت الممارسات الرقمية لتشمل استراتيجيات استهداف جمهور شاب، وحملات مصممة لمنصّات رقمية، وأدوات متقدمة لإدارة السرد على الإنترنت.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الإسرائيلية الذكاء الاصطناعي الاحتلال إسرائيل الاحتلال الذكاء الاصطناعي الدعاية الإسرائيلية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی التواصل الاجتماعی الذکاء الاصطناعی التی ت
إقرأ أيضاً: