"شاهد 136 بي" طائرة مسيّرة إيرانية انتحارية، وهي نسخة مطورة من المسيّرة "شاهد 136″، طورتها قوة "الجو-فضاء" التابعة للحرس الثوري وأناطت بها مهام خاصة.

هذه المسيّرة قادرة على الطيران لفترة تتراوح بين 16 و20 ساعة لبلوغ أقصى مدى تشغيلي، وهو 4 آلاف كيلومتر، وتتميز برأس حربية تزن 50 كيلوغراما من المتفجرات.

جاء الكشف عنها تزامنا مع التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل إثر اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران، وهو الاغتيال الذي اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذه.

مسيرة "شاهد 136 بي" قادرة على الطيران لفترة تتراوح بين 16 و20 ساعة (الصحافة الإيرانية) التصنيع والتدشين

كشفت إيران عن طائرة "شاهد 136 بي" من دون طيار لأول مرة في 21 سبتمبر/أيلول 2024، بمناسبة أسبوع الدفاع المقدس (1980-1988)، وهو ذكرى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية التي نشبت في تلك الفترة، وذلك في استعراض عسكري كبير جدا أقامته بمحاذاة ضريح قائد الثورة الإيرانية روح الله الخميني.

وأثناء الاستعراض العسكري، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن "قدرات إيران الدفاعية والردعية نمت كثيرا، لدرجة أنه لا يمكن لأي قوة شيطانية أن تفكر وتتصور في ذهنها جرأة العدوان على أرضنا العزيزة".

وأضاف "نعلن للعالم بقوة أنه فضلا عن الدفاع عن بلدنا يمكننا من خلال الوحدة والانسجام بين الدول الإسلامية الحفاظ على السلم والأمن في منطقتنا وإيقاف جرائم الكيان الإسرائيلي".

ولدى مرور الشاحنة التي تحمل 3 نماذج من مسيرة "شاهد 136 بي" أثناء الاستعراض العسكري، أعلن أن قوة الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري طورت الطراز الجديد من مسيرات جيل شاهد.

وعلى الرغم من أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تنشر بعد معلومات رسمية عن مواصفات هذه المسيرة، فإن الفارق بينها وبين النماذج السابقة من طائرات فئة "شاهد" يبدو واضحا على المستويين التقني وتصميم الجسم والأجنحة.

مسيرة "شاهد 136 بي" تتميز برأس حربية تزن 50 كيلوغراما من المتفجرات (الصحافة الإيرانية) تاريخ التصنيع

مسيّرة "شاهد 136 بي" هي أحدث طراز من جيل مسيرات "شاهد"، التي تعد من أشهر أنواع الطائرات الإيرانية من دون طيار، وأبرزها كانت طائرة "شاهد 136".

فقد ذاع صيت "شاهد 136" مرتين، أولاهما أثناء الحرب الروسية على أوكرانيا والثانية عندما استخدمتها طهران في هجومها العسكري الأول على إسرائيل يوم 13 أبريل/نيسان 2024 ردا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق.

فبعد أن كشف الحرس الثوري في سبتمبر/أيلول 2013 عن مسيّرة "شاهد 129" كونها الأولى في طائرات جيل "شاهد"، عمل على إنتاج أنواع مختلفة من فئة هذه المسيّرات لعل أبرزها: "شاهد 129″ و"شاهد 136″ و"شاهد 147″ و"شاهد 161″، و"شاهد 171″، و"شاهد 181″، و"شاهد 191".

أما مسيّرة "شاهد 136″، التي هي الطراز الأساس لمسيّرة "شاهد 136 بي"، فهي من طراز "كاميكازي" ووزنها 200 كيلوغرام وتبلغ سرعتها القصوى 185 كيلومترا في الساعة، كما يصل مداها ألفي كيلومتر، ويمكنها التحليق 10 ساعات متواصلة، وهي قادرة على حمل 50 كيلوغراما من المتفجرات، وتتميز بسعرها المنخفض وقدرتها التدميرية العالية.

المواصفات النوعية: مسيّرة انتحارية. زنة الرأس الحربية: 50 كيلوغراما من المواد المتفجرة شديدة الانفجار. المدى التشغيلي: 4 آلاف كيلومتر (2500 ميل). قدرة الطيران: 16 إلى 20 ساعة. المحرك: نفاث. سرعة التحليق: 120 حتى 250 كيلومترا في الساعة. القدرات والمميزات

من خلال معاينة جسم مسيّرة "شاهد 136 بي"، يلاحظ تغيير نظام الدفع وتصميم مدخل الهواء مقارنة مع طائرة "شاهد 136″، مما يزيد من سرعة الطراز الحديث، بسبب استخدام محرك نفاث.

وبسبب زيادة استهلاك الوقود في المحركات النفاثة تغلبت القوة الجوية في الحرس الثوري على هذه المشكلة من خلال زيادة سعة الخزانات وإحداث تغييرات جذرية في جسم الطائرة وهيكلية الأجنحة وسطوح التحكم.

كما استخدمت في الطراز الجديد دروع حرارية لتقليل التأثيري الحراري للمحرك ومعالجة مشكلة اكتشافها من قبل المضادات الجوية وأنظمة الرادار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کیلوغراما من قادرة على

إقرأ أيضاً:

هل تفضي التهدئة المرتقبة بغزة لمواجهة إسرائيلية إيرانية أوسع؟

مع اقتراب التوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، تتجه الأنظار إلى ما وراء هذا الاتفاق، حيث بدأت تبرز تقديرات إسرائيلية تربط بين وقف إطلاق النار وفتح جبهة مواجهة محتملة مع إيران، وسط ملامح لتحول في الأولويات العسكرية والسياسية لدى صناع القرار في تل أبيب.

فقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إعلانا رسميا بشأن التهدئة سيتم خلال يوم أو يومين، بينما تواصل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشاوراتها مع الفصائل الفلسطينية بخصوص مقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، في وقت يربط فيه قادة عسكريون إسرائيليون هذه التهدئة بمقتضيات التعامل مع "التهديد الإيراني".

وترى الباحثة في الشأن الإيراني بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتورة فاطمة الصمادي، أن الحديث الإسرائيلي المتصاعد عن إيران في هذا التوقيت ليس وليد اللحظة، بل يعكس ترتيبا إستراتيجيا يعتمد على تصفية الساحات "الثانوية" قبل التفرغ للمواجهة الكبرى.

وأوضحت الصمادي في حديثها لبرنامج "مسار الأحداث" أن غزة تُعامل في العقل الأمني الإسرائيلي كجبهة قابلة للاحتواء عبر الحصار أو الضربات الموضعية، لكن إيران تمثل الخطر البنيوي الأعمق، ولهذا فإن التهدئة الحالية تعكس –برأيها– تفكيرا إسرائيليا في إعادة التموضع استعدادا لجبهة أكثر تعقيدا وامتدادا.

إعلان

وتوضح أن طهران تدرك حجم هذا التوجه الإسرائيلي، ولهذا تعمد إلى تصعيد منضبط عبر أطراف حليفة كحزب الله والحوثيين، بما يضمن بقاء المعركة ضمن حدود لا تستفز الأميركيين نحو مواجهة شاملة، لكنها في الوقت ذاته تستعد لكل السيناريوهات، خاصة في ظل التوتر المتصاعد بشأن ملفها النووي.

أزمة إستراتيجية

في حين يرى الدكتور مهند مصطفى، الأكاديمي المختص بالشأن الإسرائيلي، أن التحول في التصريحات الإسرائيلية يعكس أزمة إستراتيجية، إذ تجد تل أبيب نفسها ممزقة بين رغبتها في الحسم العسكري في غزة وخشيتها من استنزاف يمنعها من خوض مواجهة مع إيران.

وأضاف أن تصريحات رئيس الأركان إيال زامير التي ربط فيها بين صفقة التبادل وضرورة التفرغ للجبهة الإيرانية، تعكس تغيرا في التقدير العسكري، وتؤشر إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنظر للتهدئة كجزء من معركة أوسع نطاقا.

وأشار مصطفى إلى أن بعض التقييمات في إسرائيل بدأت تتعامل مع إيران كمصدر الخطر الرئيسي، وليس فقط كداعم لحماس أو حزب الله، مؤكدا أن الجدل الداخلي لم يعد مقتصرا على غزة بل امتد إلى شكل الحرب القادمة وحدودها الزمنية والجغرافية.

وحذر من أن الاستعدادات الإسرائيلية لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تشمل أيضا الجبهة الداخلية، في ظل توقعات بأن أي رد إيراني سيشمل صواريخ ثقيلة قد تربك الاقتصاد الإسرائيلي وتكشف هشاشة البنية التحتية.

تهديد مركزي

وفي قراءة لمستقبل هذه المواجهة، قال المفكر والكاتب الصحفي فهمي هويدي إن إسرائيل تحاول تهيئة الرأي العام الداخلي والدولي للانتقال إلى مرحلة أكثر خطورة، عبر تصوير إيران كتهديد مركزي يستدعي تحركا استباقيا.

ولفت هويدي إلى أن المبالغة في تسويق هذا التهديد الإيراني يخدم أيضا مصالح داخلية إسرائيلية، على رأسها تعزيز التماسك السياسي وخلق مظلة دعم أميركية لأي خطوة مقبلة، سواء عبر ضربات جوية أو تصعيد دبلوماسي.

إعلان

واعتبر أن ما يُقدّم للرأي العام في إسرائيل حول التهدئة بغزة هو خطاب موارب، إذ لا يعكس رغبة حقيقية في إنهاء الحرب، بل يهدف إلى إعادة تموضع يمكن تل أبيب من خوض معركة جديدة على جبهة أخرى.

وفي هذا السياق، أظهرت تقارير إسرائيلية أن المؤسسة العسكرية تعتبر الضربة الوقائية ضد المواقع النووية الإيرانية "ضرورية"، رغم معارضة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يرى أن توقيت مثل هذه الضربة قد يضر بالمفاوضات النووية الجارية مع طهران.

خيار التصعيد

وتتخوف تل أبيب –وفق الصمادي– من أن تؤدي المفاوضات النووية إلى تهدئة قد تُكبّل يدها لاحقا، لذا تُبقي خيار التصعيد مطروحا، مع مراعاة الموقف الأميركي الذي لا يزال غير محسوم تجاه أي عمل عسكري أحادي الجانب.

وأشارت الصمادي إلى أن إسرائيل تحاول خلق حالة إلحاح أمنية تضغط بها على البيت الأبيض لتغيير موقفه، مستغلة السياق الإقليمي الملتهب والارتباك الأميركي في التعامل مع ملف إيران النووي.

ويعتقد مصطفى أن فشل إسرائيل في الحسم العسكري بغزة جعلها أكثر حرصا على كسب الوقت عبر التهدئة، لكنها في الوقت نفسه بدأت الإعداد لمسرح عمليات جديد يتجاوز القطاع، مرجّحا أن تكون الضفة الغربية وجنوب لبنان جزءا من سيناريو المواجهة القادمة.

ويؤكد هويدي أن تهدئة غزة قد لا تكون أكثر من "هدنة اضطرارية" تمليها اعتبارات داخلية وخارجية، لكنها لا تعني أن الحرب وضعت أوزارها، بل إن إسرائيل تتعامل معها كمرحلة مؤقتة تسبق تصعيدا أخطر، قد لا يقتصر على حدود فلسطين.

مقالات مشابهة

  • أنور مالك : إيران والحرس الثوري درّبوا “البوليساريو” في تندوف لزعزعة استقرار المغرب والمنطقة المغاربية
  • هل تفضي التهدئة المرتقبة بغزة لمواجهة إسرائيلية إيرانية أوسع؟
  • هاتف Oppo Find X9 Ultra.. تسريبات تكشف عن كاميرا بيريسكوب 200 ميجابكسل
  • نقاش سري في إسرائيل حول ضربة إيرانية محتملة ورد استباقي
  • زلزال بقوة 4.8 ريختر وبعمق 76 كيلومترًا يضرب الفلبين
  • صحة الإسكندرية: لدينا كوادر طبية قادرة على التعامل مع أكثر الحالات تعقيدا
  • ترامب يتحدث عن كلفة تعديل الطائرة التي حصل عليها من قطر
  • خبير استراتيجي: روسيا قادرة على ضرب أي دولة معادية
  • آلاف طلاب الثانوية فى بورسعيد يواصلون إقبالهم على المراجعات المجانية | شاهد
  • رد عراقي على اتهامات أمريكية: لا هيمنة إيرانية على قرارات بغداد