أظهرت وثائق أممية العثور على معدات عسكرية بريطانية في السودان، ما يثير تساؤلات عن “تورط غير مباشر” للمملكة المتحدة في النزاع المستمر..

التغيير: وكالات: الخرطوم

سلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على ما تصفه بتداعيات “تورط غير مباشر” لبريطانيا في الصراع في السودان، بعد العثور على معدات عسكرية صنعت في المملكة المتحدة في مواقع قتال تابعة لقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان.

وقالت الصحيفة اليوم الثلاثاء، إن وثائق رفعت إلى مجلس الأمن الدولي تشير إلى أن أنظمة تدريب على الأسلحة الخفيفة صُنعت في ويلز، إلى جانب محركات بريطانية استخدمت في آليات مدرعة إماراتية من طراز “نمر أج بان”.

وأكد الخبراء أن هذه الأدلة تثير تساؤلات حول صادرات الأسلحة البريطانية إلى الإمارات، التي تواجه اتهامات مستمرة بإمداد قوات الدعم السريع بالعتاد، رغم حظر الأمم المتحدة لتوريد السلاح إلى أطراف النزاع في السودان.

تراخيص تصدير معدات

وتشير الوثائق إلى استمرار الحكومة البريطانية في منح “تراخيص مفتوحة” لتصدير المعدات، ما يتيح التصدير دون قيود صارمة على وجهة الاستخدام النهائي، رغم تحذيرات مجلس الأمن من إمكانية تحويلها إلى السودان.

وطالبت منظمات سودانية في بريطانيا بفتح تحقيق مستقل لتحديد كيفية وصول المعدات، محذرة من “تواطؤ غير مباشر” يزيد معاناة المدنيين، فيما أكدت الحكومة البريطانية أن نظامها للرقابة على صادرات السلاح هو “من بين الأكثر صرامة وشفافية في العالم”.

وتتهم تقارير دولية وإقليمية الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع في السودان بمعدات عسكرية وعتاد لوجستي، رغم الحظر الأممي على توريد السلاح إلى أطراف النزاع.

وتستند هذه المزاعم إلى العثور على معدات تحمل منشأً إماراتيًا، مثل الآليات المدرعة والمحركات، في مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان.

من جانبها، نفت الإمارات مرارًا أي تزويد لقوات الدعم السريع بالسلاح أو المعدات العسكرية، مؤكدة التزامها بالقوانين الدولية واتفاقيات الأمم المتحدة المتعلقة بتصدير الأسلحة.

وتؤكد أبو ظبي أن أي تعاملات عسكرية خارج نطاق الدولة تتم وفق القوانين والضوابط المعتمدة، وأن الاتهامات لا تستند إلى أدلة رسمية مثبتة.

وتستمر هذه القضية في إثارة الجدل حول صادرات الأسلحة إلى المنطقة، ومدى مسؤولية الدول المصدّرة في حماية المدنيين ومنع وصول المعدات إلى أطراف نزاع مسلح.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 تصعيدًا عسكريًا واسعًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدى إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى، وتدمير واسع للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء والمياه.

وتسبب النزاع أيضًا في نزوح جماعي للمدنيين داخل المدن وبين الولايات، إضافة إلى لجوء عشرات الآلاف إلى المخيمات المؤقتة والحدود مع الدول المجاورة، وسط صعوبة وصول المساعدات الإنسانية بسبب استمرار الاشتباكات ووجود مناطق محاصرة.

المصدر: الغارديان البريطانية

الوسومالإمارات بريطانيا حرب الجيش والدعم السريع صحيفة الغارديان معدات عسكرية بريطانية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الإمارات بريطانيا حرب الجيش والدعم السريع صحيفة الغارديان معدات عسكرية بريطانية الدعم السریع معدات عسکریة فی السودان

إقرأ أيضاً:

دعوة أممية لوقف إطلاق النار فورا بالسودان ونزوح بعد تقدم الدعم السريع بالفاشر

قالت مصادر أمنية وعسكرية للجزيرة إن قوات الدعم السريع سيطرت على بلدة الزريبة ومحلية "أم دم حاج أحمد" في ولاية شمال كردفان، وذلك بعد يوم من إعلان قوات الدعم بسط سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

في الأثناء، دعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار فورا في الفاشر وبقية أنحاء السودان.

وتأتي هذه التطورات وسط موجات نزوح للسكان في شمال كردفان وبعد اشتباكات مع قوات الجيش السوداني الموجودة في المنطقة، حيث دخلت عشرات المركبات العسكرية التابعة للدعم السريع إلى مقر رئاسة الحكومة المحلية للمنطقة.

من ناحيتها، قالت شبكة أطباء السودان في بيان صحفي إن قوات الدعم السريع قتلت 47 مواطنا -بينهم 9 نساء- في مدينة بارا ثاني أكبر مدن ولاية شمال كردفان، وأشارت إلى أن عملية الاغتيالات تمت بتهمة الانتماء للجيش.

وأضافت الشبكة أن قوات الدعم السريع أقدمت على نهب الممتلكات واختطاف المواطنين في المدينة.

مخاوف متزايدة في الفاشر

كما تسود مخاوف متزايدة حيال الوضع الإنساني في مدينة الفاشر غربي السودان، حيث فر السكان وعلق مئات الآلاف من المدنيين، وسط انقطاع تام للاتصالات، غداة إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة الإستراتيجية في إقليم دارفور.

وقالت شبكة أطباء السودان في بيان إن قوات الدعم السريع أقدمت على قتل مواطنين عزّل على أساس إثني في جريمة تطهير عرقي بمدينة الفاشر، مضيفة أن أعداد الضحايا تفوق العشرات في ظل صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة.

وعلى الصعيد ذاته، لا تزال قوات الدعم السريع تعتقل الصحفي معمر إبراهيم في مدينة الفاشر منذ أمس الأحد، حيث أظهرت صور اقتياد الصحفي من قبل عناصر قوات الدعم إلى جهة مجهولة.

وقد دعا اتحاد الصحفيين السودانيين في بيان إلى إطلاق سراح الصحفي إبراهيم دون شروط، وحمّل الاتحاد قوات الدعم السريع مسؤولية سلامته.

جرائم حرب

من جانبه، قال رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس للجزيرة إن ما يحدث في الفاشر يشكل جرائم حرب وتطهيرا على أساس العرق، مشيرا إلى تلقي تقارير وصفها بالمزعجة بشأن تعامل الدعم السريع في الفاشر ومدينة بارا.

إعلان

كما طالب إدريس المنظمات الدولية بالتدخل العاجل لوقف هذه الجرائم.

دعوة أممية

من ناحيتها، دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمات حقوقية إلى التحرك الفوري لحماية المدنيين العزّل في بارا وكل مدن السودان، وفتح تحقيق دولي عاجل لمحاسبة قيادات الدعم السريع.

من جهتها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تقارير مقتل مدنيين ونزوح قسري في ظل تصاعد القتال في عاصمة ولاية شمال دارفور.

وفي وقت سابق اليوم الاثنين، اتهمت هيئة "محامو الطوارئ" قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة بحق مدينة بارا، وتصفيتها مئات المدنيين عقب سيطرتها على المدينة مؤخرا.

وبهذا الصدد، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على هامش قمة آسيان في ماليزيا إن التدخلات الخارجية في شؤون السودان تقوض فرص تحقيق السلام، وشدد على ضرورة أن يطالب المجتمع الدولي جميع الدول بوقف تزويد طرفي النزاع بالأسلحة.

ورأى غوتيريش أن ما يجري في الفاشر "تصعيد مروع للنزاع" في السودان، معتبرا أن "مستوى المعاناة التي نشهدها في السودان لا يمكن تحمّله".

وأظهرت صور ومشاهد نشرتها تنسيقية "لجان المقاومة-الفاشر" عبر حسابها على فيسبوك مدنيين يفرون من المدينة وجثثا متناثرة على الأرض قرب سيارات محترقة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

مقالات مشابهة

  • وثائق تكشف استخدام الدعم السريع معدات عسكرية بريطانية استوردتها الإمارات
  • الإمارات متهمة بدعم قوات الدعم السريع في السودان بأسلحة بريطانية
  • تايمز البريطانية: ألمانيا تستعد لشراء معدات عسكرية ضخمة بقيمة 377 مليار يورو
  • الأمم المتحدة تتهم "قوات الدعم السريع" بارتكاب جرائم في مدينتين بالسودان
  • السودان.. الأمم المتحدة تتهم "الدعم السريع" بارتكاب فظائع في الفاشر
  • الأمم المتحدة: سيطرة الدعم السريع على الفاشر تصعيدًا مروّعًا للنزاع
  • دعوة أممية لوقف إطلاق النار فورا بالسودان ونزوح بعد تقدم الدعم السريع بالفاشر
  • عقب إعلان سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر: اتهامات بـتطهير عرقي ودعوات لتدخل دولي
  • قوات الدعم السريع السودانية تعلن سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر