«الهوية»: 30 يوماً على إعادة إدراج غرامات المخالفين في الإمارات
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
أبوظبي: عماد الدين خليل
دعت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، المخالفين لقانون دخول وإقامة الأجانب في دولة الإمارات، المبادرة والاستفادة من المهلة الممنوحة لهم لتعديل أوضاعهم قبل انقضائها بتاريخ 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2024.
وأكدت الهيئة أنه يتبقى 30 يوماً على إعادة إدراج كافة الغرامات المقيدة مسبقاً على المخالفين قبل انطلاق المهلة التي بدأت في الأول من سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأضافت: إنه يمكن للمخالفين لنظام الإقامة في الدولة إلى الاستفادة من المهلة الممنوحة لهم لتعديل أوضاعهم، من خلال تقديم الطلب عبر قنوات الهيئة الإلكترونية والذكية ومكاتب الطباعة المعتمدة، دون الحاجة إلى مراجعة مراكز الخدمة إلا عند الإشعار بذلك فقط لاستيفاء «البصمة البيومترية».
وحثت الهيئة المخالفين لاستغلال فرصة المهلة لتسوية أوضاعهم والاستفادة من المزايا والإعفاءات الممنوحة باعتبار المهلة فرصة استثنائية تتيح للمخالفين تسوية أوضاعهم والإقامة القانونية في الدولة بعد الحصول على فرصة عمل أو المغادرة الآمنة دون غرامات.
وأكدت أن الفئات المستفيدة من قرار منح مهلة للمخالفين لتسوية أوضاعهم: («مخالفو التأشيرة» حامل التأشيرة بعد انتهاء فترة المكوث المحددة له في الدولة، و«مخالفو الإقامة» حامل تصريح الإقامة من فئة الإقامة غير المشروعة بعد انتهاء فترة السماح وانتهاء المدة أو الإلغاء، و«المدرجون في البلاغات الإدارية أو المنقطعون عن العمل»، و«المولود الأجنبي في الدولة» ممن لم يقم وليّه بتثبيت إقامته خلال 4 أشهر من تاريخ الولادة).
وشهد الشهر الأول من المهلة قصص نجاح لمخالفين تمكنوا من تصحيح أوضاعهم والحصول على فرصة المغادرة بأمان أو توفير فرصة عمل جديدة والبقاء في الدولة، ومن ثم لم الشمل مع أسرهم والاجتماع بهم بعد غياب لسنوات طويلة، إضافة إلى الاستقرار والعمل والعيش في إطار من احترام القانون، ما يؤكد مدى أهمية الجانب الإنساني والاجتماعي والقانوني لهذه المبادرة الهامة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك فی الدولة
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. دبلوماسية فعالة تعزز السلام في منطقة القوقاز
أحمد عاطف وشعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةتواصل دولة الإمارات دورها الفاعل في دعم جهود السلام العالمي وحل النزاعات بالطرق السلمية.
واستضافت أبوظبي اجتماعاً بين رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، في لحظة فارقة في مسار طويل من التوترات الممتدة لعقود بشأن إقليم «ناغورنو قره باغ»، مما يعكس الثقة المتزايد في دور الإمارات باعتبارها وسيطاً محايداً وقادراً على مد جسور التواصل بين الأطراف المتنازعة.
وشدد خبراء ومحللون على أن استضافة الإمارات لهذا الاجتماع تمثل ثمرة لنهج دبلوماسي متزن تتبناه الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والذي جعل من الحوار والتهدئة ركيزتين أساسيتين في سياسة خارجية تسعى لتحقيق سلام دائم بدلاً من حلول مؤقتة.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن اختيار الإمارات لهذا الدور يعكس مكانتها المتميزة بوصفها دولة محورية تتمتع بعلاقات متوازنة مع أرمينيا وأذربيجان، فضلاً عن شراكات اقتصادية قوية مع الجانبين، إلى جانب سجلها الحافل بالمبادرات الدبلوماسية في أزمات عالمية كبرى، مثل الحرب في أوكرانيا.
وكانت الإمارات قد لعبت دوراً مهماً في التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي بين إثيوبيا وإريتريا عام 2018، وأسهمت بشكل فعال في تهدئة التوتر بين الهند وباكستان في محطات حرجة، وهو ما يؤكد أن الدور الإماراتي في تعزيز السلام العالمي ليس موسمياً أو ارتجالياً، بل جزء من رؤية استراتيجية طويلة المدى تضع الاستقرار الإقليمي والدولي في صلب أولوياتها.
مكانة مرموقة
اعتبر أستاذ العلوم السياسية، الدكتور تيسير أبو جمعة، أن استضافة الإمارات مباحثات بين أذربيجان وأرمينيا يُعد مؤشراً بالغ الدلالة على المكانة المرموقة التي تحظى بها الدولة على الساحة العالمية، مما يجعلها دولة جديرة بالثقة، وقادرة على التأثير في الملفات المعقدة إقليمياً ودولياً.
وأوضح أبو جمعة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التحرك الإماراتي لا يأتي من فراغ، بل يُعد جزءاً من رؤية استراتيجية متكاملة يتبناها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تقوم على تعزيز دور الدولة في إدارة النزاعات، عبر أدوات دبلوماسية ناعمة تعتمد على بناء الثقة والتواصل الهادئ، والعمل خلف الكواليس لتقريب وجهات النظر، من دون ضجيج إعلامي أو استعراض سياسي.
وأشار إلى أن هذا النوع من الوساطات يعكس تحولاً نوعياً في طبيعة الدور الإماراتي، من دور إغاثي وإنساني تقليدي، إلى فاعل رئيس في هندسة الاستقرار الإقليمي، مؤكداً أن دور الإمارات لا يقف عند حدود تقديم المساعدات، بل بات يؤسس لمسارات سياسية جديدة قادرة على تغيير معادلات التوتر، مثلما هو الحال في التوتر بين أرمينيا وأذربيجان.
وقال أستاذ العلوم السياسية، إن المباحثات بين أرمينيا وأذربيجان في أبوظبي يعزز النموذج الإماراتي باعتباره قوة إقليمية رشيدة تؤمن بالحوار والاحترام المتبادل، وترفض الاصطفاف وراء النزاعات والصراعات، إضافة إلى أنه يعكس فلسفة متجذرة في سياسة الإمارات، قائمة على تغليب صوت الحكمة على طبول الحرب.
وأضاف أن ما تقوم به الإمارات اليوم تأسيس لمسار سلام طويل الأمد في جنوب القوقاز، ستكون له انعكاسات إيجابية تتجاوز المنطقة، مما يعزز دور الدولة باعتبارها لاعباً مؤثراً، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
سياسة راسخة تتسم بالحكمة والهدوء
قال الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، هاني الجمل، إن الجهود الإماراتية لتقريب وجهات النظر بين أرمينيا وأذربيجان تعكس بوضوح سياسة راسخة تتسم بالحكمة والهدوء والبعد عن التوتر، وهو ما جعل الإمارات لاعباً فاعلاً في ملفات إقليمية ودولية بالغة التعقيد.
وأضاف الجمل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن اللقاء الذي استضافته أبوظبي بين رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا، يعكس الثقة الدولية المتزايدة في دبلوماسية الإمارات الهادئة، التي باتت تُصنف ضمن أفضل عشرة نماذج عالمية في مجال الوساطة السياسية الفاعلة، خاصة بعد نجاحاتها المتكررة في التوسط بين روسيا وأوكرانيا، وإتمام أكثر من عملية لتبادل الأسرى رغم استمرار الحرب.
وأشار إلى أن الجهود الإماراتية لا تقتصر على الوساطة السياسية فحسب، بل تنبع من فلسفة واضحة تضع الإنسان في جوهرها، وفق المبادئ الخمسين التي أرستها الدولة، والتي تؤكد على احترام الكرامة الإنسانية والعمل الخيري والتنموي من دون تمييز، وهو ما يجعل من الدولة لاعباً محورياً في صناعة السلام، سواء في القوقاز أو في غيره من مناطق التوتر.
ونوه الجمل بأن سياسة الإمارات التي تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وتحرص على بناء علاقات متوازنة مع كل من باكو ويريفان، أوجدت بيئة مواتية للحوار بين الطرفين، بعيداً عن الضغوط والمزايدات.
ولفت إلى أن الإمارات لم تعد تكتف بلعب دور الوسيط التقليدي، إذ تتبني نموذجاً فريداً في إدارة الصراعات، يرتكز على الدبلوماسية الهادئة، والعمل الإنساني، والتمكين التنموي، وهو ما يجعلها شريكاً موثوقاً في تعزيز الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً.
واكتسبت الإمارات، من خلال دبلوماسية ناعمة وفعالة، نفوذاً وثقلاً على المستويين الإقليمي والدولي، مما جعلها وسيطاً يتمتع بالمصداقية لدى مختلف أطراف النزاعات، حيث كان لها دور محوري في تسهيل اتفاقات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وقدمت دعماً إنسانياً واسع النطاق للمتضررين من الحرب من دون الانحياز لأي طرف، وهي مواقف أكسبتها احتراماً متزايداً في الدوائر السياسية والإنسانية الدولية.
تحول نوعي
أوضحت نورهان شرارة، المحللة السياسية، أن استضافة أبوظبي لاجتماع بين رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا تمثل تتويجاً للسياسة الخارجية الإماراتية، والتي باتت تلعب أدواراً محورية في نزع فتيل الأزمات الإقليمية والدولية.
وذكرت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات ليست مجرد طرف داعم لجهود السلام، بل أصبحت فاعلاً أساسياً في هندسة الحلول وتهيئة الظروف اللازمة لإنجاح المفاوضات، مستفيدة من شبكة علاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف المتنازعة، إضافة إلى مصداقيتها المتزايدة في المحافل الدولية.
وأشارت إلى أن الدبلوماسية الإماراتية تميزت في السنوات الأخيرة بنهج هادئ وواقعي يركز على النتائج لا على الشعارات، وهو ما جعل أبوظبي منصة مفضلة للحوار، خصوصاً في الملفات الحساسة التي تتطلب بيئة محايدة وضامنة.
وأضافت أن اللقاء بين باشينيان وعليف في أبوظبي ليس مجرد اجتماع رمزي، بل فرصة حقيقية لوضع نهاية لأحد أكثر النزاعات تعقيداً واستنزافاً في منطقة جنوب القوقاز، مشددةً على أن دور الإمارات في هذا الملف يكرس نهجاً جديداً في إدارة الأزمات، قوامه الثقة والانفتاح والعمل بعيداً عن الاصطفافات والمحاور.