عام من الإبادة.. 900 أسرة فلسطينية محيت من السجل المدني
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
يمانيون| تقارير|
عام من الوحش والإجرام لجيش العدو الصهيوني. مئات من الأسر الفلسطينية محيت من السجل المدني. .. عام كامل والإدارة الأمريكية تمد العدو الإسرائيلي بكل أنواع الأسلحة والقنابل والصواريخ والطائرات من أجل مسح مربعات سكنية وأحياء سكنية بالكامل، في أكثر من 3,600 مجزرة وحشية بشعة. عام والمجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية والدول العربية والإسلامية تتفرج على شلال الدم المتدفق في قطاع غزة دون أن يحركوا ساكناً، ودون أن يكون لهم موقفاً عملياً أمام هذه الكارثة التاريخية في العصر والتاريخ الحديث.
عامل كامل والواقع الإنساني في قطاع غزة يزداد كارثية، والأزمة تتعمق وتتعاظم وتصبح مأساوية أكثر، فخلال عام كامل استمرت سياسات إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات والأدوية والمستلزمات الطبية والسلع والبضائع، مما يهدد بتفاقم أزمة الغذاء، وتعزيز سياسة التجويع والتعطيش وسوء التغذية، خاصة بحق آلاف الأطفال الذين يُحرمون من حليب الأطفال ومن المُكملات الغذائية ومن التطعيمات ومن العلاج.
عام كامل وأكثر من 2 مليون نازح يعيشون حياة قاسية وظروفاً صعبة للغاية، تنعدم فيها كل سبل العيش والحياة الكريمة، وتنتشر بينهم عشرات الأمراض المختلفة أخطرها مرض شلل الأطفال، ومرض الكبد الوبائي الفيروسي، والأمراض الجلدية والتنفسية والهضمية، والعديد من الأمراض التي تسببت بمضاعفة أعداد الوفيات الطبيعية لأكثر من ستة أضعاف ونصف الضعف عن أعداد الوفيات الطبيعية ما قبل حرب الإبادة الجماعية”.
عام كامل والعدو الإسرائيلي يستهدف بشكل مباشر مراكز الإيواء والنزوح، فقد قصف منها 187 مركزاً للإيواء والنزوح، وقتل بداخلها أكثر من 1060 شهيداً، هؤلاء النازحين الذين اهترأت 100,000 خيمة من خيامهم على مدار سنة كاملة من المعاناة والمأساة والجريمة، وهؤلاء ينتظرون من العالم الدولي أن يُغيثهم بمساكن يلجؤون إليها من حرارة الصيف وبرودة الشتاء القادم، وقد أطلقنا عشرات المناشدات الإنسانية ولا مجيب”.
عام كامل والعدو الإسرائيلي يغلق المعابر من وإلى قطاع غزة، ويحكم عليه الحصار الظالم، ويمنع إدخال العلاجات والأدوية، ويمنع إدخال المستلزمات الطبية، ويمنع كذلك تحويل 25,000 من الجرحى والمرضى لتلقي العلاج في الخارج في ظل خطة العدو الرامية إلى القضاء على المنظومة الصحية وتدمير المستشفيات بشكل كامل.
عام كامل والعدو الإسرائيلي يقتل ويستهدف الطواقم التي تقدم الخدمات الإنسانية والحماية المدنية، فقد قتل 85 ضابطاً من ضباط الدفاع المدني، وأكثر من 700 من رجال الشرطة الفلسطينية، كما وقتل 175 صحفياً وإعلامياً بدون أية أسباب تذكر سوى أنه ينفذ جريمة الإبادة بحذافيرها، ويحاول يائساً إخفاء معالمها وآثارها.
عام كامل والعدو الإسرائيلي يدمر 150,000 وحدة سكنية تدميراً كلياً، ويدمر أكثر من 80,000 وحدة سكنية تدميراً بليغاً غير صالحة للسكن، حيث ألقى هذا العدو الهمجي على قطاع غزة وعلى الأحياء السكنية والأبراج السكنية أكثر من 85,000 طن من المتفجرات وهو ما يعادل أكثر من 5 قنابل نووية”.
عام كامل والعدو يدمر أكثر من 3,000 كيلو متر من أطوال شبكات الكهرباء، ويدمر أكثر من 330,000 متر طولي من شبكات المياه، ويدمر أكثر من 655,000 متر طولي من شبكات الصرف الصحي، ويدمر أكثر من 2,835 كيلو متر طولي من شبكات الطُرق والشوارع في جميع محافظات قطاع غزة”.
إبادة أكثر من 900 عائلة
من ناحيته، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، “أن قوات العدو الإسرائيلي أبادت 902 عائلة فلسطينية ومسحتها من السجل المدني “بقتل جميع أفرادها خلال سنة كاملة من الإبادة الجماعية”. وأضاف الثوابتة في تصريحات صحفية: “جيش العدو الإسرائيلي أباد 1,364 عائلة بقتل جميع أفرادها باستثناء واحد قدّرت له الحياة دوناً عن باقي أفراد أسرته، كما مسح 3,472 أسرة لم يتبقَ منها سوى فردين اثنين في الأسرة الواحدة”.
تدمير الاقتصاد
وتجاوزت آثار حرب الإبادة استهداف المدنيين، حيث دمرت المنشآت الاقتصادية، مما أسفر عن فقدان أكثر من 100 ألف عامل لمصدر رزقهم، وأصبح العديد من الأسر في مواجهة الفقر والجوع مع انهيار الاقتصاد، في حين تغطي المساعدات الإنسانية ما يتراوح بين 5 إلى 7% فقط من الاحتياجات الأساسية للسكان ولا تلبي حاجتهم.
الفقدان الاقتصادي أثر بشكل مباشر على الوضع الاجتماعي والنفسي للعمال وأسرهم، إذ بات الرجال الذين كانوا يعيلون أسرهم بلا عمل، مما يسبب ضغطا نفسيا هائلا. كما أن الحصار الإسرائيلي يزيد من تعقيد الوضع، إذ يمنع دخول المواد الضرورية مثل الوقود والأدوية، مما يجعل الحياة الكريمة للسكان أمرا صعبا ويعمق معاناتهم يوما بعد يوم.
وحتى عشية 7 أكتوبر، كان عدد المنشآت الصناعية في القطاع يقترب من 5000 منشأة صناعية؛ بينما تجهل اليوم مؤسسات الإحصاء الفلسطينية مصير هذه المنشآت بسبب صعوبة المسح تحت الهجمات الإسرائيلية. بينما قالت الأمم المتحدة الاثنين الماضي، إن “ثلثي المباني في قطاع غزة دُمرت أو تضررت” بآلة جيش العدو، وفق ما أورده مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة “يونوسات”.
وأوضح المركز: “يظهر هذا التحليل أن ثلثي إجمالي المباني بقطاع غزة لحقت بها أضرار، تمثل 66 بالمئة من المباني المتضررة في قطاع غزة البالغة 163 ألفا و778 مبنى”. وقدر المركز أن الأضرار تشمل الآن 52564 مبنى دُمرت، و18913 مبنى تضررت بشدة، و35591 مبنى تضررت هياكلها، و56710 مبنى لحقت بها أضرار متوسطة.
تفاقم الأزمةيزيد الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات من تعقيد الأوضاع الإنسانية في غزة، رغم الوعود الدولية بفتح المعابر. فالقيود على دخول المواد الأساسية مثل الوقود والأدوية تؤدي إلى تفاقم الأزمة، مما يجعل من الصعب تلبية احتياجات السكان.
طوال عام من العدوان، حول العدو الإسرائيلي قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ يحاصره للعام الـ 18، وأجبر حربه نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
وفي يونيو الماضي قالت منظمة العمل الدولية، إن معدل البطالة في غزة وصل إلى نحو 80 بالمئة، ما يرفع متوسط البطالة في أنحاء الأراضي الفلسطينية إلى أكثر من 50 بالمئة، مقارنة مع 23 بالمئة عشية 7 أكتوبر 2023.
وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في تقييمها الرابع لتأثير الإبادة الإسرائيلية على التوظيف، أن معدل البطالة وصل إلى 79.1 بالمئة بقطاع غزة، وإلى حوالي 32 بالمئة بالضفة الغربية المحتلة، ليصل المعدل الإجمالي إلى 50.8 بالمئة.
أبرز المجازر الصهيونية
مجزرة المستشفى المعمداني
جرت وقائعها في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وأدت لاستشهاد 500 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال الذين لجأوا إلى المستشفى المعمداني بعد أن تلقوا تهديدات بقصف المربعات السكنية في محيطه.
مجزرة جباليا
وقعت في 31 أكتوبر/تشرين الثاني 2024 في مربع سكني بمحاذاة المستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا شمال شرق مدينة غزة، وخلفت استشهاد وإصابة حوالي 400 فلسطيني معظمهم من الأطفال، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة. ووقعت المجزرة في واحدة من أكثر مناطق غزة اكتظاظا بالسكان، إذ جرى نسف مربع سكني بالكامل جراء القصف الإسرائيلي. وحسب وزارة الداخلية في غزة، فقد تعرض المربع السكني لقصف بـ6 قنابل تزن كل واحدة منها طنا من المتفجرات.
مجازر مدرستي الفاخورة وتل الزعتر
وقعت المجزرتان فجر يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وسقط في مجزرة مدرسة الفاخورة بمخيم جباليا نحو 200 شهيد، في حين سقط بمجزرة مدرسة تل الزعتر شمال قطاع غزة 50 شهيدا.
وكانت المدرستان تؤويان مجموعات من النازحين الذين لجؤوا إليهما فرارا من القصف الإسرائيلي على المنازل والأحياء السكنية.
وأظهرت الصور جثث وأشلاء النازحين ملقاة على الأرض وتغلق الممرات، بعد أن استهدف النازحون بالقصف وهم نيام، وفق شهود عيان.
وسبق لمدرسة الفاخورة -أكبر مدارس مخيم جباليا وتتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)- أن تعرضت للقصف أكثر من مرة وتحديدا في 2009 و2014، حيث استشهد في الأولى أكثر من 40 فلسطينيا وفي الثانية نحو 10 فلسطينيين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مؤسسات فلسطينية: إسرائيل حولت سجونها ومعسكراتها لساحات تعذيب
إسرائيل – أفادت مؤسسات فلسطينية تعنى بشؤون الأسرى في السجون الإسرائيلية، امس الخميس، إن تل أبيب حولت سجونها ومعسكراتها إلى ساحات للتعذيب.
جاء ذلك في بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية)، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان (غير حكومية)، بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب.
وذكر البيان أن “مرحلة ما بعد الإبادة (بغزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023) شكّلت محطة فارقة في قراءة مستوى الجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال وأجهزتها المختلفة، والآثار الخطيرة المترتبة على استخدام هذه الجريمة على نطاق واسع”.
وأوضح البيان أن هذه المرحلة “أدّت إلى استشهاد عشرات المعتقلين والأسرى، لتشكّل المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة”.
وأوضح أنه “منذ بدء حرب الإبادة، حصلت المؤسسات المختصة على عشرات الإفادات والشهادات التي تعكس تصاعد جرائم التعذيب، بدءا من لحظة الاعتقال، مرورا بمرحلة التحقيق، التي تُعد المحطة الأبرز في ارتكاب هذه الجرائم، وصولا إلى السجون التي تستمر فيها هذه الممارسات عبر سياسات وأدوات متعددة”.
وقالت إن “سياسة التعذيب لم تعد مقتصرة على مرحلة التحقيق بغرض انتزاع اعترافات، بل عمد الاحتلال إلى (ابتكار) أساليب وأدوات ساهمت في ترسيخ هذه الجريمة في تفاصيل الحياة اليومية للأسرى، وبرز ذلك بشكل غير مسبوق منذ بدء الإبادة”.
وأضافت المؤسسات أن “شهادات المعتقلين عكست أساليب متعددة من التعذيب النفسي والجسدي، تبدأ من لحظة الاعتقال الوحشي، مرورا بعمليات الترهيب الممنهجة، والضرب المبرّح، والتقييد المؤلم الذي أدى إلى مضاعفات خطيرة وصلت إلى بتر أطراف بعض المعتقلين، خاصة من غزة”.
وتشمل الأساليب “الشبح، الصلب، الضرب بالكهرباء، سكب الماء الساخن، استخدام مواد كيميائية للحرق، خلع الأظافر، التحقيق المطول المصحوب بالحرمان من النوم والطعام والماء وقضاء الحاجة، استخدام الأصوات الصاخبة، سياسة الحفاض، وتبول الجنود على الطعام والماء، بل وعلى المعتقلين أنفسهم” بحسب البيان.
ولفت البيان إلى أن ظروف الاحتجاز المهينة والمذلّة ساهمت في ترسيخ جرائم التعذيب، بما في ذلك تصاعد الجرائم الجنسية بعد الإبادة، وجرائم الاغتصاب، التي أدت إلى إصابات خطيرة، منها كسور وحرمان من العلاج.
وأشار إلى الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها جيش الاحتلال منذ بداية الإبادة، التي توثق تعذيب المعتقلين وهم عراة، وتُظهر عمليات إذلال وإهانة جسدية ونفسية، من بينها مقاطع استخدمها الوزير (الأمن القومي إيتمار) بن غفير للتفاخر بجرائمه، وأخرى مُسرّبة توثق جريمة اغتصاب أحد معتقلي غزة في معسكر “سديه تيمان”.
وأوضح البيان أن شهادات معتقلي غزة برزت لما تضمنته من فظائع، خاصة في معسكرات جيش الاحتلال التي وصفها المعتقلون بأنها “جحيم”، و”مسلخ”، و”أحد أبواب جهنم”.
وأكدت المؤسسات أنه بعد بدء الإبادة في غزة لم يعد بالإمكان حصر كل أساليب التعذيب التي تتجاوز ما نصّت عليه القوانين والمواثيق الدولية، حيث تتكرر الأساليب وتتنوع في كل حالة، ما يستوجب إعادة النظر في تعريف التعذيب ذاته ومواجهته كجريمة متواصلة.
وتعتقل إسرائيل في سجونها 10 الاف و400 فلسطيني بينهم 47 أسيرة، وأكثر من 440 طفلا، و3 آلاف و562 معتقلا إداريا، وألفين و214 معتقلا من غزة يصنفهم الاحتلال بـ”المقاتلين غير الشرعيين”.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 986 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 188 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
الأناضول